كنت مثالية....
أنا فتاة من مصر، كنت مثالية، دخلت كلية الطب، عندي أربعة أخوه، 2بنات، 2 أولاد. أبي طبيب، أمي مهندسة،........... بدأت المشكلة منذ بدأ أبي يضربني بقسوة حتى ينفجر رأسي بالدماء. وتكرر هذا الأمر بلا شفقة أو رحمة، من وقتها وأنا تعبت كثيرا، أبكي كثيرا، أنهار في كل مكان، وأخيرا حولت لكلية الصيدلة، وانهارت معي كل القيم........ حبي له، حبي لأمي... حاولت أن أصاحبها ولكنها......؟؟؟
وجدت نفسي أبحث عن الحنان في كل عين أراها، مع كل ابتسامه أو قلب رقيق....... مع أختي ولكنها.......؟؟؟؟؟؟؟ لا أعلم لماذا قسوتها علىَ منذ طفولتي رغم أنها تكبرني بثلاث سنوات...؟
ووجدت صديقة رائعة أسرتني بحبها الشديد وحنانها... فارتميت في أحضانها.... وأصبحت هي لي صديقة وأم وجده..... وشعرت أن الله عوضني قسوة أهلي بها....... وانفصلت بقلبي وعقلي عن البيت الذي لم أعد أشعر فيه بأي حب أو أمان..... وانفصلت بعقلي وقلبي عن البيت..... ووصلت للسنة الثالثة في صيدلة، بتقدير جيد جدا، لكنى لم أنسَ أبدا قسوة أبى علىَ علما أنه أبدا ما ضمني أو قبلني...؟
ولا أعرف لم الآن قد عادت إلىَ تلك الذكريات الأليمة...... لكن ما أعلمه جيدا أني في حالة سيئة......؟حتى أنني بدأت أستخدم موس وأدمي نفسي......، وبدأت تراودني فكرة الهروب من البيت أكثر من مرَة....؟
أبى بدأت قسوته تهدأ.. لكن كل الأوضاع الأخرى كما هي....؟؟؟؟
وبدأت أبالغ فيما يفعل معي والديََّ لأحصل على الحنان الذي أفتقده بالفعل من صديقتي التي أصبحت أتألم كثيرا في البعد عنها.....وأنا الآن أناديها ماما رغم إنها لا تكبرني إلا بخمسة أيام فقط {21سنه}....... تعبت كثيرا.. تعبت من المشاكل كل يوم مع أختي الكبرى، وأمي المسيطرة، وأبى اللي إما صامت أو يضرب ويزعق........،
أرجوك أجبني........
8/8/2006
رد المستشار
عزيزتي..
تشعرين بالتعب، بل بالإنهاك الشديد، فأن يكون البيت ملاذا للمشكلات، والقسوة، وموسيقاه دوما صاخبة مزعجة متوترة، إضافة إلى ما استقر في أفهامنا عن أن الأسرة يجب أن تكون مثالية حنانا وتماسكا وسكينة، فكيف لا تشعرين بعدها بما تشعرين به، وتندفعين في علاقات غير متوازنة مع نفسك ومع من حولك؟ إذن؟..
إذن ربما يبدأ الحل من تصحيح مفاهيمنا حول (الأسرة المثالية)، ونتقبل الخلل الموجود في أسرنا، وتقبلنا له لا يعني عدم الألم، لكن هذا التقبل هو اعتراف بأن هذا الخلل هو جزء من طبيعة الحياة الأسرية، مما يعيننا ليس فقط على رؤية الجوانب الإيجابية التي تحجبنا فكرة (مثالية الأسرة) عن رؤيتها في أسرنا التي تعاني من الاضطراب، ولكن ذلك يعيننا أيضا على مواجهة مشكلات الحياة خارج الأسرة، ويعطينا القوة أمام الصدمات والتحديات..
أتصور أن إدراكنا لحقيقة كهذه يعيننا على رؤية الأمور بإنصاف، كما يعيننا على توازن داخلي نخلقه لأنفسنا، ونستعين عليه بتجديد مساحاتنا الشخصية، عبر تفوق دراسي، وهوايات متعددة، ومشاركات اجتماعية متنوعة، ومعية ربنا قبل ذلك كله، استمدادا للعون منه..
أنت واعية بما يكفي لإدراك كوامن الخطأ في علاقتك مع صديقتك مثلا، فقط استعيني على فعل الصواب بتجديد أسلوب حياتك، زيارة طبيب نفسي قد تكون ضرورية بسبب إيذائك لنفسك وأترك التعليق على هذه النقطة للدكتور وائل..
خلي بالك من نفسك، وذلك يحتاج منك إلى صبر، وخروج من إطار الرتابة، وروافد تلون حياتك، هذه الروافد قد تكون عملا في المنزل، وقد تكون تكثيف علاقة بأقارب وصديقات، وقد تكون انهماكا في أعمال تطوعية، أو ذلك كله، فسكينة الروح تصنعها أيضا تفاعلاتنا مع الأشياء في محيطنا فضلا عن البشر كما يقول: د. ت. بيرم في كتابه سكينة الروح من منشورات الحوار الثقافي.
ويتبع ...............: الأسرة المثالية: كيف وأين؟ مشاركتان