مشكلة العجز الإشاري
أنا أعاني من مشكلة قرأت عنها أن أسمها العجز الإشاري وهى متمثلة في الفشل بالتواصل بالعين مع الآخرين وأيضا التلعثم في بعض الأحيان وأيضا الخوف والقلق المستمر وأيضا عدم الثقة بالنفس
مع العلم إن المشكلة كلها تكمن في عقلي فقط ليس أكثر
R03;وأرجو المساعدة العاجلة.
09/03/2007
رد المستشار
أخي الفاضل؛ أحييك وأشكرك على ثقتك بموقع مجانين نقطة كوم ومع قراءتي لمشكلتك اتضح أن ما تعاني منه هو اضطراب مشهور يسمى بالرهاب الاجتماعي Social phobia وإن شبح مواجهة الناس هو الكابوس المفزع الذي يقلق تلك الفئة من المرضى مما يجعل بعضهم يرفض الترقية الوظيفية إذا كانت ستجعله في مواجهة أكثر من الجمهور وتشمل أعراض هذه الحالة المرضية كلا من: اللعثمة في الكلام أو عدم القدرة على الكلام أحيانا، واحمرار الوجه والرعشة في الأطراف وخفقان في القلب والتعرق وجفاف الحلق وزغللة النظر وشيء من الدوار، والشعور بعدم القدرة على الاستمرار واقفا، وربما الغثيان أحيانا ويتركز خوف الفرد من أولئك المرضى من الوقوع في الخطأ أمام الآخرين، كما يزداد خوفه كلما ازداد عدد الحاضرين. وليست كثرة الناس شرطا لحدوث الرهاب الاجتماعي إذ انه يحدث الرهاب للمريض عند مواجهة شخص واحد فقط. وتزداد شدة الرهاب كلما ازدادت أهمية ذلك الشخص مثلما يحدث عند حوار مريض الرهاب الاجتماعي مع رئيسه في العم. وبهذا فمشكلة العجز الإشاري أو فشل التواصل بالعين مع الآخرين ليست إلا عرضا من أعراض هذا الاضطراب.
إن ما يقارب من 10% من الناس يرهبون المناسبات الاجتماعية مما يؤثر سلبيا على حياتهم الاجتماعية والتعليمية والعملية وعلاقاتهم الشخصية بصورة كبيرة. لكنه اعتمادًا "على خبرة الأطباء الإكلينيكية فان هذا المرض يبدو أكثر انتشاراً" في مجتمعاتنا العربية، والذي ربما كان أسلوب التربية في الطفولة وعدم احترام وتقدير شخصية الطفل إلى حد ما عند بعض الأفراد هو أحد أسباب حدوث الرهاب الاجتماعي.
ويبدأ الرهاب الاجتماعي عادة في أواخر فترة المراهقة، ويستمر لفترة ليست بالقصيرة، كما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية أخرى كالاكتئاب والخوف أو الإدمان على الكحول والمخدرات سعيا في الهروب أو التخفيف من المخاوف. وليس شرطا أن يعاني الفرد من جميع الأعراض التي أسلفناها فربما عانى من بعضها فقط، كما أنه ليس شرطا لحدوثها أن يواجه الفرد الآخرين؛ بل ربما كان مجرد التفكير في ذلك كافيا لحدوث بعض تلك الأعراض. وقد يفشل المريض أحيانا "في التحكم بنفسه" نظرا لشدة الحالة فينتهي به الأمر إلى عزلة اجتماعية تامة.
ويتمثل علاج الرهاب الاجتماعي فيما يلي:
جلسات العلاج النفسي، وخصوصا العلاج المعرفي السلوكي والعلاج العقلاني الانفعالي، حيث يتم تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المريض وتدريبه على بعض الأساليب وطرق المواجهة والحديث أمام الآخرين، والتي تشمل التدريب على مهارات التغلب على الضغوط النفسية وكذلك تمارين الاسترخاء، وبعض الأدوية النفسية مثل الماسا ومضادات القلق أثبتت نجاحها في علاج هذا المرض وخصوصا إذا ظهرت أعراض القلق والاكتئاب بصورة جلية وهناك مثبطات بيتا B-blockers والتي تساعد على التخلص من الأعراض الخارجية للقلق المصاحب للرهاب الاجتماعي.
أدعوا الله لك بالشفاء وكل من يعانى من الرهاب الاجتماعي ولا يعرف أنها حالة مرضية يمكن علاجها بإذن الله.
واقرأ أيضًا:
الخوف الاجتماعي : ضرورة المعاناة للعلاج
الرهاب الاجتماعي م