دلني على ما ينفعني
الحقيقة أن مشكلتي يطول شرحها، وأتمنى أن أتمكن من عرضها لكم في هذه السطور..
أنا ولله الحمد أحسبني مستقيما ولا أعاقر شيئا من محارم الله. وأول ما أعرضه من مشكلتي الحساسية الزائدة تجاه الآخرين؛ فأنا حريص كل الحرص على شعور زملائي، ويظهر عليّ اللباقة الزائدة والاحترام الواضح لهم، وذلك بشهادة من أخالطهم حتى مع أعز أصدقائي، وأحرص كذلك على ألا أفقد أحدًا منهم، ولا أملك الشجاعة الكافية التي أعبر بها عن رغباتي إذا كانت تتعارض مع رغبة أحدهم، وهو ما يكلفني حتى عدم الإفصاح عن رأيي في أمر من الأمور إذا علمت أنه يخالف رأي الذي يناقشني في موضوع ما.
وكم أتألم ويضيق صدري إذا علمت أو شعرت مجرد الشعور بأن أحد أصدقائي لم يعد يعاملني بقدر الأخوة والصداقة والمودة التي كنت أعهدها منه؛ ولذلك أبادر بالتودد الزائد له والاعتذار له بدون حتى معرفة ما الأمر الذي جعله يتغير هذا التغير تجاهي، وقد يكون الأمر وهمًا أحيانا.. وكم يؤلمني ويقلقني إذا أخطأ في حقي بعض زملائي؛ فأحاول أن أكتم ذلك، ولكن تظهر ملامح الحزن عليّ بشكل واضح؛ حيث اخلد إلى الصمت، ويبدو عليّ الحزن الشديد لذلك.
ومن الأمور التي أعاني منها أيضا الخجل الزائد المشرَب بالخوف؛ فأخجل من المصارحة برأيي، وأخاف من ردة فعل المصارحة وإبداء الرأي، ولهذا ألاحظ كثيرًا تفصّد العرق من جبيني، وارتعاد فرائصي أحيانا عند الحديث، ويزداد هذا الشعور (الخوف والخجل) كلما زاد عدد الحضور في المجلس الذي أكون فيه.
في النهاية أتمنى أن تدلني على عيادة دكتور الجأ إليها لأني اعرف أنى أحتاج علاجا لذلك الأمر وفي الوقت نفسه أتمنى ألا يكن تكاليف علاجه واستشارته كبيره لأني بصراحة لن أتحمل التكلفة العالية.. وأنا من سكان فيصل الجيزة.
24/3/2007
رد المستشار
لا عيادة ولا غيره يا أخ "مؤمن" إن شاء الله، كل ما يلزمك هو تصحيح لبعض المفاهيم ومعرفة الحقوق والواجبات الاجتماعية الطبيعية وبالطبع يلزمك رفع مستوى الثقة في نفسك.
أخي الفاضل إن حب الناس والاهتمام بهم من الصفات التي تدل على مدى رقي خلق الإنسان ولكن لكل شيء حدود طبيعية فللعطاء حدود وللاهتمام حدود فليس من المعقول أن نهتم بالآخرين على حساب أنفسنا فمن حقك أن تغضب وتعلن غضبك ومن حقك أن تطالب بحقوقك وبأن ترد الظلم عن نفسك ومن حق نفسك عليك أن تقويها وألا تجور عليها كما أن رضاء الناس غاية لا تدرك.... إذن لماذا كل هذا الحرص على رضاهم؟
أنا أقول لك لماذا لأنك تستمد الرضا عن نفسك منهم وتحرص على أن تظهر بكل هذا الود والحب حتى يبادلوك نفس الحب ومنه تشعر بأنك شخص مرغوب فيه وواثق، أنا لا أشكك في أخلاقك أو أقول أنك تتصنع بل يا ليت مجتمعنا فيه كثيرين مثلك كان الحال تغير عزيزي إن كل ما استعرضته في رسالتك لنا يدل على استحواذ فكرة الكمالية عندك فأنت تكرم الناس زيادة عن الحد طمعا في أن تنال الرضا الكامل وخجلك وارتعاد فرائصك وتصببك عرقا عند الاجتماعات لأنك خائف من أن يصدر منك موقف يجعلك عرضه للسخرية أو يقلل شأنك ويغير من رأي الناس فيك، وهذه الفكرة من الأفكار التي تقف عائق في طريقة تنمية الثقة بالنفس فاطرحها جانب واستبدلها بالأتي:
* أنك قوي برضا الناس وحبك لهم وبدونه.
* أنك لا تريد تعزيزات خارجية لنفسك.
* أحب نفسك كما هي.
*علّي الجوانب الايجابية من نفسك.
* انظر لنفسك على انك إنسان عادي تخطئ وتصيب ومن حقك أن تخطئ.
* أنه بالرغم من كل هذا العطاء الفياض عندك إلا أن تصرفاتك هذه تجعل الآخرين ينقصون من شخصك وتجعلك تبدو ضعيفا.
* أجعل عملك وفعلك خالص لله ولا تنتظر مردودا من الناس.
وإليك هذه النصيحة فدائما تخيل نفسك وأنت واثق منها مرفوع الرأس ذو خطوات ثابتة وقل لنفسك أنا واثق ولا تقل لن أكون خجولا فالقول الأول سوف يجعل العقل يرسم لك صورة وأنت واثق أما القول الثاني سوف يجعل العقل يرسم صورة لك وأنت خجول، فمرن عقلك على هذه التمرينات وسوف يحفظها ويملي عليك السلوك المرتبط بها حتى تتحقق.
عزيزي تعلم أن تعطي في الوقت المناسب تعلم أن تكون لك شخصيتك القوية والثقة يجب أن تنبع من داخلك ولا تنتظر أن يعطيها لك الآخرون وأن الثقة بالنفس تأتي من خلال زرع بعض المفاهيم بداخلنا منها الرضا عن النفس وتقبلها وتقبل الخطأ وعدم المبالغة فيه.
وأخيرا كل ما سبق ذكره لا يحدث لنا بين عشية وضحاها بل هو عمل يتطلب وقت وعمل مستمر.
وفقك الله وسلحك بكل ما يعينك على حسن عبادته.
وطالع الروابط التالية فهي ذات صله بمشكلتك:
باب تأكيد الذات
الثقة بالنفس: ممكنة إن شاء الله
لماذا نخجل؟ وما الفرق بين الخجل والحياء؟