كيف أميل لخطيبي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الطيب وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم.
أبلغ من العمر 29 عاما وأنا مخطوبة لابن خالتي، والذي تقدم لي لأكثر من خمس مرات وأبدى تمسكه الشديد بي حتى وافقت عليه، هو متعلم يعمل مهندسا بإحدى الشركات، وهو محبوب من قبل أهلي لأخلاقه وتمسكه الديني (وهو السبب الأساسي لموافقتي على الارتباط)، في المرات الأولى حين كنت أرفض الارتباط به (وذلك كان لأول مرة قبل خمس سنوات وتقريبا على فترات منتظمة بعد ذلك) كنت أرفضه لاعتقادي بأنه غير طموح لا يبذل جهدا لتطوير نفسه أو الانتقال لوضع أحسن، حتى قبل عام حين ترك عمله وسافر عائدا إلى وطننا الأصلي، فأحسست أنه ربما ظلمته باعتقادي هذا خاصة أن أمي كانت تخبرني أنه كان يرغب في إكمال دراسته العليا لولا إصرار والدته (رحمها الله) على سفره، وانتفى بذلك لدي السبب الأول للرفض؛
ثم أنني بمشاهدتي لكثير من البرامج واطلاعي على أسس اختيار الزوج من مصادر مختلفة أحسست أنه ربما أظلم نفسي بعدم ارتباطي بشخص يحبني ذو أخلاق ومحترم ومتدين وود أهلي ويحترمهم ، ولا يعارض رغبتي في العمل أو مواصلة دراستي العليا، وطوال الفترة التي كنت أرفضه بها تقدم لي عدة أشخاص ولكن أحدا منهم لم يرتقي إلى مستوى تدينه وأخلاقه، واعتقدت أنني لن أستطيع أختبر حب شخص لي على مدى عدة سنوات كما استيقنت من تمسكه بي خاصة أنني أتقدم بالعمر.
المهم أنني وافقت على الارتباط به، ولكنني أجدني لا أميل إليه (أقصد الميل الشكلي) أو أجد في نفسي الاشتياق إليه، وهو لالتزامه لا يحاول أن يتجاوز في حديثه حتى أن مكالماته (إذا تخيلنا شخصا ثالثا يسمعنا) سيتصور أنني أتحدث لشخص لا أعرفه وهذا الأمر ليس لدي اعتراض عليه فأن رغبتنا في طاعة الله هي ما يحكم تصرفاتنا، ولا نتحدث كثيرا قد تقولين أنني يمكنني أن أسأل عن اهتماماته ولكني أعلم أن اهتماماتنا (أو هواياتنا بالأصح) مختلفة وهذه الأمور في الزواج لا تؤثر كثيرا لأنه بعد الزواج تكون الأمور مختلفة والحياة المشتركة هي التي تصنع الاهتمامات المشتركة لقد قاربت في الفترة الأخيرة على فسخ خطبتي به لأنني لا أجد الحماس لإكمال الارتباط ولست أحبه حتى صارحت أمي بالأمر التي نصحتني بالتريث، ولكني أفكر بأن السبب في شعوري هذا هو الأحلام العريضة في فترات المراهقة والعشرينات، وأن مواصفاته تختلف عن المرسوم في خيالي، ثم تارة أقول لنفسي أنني لا أريد شخصا وسيما ثم لا يحترمني أو غير متمسك بدينه.
الذي أنا متأكد منه أن خطيبي هذا سيكون نعم الزوج لي بأخلاقه واحترامه لي ولأهلي، ولكني أخاف ألا يتغير شعوري هذا بعد الزواج فأنفر منه أو أؤذي مشاعره، وتارة أخرى أفكر أنني أتعجل الأمور وأن المودة والرحمة بعد الزواج ستتطور حبا مع الأيام، وأدعو ربي بذلك، أرشدوني هل ما أفكر به صحيح أم أن علي أحبه قبلا حتى أكون زوجة صالحة له؟
23/03/2007
ثم تابعت منى قبل رد الدكتور داليا مؤمن تقول:
كيف أميل لخطيبي (مرة أخرى)....عاااااااااااااااجل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الطيب وأرجو من الله أن يوفق جهودكم في حل المشاكل التي توجه إلى خبراتكم الموثوقة، سبق أن أرسلت بمشكلتي إليكم بعنوان (كيف أميل لخطيبي) ولكنني إلى الآن لم أتلقى الرد عليها فرأيت أن أبعث بها مرة أخرى وقد أضيف إليها معلومة قد غابت عني قبل ذلك.
أنا فتاة أرجو من الله أن أكون ملتزمة و قد خطبني ابن خالتي و وافقت على الارتباط به بعد أن تقدم لي أكثر من أربع مرات وقد كنت أرفض، والغريب أنني في كل مرة يتقدم بها لا أجاوب بالرفض مباشرة (لاعتقادي أن أي قرار أتخذه حتى ولو كنت سأتخذه مرة أخرى فعلي بالتفكير مليا والاستخارة) ثم أرفض والسبب أنني لا أحس بالميل تجاهه وكنت دائما أرجو أن أرتبط بشخص متدين ومتفتح ومثقف، وابن خالتي على الرغم من أنه يعمل مهندسا إلا أنني كنت دائما ما أحس أنه لا يسعى لتطوير نفسه وظيفيا يعني إنه من الأشخاص الذين يحبون البقاء في منطقة راحته ولا يجازف.
المهم أنني بعد ما رفضته المرة الأخيرة ترك عمله وسافر إلى بلدنا الأم ليبحث عن فرصة أفضل هناك (أو لأنه تألم لأنني رفضته كذلك) ولأنه لم يؤدي الخدمة الملزمة في بلادنا فقد تعين عليه أن يؤديها خلال هذه الفترة، وفي أثناء ذلك سعت خالتي و التي هي خالته كذلك لفتح الموضوع مرة أخرى وفي تلك الفترة كان قد تقدم لي عدد من الأشخاص لا يرقون لمستوى تدينه فأخبرت خالتي أنني سأستخير فاستخرت وفكرت وقلت لنفسي طالما أنه سافر إلى بلدنا وترك وظيفته هنا فلا بد أنه سيسعى لتحسين وضعه، وفي الأخير هو شاب متدين وخلوق ويحب أهلي ويحترمونه وهو مسئول، وأخبرت خالتي بمسألة تخوفي من أنه شخص غير طموح فأبلغتني أنه كان يسعى للماجستير لولا أن والدته (خالتي رحمها الله) أصرت عليه أن يغترب وأنه في أثناء عمله سعى للبحث عن وظائف أخرى ولكنه لم يوفق.
المهم أنني استخرت مرة أخرى وقررت الموافقة والمضي في الأمر، وبالفعل تمت الخطوبة، وفي خلال هذه الفترة أكمل خدمته الإلزامية وعاد إلى هنا (أنا وأهلي مغتربون هنا من مدة طويلة) وعمل في شركة أخرى، وكنا نتحدث على الهاتف ولأننا والحمد لله ملتزمين فأن الحديث لم يخرج عن نطاق كيف الحال وكيف الأهل، وأنا أظن لأن شخصيتينا (introvert) بعض الشيء، ولكنني كنت أتوقع أن يبلغني عما ينويه وأن يتحدث معي في خططنا مستقبلا فأجد من الارتياح النفسي ما يمكني من الميل إليه والرغبة في القرب منه.
المهم أنه حدثت بيننا بعض النقاشات في هذا الأمر وأنه لا يتحدث وأخبرني أنه لا يريد أن يخرج عن حدود الشرع! وأخبرته أنني لا أريده أن يخرج عن حدود الشرع ولن أسمح له بذلك ولكني أريده أن يشركني في الاطلاع على خططه، وحينما سألته عن أمر الطموح الدراسي كان يبلغني أنه يفكر في أمر الزواج وتحسين وضعه، وأنا أتفق معه في أن الإنسان يرتب أولوياته، المشكلة الآن أنني محتارة في الاستمرار أو إنهاء الأمر لأنني لا أحس بالرغبة فيه (أقصد الرغبة في متطلبات الزوجية معه) وفي نفس الوقت حين أهم بإعلامه أنني أريد إنهاء الأمر ينعقد لساني، أمي تقول لي طالما أنك لا تكرهينه وهو يحبك فستحبينه بعد الزواج، وأنا أحيانا أقول لنفسي يمكن أنا أميل له وأنا لا أعلم ولذلك لا أرفضه مباشرة وفي نفس اللحظة أجدني أنظر إلى عيوب شكلية (كطريقة اللبس والحديث...الخ) وأجدها ضخمة في نفسي وأقول لنفسي لو أنني كنت أحبه فسأتقبله بعيوبه ولم أكن لأفكر في هذه التوافه وأن محاسن شخصيته تغطي على كثير من هذه الصغائر ومن منا كامل؟
فأنا لست بالشخصية المتميزة كذلك ولا أملك الجمال الذي يخلب كما يقولون وجمال الروح يغطي على جمال الشكل وأنا الآن أقترب من الثلاثين وذكرت لكم سابقا أنني أبحث عن التدين والأخلاق، ولكنني أيضا أبحث عن الشخص المتميز بشخصيته المحببة والمرح والمتحركة فهل أنا متطلبة؟، وأنا أحس أنني وابن خالتي متقاربين في مسألة (الانطواء) وأعتقد أن هذا يؤثر سلبا على علاقتنا مستقبلا، فماذا أفعل؟؟ أرجو منكم ألا تتأخروا في الرد علي لأنه ذكر اليوم أنه يريد تحديد موعد العرس وأنا لا أدري ماذا أفعل؟؟ لقد قرأت عن الاختيار ومسألة الموازنة في العقل والعاطفة ولكنني الآن بت حائرة في نفسي هل بالفعل أنا أميل إليه فإن كنت كذلك فلم حين يفتح أمر إتمام الارتباط أجدني محبطة ولا رغبة لي في ذلك؟؟ هل أنا أفكر كثيرا وعلي أن أترك الأمور تمشي على السليقة... ساعدوني في الخروج من هذه الدوامة...
معلومات عني: أنا أصغر إخوتي أعمل مهندسة بوضع جيد ولي اهتمامات بالتطوير الذاتي والقراءة وكثير من صديقاتي يقولون أنني أوزن الأمور عقليا، ولي رغبة في إكمال دراساتي العليا وهو لا يمانع ذلك كله بل يقول أنه سيساندني في ذلك.
06/04/2007
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا ومرحبا بك على موقع مجانين، هذه أول رسالة أرد عليها وأنا في فترة إجازة من استشارات مجانين حيث انشغلت بعدة أبحاث ودورات تدريبية للترقي إلى درجة علمية أعلى....فاعتذر عن التأخير عليك، وقد وصلتني اليوم منك رسالة أخرى تدور حول نفس المشكلة لذا سأجيب عليهما معا، إن اختيار شريك الحياة ليس بالأمر السهل وما ألمسه من رسالتك هو تأكيدك على الجانب العقلي في الاختيار فقد وجدات أن ابن خالتك فيه مواصفات شريك الحياة المناسبة خاصة حين قارنته بغيره وتبقى المشكلة أنك تريدين أن تحبيه، ولا أعرف هل ستحبينه بعقلك؟
لنفند المشكلة كي نجد الحل، المشكلة لم توضحي لي هل أحببت من قبل آنستي؟ هل وجدت صعوبة في أن تشعري بمشاعر ايجابية من قبول وارتياح وود وحب قبل ذلك فإن لم تجربي هذه المشاعر من قبل ربما تكون المشكلة لا تتعلق بخطيبك الحالي ولكن بك أنت شخصياً بغض النظر عن الطرف الآخر الذي سترتبطين به، وإن كنت جربت تلك المشاعر من قبل فالأمر يتعلق هنا موقفي ويتعلق بالعلاقة بينك وبينه!! وقد تكون المشكلة في كونك لا ترغبين فيمن يصر على الزواج منك!! قد تتعجبين من هذا التفسير، ولكن هناك من البنات والشباب من يفضل أن يبحث بنفسه ويجد صعوبة في الحصول على شريك حياة بعينه ولا يحب من يجري وراءه كما فعل ابن خالتك، خاصة أن أحد أسباب قبولك له –وليس السبب الوحيد- أنك لم تجدي العريس المناسب في من تقدموا لك.
ولأنني لا أعرف الإجابة على هذه الأسئلة ولم تتضح من خلال رسالتك سأناقش كل نقطة منهما، فإن كانت مشكلتك هي الأولى فهذا يشير إلى أنك من النوع الذي يعطي عقله فرصة كبيرة للتفكير دون أن يتيح فرصة للقلب كي ينبض ويشعر ويحب، فالتفكير وتحليل الأمور أمر هام وضروري خاصة حين نتخذ قرارا مصيريا كقرار الزواج لكن الزواج يحتاج إلى جانب آخر وهو الجانب العاطفي، ويعني حاجتك إلى تعلم أساليب وتكنيكات إيقاف العقل وتمارين أخرى تقوي المشاعر –إن جاز التعبير- من خلال طلب مساعدة متخصصة.
وإن كانت مشكلتك هي المشكلة الثانية أي تتعلق بخطيبك فقط فهذا يعني أنكما في حاجة إلى تطوير العلاقة بينكما بحيث تسمح للمشاعر أن تنمو شيئا فشيئا... ولكي نصل إلى شيء من الميل العاطفي بينكما علينا أن نبحث عن أسباب ما يحدث سنجد الفكر المجتمعي الذي يعلي قيمة البحث أو انتظار فارس الأحلام ذلك الفارس كامل الأوصاف، وقد نجد من الأسباب أيضا التربية التي لم تساعدك على التفكير في الزواج من ابن خالتك إذ يبدو انه كان أمرا شبه مستبعد وبالتالي لم تتيحي لخيالك الفرصة لتفكري فيه وتحلمي به، ومع استمرار هذا الوضع لسنوات أصبح الحوار بينكما لا يتطرق إلى ناحية العواطف، ولم تكن فرصة التقارب متوفرة في ظل سفره واقتصار الحوار عبر الهاتف.
الأمر أو السبب الثالث هو شخصيتك وشخصيته، كثير من الشباب سواء متدين أم لا يقصر الحديث بينه وبين خطيبته في أمور الحياة اليومية دون التطرق إلى موضوع المشاعر وهذا لا يساعدهما على التقرب من بعضهما، لا أقول لك أبدا أن تعصي الله تعالى، ولكن افتحي معه حوار حول موضوع المشاعر، وأخبريه أن هذا الموضوع يقلقك وأنك في حاجة إلى أن تناقشيه معه قبل تحديد موعد العرس، خذي فرصتك للحوار بشيء من الصراحة، اسأليه ما هي المشاعر التي يتمنى أن يحصل عليه من شريكة حياته؟ هل يفضل أن يبدأ هو بالتعبير عن مشاعره أم يسعد بأن تبادئي زوجته بإخباره بما تشعر به؟، هل هو من النوع الذي يعبر عن مشاعره عن طريق الاهتمام بالطرف الآخر فقط؟ أي أنه لم يعتاد التعبير عن الحب ولكنه حين يحب فإنه يهتم بالطرف الآخر ويراعي مصلحته وعدم إيذائه... وهذا هو كل ما لديه وأن المشاعر التي بداخله يصعب عليه أن يحولها إلى كلمات....
أذكر أنني حين كنت أعمل مع د.محمد شعلان دار حوار جماعي حول لأهمية فترة كتب الكتاب وكيف يمكن أن تكون فترة وسطى بين العفاف الذي لا يسمح حتى بمجرد فتح باب الحوار في موضوع التقارب بين الزوجين سواء عاطفيا أو حسيا وبين فترة الزواج التي تكون نقلة ضخمة في مثل هذه الحالة، وتحدثنا كيف أن فترة كتب الكتاب يمكن للزوجين فيها أن يناقشا مواضيع العلاقة الزوجية وأن يعبرا عن أحاسيسهما ويعطيانها فرصة كي تنمو وتكبر... هذه كلها حلول مقترحة، والحلول أولا وأخيرا تتطلب مزيد من التصارح بينكما قبل الزواج، لمحي له بالنقاط التي لا تعجبك في طريقة كلامه أو ملبسه ولكن بطريق مهذبة لا تؤذي مشاعره، والهدف ليس التغيير ولكن لتعرفي هل هو من النوع المتفهم الذي يمكن أن يتغير أو يحسن من نفسه أو يتقبل النقد أم لا.... آنستي فكري من جديد في إيجابياته وسلبياته بعد أن تستمعي إلى ردوده على أسئلتك، ومع صلة استخارة أخرى ستجدين القرار أيسر واعلمي أن هناك قدرا طبيعيا من القلق موجود قبل الزواج وعند تحديد موعد الفرح وغير ذلك فلا تنزعجي لأنك قلقة، ولكن حجمي من قلقك وتابعينا بأخبارك.
واقرئي من على مجانين:
قليلة الكلام مع خطيبي فقط
قليلة الكلام مع خطيبي فقط مشاركة
التعليق: يا دكتورة أنا أحتاج لتمارين إيقاف العقل وتقوية المشاعر فأنا أجد صعوبة في الحب بسبب التفكير الكثير بل وبطئ في الاستجابه الانفعالية فمثلا لو أصيب أحد بأذى فأنا لا أبكي وإن بكيت لا أستشعر هذا البكاء كذلك محبتي وعلاقتي بأهلي والدي وأخواني تقوم على الحب العقلاني البحت 1+1= 3 وعندما تزوجت الآن أنا متورطة فأنا أحب زوجي لكن أجد صعوبه في التعبير واستشعار ذلك الحب وهو يتصور أني قليلة الحب له فقدت التلقائية في مشاعري بسبب تنشئتي على تجاهل كل ما هو مرتبط بالعاطفة و النفور منها بل تعتبر العاطفة نقصان عقل وعيب أرجو أن ترشديني للتدريبات ولو رؤوس أقلام فأنا ذكية ولماحة لأن ظروفي لا تسمح لي بالذهاب لاستشارة أخصائي أو طبيب نفسي