اعترافات ثقيلة الظل ..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولا:لا يفوتني أن أشكر أستاذتنا الكريمة...... أ/أميرة بدران على الرد الصادق
ثانيا: صديقتي القادمة من الماضي صاحبة المشكلة... تعرفين لما أنعتك بأنك قادمة من الماضي؟ وأي ماضٍ أقصد؟
إنه ماضي حياتي أنا... فكأن سطورك تلك كتبت بأناملي أنا وبثتها مشاعري أنا وليس أنت...... ولكن بتاريخ يعود بسنة للوراء.
نعم صديقتي واسمحي لي أن أقول صديقتي طالما جمعتنا نفس الأحداث... حيث أنني اعتبرتك قادمة من الماضي فلتعتبريني أنت أنني قادمة من المستقبل... أتمنى أنك تفهمين ما أريدك أن تتخيله.
لن أحكي قصتي فلو حكيتها فسيعتبرها كل من يقرأها قص ولزق لقصتك... المهم أريد أن أجزم لك أنني كنت أحمل كل تلك المشاعر وكان هو يحمل أكثر منها لي وواجهتنا نفس مشكلة عدم تقبل أهلي لظروفه وإصراري أنا على تحمل تلك الظروف.. وقال لي أنني موهومة بقدرتي على التحمل تحت تأثير عواطفي الجياشة.. وعشت وهو وأهلي شهورا من الصراعات كلٌ متمسك برأيه يحاول باستماتة إقناع الآخر... ولن أقول لك ماذا فعل هو ليقنع أهلي أنه لن يجعلني أعاني ولو لثانية... قدم كل الأدلة والبراهين المحسوسة والملموسة..... ولكن هيهات أن يلتفت له والدي فقد أصدر الفرمان يومها لن أنسى أنني صرخت بوجه والدي (وليت صوتي حبس قبل أن يعلو بوجه والدي حفظه الله) صرخت قائلة أنت تريد أن تبروزني عندك هوا ماحدش ربى وكبر غيرك؟!!!!! سبب ذلك أن أبي كان يفخر بي أيما فخر ولا يرى أحدا في هذه الدنيا يستحق أن يظفر بي... كان دائما ما يقول لي ذلك فجعلني أعتقد أنه لن يزوجني أبدا ولكن طبعا هو لم يقصد ذلك.. إنما فقط من حقه أن يفخر بنتاج تربيته فقد أثمرت طبيبة متفوقة علميا وعمليا يشهد الجميع بأخلاقها وتدينها.
لن أطيل المهم يومها كان رد أبي على صراخي في وجهه... دموعا سقطت من عين والدي.. قال لي وما زال لا يستطيع احتباس دموعه قال ارحميني يا بنتي فأنا مستعد لأن أضحي بالغالي والنفيس لكي أحقق لك أمنيتك بارتباطك بهذا الشاب الذي لا أنكر عليه أخلاقه وتدينه وحمله لكتاب الله وتفوقه العلمي والعملي ولكن لا أستطيع أن أغمض عيني عن المرار الذي أراه في انتظار مستقبلكما.
وقال المقولة التي أريدك أن تتأملي فيها كثيرا (دفع الضرر أولى من جلب الفائدة) تفكري فيها على مهل ستجدين فيها خلاصا من حيرتك إن شاء الله، أما أنا وأمام دموع والدي..... عرفت أني أحب والدي أكثر... بل كرهت اليوم الذي عرفت فيه حبيبي نعم كرهت اليوم الذي أتسبب فيه لوالدي الحبيب بكل هذا الألم لدرجة أنه لا يتمالك دموعه وهو من الشدة والحزم ما جعلني أعتقد أنه لا يملك مثلنا جهازا دمعيا (بالمناسبة معرفتي بهذا الشاب كانت من خلال العمل وليس الانترنت أي أنها أكثر تعلقا من علاقتكما)... لا تقولي أنني لابد لم أحب كما تحبين أنت فقط تخليت أنا عن حبيبي في لحظة... تخليت وأنا أتألم وانكسر قلبي وانهارت أحلامي وحزنت وانعزلت لفترة حتى عن والدي الذي من أجل بره تركت حبيبي الكامل الأوصاف وإن كان الكمال لله وحده.
حبيبتي في أول اختبار حقيقي ستختارين والدتك وستختارين برك بها... فنحن جميعا لنا أما واحدة وأبا واحد فقط... ولكن لنا أحباب كثر وربما يكون لنا أكثر من زوج لو كتب علينا القدر مثلا الانفصال عن أزواجنا يوما... تذكري صديقتي في المحنة أننا عشنا مع أهلنا أكثر مما عشنا مع الأحباب ولمسنا من أهلنا الفعل والقول والعطاء بلا حدود وبلا انتظار المقابل.. أنا واثقة أن كفة الأهل هي الأرجح بكل المقاييس.
الأهم من كل ذلك أنني الآن أحدثك من المستقبل حيث أنني لا أعاني من أزمة قلبية مثلا أو اكتئاب مزمن بسبب استسلامي وتنازلي عن رجل أحلامي... وتقدم لي من هم بنفس صفاته وأخلاقه وتعجبت يومها من ظني انه الوحيد المتفرد بها ربما لأنها تجربتنا الأولى مع الجنس الآخر... صديقتي كوني على يقين أن النصيب الذي كتبه الله جل وعلا علينا ينتظرنا يوما ما.
أتمنى أن أكون أسهمت ولو بجزء طفيف في تخفيف همك وحيرتك.. ويا رب أن يصادف أن تقرئي مشاركتي علها تمس شيئا لديك.. ودعينا نستمر في نظرية الماضي والمستقبل الذي حدثتك عنها في البداية... وأنا موجودة بقربك متى احتجت لأن تسألي عن شيء سواء من الماضي أو المستقبل.
9/12/2006
رد المستشار
حسنا يا ابنتي أدام الله عليك برك بوالديك، وعوضك عما احتسبته عند الله عز وجل خيرا، وأجدها فرصة لنعلم جميعا أن حق الأهل علينا أوجب ليس فقط لأن الله أراد ذلك ولكنه الحب نعم الحب.
فنحن نشارك الأصدقاء عالم الحب والمحبين فنجد الكثير والكثير من المشكلات التي يكون سببها أن ما نتصوره حبا ليس إلا إعجابا أو عشقا مرضيا أو حبا من طرف واحد أو... أو... ويصعب على البشر عموما أن يحبوا كما يجب أن يكون الحب وأن يفهموا أن الحب عطاء ليس منتظرا لمقابل وأن الحب له ثمن من الصبر والبذل والجهد والتقبل والاحتواء رغم ما قد يعصف به أحيانا من تقلبات!!
ويتعرض الحب للكثير من الاختبارات منها اختبار الزمن ومنها اختبار تعارض المصالح والكثير والكثير ولم أجد حبا كما ينص قانون الحب الحقيقي مثل الحب النابع من قلب الأهل لأبنائهم وأجمل ما فيه أنه يعطى بسلاسة ويسر دون إطلاق صيحات مزعجة ودون تحري للمقابل فقد جبل الله الوالدين على حب أبنائهم أما الأبناء فيحتاجون إلى الكثير من العطاء حتى يحبوا آباءهم فعجبا لك يا حب.
ويتبع>>>> : اعترافات ثقيلة الظل م