أنا وهي... وهم.....
السلام عليكم
أنا مشاركتي أنني أود أن أستوضح من الدكتور وائل معنى المسلم الملتزم الذي يصف بهم صاحب الرسالة أريد أن أعرف معنى كلمتي الإسلام والالتزام أريد أن أعرف متى كان وفي أي موقف كان صاحب الرسالة "مسلم ملتزم" فأنا أرى في بداية كل رسالة يمهدها صاحبها بأنه مسلم ملتزم ثم يذكر أشياء غريبة عن فهمي.
ملحوظة: حتى لا يفهم الدكتور وائل ما قلته خطأ
هو أنني غير ملتزم ولا أفخر بإسلامي.
15/3/2007
رد المستشار
العزيز "أحمد".... -أنت لم تذكر لنا سنك.... أهلا بك إن كنت ابنا أو أخا أو أي كيانٍ إليكتروني أهلا وسهلا، أشكرك أولا على مشاركتك هذه التي تفجر كثيرا من الآلام والآمال إن شاء الله....
أدمى قلبي أنك تصف نفسك بغير ملتزم وتقول صراحة حتى لا أفهم أنا خطأ أنك يوما ما قد تصير ملتزما تقول "ولا أفخر بإسلامي" .... وا أسفاه... أتدري لماذا الأسف؟ إنه أسف عليك لأنك -واسمك "أحمد"- ليس لديك ما تفخر به إذن للأسف! يا "أحمد"، وليس ذنبك هذا إنما ذنب أجيالٍ قصرت في حق نفوسها ونفوس ذريَّاتها.... حتى وصلنا ما نحن فيه من خيبة عامة وإن اختص الله بعضنا بما هو مشرقٌ إن شاء الله.
وأما حكاية ملتزم أو مسلم ملتزم فما ذكرتها إلا لأستفز ما استفزَّ في ذهنك بالفعل ولكنني قصدجت استفزازه في أدمغة الجميع، ذلك أن البون شاسع بين أصل معنى كلمة ملتزم وما أصبحت تطلق عليه، فالالتزام في اللغة يرجع إلى أصل مادة لزم يلزم والفاعل لازم والمفعول به ملزوم ولزم الشيء يلزمه لزْما ولزوما ولازمه ملازمة ولزاما، والتزم الشيء أي: لم يفارقه، فمن معاني الالتزام: الاستمساك بالشيء وعدم تركه والالتصاق به وعدم مفارقته، ويعني الالتزام أيضا الاعتناق (انتهى لسان العرب)، والمراد به في الاصطلاح هو الالتزام بالسنة والشريعة عقيدةً وعبادةً وأخلاقاً وسلوكاً، ويقارب هذا اللفظ أو هذا المصطلح لفظ: (الاستقامة)، لكنه أوسع وأشمل تضمناً لما يلتزم به. وإن كان الأخير هو اللفظ الوارد في الكتاب والسنة، فمن كتاب الله قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) (الأحقاف: 13)، ومن السنة ما جاء في صحيح مسلم من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله: ((قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدا بعدك قال: قل آمنت بالله فاستقم)) [رواه مسلم].
وأما ما قصدت استفزازه فهو أن لا علاقة تقريبا بين أن يصف أحد نفسه بأنه ملتزم وبين حقيقته كإنسان اللهم إلا علاقة أنه ينوي أو يحاول الالتزام أو أنه يحسب نفسه صار ملتزما بعد أن كان مفرطا، وفي الأول والآخر كل بني آدم خطاء وليس معنى ملتزم أنه لا يرتكب الذنوب أيا كانت وإنما الخطأ في فهم الناس لمعنى ملتزم فهناك فارق بين ما يرغب فيه الإنسان وما يفعله أو ما يقع منه ولكن الناس رغبة منهم في العودة إلى السلوكيات الطيبة وحبا منهم فيها إنما يخلعون كل المعاني الجميلة على من يظهر بمظهر الملتزم وكثيرا ما يفجعون فيه عندما يكتشفون أنه إنسان مثلهم يخطئ ويصيب، وأنا أحسب هذا أحد تجليات انحطاط الأمة فالعامة والخاصة على حد سواء يقعون في هذا الفخ.
وأحسب أن أمتنا تفيق شيئا فشيئا فلم يعد كثيرون يخدعهم المظهر أو تصدمهم حقيقة أن صاحب المظهر الملتزم يقع في ذنوب أو كبائر، وإن استثنينا من ذلك الدعاة فما زال يصدم الناس بين حينٍ وآخر بأن الداعية فلان يشرب الخمر أو يزني أو أو أو.... والحقيقة أن كون الإنسان إنسانا يعني بالضرورة أنه سيخطئ إلا من عصم ربي.... ولعلك تتأمل معي كيف وقع صاحب المشكلة وزوجته (بحسب نيتهما واتفاقهما) في الحرام فقد كانت البداية أنها ستسد احتياجه كي لا ينظر لأخرى يعني ستعينه على غض البصر، وهذا ما ينطبق عليه قول الحق تبارك وتعالى: (.......وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ...) (الأنعام: من الآية 43).
أعود إلى حكاية كونك غير ملتزم لأقول لك أنت وشأنك ربنا يهديك ويصلح حالك، وأما أنك لا تفخر بإسلامك فإنني أسألك – رغم علمي وإدراكي لسوء الحال وعظم الخيبة التي تعم الأمة- بأي شيء تفخر يا "أحمد"؟
وأنا في انتظار ردك وشكرا على مشاركتك.