كيف أوجه أبنى المتمرد؟
عندي ابن عنده 16 سنة وكل ما يشغل تفكيره هو اللعب وهو متمرد على كل شيء، وليس عنده أي طموح و هو في ثانية ثانوي السنادى ولكنه ترك دروسه عشان اللعب وكان يأخذ فلوس الدروس عشان يتفسح بها دون علمي وعندما علمت وواجهته وعدني بعدم تكرار ذلك مرة أخرى ورغم ذلك فعل ذلك الأمر مرة ثانية وتدخل بعض الأهل لإقناعه بالرجوع عما هو فيه حيث أن والده مسافر ولكني اكتشفت أنهم يسممون أفكاره عن طريق غير مباشر وكانت النتيجة أنه هيعيد السنة وكرهه لي الذي يزيد يوما بعد يوم ولا أستطيع السيطرة عليه ولا إبعاده عن الأقارب الذين يفسدونه وأصبحت علاقتي به الآن هي شراء ما يريده وإعطاؤه مصروفه وهو لا يريد البقاء في البيت مهما فعلت له لكي أتقرب منه ولو رفضت له طلب أرى أنه غير صالح له يتطاول عليه باليد وباللسان ويفعل أي شيء يعلم أنه يثير أعصابي رغم علمه أني مريضة وليس عندي القدرة على صده ومن بعض ردوده أنه يتمنى لي الموت.
أريد طريقة لأسترجعه مع العلم أنه كان طيب القلب ومتعاون ويحبني جداا ولا يقدر الابتعاد عني وذلك منذ سنة واحدة فقط، أريد طريقة للقضاء على أفكاره المسمومة التي وصلت إليه عن طريق الأقارب، ومن هذه الأفكار أنى قاسية القلب عليه وأني أفضل أخواته البنات عليه وأن الدراسة ليست مهمة وأنه لازم يستمتع بحياته وأن كل ما أفعله أنا له غير كافٍ، وأن من الفرض علي تلبية كل طلباته وليس لي الحق في الرفض وعندما كنت أجلس معه لأتقرب منه كان يقول لي أنت تضحكين علي هو أنا صغير هتضحكى علي بكلمتين ويتمرد علي زيادة وهو حتى لا يريد التقرب من الله.
أرجو المساعدة
15/09/2006
رد المستشار
السلام عليكم؛
بداية شفاك الله وعافاك من كل سوء أنت وجميع مرضى المسلمين. نقطة البداية لما يزعجك غارقة في الزمن مثل عمر ولدك وما زالت خيوطها ظاهرة من خلال بحثك لمبررات لسلوكه ولوم مجموعة الأقارب على سلوكه.
تصفين نموذجا للشخصية المعادية للمجتمع أو بداياتها والتي من سماتها عدم احترام الآخرين والأنانية وعدم القدرة على ضبط السلوك والاستسلام للنزوات وهو شكل من أشكال الاضطرابات النفسية كما تصنفها الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية ولكن للحق أنا دائمة الاعتراض على هذا التصنيف فهذه الفئة قادرة على التمييز وأسأل نفسي دائما هل هي غير قادرة على ضبط رغباتها ونزواتها بسبب خلل عملية التنشئة أم أنها غير راغبة في ذلك.
أختي في الله هذه فرصتك لتثبتي لصغيرك أنه لم يعد الطفل المدلل وأنه سيعامل مثلما يستحق سلوكه، إن الورقة الرابحة في يده معرفته بضعفك أمامه وغلبة مشاعر الشفقة على صوت العقل.
عزيزتي لست وحدك مسئولة عن مشكلة ولدك فغياب الوالد من أجل لقمة العيش أيضا ساهم في تشكيل شخصيته فلا تلومي أقاربك فولدك لم يعد طفلا بل هو مكلف شرعا عن سلوكه فخالقه يعرف أنه قادر في هذه المرحلة على ضبط سلوكه إن شاء، وهناك فرق بين التمرد وبين التطاول باليد واللسان على السلطة.
عزيزتي اربطي على قلبك حجر وكوني حازمة دون قسوة ووضحي له أنه إن لم يتبع القوانين التي ترينها مناسبة والتي تنطبق على باقي أخوته فهو سيخرج من مسئوليتك بالكامل، كلما بدأت هذه الخطة مبكرا كانت أمامك فرصة أعلى للنجاح في تعليمه ضبط سلوكه والتخلص من الدلال الزائد الذي حصل عليه كطفل، ولدك لم يتغير فجأة ولكن طلباته زادت وتلبيتها أصبحت أكثر صعوبة وكونه غير معتاد منك غير الدلال التام والخضوع له لم يستطع تحمل أي درجة أو شكل من الإحباط، لكن لا تصلي أبدا إلى حد طرده من المنزل ولا حرمانه التام من مكتسباته المعقولة والمساوية لباقي أفراد الأسرة والأمر ليس صعبا إن استخدمت عقلك وتحكمت عزيزتي في مشاعرك، وفي كل مرة يخرق هو القوانين ويتطاول عليك لا بد أن يكون هناك عقاب ترينه مناسبا.
لا تستسلمي لمشاعرك أمامه ولا تظهري له ضعفك بل كوني صلبة ظاهريا على الأقل لعله يرتدع. أذكر أن هناك استشارات مشابهة من أوائل ما ورد للموقع حول هذه الصور من المعاناة من الأبناء والأخوة اقرئيها وكان الله في عونك في مرضك ومسؤولياتك.
واقرئي على مجانين:
سرقةٌ وكذب وعدوانية : اضطراب التصرف
اضطراب السلوك المنحرف في الأطفال: هل له علاج؟
ليُّ ذراع الأم : ابنى يرفض المذاكرة