السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور وائل أبو هندي كل عام وأنت بخير وكل محبي مجانين بخير أكتب إليك اليوم عن رحلتي داخل نطاق الوسواس القهري مع الأفكار الاجترارية وأرجو من الدكتور وائل الرد عليها وأيضا ذلك ضمن أعماق تخصصه........ وأولا أعتذر عن طول الرسالة فأنا رغبت أن أنقل ما شعرت به كله حتى يفيد ذلك في التشخيص وفي العلاج وأيضا كنوع من الفضفضة وأعدك يا دكتور وائل أن الرسائل والمشاركات القادمة ستكون قصيرة ما أمكن.
لقد أرسلت لكم رسائل سابقة وهي بعنوان القلق والوسواس والعادة السرية 3 ×1 وكما سميتموها فهي خليط مركب من أفكار وأفعال مختلفة تحتوي على قلق ووساوس وغيرة وهذا الخليط حدث لي بالفعل والله العظيم وليس إنني قرأت استشارات في هذا الموضوع وكلما قرأت في موضوع أعتقد أني مريض به ثم أزعجكم برسائلي لا والله ولكن هذا الخليط تعمق في حياتي الفكرية والعملية والثقافية والاجتماعية وربما في رحلة العلاج وما تبعه من تنظيم الفكر وتعميقه وتطوير النفس ما علمني أشياء في حياتي ربما كان من الصعب علي معرفتها أو الشعور بها بعمق بدون هذا الخليط الشعوري الفكري العملي.
أولا: رحلتي مع الفكرة الاجترارية
ذكرت حضرتك يا دكتور وائل في مقالك الاجترار الوسواسي أن الفكرة الاجترارية هي أفكار حول موضوع واحد يرفضها الشخص وينزعج من وجودها ويكون مقهورا في التفكير فيها وذكرت أن تقسيم التفكير الاجتراري إلي مفيد وغير مفيد وإلي إرادي وغير إرادي وإلي منسجم مع الأنا وغير منسجم أو ذي معنى وغير ذي معنى يكون مجديا في حالات قليلة ولا يمكن أن يصل إلى التعميم، وسوف أشرح تجربتي مع الاجترار الوسواسي وسوف أقسم أنواعه التي مرت بي كالآتي:
(1) أفكار اجترارية تقف عند شكل الاجترار (أفكار كثيرة في موضوع واحد) ولا تتحول إلى فكرة واحدة مستقلة مزعجة للموضوع الواحد بل عدة أفكار وهي أفكار خاصة بموضوع معين أظل أفكر فيها وأفكر في كل الاحتمالات الممكنة للموضوع المنطقية والغير منطقية ثم تزول من تلقاء نفسها بعد فترة من الفكر والتحليل والمعلومات.
أفكارها التسلطية: وساوس تأويلات واحتمالات لجوانب الموضوع ولكنها تزول بعد فترة من العلاج التثقيفي ومن دورانها في أعماق الفكر والشعور بعد معاناة وضيق وتوتر وتشتت وتأتي أفكار حول موضوع آخر وهكذا.
المشكلة هي طريقة التفكير التي أصبحت منهجا في التفكير وما يصاحبها من ضيق وتشتت باختلاف الأفكار وليس المشكلة في زوالها لأنها تزول بعد فترة من الحوار النفسي المركب عنها وبعد الوصول إلى رأي ومنهج ومشاعر لهذا الموضوع في ذاتي أي كما قال الدكتور يحيي الرخاوي ونقلت عنه حضرتك حيث قال: (ولكنهُ التفكيرُ التركيبيُّ الولافيُّ الأعمق الذي قد يُنتِجُ فنًّا، أو قد يُعَمِّقُ وعْيًا، أي أن التفكير ليس مجرد حل للمشاكل ولكنهُ أيضًا وأساسًا لإثراءٌ للوجود، بمعنى أن نتاج التفكير ليس حلَّ مشكلةٍ أو تخطي عقبةٍ، أو العثور على علاقةٍ بين معطيين، ولكنهُ زيادةُ ترابطٍ وصنعُ علاقاتٍ لولبيةٍ ولافيةٍ متصاعدة).
فعلها القهري: جمع كل ما يخص الفكرة من معلومات مقروءة ومسموعة ثم أفكر فيها بعمق عن طريق:
1- تحليل الموضوع والمعلومات التي جمعتها عنه.
2- تقسيم الموضوع ووضع أولوياته والتخطط لعمله على أرض الواقع بعمق وترتبه وربطه بأشياء أخرى موجودة في الواقع أو في أي فكر يأوي في شعوري.
3- ثم تدور الفكرة في أعماق شعوري وفكري أي علاج تثقيفي تنظيمي فكري شعوري ولكن أكون مرغما على التفكير في هذه الأفكار لتقليل التوتر والقلق الناتج عنها وربما يجتمع دافع آخر أو فائدة أخرى مع تقليل التوتر كما سيأتي ولهذا القلق والتوتر والانشغال والإلحاح والتشتت المصاحب للأفكار وتأثير ذلك على الحياة العملية للشخص يجعل ذلك مختلفا "عن الشخص الذي يقدم بحثا" في موضوع فهذا الباحث لا يعاني من التوتر والقلق ولا يؤثر ذلك على حياته العملية وتكون مختلفة الأنواع منها.
(أ) فكرة اجترارية متعددة الرغبات وغير متعددة وفيها تكون الأفكار خاصة بموضوع واحد ولكنها عدة أفكار تتفرع حول جوانب الموضوع الدينية والاجتماعية والنفسية وتكون متعددة الفائدة ولذلك يكون الدافع للتفكير فيها بهذا العمق أكثر من دافع مفيد في الحياة عموما مما يزيد الفكرة إلحاحا "وتتدرج الفائدة بين فائدة مهمة وملحة للحياة إلى أفكار أقل فائدة وأقل نفعا" إلى أن تصل إلى أفكار فائدتها فقط تعطيني سموا في الروح والمشاعر.
مثال: موضوع تعدد الزوجات في الإسلام وفوائد ذلك على المجتمع من القضاء على العنوسة أو الزنا وأجمع جوانب الموضوع وأبحث في تأثيره على النفس والمجتمع.
مثال: الانشغال بالتاريخ وشخصياته وبأحداثه وبشعور شخصيات التاريخ عند تنفيذ هذه الأحداث فأجمع تفاصيل الأحداث وأنشغل بالتفكير فيها ثم تحليل وربط بين التاريخ والواقع.
مثال: إتيان النساء في الأدبار أو نقاب المرأة: علمت أن الإمام البخاري ضعف أحاديث مختصة بالجماع في الدبر وضعفها معظم العلماء المتقدمين وقال البخاري لم يثبت شيئا في ذلك عن رسول الله وغيره من الأئمة قالوا ذلك ممن هم قبل أو وبعد البخاري ثم صححها بعد المتأخرين مثل الشيخ الألباني فكانت الدوافع للتفكير في هذا الموضوع كثيرة خاصة وأنني أرفض وأقبح تلك الممارسة ففكرت في الموضوع بشكل اجتراري:
* لأنه متعلق بالدين وبالحلال والحرام.
* أن الأمر متعلق بشهوة ممكن أن تتأجج في حالة فترة الحيض، بالنسبة للجماع في الدبر فالأمر له أضراره الصحية والنفسية كما هو معروف.
* يقلل التفكير والبحث في الموضوع من ضيقي وتوتري لفكرة أن ذلك مباح وأنا أرفض هذه الممارسة.
* وأيضا يكون الدافع للتفكير تعلم العلم الديني الذي يقيني من الشبهات والمعاصي.
فبدأت أبحث لماذا ضعف المتقدمون تلك الأحاديث ولماذا صححها المتأخرون وتعلمت وبحثت في علم الحديث وعلم الإسناد كأنني باحث أو طالب في علم الحديث وقرأت كتب كبيرة ككتاب فتح الباري وكتب في علم الإسناد، وبحثت عن أضرار تلك الممارسة الصحية والنفسية،...........
وبالنسبة للنقاب بحثت في أدلة الموجبين للنقاب وفي أدلة القائلين بجواز إظهار الوجه والكفين وقرأت رأي العلماء الكبار في ذلك وسألت متخصصين في ذلك لأن الأمر متعلق بالدين وبحرمة البيوت (وغير ذلك من أمثلة الأشياء متعددة الفائدة في جميع مناحي الحياة النفسية والاجتماعية والدينية وفي جميع المجالات في التاريخ في الشرع وفي السياسة وفي المجتمع).
(ب) فكرة اجترارية لا تتناسب مع فكري وشعوري وتديني واعتقادي ولا يجب التفكير فيها أفكار عن فعل معاصيه أو ترك عبادة أو أداء سلوك معين تجاه الآخرين بشكل مختلف عن فكري واعتقادي وشعوري ولكنها تكون مقلقة لكونها مخالفة لفكري وشعوري أو لديني.
(ج) فكرة اجترارية ضرورية وغير ضرورية هي أفكار تأتي عندما تمر مشكلة في حياتي ضرورية وحاسمة أو عندما أتخذ قرارا "حاسما" أو قرارا يشكل شخصيتي أو اعتقاداتي فأظل أفكر في كل أبعاد الموضوع في جميع المجالات أي لو كان له جانبا عضويا صحيا أسأل عنه وأقرأ فيه ثم أبحث عن جانبه الديني وهل ذكرت أحاديث فيه وما هو شرحها.
(د) فكرة اجترارية إرادية مزعجة تتأرجح بين أن تكون إرادية وبين أن تكون متسلطة لا يمكن التحكم فيها: وهي أفكار متعددة الرغبة مزعجة أيضا ولكن تكون في بدايتها تحت السيطرة وتكون إرادية ثم تصبح تسلطية ثم إرادية مرة أخرى أي تتأرجح بين الإرادة وبين التسلط.
الأسئلة
1- هل هذه الأفكار الاجترارية طبيعية؟ علما أنها متعددة الفائدة وليست تافهة لا يستحق التفكير فيها مما يجعل من ممارسة التفكير الاجتراري فيها أكثر إلحاحا ويزيد القلق والتوتر في حالة عدم التفكير فيها وأنها تزول بعد فترة من التحليل ومن دورانها في الفكر والشعور وهل هي بعيدة عن مرض الوسواس القهري؟
2- ولو كانت ضارة وليست تتبع الوسواس القهري فهل تحتاج لعلاج معرفي لتقليل التوتر والتشتت والانشغال المصاحب لها؟ وما هو هذا العلاج المعرفي؟
3-هل يمكن القول أن كون هذه الأفكار مفيدة على الصعيد الاجتماعي والديني تكون بعيدة عن مرض الوسواس القهري وأن الأفكار التي لا يستحق التفكير فيها مثل المثال الذي ذكرته حضرتك في المقالة وهو مغزى أن يكتبَ على ياقة القميص الجديد "يغسلُ قبل اللبس" يدل على وجود اضطراب نفسي ووساوس؟ أي أن الفيصل في تشخيصه وسواس قهري هو الفكرة التي تستحق أو التي لا تستحق التفكير فيها.
4- هل القلق الذي ينتابني في الأفكار متعددة الفائدة أو الضرورية هو بسبب وجود شخصية قسرية لدي أو شخصية قلقة أم أن هذا طبيعي في مثل سني سن المراهقة وهو سن التعلم والمعرفة والمشاعر الجديدة أو المشاعر المضطربة، فربما أن كلية العلوم جعلت الدقة عادة لي لأن الملي جرامات أو القياس بالميكرو والنانو يغير تغير جزري في التفاعل أو في القيم وأن القطرة الزائدة في تكوين وتحضير العقار ربما تؤدي لوفاة مريض.
ملحوظة: دكتور وائل أنا لا أريد الحسم في هل هذه الأفكار تخص مرض الفصام أم مرض الوسواس القهري لأنك وضحت أن التفريق غير ممكن بل أريد هل هي طبيعية أم مرضية أم تتبع الوسواس القهري وكيف تعالج.
(2) أفكار اجترارية تنتقل وتأخذ شكل فكرة مستقلة وشاملة للموضوع بدلا من عدة أفكار أي أن الاجترار هنا يكون مرحلة من مراحل الوصول إلى الفكرة التسلطية التقليدية في أضطراب الوسواس القهري.
مراحل تحولها:
وفيها تكون هناك مجموعة أفكار نحو موضوع معين مثل
-1- الفكرة الاجترارية الثابتة سابقا رقم واحد وبكل أشكالها فكرة متعددة الفوائد وغير متعددة وفكرة لا تتناسب مع الفكر والشعور والدين والطبع وفكرة متأرجحة بين الإرادة والتسلط ولكنها لا تزول وتأخذ شكلا آخر بخلاف السابق ويكون فعلها القهري وهو مشابه للفكرة الاجترارية الثابتة في رقم واحد بأن أبحث عن معلومات تخدم الموضوع بكل جوانبه كأنني أقدم بحثا وذلك لأن أفكاري تكون متشعبة في الموضوع بكل جوانبه الدينية والاجتماعية والنفسية وهذا يجعلني أدخل في تفريعات وتقسيمات كثيرة وهذا رغما عني لتقليل القلق ولنيل فائدة أخرى كما شرحت سابقا في رقم واحد.
-2- تنتقل هذه الأفكار التي دعمت بالمعلومات من كل المصادر وبالتفكير العميق إلى أن تصبح أفعال قهرية عقلية أي أنني أردد وأكرر ألفاظ تلك المعلومات أو أردد وأكرر ناتج التفكير والمعلومات من قرارات أو تأملات أو اعتقادات عندما تهاجمني الفكرة الأم يعني محاولة معادلة الفكرة بشكلها العلمي والواقعي وذلك بتكرار نتاج الأفكار مرات كثيرة وربما يقف التحول عند ذلك ولكن الفكرة لا تزول والفعل القهري فيها عقلي وهو تكرار ألفاظ نتاج الفكر والمعلومات وربما تواصل التحول كالآتي.
-3- عندما تتعادل الأفكار مع المعلومات ومع فكري وشعوري وهذا يحدث معي أحيانا تنتقل الفكرة إلى أن تصبح فكرة مستقلة للموضوع الرئيسي يعني الفكرة الو سواسية التقليدية بكل ما يصاحبها من قلق وضيق وتوتر... وعند هذه المرحلة يشبه تمكن الأفكار من فكر المدمن فهو يعرف أن هذا حرام ويعرف الأدلة ويعرف أن إدمانه يضره نفسيا وصحيا ومع ذلك لا يستطيع التوقف عن التفكير في المادة الإدمانية (العلاج التثقيفي الفكري الشعوري لا يزيل الفكرة حتى بعد فترة ولكنه ربما يقلل من حدتها).
أثرت هذه الأفكار على حياتي العملية والاجتماعية والعلمية؛
مثال سلوكيات أعرف بضررها النفسي والاجتماعي على الآخرين ولكن بعد المداولة والتفكير المركب تكون الفكرة الأم تقول قم بعملها وفعلها القهري المادي هو عمل هذا السلوك أو قول لفظ أو التكاسل عن أداء عمل أمثلة عامة
مثال آخر من حالتي العادة السرية كانت هناك وساوس عن ضررها وتأويلات عن ضررها عرفت بعد ذلك بضررها ورأي الدين والعلم فيها ثم أخذت أردد تلك المعلومات كفعل قهري عقلي ثم أصبحت الفكرة خالصة بدون تفرع تقول افعل العادة ويكون الفعل القهري عمل العادة السرية.
مثلا رجلا يوسوس له أنه كافر لأنه يقول على الله كذا أو أنه فعل كذا فيجمع كل الأدلة من الأحاديث أن هذا صريح الإيمان ويبحث في كتب علم النفس ويعرف أن ذلك ليس فكره بل إنه مرض ورغم ذلك لا يستطيع التوقف عن الفكرة التسلطية أو الفعل القهري ولكن ربما تقل حدة تسلط الفكرة بهذا العلاج التثقيفي.
* رجل كان يشك في زوجته فتكون الأفكار الاجترارية تأويلات لأفعالها وتذكر مواقفها ثم يعرف أن هذا حرام بنص الأحاديث التي يرددها لتخفيف التوتر كفعل عقلي قهري وبعد ذلك تأتي الفكرة الأم بدون تفرع وتقول زوجتك تخونك ويكون فعله القهري المادي التفتيش في متعلقاتها.
* شخص لديه وساوس أنه مريض بمرض خطير فيكون الفعل القهري أولا معرفة معلومات عن ذلك المرض حتى يطمئن أنه ليس مصاب به ثم تأتي أفكار اجترار وسواسي عن احتمالات إصابته بالمرض ويتذكر أفعاله الماضية ويؤولها ثم بعد ذلك تصبح هذه المعلومات فعلا قهريا عقليا يرددها عن مهاجمة الفكرة ثم فكرة خالصة وهي الأم بدون تفريعات تقول أنه مصاب بالمرض الفلاني وفعلها القهري يكون بزيارته الأطباء.
السؤال: هذا النوع كان معبرا للفكرة التسلطية الأصلية
1- هل هذا يعتبر ضمن اضطراب الوسواس القهري
2- هل عندما يقتصر الفعل القهري على ترديد أو تكرار الألفاظ أي فعل قهري عقلي دون التحول لفعل قهري مادي يكون ضار أيضا ويعالج بنفس العلاج (هام وملح).
بم يعالج هذا الفكر الاجتراري هل بنفس العلاج السلوكي والمعرفي للوسواس القهري (هام).
ثانيا: أسئلة في نطاق الوسواس القهري
ذكرتم أنه ممكن أن يجتمع أكثر من اضطراب داخل النطاق في نفس مريض الوسواس القهري أو أنة يتنقل بينهما داخل النطاق:
1- هل التقلب داخل النطاق ممكن أن يحدث والمريض مصاب بشيء آخر من اضطرابات النطاق غير الوسواس القهري، مثل هل ممكن بمريض القلق أو الاكتئاب أن يصاب بالوسواس القهري في رحلة التقلب هذه فلقد سمعت عن الاكتئاب الانفلاتي والقلق الوسواسي أم أن للوسواس القهري سمة تجعله يأخذ أشكالا مختلفة
2- هل إذا أصيب المريض بشيء من اضطرابات النطاق غير مرضه الأصلي في رحلة التقلب داخل النطاق يكون هذا المرض المصاحب قليل الشدة عن من لديه المرض هو المرض الأصلي.... يعني مريض الاكتئاب إذا أصيب بالوسواس القهري يكون شدة الوسواس عنده كمريض الوسواس الخالص.
ثالثا: في رحلة الجمع بين علاج الفعل القهري والفكرة التسلطية (هام لأنة متعلق بالعلاج وخط سيره والنجاح فيه وهو الأكثر أهمية)
برنامج العلاج الذاتي للفعل القهري الموجود على الموقع يكون التعرض بالتعرض للفكرة المؤدية لحدوث القلق ثم بعد ذلك تمنع طقوس الفعل القهري......، وفي علاج الأفكار الوسواسية تقولون: استبدل الفكرة التسلطية بفكرة أخرى مريحة محببة وتقولون اقبل وجود الفكرة ولا تتأثر بها أو قم بوقف الفكرة ولكن في التعرض ومنع الطقوس لازم أتعرض للفكرة أو للشيء المحفز لها ليرتفع مستوى القلق فكيف ننسق التعامل مع الفكرة التسلطية بين التعرض ومنع الطقوس وبين علاج الأفكار الوسواسية، هل التعرض للفكرة وللقلق يكون فترة محددة من اليوم وهي فترة التعرض فقط ثم في الأوقات الأخرى أستبدل الفكرة أو لا أتأثر بها خاصة عند القيام بعمل آخر مهم بعيدا عن جلسات التعرض.
أعتذر عن الإطالة فالأمر جد خطير لي ولكل المرضى داخل النطاق ولولا انشغالي في الجامعة كنت كتبتها وقسمتها على أكثر من رسالة لكن هذا أمر الله والرسالات القادمة سوف تكون اقصر بإذن الله لأني أقدر جهودكم وأقدر وقتكم الثمين،
نثق في علمكم نثق في ضمائركم
أرجو الرد على جميع الأسئلة وسريعا
06/04/2007
رد المستشار
الابن العزيز "عمرو"؛ أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، كثيرة هي أسئلتك يا عمرو أكرمك الله، ولا أظن أنني سأجيب عليها كلها هنا وإنما سأضمنها مقالا في القريب إن شاء الله، وألتقط من بين سطورك بعض الأسئلة التي استفزتني بحق للإجابة.
هل هذه الأفكار اجترارية؟ نعم لأن ما نرتكن إليه في اعتبار طريقة تفكير ما اجترارية من عدمه هو شكل عملية التفكير وليس محتوى الأفكار، فأن تفكر مثلا في مسألة فقهية -مهما كان مهمة- مثل النكاح في الدبر بينما أنت لا باحث شرعي ولا متزوج تخاف من أن تجد نفسك مضطرا لذلك، ويأخذ التفكير الصورة التي وصفتها فإنه ليس طبيعيا، بكلمات أخر لا يشترط أن يكون محتوى الأفكار تافها أو بلا معنى أو متناقض مع قيم الشخص وقناعاته، وأما طريقة العلاج فليست تختلف عن علاج أي من المرضى من ذوي الأفكار الوسواسية، وأما ما هو العلاج المعرفي المقصود فلا أستطيع الإجابة لأنه ليست هناك نماذج جاهزة تصلح للتطبيق على كل مريض... بل تشبه العملية العلاجية حين يقوم بها الطبيب النفسي المعالج ما يفعله صانع الثياب حين يأخذ مقاسات الزبون ويفصل له قميصا يناسبه، يعني ليست هناك وصفات علاجية جاهزة يا عمرو.
مسألة وجود سمات شخصية قسرية لديك هي مسألة لا أستطيع القطع بها أو التكهن بشأنها دون مقابلة بيننا وسماع كثير من الأشياء عنك وهي لا تكفي حتى في حال وجودها لسبغ صفة "طبيعي" على ما ضربت لنا من أمثلة على أفكارك الاجترارية.
أما سؤالك عن الأفكار التي تحكم سلوكيات مريض الاضطراب المراقي أو وسواس المرض أو مريضٍ بوهام أو وسواس الغيرة أو غير ذلك فإن هذه الأفكار رغم كونها في كثير من الأحيان متطابقة الشبه مع الأفكار التسلطية في مريض اضطراب الوسواس القهري إلا أن التشخيص يختلف، وكذلك يستبعد التصنيف الأمريكي تشخيص الوسواس القهري إذا كان محتوى الأفكار والأفعال مقتصرا على ذلك المتعلق باضطراب نفسي آخر كأحد اضطرابات الأكل النفسية أو اضطراب نتف الشعر، رغم أن كل هذه الاضطرابات تدخل ضمن نطاق الوسواس القهري يا عمرو، وبالمناسبة فإن التحرك داخل نطاق الوسواس بالنسبة لمريضٍ بأحد اضطرابات النطاق ليس حتميا وإن كان شائعا، كذلك فإنه ليست هناك قاعدة ثابتة نستطيع على أساسها أن نقول أن وساوس مريض الاكتئاب أقل شدة من وساوس مريض الوسواس القهري.
يطبق أسلوب التعرض ومنع الاستجابة القهرية في حالة وجود أفعال قهرية، بينما تطبق أساليب أخرى في حالة وجود أفكار تسلطية سواء كانت من النوع الاجتراري أو غيره، وليس تطبيق استراتيجية صرف الانتباه عن الفكرة التسلطية أو استبدالها بأخرى متعارضا مع التعرض ومنع الاستجابة.
يكفيك تساؤلات يا عمرو يا ولدي وحاول أن تضع حلا لمعاناتك من خلال علاقة علاجية حقيقية مع طبيب نفساني، وتابعنا بالتطورات وليس بالأسئلة التي لا يفيد الإكثار منها دون أن تنعكس الإجابات عليك، ولا إيه رأيك يا "عمرو"؟؟