مضطربة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أود طرح مشكلتي عليكم وأتمنى من الله أن أجد الحل المناسب لها.. أنا فتاة عمري 22 سنة أدرس في الجامعة ومستواي الدراسي ممتاز.
مشكلتي هي أنني أصبحت أكره هذه الحياة الكئيبة والمملة والمخيفة التي لا يوجد بها شيء يفرح أدعو الله دائما أن يميتني، لا أشعر برغبة في الاستمرار في هذه الحياة. عشت طفولة قاسية ذقت فيها كل أنواع الضرب والسب والشتم من أمي وأبي وإخوتي لم أشعر يوما بحب وحنان أمي علاقتي بأبي جدا محدودة أما مع إخوتي فعلاقتنا جدا متوترة نكره بعضنا كثيرا ولم أشعر يوما بالسعادة معهم. دائما في شجار.
في سن 8 تعرضت للتحرش الجنسي لم أخبر أحدا بذلك لأنني كنت خائفة مع إنني لم أكن أفهم ما هذه الحركات إلا أن بلغت، مارست العادة السرية منذ بلوغي إلى سن18 وتوقفت عنها لمدة 3سنوات ومن ثم عدت إليها من جديد.
مارست الجنس الخيالي مع أحدهم في الشات مرة واحدة وأنا في هذا العمر وبعدها تبت إلى الله لكنني كرهت نفسي كثيرا ولا أستطيع مسامحتها فأنا لم أعد البنت الطاهرة الشريفة ولا أستحق أن أتزوج رجل شريف.
أشعر بأن إيماني بدأ ينخفض وينسلب مني وأنني لا أعبد الله حق عبادته ولكنني أجتهد في ذلك. (أشعر بالذنب على كل من حولي وذلك لأنني أحمل هذه المشاعر لهم دون أن يعلموا)، أكره نفسي وأحتقرها وأقوم بتعذيبها بالضرب والشنق والتجريح بالزجاج والحرق أفكر كثيرا بالانتحار لكنني لم أفعله إلى الآن.
لا أحب أن أفرح وحتى عندما لا تكون لدي مشكلة أوهم أقوم بالبحث عن أي شيء لأبكي أو لأشعر بالحزن والضيق، أكره الاجتماعات والمناسبات وعندما أرى من حولي سعيدين أشعر بالحزن والبكاء على نفسي. لا أثق بنفسي أبدا فأنا خجولة ولا أستطيع التحدث أمام مجموعة من الأشخاص وأرتبك وأتلعثم في الحديث، لدي أفكار كثيرة تدور في رأسي أحيانا أقتنع بها وأصدقها وأحيانا لا وعندما أخبر صديقاتي بها فإنهن يستغربن مني كثيرا (مثل أن حياتي التي أعيشها مجرد حلم وسوف أستيقظ في يوم وأجد نفسي في حياة مختلفة وأناس مختلفون)أيضا أحيانا أشعر بضياع ولا أعرف من أنا ولا هذا الكون الذي أعيش فيه وأشعر بالضيق والاختناق تنتابني هذه الحالة لمدة 5 دقائق ومن ثم أعود لوضعي الطبيعي.
كثيرا عندما أتحدث مع أحد ما أشعر بالضيق من هذا الشخص ولا أود متابعة الكلام معه.. أنا كثيرة الأحلام (أحلام اليقظة) وقد أستغرق الساعات فيها دون أن أعلم ودائما تكون حزينة مثل(أتخيل نفسي معاقة ولا أحد يهتم بي وعائلتي تقوم بضربي وإهانتي والسخرية مني).
قبل ثلاث أشهر ذهبنا إلى التدريب في إحدى المستشفيات وقابلت أخصائية اجتماعية (ولا أخفي عليكم لقد أحببتها كثيرا وأتمنى لو كانت أمي) وشرحت لها كل شيء أخبرتني بأنني أحتاج إلى طبيب نفسي لأنني مريضة نفسيا وهي لا تستطيع مساعدتي لأنها أخصائية اجتماعية وقالت بأنني حساسة ولست طبيعية وأرادت مرة أن تصطحبني إلى الطبيبة النفسية لكنني رفضت فقالت لي إنني أنا التي لا أريد أن أتغير وأن هذا الحال يعجبني ومن بعد كلامها زادت حالتي سوء وكرهت الحياة أكثر وأصبحت لا أطيق أحدا وأحقد وأكره الناس جميعا وخصوصا أهلي.
أنا حزينة وأتمنى أن أموت لأرتاح من هذه الحياة.. أريد أن أعرف هل ما قالته الأخصائية الاجتماعية صحيح بأنني مريضة نفسيا؟ وهل علي مراجعة طبيب نفسي؟ وما هو مرضي؟
أرجوكم لا تهملوا رسالتي.....
06/04/2007
رد المستشار
ابنتي "نوال"؛ تحية طيبة لك، وأهلا ومرحبا بك على مجانين.
آلمني كثيراً كم الحزن والمعاناة والألم في رسالتك!، وذلك بالرغم من أنك تمتلكين الكثير من المقومات الطيبة لتحقيق النجاح والسعادة في الحياة؛ فأنت طالبة جامعية ممتازة ومتفوقة في دراستك، والمستوى الاقتصادي لعائلتك مرتفع!.
لا تلومِي نفسك يا ابنتي على ممارسة العادة السرية؛ وأنت لم تتزوجي بعد، وبهذا الشكل المؤلم الصعب، ولا أنت في حاجة للشعور بالهوان والصغار والإحساس بضياع الشرف لأنك قد تعرفت مرة على شخص ما على الإنترنت!، واعلمي بنيتي أن رحمة الله تعالى أوسع وأقرب من عباده من رحمة الأم الحنون بنا، فلماذا كل هذا اللوم وجلد الذات؟!، ولو كنت مكانك لسارعت والآن وفوراً في السجود لله شكراً على نعمة الصحة ونعمة العقل ونعمة التفوق الدراسي ونعمة المال وغيرهم من نعم الله الكثيرة علينا، ولاستغفرت وتبت من فوري على كل ذنب ارتكبته، وعلى كل خطيئة قد صدرت مني، وأن أستحضر نية عدم العودة إلى تلك الذنوب أبداً.
ابنتي الطيبة؛
أرى أمامك مستقبلاً مشرقاً، وإن لم تريه أنت، فلا تضيعي هذا المستقبل الباهر الذي يفتح لمهاراتك وقدراتك ذراعيه، وأرى في حاضرك بعض المعاناة والتي ستنتهي قريباً بإذن الله؛
{سيجعل الله من بعد عسر يسراً} (الطلاق 7)، والعسر معه دائماً يسرين، يقول تعالى {فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسرا} (الشرح 5، 6).
أحبي نفسك بنيتي ولو بها بعض العيوب القليلة القابلة للإصلاح، واعلمي أننا بشر ضعفاء ولسنا ملائكة لا نُخطأ، وكما قال سيدنا المسيح عليه الصلاة والسلام لحواريه: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمني بحجر!". إن الله هو خالقنا، وهو أعلم بضعفنا، وهو سبحانه وتعالى: الذي وعد باستبدالنا بغيرنا إن لم نخطأ ثم نتوب إليه عز وجل!.
والآن بنيتي أرى أن تعرضي نفسك وبسرعة على طبيبة أو طبيب نفسي، والمتابعة معه، فأنت بحاجة إلى علاج نفسي على هيئة جلسات نفسية تتكلمين فيها أكثر عما ضايقك في سنوات حياتك الماضية من تحرش جنسي، إلى معاملات سيئة من جانب الوالدين والإخوان والأخوات، وكذلك المناخ المرضي في بيت الأسرة بصفة خاصة، أما الرغبة في الموت وبغض الحياة، والشعور باليأس والضياع والتشاؤم فتلك الأعراض بحاجة إلى علاج دوائي عاجل بمضادات الاكتئاب؛ فالاكتئاب الجسيم يطل بوجهه الشرس وبأنيابه وبمخالبه في معظم سطور رسالتك المركزة،
واقرئي على مجانين الاستشارات التالية:
تحرشات جنسية؟؟؟!! كيف؟
الكلام العاطفي وعقدتا التحرش والاسترجاز !
عندما كنت طفلة: ربما أذكرُ أنه!
ضحية التحرش: كالعادة تتألم وتلوم نفسها
أدعو الله لك بالشفاء العاجل وتابعينا بأخبارك.