أتركها أم أتزوجها؟
جزاكم الله خير الجزاء على ما تبذلونه من جهد واللهم أجعلكم ممن قال رسول الله فيهم في الحديث (إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس............... أولئك هم الآمنون عذاب النار يوم القيامة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاللهم أجعلكم آمنين من عذاب النار ويعدكم بجنته اللهم آمين.
سأعرض عليكم مشكلتي لكنى استحلفكم بالله أن تردوا عليا بأسرع ما يكون ولكم جزيل الشكر لأني في خطر، المشكلة باختصار قصة حب، تعرفت على فتاة تصغرني بست سنوات ونشأت علاقة صداقة بيننا دامت لمدة عام وكانت دائمة الإعجاب بي كشخصية وتطورت العلاقة بيننا حتى جاءت في يوم وصارحتني بإعجابها بي وحبها لي كنت حينها في أشد الاستغراب مما قالت وذلك لأسباب كثيرة منها أنها ثرية وتسكن المدينة، وأنا من أسرة بسيطة ميسورة الحال وهي من عائلة كبيرة السبب الآخر لأنها كانت تحب شخصا آخر وتركها وكانت قد أخبرتني بهذا .
في الحقيقة كانت علاقتي معها مجرد صديقة وصداقة أنا أرفضها لأنها ليست مشروعة في ديننا الحنيف ولا أعترف بها لكنه الفراغ العاطفي الذي أعاني منه وإني لم أفكر في يوم ما أن ارتبط بمثل هذه الفتاة والتي تقيم علاقات مع أولاد.
أنا لا أنكر أني غلطان لكنها غلطة منى ونزوة شباب للأسف غير ملتزم مع أني أسرتي كلها متدينين وملتزمين سواء البنت أو الولد والوالدين كانت لا تعجبني فيها جرأتها في الكلام مع أي ولد وللأسف كانت أمها على علم بذلك لكنها تعتبره من الإتيكيت المزيف اللائي تزعمنه نساء المدن لا أدري أمر بحالة نفسية عصيبة وأحوال مادية رديئة حيث أني كبير أخواتي ووالدي متوفى وأشتغل حتى أساعد في مصاريف البيت وتأخرت عن انتهائي من دراستي الجامعية للان حتى وصل بي السن إلى (32سنة) وبسبب ما أنا فيه وحين وجدت البنت لا تعترض على حالي هذا وجدت أنها فرصة حيث الجاه والمال والجمال لكن للأسف ليست بذات الدين التي أتمناها والله حلم عمري أن أتزوج بذات الدين التي تقربني لله عز وجل، لكنى من حين لآخر أتراجع وأرفض هذا الحب والذي أحسه تارة أنه تسلية بيننا وأحس بصدقها فيه تارة أخرى لكنى كنت أتراجع حيث أنها لا ترضخ لأوامري حينما آمرها بصلاة أو أي أمر ديني أو أطلب منها أن تلبس ملابس فضفاضة إلى آخره.
وبمرور الوقت بيننا وازدياد حبها لي وتمسكها بي رغم أني لما أطلب منها أن تلبس ملابس فضفاضة إلى آخره، وبمرور الوقت بيننا وازدياد حبها لي وتمسكها بي رغم أني لم أنتهي من دراستي وهى ذات مؤهل عالي ورغم ظروفي المادية والتي أكدتها عليها وراجعتها كثيرا إلا أنها تزداد تمسكا بي وبدأت تستجيب لمطالبي من حيث الصلاة عدم الخروج كثيرا إلى آخره من أمور منهي عنها شرعا للبنت.
ترددت كثيرا في ارتباطي بها حيث أني لا أرى فيها الزوجة ذات الدين التي أحلم بها بل استبعدت إطلاقا أن تكون هذه زوجتي والتي سمحت لنفسها أن تخرج معي وتكون صداقة معي كشخص غريب عليها وصارحتها بذلك أنني غير قادر على الارتباط بها لعدم التكافؤ المادي إلا أنها ألحت وظلت تطاردني بحبها لي وتمسكها بي حتى جئت في وقت وفكرت مع نفسي ولم لا طالما أنها تحبني وعلى استعداد أن تعيش معي أيا كانت ظروفي وقالت لي أريدك أنت حيث التدين والأخلاق أريدك أن تنشلني من بيئتي المزيفة والتي تهتم بالمظاهر فقط وتتجاهل الناحية الدينية خذني إلى أسرتك حيث التدين والالتزام.
صليت صلاة استخارة لكني لا أدري أحيانا أقتنع بها وأخرى لا أقتنع لكن بحبها لي أسرتني وشدتني لها لكني أخيرا اقتنعت أنها لا تناسبني إطلاقا حيث المستوى والفكر والمعيشة لأني أعيش في الريف لكني كنت متواصل معها في لقاءات ومقابلات حتى في يوم دعتني إلى بيتها وكانت فيه بمفردها وقالت طالما ترفض أن تخرج معي أريد أن أتكلم معك لأني في البيت وحيدة حيث أسرتها تسكن في محافظة أخرى وتسكن هي بمفردها في جواري في نفس المحافظة راجعتها أكثر من مرة وقلت لها أيصح ذلك أن ادخل البيت وأنت بمفردك لكنها لم تبدِ أي مانع بل تقول أنا واثقة من نفسي وواثقة منك.
غلب على الشيطان وذهبت وأنا على يقين بان ما افعله حرام حرام لكنه الشيطان ضحك على وذهبت إليها وتوالت الزيارات وبعد كل مرة أؤكد لنفسي أني مستحيل أتزوج منها بسبب أن سمحت لي ونفسها أن نختلي ببعضنا بل شككت بها ألا أكون الأول ممن دخلوا عندها لكن سامحني الله تواصلت معها في اللقاءات حتى وقعت بها وربنا يسامحني على ما فعلت لكنها والله هي التي استدرجتني لفعل هذا وبكل جراءة كنت أنا الخجول وهى الجريئة على فعل ذلك حتى أني جئت يوما وبكيت أمامها على فعلنا لكن ذلك لم يؤثر فيها شيئا.
بعد ما حدث هذا عزمت أن أبعد عنها حتى أتوب إلى الله واندم على ما فعلت بها ملحوظة أنا لم افقدها عذريتها لأننا كنا حذرين من ذلك .وبعدت عنها بالفعل لكنها بعد فترة اتصلت بي هاتفيا وقالت لي أنها تحبني ولن تقدر أن تستغني ولما تبعد عنى بعدما تعلقت بك ما حدث بننا كان من فرط حبي لك أرجوك لا تبعد عني لمَ تلومني أنا فقط وأنت أيضا أخطأت مثلى وأني والله ما لمسني أحد غيرك وما فعلته معك لأني اعتبرتك أن ستكون زوجي.
فكرت كثيرا وشعرت بالذنب وقلت لنفسي سأتحمل خطئي وأتزوجها عل هذا يكفر عما حدث طرحت الأمر على أسرتي ووافقوني لأني وصفت لهم فقط مميزاتها فقط دون عيوبها وتقدمت لأسرتها بطلب يدها من أبيها ووافق على شخصيتي حيث سأل عني وعلم أني من أسرة محترمة لكنه لم يرد علي الرد النهائي إلا بعد فترة حوالي شهرين كنا خلال هذه الفترة نتقابل في ظل أننا أخذنا طريقا رسميا في جوازنا وتأخر أبوها في الرد لظروف مرضه وإعيائه الشديد وأخيرا جاء إلي الرد بالرفض لأن أبيها اعترض عليا لكوني لم أنتهي من دراستي الجامعية بعد وأيضا لأنني لم أوفر لها إلا المهر القليل ويريد أن أستأجر لها شقة في المدينة مع أني امتلك شقة في الريف قرب المدينة كل ذلك جعله يرفض بعدما ظل شهرين حتى يرد عليا بالرفض.
طرحت ما حدث على أسرتي فنصحوني أن أبعد عنها لأنها ليس هناك تكافؤ مادي بيننا، لكنها عادت من جديد وتتمنى أن أعطي لها فرصة فأبوها لم يعترض علي كشخص وأنه موافق علي لكن بشرط أن أنهي دراستي أولا وبعدها نرتبط ومن جهة أخرى تريد أسرتي أن ارتبط في اقرب وقت لان والدتي تريد أن تفرح بي وتعيش بفردها في البيت حيث أن إخوتي الاثنين في الجامعة وغير متواجدين باستمرار في البيت وأيضا لأني كبرت ويريدون لي الاستقرار بزواجي من أي فتاة المهم أن تكون ملتزمة دينيا.
وحبيبتي تبكى لي مرارا وتستحلفني بالله ألا أتركها بل تقول لي اصبر حتى تنتهي من دراستك هذا العام وبعدها تتحل كل المشاكل أما من الناحية المادية فأبي لن يعترض على شيء تتقدم للزواج فالأهم عنده دراستك...!! ماذا أفعل خبروني بالله عليكم وأسدوا لي النصيحة فما زلت أقابل حبيبتي ونختلي ببعضنا البعض، أريد أن أتوب إلى الله وأن أقلع عما نفعل أريد العفاف أريد الصح أريد النور وأنا في أشد الرغبة للزواج حتى أعف نفسي لكن أباها يؤجل ذلك لما بعد الدراسة والله أعلم إذا كنت سأنهي دراستي أم لا في هذا العام حيث أنني أعمل ووقتي مشتت بين الدراسة والعمل لكني أريد أن أتزوج اليوم قبل غد حتى أعف نفسي ما الحل وماذا افعل بالله عليكم أفيدوني فإني ممزق منهار.
10/11/2006
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
نور الله بصيرتك يا أخي، وسدد خطاك. تمزقك الحيرة، ويمزق فتاتك الانكسار، والألم، والشتات، وحب قد ملك قلبها، فأهداها قربا من الله عز وجل، كما زادها ضعفا تجاه قيم الفضيلة التي أمر الله بالتمسك بها، لم تكن تطيعك في لباسها لأجلك، ولكن لأن حبك يجعلها أقوى وأقدر على الالتزام بأوامر الله، ثم هي في انكسار تردد خذني إلى عالمك، عالم التدين والصلاح.
ثم إذا ما تقدمت لوالدها قبل بك رغم تفاوت المستوى المادي بين أسرتيكما، لأن الأب العاقل لم يكن يهمه المال بقدر ما كان يهمه كونك من أسرة أصيلة، ومن ثم فأنت لن تهين ابنته، وستعاملها وفقا للأصول، وأخلاق الأسر المحترمة، وطلب منك طلبين، تنازل عن أحدهما أمام تمسك ابنته بك، وبقي الطلب الثاني: أن تنهي دراستك الجامعية، وهو طلب مشروع وعاقل جدا.
تطلب ذات الدين يا أخي، ولست أرى في هذه الفتاة إلا تدينا ومجاهدة، تسير إلى الله عز وجل فيستقيم سيرها تارة، ويتعثر تارة، وبيئتها لها مقاييسها الخاصة ليس فقط في القيم لكن في التدين أيضا والتي تختلف عن مقاييس بيئتك الريفية. لكنها لا ترى في بيئتها إلا الفساد ولا ترى في بيئتك إلا الصلاح، فهل هذا هو الواقع حقا؟
حسنا، ما التدين؟ هل هو فقط التمسك بشعائر الإسلام الظاهرة؟ أم هو يجمع بينها وبين تفاصيل قد يراها الناس صغيرة وهي عند الله عظيمة، كحسن الخلق، وأداء الحقوق لأصحابها. ثم هل التواصل مع الجنس الآخر محرم بأي شكل؟ أم له ضوابطه؟ بحيث يظل في أطر لا تنتقل به إلى الكلام المحرم أو الخلوة المحرمة
.
هذه النظرة التي تنظرها الفتاة إلى بيئتها مقابل نظرتها إلى بيئتك هل هي صحيحة حقا، بحيث تخلو بيئتها من كل فضيلة، وتخلو بيئتك من كل نقيصة هل هذه النظرة متوازنة، وهل تتفق معها في ذلك؟
بيئتها تجعلها أكثر جرأة، لكن أكثر صدقا مع النفس والغير، لا أبرر لها جرأتها في دعوتك إلى ما حرّم الله، لكني أحاول أن أسلط الضوء على جوانب أراها غائبة عنك. ثم تلومها بشدة، وتجلدها بسوط خطيئة أنتما مشتركان فيها، ولئن كانت يا أخي حملت وزر دعوتك إلى خلوة محرمة، فأين دينك وأنت من نشأت في بيئة (ملتزمة) كما ذكرت، أليس كان أدعى لأن يعصمك عن مسالك الحرام.
وترى نفسك في كل مرة أنك تفوقها دينا والتزاما، وأخاف عليك من عجب خفي يا أخي فلربما رؤيتها لتقصيرها هو سبب لأن يغفر الله لها. أريد فقط أن تراجع مقاييس التدين لديك يا أخي، فلربما نظرت إلى الفتاة التي صدقتك في حبها واعترافها بحاجتها إليك لتقترب من ربها، أقول ربما نظرت إليها نظرة تختلف عن النظرة المثالية التي تنظر بها إلى التدين، ولئن كان تقصيرها في الحجاب وكثرة الخروج (ولا أفهم لماذا يعد الخروج من المنزل خروجا عن التدين لديك) فهل يقابل ذلك عندها صفات طيبة، وأخلاقا حسنة، أو بعبارة أخرى قد تجد الفتاة التي تلبس الحجاب، ولا تخرج من المنزل، لكن يقابل ذلك اتصافها بأخلاق سيئة أو تكون أخلاقها دون أخلاق الفتاة التي تتحدث عنها، لا أحد منا يخلو من التقصير ولكن يتفاوت هذا التقصير ظاهرا وباطنا، وليس التدين خلو من التقصير لكنه أوبة بعد أوبة إلى الله بقلب صادق مخلص موقن بأنه تعالى التواب الرحيم.
هل كنت تتخذ علاقتك بها كمسكن يخفف عنك آلام الوحدة ولا يهم إن ازداد تعلقها بك وإيمانها بك؟ وهل الزواج عندك قرار سهل بحيث تقدم عليه تحت ضغط مشاعرك المتقلبة، وأين تدينك بل وقيم أسرتك الأصيلة وأنت تقبل أن تستمر علاقتكما مع عدم حسمك لموقفك تجاهها مع نفسك أولا؟
لست ألومك هنا، بل أفكر معك بقلب ناصح، ولو كنت لم تقلل من شأن الفتاة التي أحبتك، وحرصت بصدق على أن تلتقيا في الحلال، ودافعت أمام أسرتها عن حبكما، لو كنت لم تستصحب في كل لحظاتك معها استعلاءك عليها لأنك صاحب الدين والقيم، وهي بنت المدينة المتحللة من القيم والفضيلة، لكنت أجبتك عن سؤالك بان اصبر يا أخي حتى تكمل عامك الجامعي، واستعن على ذلك بالصوم، والصلاة، والعفة، ولا تفترفا ما حرم الله، وليكن لقاؤكما في أماكن عامة، وذلك كله بعد أن تتأكد من موافقة والدها عليك حقا.
لكن وبعد كل ما ورد في رسالتك، أقول لك فكر في حديثي إليك عنها، واحسم أمرك مع نفسك هل تريدها حقا كزوجة، هل ستعطيها حقها من التقدير والمعاملة الجيدة، أم ستظل تشعر أنك تفضلت عليها لأنك تزوجتها، احسم أمرك مع نفسك بصدق، وهذه الخطوة وإن كانت متأخرة لكنها أفضل من أن لا تأتي، فإذا اطمأنت نفسك إلى انك ستكون زوجا صالحا لها، وأنها هي من تريد أن تكمل حياتك معها، فأقول لك اسع للارتباط بها برجولة، كلم أباها عن صادق رغبتك في الارتباط بابنته، فإن قبل أن يتم الزواج مبكرا فهو خير، وإن لم يقبل وله عذره في الرفض فتحمل مسؤولية علاقتكما بشجاعة واصبر يا أخي حتى يجمعكما الله.
أما إذا وصلت بعد التفكير المتأني إلى أنك لا تريد إكمال العلاقة، لأنك لا تتقبلها نفسيا كشريكة لحياتك، فأعلمها بذلك صراحة، واطلب منها أن تسامحك على تذبذبك وعدم حسمك لأمرك من البداية وعدم تحملك لمسؤولية الكلمات التي بحت بها إليها، والأفعال التي اقترفتها معها، وانفصالكما خير من علاقة هشة متآكلة، واطلب من الله أن يسامحك على أذيتك لها، واستغفر الله لك ولها. هذا ما أرتئيه في مشكلتك، والله تعالى أعلم وأحكم. وأساله تعالى أن يلطف بكما، ويهديكما، ويكرمكما، ويصلح حالكما، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ويتبع ..............: أتركها أم أتزوجها؟... ؟؟؟! مشاركة