رسالة من تحت الماء: ستسبح بإذن الله
رسالة من على الشاطئ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ردكم على مشكلتي الأولى (رسالة من تحت الماء) شجعتني على أن أراسلكم من جديد خاصة وأني قد استفدت كثيرا من تجربتي الأولى..... اليوم أستطيع أن أقول أنني تخلصت بنسبة كبيرة من مشاكلي في الرسالة الأولى(رسالة من تحت الماء)وصرت إنسانا طبيعيا جدا بعد مرحله العلاج التي طالت أكثر من ستة أشهر متواصلة وقد تطول إلى أكثر من ذلك.... فقد تم تشخيص حالتي على أنها اكتئاب مزمن(chronic depression).... وربما هذا التشخيص الدقيق هو ما أوصل طبيبي إلى العلاج المناسب...
ما يجعلني أراسلكم مرة أخرى هو أن أوجه رسالة لبعض مرضى الاكتئاب الذين فقدوا الأمل في العلاج أقول لهم: كنت مثلكم تماما ولكن مع:
(1) لابد من انتقاء الطبيب المناسب.
(2) التركيز الشخصي مع الطبيب.
(3) الصراحة والوضوح مع الطبيب المعالج بان تحكي له كل كبيرة أو صغيرة لها علاقة بالأمر.
مع القليل من الصبر والتحمل والإصرار تصل إلى الشفاء بإذن الله....
خلاصه الأمر أريد أن أقول أنني استفدت كثيرا من أيام المرض الصعبة التي طالت إلى أكثر من أربعة سنين... حقيقة أضعت الكثير الكثير من الوقت... وربما هذا الأمر بالتحديد هو مشكلتي الحالية... أصبحت الآن أكثر صلابة... وزادت قدرات تحملي لصعوبات الحياة... بالإضافة وأنني أصبحت أطلق على نفسي لقب خبير بعلم النفس أو الاجتماع من كثرة بحثي لحلول لمشكلتي أيام المرض...
نجحت في كليتي... وثبت أقدامي بها... ولكن لأنها الحياة فليس بها ما هو كامل... فمثل ما كان للتجربة مزاياها إلا أن لها عيوب كثيرة... تأخرت كثيرا في مجال دراستي............ وربما قد تغيرت شخصيتي إلى حد ربما لا يقارن بما كنت أتخيله لنفسي.. صحيح أن شخصيتي أصبحت قوية ولكن هذا قابله ضعف في الحياة الاجتماعية.. فما عدت أصادق الناس بسهولة كما كنت... إضافة إلى الضرر البالغ الذي أصاب علاقاتي القديمة نتيجة تقريبا لشبه مقاطعتهم مدة فترة المرض...
وأحتاج الآن إلى وقت قد يطول سنوات حتى أستعيد مهاراتي الاجتماعية وحياتي التي أتمناها لنفسي... هذه واحدة.... والأخرى أنني أثناء المرض تعودت على عادة لا أجد لها وصف ولا أعرف هل هي مفيدة أم لا.... ربما إحساسي بالضياع وعدم السعادة دفعني لاستثير عواطف الجنس الآخر (البنات) بغض النظر عن مدى علاقتي بهن..
تحت مظلة الحب (الزائف) كنت أعيش قصص حب لا أجدها جميلة إلا حينما أفكر فيها بيني وبين نفسي ولا يربطني والطرف الآخر سوى بعض النظرات العابرة والكلمات الصامتة وبعض (الجوابات) التي أرسلتها إليهن... ولكن لم يجمعنا حديث مرة....
كنت ولازلت أحب كثيرا...وأرتبط بهن عاطفيا كارتباط الطفل بأمه... كانت عيناي كلها شكوى من قسوة الحياة علي... أعرف مسبقا ردكم.... بأن هذا ليس له فائدة فهذا كله (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا دنا منه لم يجده شيئا) ولكن وحتى بعد العلاج لازالت عواطفي متداخلة.... ولازلت أمارس هذه العادة حتى الآن ولا أجد لها أي حل مريح.... وأستمر في ذلك برغم عدم تحقيق أي نتيجة إيجابية حتى الآن....
فهذه المشاعر الجياشة تجاه الجنس اللطيف ليس لها رادع عندي... ولا أقدر أن أعيش بدونها..ربما هي أحلى شيء في حياتي....
لكن لا أقدر أن أترجمها إلى علاقة جادة لها مسئولياتها خاصة وأنني أعاني من أسلوبي الاجتماعي بشكل عام.....
وشكرا لكم على المتابعة.
29/09/2006
رد المستشار
أهلا وسهلاَ ومرحبا بك من جديد على صفحة الاستشارات، الحقيقة أن مشكلتك لم تصلني إلا أمس الأول فاعذرني لأن التأخير في الرد لأنه من جانب الموقع وليس مني خاصة وأنى في أجازة من مجانين منذ عودتي من سفري الأخير إلى لبنان، سيدي الفاضل لقد قرأت مشكلتك أكثر من مرة وعدت إلى مشكلتك السابقة وعلى ردي عليك، وأحب أن أهنئك في البداية على أن تقدمت إلى الأمام وتخلصت من كثير من المشكلات التي كنت تعاني منها فالاكتئاب هو المحلة الصعبة ما بعدها يسهل أمره بإذن الله، وأحمد الله تعالى على أن ردي عليك كان مشجعاً لك على مزيد من التواصل معنا... اعتبر نفسك يا أخي صديق الموقع ودعنا نعرف أخبارك.
السطور الأولى من خطابك موجهة إلى من يعانون مما عانيت منه.. إلى مرضى الاكتئاب الذين لا يرون النور ولا يدركون أن لمعاناتهم مخرج وفرج قريب، وقد يكون كلامك له تأثير كبير فكما نقول في كثير من الأحيان "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب"، ولكن الأصح أن تسأل من نجح في التجربة بدلاً من أن تسأل أي مجرب!! فليس كل من جرب وخاض خبرة في الحياة قد نجح فيها ويمكن الاستفادة منه، فشكراً على نصائحك القيمة.
المشكلة الأولى:
دعنا الآن نتحدث عن مشكلاتك التي لا تزال موجودة، منها ما كان موجوداً من فترة طويلة وهي كيفية تكوين علاقات مع الآخرين، والحقيقة أن موقعنا ثري بردود وبرامج تساعد بشكل عملي على التقدم في تكوين علاقات اجتماعية وتنمية مهارة التواصل بشرط أن تطبق ما يرد في هذه البرامج ومن أهم المشكلات التي أود أن أحيلك إليها:
صعوبة التعامل مع الآخرين:الأنموذج والعلاج
كيف أكسب الأصدقاء؟
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
كيف أكون محبوبا بين الآخرين؟
البحث عن الحب والصداقة
أنت تقول أن مشكلتك قد تستمر لسنوات، وهذا صحيح ولكن في حالة واحدة فقط وهي أنك لا تبحث عن حل لها ولا تستفيد أو تطبق وتجرب وتثابر على تطبيق الحلول المذكورة في المشكلات السابقة.
المشكلة الثانية:
التي وردت في رسالتك هي علاقتك بالبنات، وأحب أن أوضح لك أن مرضك ليس هو السبب فيها، ولكن كل شاب في مثل سنك من الطبيعي أن يكون إنساناً يحتاج إلى أن يحب ويحصل على الحب من "البنات" فلا تعلق المشكلة على شماعة المرض!!.. لم توضح لي هل تذكر النظرات والصمت هو ما يسعدك؟ وإن كن هذا صحيحاً فهذا ما يمكن أن نسميه حب من طرف واحد، أم أنك تتخيل أشياء وحوار لم يحدث وهذا هو ما يسعدك؟ فإن كانت الإجابة بنعم على السؤال الأخير فهذا يعني أنك لديك ما يصح أن نسميه "أحلام اليقظة"، وستجد في الروابط التالية حلول فعالة لهذه الأحلام:
سرحان أم أحلام يقظة أثناء المذاكرة؟
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة بين الصحة والمرض
وسواس وأحلام يقظة
بعد أن اكتشفت أن احتياجك للحب أمر طبيعي وغريزي فهل يكون تحقيق هذا الاحتياج من خلال علاقات متخيلة زائفة؟ أو من خلال أحلام أساسها الاعتمادية؟ أظن أن كلاهما مزعج إلى حد كبير وإلا لما أرسلت إلينا مشكلتك... استفد من أحلام يقظتك بأن تحولها إلى تخيلات حول تكوين علاقات بالأصدقاء، ارجع إلى ردي على رسالتك الأولى رسالة من تحت الماء: ستسبح بإذن الله.
فكأنني أضيف إلى درى السابق ما يتناسب مع حالتك النفسية الآن، اقرأه الجزء الخاص بالإحساس بالوحدة، وأضف هذا التمرين: تخيل الحوار الذي يمكن أن يدور بينك وبين صديق جديد أو زميل تود التقرب منه، أو زميلة تود أن تصبح علاقتكما زمالة محترمة بدلاً من كونها حب من طرف واحد أ حلم يقظة، ثم نفذ هذا التخيل في اليوم التالي، وقم بهذا التمرين وتخيل كل العقبات التي يمكن أن تواجهك وكيف ستواجهها بطريقة مناسبة، بحيث يسهل عليك الاقتراب من الآخرين واكتساب مهارات تواصل جديدة كيفية التعامل.
في انتظار رسالة ثالثة من صديق الموقع.