السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكركم أولا على هذا الموقع الجميل وأود أن تساعدوني في مشكلتي أولا أنا طالبة في الجامعة وعندي 20 سنة، ومشكلتي بدأت من صغري وأنا عندي حوالي 12 سنة وهي النحافة.... أيوه النحافة ممكن البعض يشوفها موضوع تافه ومش مهم لكن صدقني محدش بيحس بالحاجة إلا لما يجربها في الأول وأنا صغيرة كان كثير من البنات تضحك عليه ويسخرن مني ويخدوني النكتة بتاعتهم بس أنا مكنتش باخد بالي لكن بعد ما دخلت ثانوي بدأت آخذ بالي والبنات كان هزارهم بيزيد قوي عن الحد لدرجة أنهن أوقات كانوا بيشبهوني بالحيوانات وغيره فبدأت من الوقت ده أكره جسمي ولا أتقبله وبدأت محبش أخرج كثير علشان الناس متشوفنيش وتعلق عليّ وبعد ثانوي رحت الجامعة وما أدراك ما الجامعة طبعا كل بنت مش شايفة غير نفسها ومايهمهاش أن تجرح حد بالكلام فكثير من البنات تعلق على رفعي قدام الناس و تنظر ليه نظرة اشمئزاز وصعبانية في نفس الوقت كأني حشرة أو كائن غريب واقف قدامها فبدأت لما يحصل لي كده أرجع البيت وأفضل أبكي ولكن هذا البكاء ليس اعتراضا على خلق الله فالله خلقني في أحسن صورة وأنا أحمد الله عليها ولكن الناس هي التي تضطرني إلى ذلك.
بالإضافة إلى كل هذا لم أخلو من تعليقات ومعاكسات بعض الشباب الذين يجرحونني أمام أصدقائي بكلمات تجرح أي حد مثل تشبيهي بالبرص والصرصار وغيرها كل هذا أدى بي إلى الآتي:
- أفضل السير في الأماكن التي لا يمشي بها أحد حتى لا يراني الكثير ففي الجامعة أفضل المشي في الأماكن الفارغة حتى ولو أبعد عن الطريق الآخر حتى لا يراني الكثير.
- إذا مشيت ورأيت أو سمعت أحد يضحك أظنه أنه يضحك علي.
- في المنزل إذا قام أحد بزيارتنا أرفض الجلوس معهم خشية من أن يعلقوا على جسمي .
- أفضل الخروج في الأماكن التي لا يعرفني بها أحد فمثلا أرفض الخروج كثيرا في بلدي وحضور الأفراح وغيرها علشان ما تجرحش تاني من الناس وأشوف في عينيهم النظرات اللي تقتلني
أنا عارفة أني طولت ولكن صدقني أنا شايفة المشكلة دي خطر عليّ في المستقبل لأنه بدأ عندي الإحساس أن مفيش شاب هايرضى يتقدم لي وكمان قلقانة على الشغل لأني هاخلص السنة دي ولازم أشتغل وما أدراك مجتمع الشغل أنا واثقة أني هاشوف فيه اكتر من اللي شفته ومش عارفه أعمل إيه
أرجوك ترد وتساعدني في حل مشكلتي، ولكم منا جزيل الشكر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
15/12/2006
رد المستشار
عزيزتي "منة"؛
والله الدنيا ذي مغلبة الناس كلهم، ولا تجدين أحداً راضيا بحاله، لا السمين مبسوط ولا النحيف راضي، وكذلك لا الطويل ولا القصير مبسوط بحاله، وعلى فكرة معظم المعمرين من النحفاء، وقصر العمر إحصائياً –والأعمار بيد الله- من ضرائب السمنة وزيادة الوزن، والذين يمتلكون النحافة الصحية من أمثالك يا منة أجسادهم تتمتع بمناعة ومقاومة أكثر للأمراض وهذا ثابت بالأبحاث العلمية، وكان من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم من هم شديدي النحافة من أمثال سيدنا عبد الله بن مسعود؛ لدرجة أنه تسلق شجرة ذات يوم ليقطع للنبي صلى الله عليه وسلم عودا من الأراك (السواك) فضحك الصحابة من دقة ساقيه، فقال صلى الله عليه وسلم: "والله إنهما لثقيلتين في الميزان"، ومن الواضح أنك تعولين على شكل جسدك في الكثير من تأكيدك لذاتك وثقتك بنفسك وهذا ليس بالصواب؛ فكثير من الممثلين المحبوبين بالنسبة لنا كان شكلهم المضحك سبباً في شهرتهم وفي حبنا لهم لأنهم تعالوا وتساموا على أشكال أجسادهم المميزة بالسخرية الذاتية منها، وهذا ما نطلق عليه "روح الفكاهة والمرح". وليس بشكل جسدنا فقط نكتسب حب واحترام الناس. أليس كذلك؟؟!!!
أما موضوع الزواج، فهناك من الرجال من يعشقون النحيفة، والنحيفة جدا، والعكس صحيح.
والآن دعيني أنقلك إلى كلام ونصائح المتخصصين في موضوع نقص الوزن:
إن لم يكن بوسعك أن تكتسبي بعض الوزن حتى إن كنت تتناولين ما يكفي من الطعام فيجب أن تستشيري طبيبا متخصصا في التغذية لتعرفي إن كنت تعانين من أي مشكلة جسمانية مثل مشاكل في الغدة الدرقية مثلاً، وتذكري –مع ذلك– أن الضغوط النفسية يمكن أيضا أن تكون سببا في عدم قدرتك على اكتساب المزيد من الوزن.
أما إن لم يكن هناك أي سبب عضوي، وإن لم تكن هناك ضغوط نفسية أيضا، فقد ترغبين في استشارة أخصائي في العلاج الحركي والذي يمكن أن يعيد التوازن إلى معدل الطاقة المنخفضة في جسدك بحيث تعمل كل أجهزة الجسم في حالة انسجام تام.
ولا تنسى أنك:
تستطيعين تناول الطعام في هدوء وسكينة لاكتساب بعض الوزن تدريجيا. كما يمكنك أن تتعلمي كيف تتقبلين الطعام وتستخدمينه بطرق بناءة؟.
وأنت مع كل يوم ستزدادين هدوءا وسكينة وتستطيعين التخلص من كل ما يزعجك؛ وذلك كي تنعمي بالهدوء والسكينة. عندما يبدأ عقلك وجسدك في الهدوء تستطيعين مواصلة عملك بفاعلية. وعندئذ ستقولين في نفسك كنوع من الإيحاء:
لقد بدأت أتفاعل بشكل أكثر هدوءا مع البيئة وأحتفظ بهدوئي واسترخائي، وأزيد من توجيه انتباهي يوما بعد يوم إلى الطعام. لقد بدأت أكتشف أن هناك المزيد من الأطعمة التي أستمتع بها . لدهشتي وسعادتي اكتشفت أنني أستطيع تناول كميات كبيرة من الطعام. وبدأت أكتسب بعض الوزن بالتدريج، وأنا سعيدة أن الوزن الإضافي الذي اكتسبته قد استقر في مكانه الصحيح. وإنني أتنفس بارتياح وأواصل تناول الطعـام وأنا سعيدة بذلك.
والآن تصوري نفسك جالسة أمام طبق كبير من الأطعمة الشهية وأنت تتناولين الطعام في ســـعادة واستمتاع. ثم تصوري نفسك تدخلين في جسمك لكي تراقبي كيف يتحول الطعام إلى أنسجة وطبقات رقيقة من الدهون المفيدة لكي تملأ كل الأجزاء التي بحاجة إلى قدر من الامتلاء. ثم غيري المشهد وانتقلي إلى تخيل الصورة الخارجية لجسدك أمام المرآة وتصوري أنك بصدد ملاحظة كل الوزن الزائد في الأماكن الصحيحة من جسدك.
نصائح مفيدة:
قبل أن تطبقي برنامج الإيحاء السابق والنص الخاص باكتساب بعض الوزن استرخي أولا لكي تساعدي جسمك على الاسترخاء العميق.
إن كان هذا ممكنا، احصلي على قسط من الراحة بعد تناول الطعام.
أخري القيام بغسيل الأطباق أو أي عمل آخر بعد تناولك لطعامك، واستلقي لمدة عشرة أو خمس عشرة دقيقة. حيث أن الهضم يكون بحاجة إلى الكثير من الطاقة، فأنت بذلك تساعدين جسمك على الاحتفاظ بالطاقة، وذلك حتى تمنحينه القوة الكافية للقيام بعملية التمثيل الغذائي.
لا تجبري نفسك على تناول الطعام لمجرد أنه مرتفع السعرات الحرارية؛ فكون الطعام مكسبا للوزن لا يعني أن جسمك سوف يتقبله. إن توسيع نطاق الأطعمة التي تتناولينها مع الإبقاء على تناول الأطعمة الصحية يعتبر أفضل كثيرا بالنسبة لك.
إن كنت تجدين صعوبة في تناول كميات أكبر من الطعام، أحرصي على تناول الطعام عدة مرات يوميا. لا تجبري نفسك على الإطلاق لتناول المزيد من الطعام إن كنت لا تشعرين بأنك قادرة على ذلك. لأن إجبار نفسك على تناول الطعام سوف يولد الضغوط التي سوف تحول بدورها دون إكساب جسمك الوزن الإضافي المطلوب.
لا تزني نفسك أكثر من مرة واحدة أو مرتين أسبوعيا . وتذكر أن كل جرام تضيفينه إلى جسمك له قيمته. وبعد كل هذه النصائح أتمنى لك من سويداء قلبي يا "منة الله" -وكرمه على والديك- أن ترضي عن شكل جسدك أياً كان، وأن يزيد وزنك حتى ترضي عن نفسك، وأن تستمري في مخالطة الناس، وإن حدث تهكم أو سخرية من أي شخص على شكل جسمك فلا تنسي أبداً روح الدعابة والمرح كحيلة دفاعية ناضجة نتغلب بها جميعاً على عيوبنا الخلقية، وعلينا أن نسعى وليس علينا إدراك الأماني.