مسجونة في الماضي
أنا سيدة عمري 26 سنة مطلقة ولدي طفلة عمرها ثلاث أعوام. تزوجت من شاب يكبرني بعام واحد بعد علاقة حب استمرت ثلاث سنوات وكان هو الحريص على إتمام الزواج في أسرع وقت ولكن بعد الزواج اكتشفت انه يدمن المخدرات وكذلك يدمن العلاقات النسائية وحاولت بكل ما أوتيت من جهد أن أساعده عل التعافي من إدمان المخدرات وبمساعدة الأطباء المختصين إلى أن استطاع الابتعاد عن المواد المخدرة ولا يخفى عليكم نمط حياة الشخص المدمن وتقصيره مع أسرته وخاصة لو كانت عروسته وفي أول أيام الزواج التي من المفترض أن تكون أجمل أيام عمرها ولكني كنت انتظر خروجه من أزمة المخدرات حتى نبدأ من جديد ونسعد بابنتنا الجميلة التي طالما تذمر منها وقال لي انه لا يريدها لأنه صغير على أن يكون زوج وأب.
وإذ به يخرج من أزمة المخدرات ليغرق أكثر في إدمانه لعلاقاته النسائية ورغم كل محاولاتي لاجتذابه لي وللبيت إلا أنه كان يخبرني أن النساء مثل الفواكه لا يمكن أن يكتفي بنوع واحد مهما كان يحبه إلى جانب ذلك كان لا يهتم بي ولا بإحساسي مثلما كان يفعل قبل الزواج ولا أخفي عليكم إن أكثر ما جعلني أحب هذا الإنسان هو أنه كان يعاملني معاملة طيبة جدا وشديد الاهتمام بي.
وكان يعلل ذلك التغيير انه لا يحتاج لمجهود حتى يحصل علي فانا زوجته ملكه وهو يعرف مدخل كل امرأة ولقد عرف أن مدخلي هو الزواج فتزوجني وسوف أظل زوجته وأم بنته وكل العلاقات الأخرى علاقات عابرة وليس لي الحق أن أعترض عليه وهذا كان رأى أهله أيضا بل ورأى الكثير من أفراد عائلتي.
وفعلت كل ما أستطيع حتى أشبع عنده هذا الولع بالنساء فقد كنت اهتم بنفسي وبزينتي ومظهري اهتماما شديدا وكنت كثيرة التجديد في جو البيت وشكلي وأحاول أن أبذل قصارى جهدي لأجذبه للمنزل وإلا أشعره بأن ابنتنا عبء عليه ولا سبب لتحول اهتمامي عنه حتى إني كنت لا أنام في اليوم أكثر من ساعتين وباقي اليوم ما بين ابنتي وأعمال المنزل والتهيؤ له بل والتفكير الدائم في كيفية استعادته من هؤلاء النساء اللاتي لم تكن واحدة منهن تتفوق علي في الجمال أو الثقافة بل كانوا أكثرهم من الساقطات ويكبرونه في السن.
بعد ثلاث سنوات من المحاولات وتحمل الم الخيانة واللجوء إلى كل الوسائل المتاحة لحل المشكلة من أطباء نفسيين ومتخصصين في العلاقات الزوجية وعدم اهتمامه بي وببنتي بل انه ترك المنزل بعد مشاجرة بيني وبينه بسبب إحدى نزواته وطلبي للطلاق وظل عند أهله مدة سنة كاملة لا يريد أن يرجع عن علاقاته ولا يريد أن يطلقني فقد كان يرى أني لا ينقصني شيئا لأطلب الطلاق فأنا أعيش في منزل راقي ولي زوج يصرف على فلما هذا الطلب الغريب.
وهذه هي مشكلتي الحقيقية فهو كان دائما يشعرني أني لست أنثى ولست كسائر النساء اللاتي يحتجن إلى سماع الكلام الجميل وتبادل الأحاسيس المرهفة وذلك لأني والحمد لله محجبة ومتدينة وليس لي علاقات من أي نوع مع الجنس الآخر. الآن ورغم أننا انفصلنا منذ حوالي السنة ولم أعد أفكر فيه بل أحمد الله أني خرجت من هذه التجربة وأني شفيت من مرض حبي له إلا أني فقدت ثقتي في نفسي تماما وأصبحت منعزلة ودائما يحضرني شعور الخيانة المؤلم الذي كنت أشعر به كل يوم واكتمه بين ضلوعي.
وأتذكر المواقف التي كانت تحدث بيني وبينه في الماضي وابكي كثيرا.فأنا صممت على الطلاق والابتعاد عنه ولكن هذا الشعور المؤلم يعود لي مع أي مشهد خيانة في فيلم أشاهده أو حكاية أسمعها أو موقف يذكرني بما كان يحدث بيننا بل وأصبحت ألوم نفسي على أني لست أنثى مثل الساقطات اللاتي كان على علاقة بهن وكذلك أرى أن الزواج هو نهاية المرأة.
أعرف أني أطلت في الحديث ولكني فعلا احتاج لمن يساعدني على تجاوز هذه الأزمة
وخاصة أني لا أستطيع أن أحكي لأحد ما يدور بداخلي وأصبحت سجينة في هذا الشعور القاتل.
09/02/2007
رد المستشار
الأخت الفاضلة..... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لقد كنت ضحية لتجربة مؤلمة حيث اقترنت بشخص يدمن المخدرات ويدمن العلاقات النسائية، وصبرتِ عليه حتى أقلع عن إدمان المخدرات ولكنه لم يستطيع الإقلاع عن إدمان العلاقات النسائية وهي حالة تسمى الدونجوانية (Dongwanism) وهي ليس مرضاً وإنما طبيعة شخصية وصاحبها يجد متعة خاصة في غزو قلوب النساء وربما أجسادهن، ولا يحتمل البقاء مع إحداهن طويلاً فهو يبحث عن امرأة جديدة كل يوم لأن كل علاقة له بامرأة تمنحه تأكيداً على أنه رجل وأنه جذاب وأنه مرغوب حيث أن أصحاب هذه الشخصية لديهم عدم ثقة في رجولتهم على الرغم من تباهيهم المستمر برجولتهم.
وقد صارحك هو بذلك ووافقه على صراحته وعلى استحالة تغيره أهله وأهلك، فالمشكلة فيه هو وليس فيك وليست في بقية الرجال، فقد شاءت الأقدار أن تقترني به وتكتوي بنار إدمانه،وها أنت قد نجوت بنفسك منه واستعدت حريتك، ولكن يبدو أن جراحات خيانته ما زالت تعذبك، وأنك توجهين أصابع الاتهام نحوه ونحو نفسك، وهذا ما يفقدك الثقة بنفسك كأنثى وكامرأة.
قد تحتاجين بعض الوقت لالتئام جراحك، وفي هذا الوقت حاولي أن تحققي نجاحات كأم لابنتك وكامرأة عاملة (أن كنت تعملين) وإنسانة تعيش في مجتمع يحتاج عطاءها، وافتحي مرة أخرى لرؤية نمازج من البشر، وقد خلق الله الناس مختلفين، وعلى الرغم من وجود عيوب في بعضهم أو كثير منهم إلا أن المميزات تغلب ولولا هذا ما استمرت الحياة ولا تطورت.
الجئي إلى الله واسأليه أن يعوضك زوجاً صالحاً تقربه عينك وثقي في الإجابة منه سبحانه فهو على كل شيء قدير.