هل زوجي يحبني أم لا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
وبارك الله فيكم علي فسح المجال لنا أن نعبر عن مشاكلنا بحرية وبدون قيد، قد لا نملكها حتى مع الأقربين لنا نعم أنا لا أستطيع أن اشتكي إلى أمي أو أختي أو حتى صديقاتي من مشكلتي التي لا أعرف كيف أصفها! وأنا هنا أكتبها فقط لأنفس عن نفسي وأخرج تلك الشحنات التي تكاد تمزق صدري وتذهب بعقلي وتفقدني صبري قد تتساءلون ما هي مشكلتي؟
إنه زوجي ومن غيره بيده سعادتي أو شقائي؟ زوجي الذي طعنني في صميم أنوثتي، زوجي هجرني في فراشي ولا ينام معي، ينام في غرفة منفصلة!، أكثر من سنة وأنا أرجوه أن ينام معي ولكنه يرفض ولا يذكر السبب!
وحتى أنه لا يجامعني إلا إذا جئت إليه! لا يطلبني أبدا ولو بقيت شهورا، مع أن صحته بخير، وإذا لم أذهب إليه يكون عصبي ومتضايق جدا وعندما أسأله لماذا؟ لا يأتي إلي هو يرد علي بأنه أنا التي يجب علي أن أذهب إليه!!
عنيد عصبي يحتقرني أمام الناس، ويفعل هذا عن قصد، وإذا سألته أن يعاملني بما يرضي الله يغضب ويقول أنه يعاملني بالحسنى! احترت معه لم أعد أعرف كيف أتصرف معه، جلست معه كثيرا وحاورته كثيرا، وسألته إذا كان يحبني أو لا؟ ولماذا يعاملني هكذا؟
وقلت له، إذا كان ليس سعيدا معي فليتزوج غيري نعم قد تستغربون قلتها له وقلبي كله جراح من حبيبا طالما انتظرته وخبئت له مشاعري فلم أمنحها إلى أي أحد قبله، قلت له إذا كنت غير سعيد معي تزوج غيري، ابحث عن سعادتك مع غيري، لماذا تعيش تعيسا مع امرأة لا تحبها أو لا تكن لها أي مشاعر! تصوروا رده كان بالرفض! لا أعرف كيف أفهمه أو أتصرف معه!
أنا هنا لست أشكو أو ابحث عن حل فقط أريد كتابة ما في صدري لأنني لا أستطيع أن أقول لأي أحد أن شريك حياتي وحبيبي الذي انتظرته طويلا، وبنيت أحلامي عليه يهجرني ولا يريدني، ولكن إنما أشكو بثي وحزني إلى الله والأكثر الآن ما يضيق به صدري ولا أستطيع البوح به إلا إلى الله ثم لكم أملا في أن يهديني الله إلى طريقة أحسن بها من حالي، وفي الحقيقة أنا أيضا لا أعرف لماذا زوجي يتصرف هكذا.
ولقد كانت لدي مشكلة سابقة كتبتها في هذا المنتدى في ذلك الوقت، ولكن مشاكلي مستمرة، فقد حاولت أول أمس مع زوجي ورجوته أن ينام معي في الغرفة وألححت عليه ـ وضللت أرجوه طويلا لكنه لم يرد عليا حتى وحاولت أخذ وعد منه أن ينام معي قريبا، ولم يرد عليا! ولكن أمس في النهار كان يبدو متعبا جدا وكان يريد أن ينام بحجة أني لم أدعه الليلة السابقة ينام، ولكن ولدي الصغير كان يجري ويلعب؛
فقام زوجي غاضبا وبدأ في الصراخ، وبدأ يسبني ويشتمني وقال: أني لا أفهم شيء وأني لا أريد أن أفهم شيئا، وأني غبية وأنه يعيش في جحيم معي، وأني مصيبة!، وأنه لا يعرف لماذا أنا أفعل أشياء تسوئه عن قصد وأني أفعل كل شي مقصود وأخطط له، وأنه لا يثق بي، وأشياء كثيرة جدا!! والله أني صدمت من الكلام الذي أسمعه، ولماذا كل هذا؟!! وسألته ما الحل لكل مشاكلك هذه؟ رد علي بأنه ليس لديه أي حل وأن حالتي مستعصية، وأني حتى لو تركته فلن أعيش في هناء، وأنه سوف يقتلني!! تصوروا!
أرجوكم ردوا علي بسرعة كيف أتصرف وهل هو طبيعي أو لا؟؟ أنتظركم على أحر من الجمر.
14/10/2003
رد المستشار
الأخت السائلة، أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين؛
عندما يهجر الزوج زوجته فهو إما زاهد في الممارسة الجنسية عامة، أو عاجز عنها، أو زاهد في زوجته، أو معاقب لها، والهجر في الفراش هو أعلى عقوبة داخل نطاق الأسرة، ولا يحل للرجل أن يفعل ذلك إلا بسبب واضح.. ولداعي الإصلاح أو التأديب، وبالتالي لفترة مؤقتة.
والخلاصة هي أن زوجك إما يجهل أمر الدين والدنيا، فلا يعرف أن هذا الذي يفعله هو أمر يأباه الدين، وضد الفطرة الإنسانية، أو أنك قد فعلت ما تستحقين بموجبه هذا العقاب القاسي وفي كل الأحوال لا يصح أن تبقى الأسباب وراء هجره لك بمثابة ألغاز غامضة.
أنت تحبينه، ومتعلمة تعليما عاليا، فهل يصعب عليك أن تتعرفي على السبب وراء هذا الهجر الذي طال؟ ومن ثم التفكير في إصلاح ذات البين أو الانفصال عنه, إذا لم يكن هناك حل؟!
إذا عجزت عن هذا وذاك فاطلبي المشورة من طبيب نفساني ثقة، وأقنعي زوجك بالحسنى أن يذهب معك للاستشارة، وإذا استحالت كل الطرق في التفاهم فارفعي أمره لحكيم من أقاربك أو أصدقائه أو مسئولي أقرب مركز إسلامي إلى جواركم، ودافعي عن بيتك وعن نفسك واستعدي لكل احتمالات الطلاق والانفصال.
وتابعينا بالتفاصيل والتطورات، لأن غموض الصورة أمامنا يعني أن نمنحك إرشادات عامة، واحتمالات متنوعة، بينما يلزم تكوين صورة واضحة عنك وعن زوجك الأمر الذي لم تتحه رسالتك، والله معك ومعنا.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي؛ الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك، لقد وضح لك أخي وزميلي المستشار الدكتور أحمد عبد الله، حاجتنا إلى تفاصيل أكثر توصيلا للأسباب الحقيقية لأزمتك مع زوجك، إلا أنني لا أستطيع أن أتجاهل ما نبهني إليه قولك في إفادتك: (ولكن أمس في النهار كان يبدو متعبا جدا وكان يريد أن ينام بحجة أني لم أدعه الليلة السابقة ينام)، فأنا من هنا ومن بقية السياق أستطيع أن أقول لك أن أحد أسباب مشكلتك مع زوجك هي عدم اختيارك للوقت الصحيح للتفاعل معه أيا كانت نوعية هذا التفاعل.
فقد كان يحتاج إلى النوم بينما أنت مصرة على أن يتكلم معك وأنت بذلك تستفزينه، فتكونُ النتيجة أنك لا تحصلين على النتيجة المرجوة ولا تعطينه حتى الإحساس بأنك تراعين ظروفه، ولكنني في نفس الوقت أقول لك أن زوجك يبدو متشائما أكثر من اللازم لأن كونك تحبينه وتراعين الله فيه يعني دائما أنك ستستطيعين بإذن الله الوصول إلى أسباب المشكلة، وإن شاء الله ستحلينها، ولا ينبغي أن تعتبري أن ما قاله لك في لحظة انفعال أو غضب كلاما يؤخذ على معناه الواضح وكأنه يعبر عن الحقيقة، فهو مستعد بالتأكيد لمراجعة نفسه، إلا إن كان هو نفسه مكتئبا وهذه ربما تفسر كثيرًا من الحادث بينكما.
وعلى أي حالٍ سنحيلك إلى قراءة إجابةٍ سابقة على صفحتنا استشارات مجانين تحت عنوان: التوافق بين الزوجين: قواعد عامة وبعد ذلك نرجو أن تتفضلي بالكتابة لنا لا وأنت في منتهى الانفعال كما حدث في هذه المرة، ولا وأنت متعجلة، نرجو أن تفكري وتتذكري كثيرًا من مواقف حياتكما معا وأن تحاولي تذكر الحدث كما حدث لا كما قمت أنت بتفسيره لنفسك، ثم أرسلي لنا ذلك، وأهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.