مشكلتان لا تهملوهما
السلام عليكم؛
اسمحوا لي أن أثقل عليكم بمشكلتين إحداهما لي والأخرى لصديقتي الوحيدة وسأبدأ بمشكلة صديقتي التي أراها تتعذب كل يوم دون أن تجد لها حل وتلك هي تفاصيلها على لسانها:
"أنا زوجة منذ ثلاث سنوات دون أن أعيش قصة حب مع زوجي. فقط هو الذي أحبني بشدة فقبلت الزواج منه لظروف ما لا تسألني عنها. هو يعرف أني لا أحبه ولا أكرهه وأنا لم أشعر بالنفور نحوه منذ زواجنا بل أكن له كل الاحترام والود وأخلص في رعايته والعناية به دون كلل أو ملل.
وقد ظلت أمورنا مستقرة وكل منا يأمل أن يفتح قلبه للآخر في يوم ما حتى ظهر أحد الأشخاص في حياتنا فانقلبت حياتنا المستقرة إلى عذاب وجحيم والمشكلة ليست في ذلك الشخص بل في زوجي الذي سيطر عليه القلق والشك من إني سأتركه كي أتزوج من ذلك الشخص مع إني لا أنوي تركه لا للزواج من ذلك الشخص ولا من غيره وقد أخبرته بذلك مرارا وتكرارا دون فائدة.
لقد تغيرت طبيعة زوجي وأصبح شديد العصبية.. سهل الاستثارة والغضب شديد، القسوة في تعامله معي حتى في علاقاتنا الحميمة. لقد أصبحت حياتنا مليئة بالقلق والتوتر والانفعال والغضب بصورة لا تحتمل ولا أعرف كيف أتعامل معه. إني أشك أنه قد أصيب بمرض نفسي جعله تلك الشخصية الأخرى.. لذا أخاف عليه من الخطر الذي يمكن أن يحدث إذا تمكنت من عقله تلك الشكوك.
أخاف أن يؤذي ذلك الشخص الذي ليس له أي ذنب أو يؤذيني والأكثر أن يؤذي نفسه. دلوني على حل فإذا كان مريضا سوف أسعى إلى إقناعه بشتى الطرق للذهاب إلى طبيب نفسي وأرجوك ألا تطلب منا أن نبتعد عن ذلك الشخص لأن للأسف عمل زوجي وسكننا مرتبط به بصورة كلية.. أرجوكم أفيدوني أفادكم الله"، تلك هي مشكلة صديقتي التي لم أستطع أن أساعدها ولو برأي لذا أرجو أن لا تهملوها.
أما مشكلتي فتتلخص في كلمات قليلة وهي أني أرملة وأم لطفل صغير عمره عام.. أعاني من آلام شديدة في أماكن حساسة من جسدي، قريبة لي متزوجة قالت لي بأني ربما أكون مصابة بنوع من الأمراض النفسجسمانية حيث لا تختفي الآلام إلا باختفاء الحالة المحيطة بالمريض كالشعور بالوحدة والحاجة إلى وجود رجل وأنا لا أشعر بالوحدة وليس لدي الرغبة في الزواج لذا لا أعتقد أني مصابة بذلك النوع من الأمراض.
لكني سمعت أن هناك أمراضا جسدية يكون الحل الوحيد لها هو الحمل حيث تختفي الآلام نهائيا بمجرد أن أصبح حامل وهو ما يدعوني إلى الزواج.. فهل هذا صحيح؟
هل هناك بالفعل مثل تلك الأمراض أم أن ذلك كلام غلط.. أفيدوني فأنا لا أريد الزواج.
أرجو ألا يتأخر ردكم فربما تزداد مشكلة صديقتي وتتفاقم قبل أن تجد الحل.
13/04/2007
رد المستشار
حضرة الأخت "أمل" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
إن قصة زميلتك مؤلمة، وقد تأثرنا بها. هذا وقد صعّبتِ الحل لأنك منذ البداية طلبتِ أن لا يكون على حساب خروج ذلك الرجل من حياتهم، خاصة وقد بدأ تأثيره السلبي على العائلة بشكل أن أصبح الزوج عصبياً، وباتت الحياة الزوجية مهددة برمتها.
يا أخت "أمل"! للحقيقة ليس كل الأزواج يغارون، وليس كل الزوجات يُغَار منهن، بل هنالك أسباب قد تؤدي إلى أن يشعر الزوج بذلك الإحساس المزعج. ولربما بما أن هذا الشخص مؤثر بالنسبة للعائلة على مستوى المنزل والعمل؛ فلا بد من أن الزوجة –صديقتك- كانت تلاطفه بعض الشيء أو تتعامل معه بطريقة مميزة أدت إلى حدوث تلك الأفكار عند زوجها.
والحال هذه لم يعد عندنا مجال إلا أن ننصح صديقتك بأن تقطع كل علاقة بذلك الرجل، بشكل أن لا تُظهر له أية بشاشة، أو ملاطفة، أو ملاقاة حسنة، أو أن تتجنّب الجلوس في حال حضوره إلى منزلهم، كما وأن لا تذهب مع زوجها لزيارته، حتى ولو كان متزوجاً.
أرى أن على صديقتك أن تقوّي المراقبة الذاتية على كل حركاتها وتصرفاتها، وأن لا تنسى ما قالته السيدة الطاهرة الزهراء عليها السلام: "خيرٌ للمرأة أن لا ترى الرجال، وأن لا يراهنّ الرجال". طبعاً قد لا نطلب منها كل ذلك، بل قد نطلبه بالنسبة لذلك الرجل على الأقل. متمنين لها التوفيق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا بالنسبة لمشكلة صديقتك، أما بالنسبة لمشكلتك يا أخت "أمل" فنقول:
نأسف أن تكوني شابة وفي نفس الوقت أرملة وأماً لولد قد تربينه بمفردك في هذه الحياة!
من الطبيعي أن تتعرضي للكثير من الأحاسيس المرضية، حيث أني أتخايلك تعملين وتجدّين، ثم تعودين إلى المنزل للعمل مجدداً ورعاية الطفل بدون شريك مواسٍ ولو بالكلمة أو الغمزة أو... الحب. نعم، قد تصابين بعُصاب الأعضاء الجسدية "hypochondropathy" ولكِ الحق أيضاً أن تصابي بمرض العصر: "الكآبة النفسية والتوتر العصبي". إن الحياة التي تعيشينها ليست فسيولوجية للغاية، بل هي ظروف تحضيرية للمشاكل النفسية إلى حدٍ ما. ما الحل؟ وائل أبو هندي الابنة العزيزة "أمل" أولا أحييك لتقديمك صديقتك على نفسك، وتقديمك العون لها بارك الله فيك، وليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الفاضل الدكتور قاسم إلا أن أقول لك، أولا قد يستطيع الطبيب النفسي مساعدة صديقتك في مشكلة زوجها إذا لم يكن ما اقترحه مجيبك كافيا أو كانت الحالة غيرة مرضية بغير أسباب منطقية، وأحيلك في ذلك إلى:
قد يكون بأن تلتقي بشريك يقاسمك التعب، والفرح، والمشاكل،... والحب. وقد نرى بهذا الحل المثال. أما إذا تعذّر؛ فلا مانع من أن تزوري طبيب أعصاب ليكتب لكِ بعض العقاقير المهدئة، وأخرى للكآبة النفسية التي إن لم تكن قوية الآن، فقد تقوى مع الوقت. لكِ ألف تحية وسلام ولصديقتك أيضاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* ويضيف الدكتور
في علاج الغيرة: تهذيب مفاهيم
وهام الخيانة الزوجية: وسواس أو وهام الغيرة
وهام الخيانة الزوجية: وسواس الغيرة متابعة
وثانيا لك أنت أقترح رابطين:
الألم نفسي المنشأ: كيف ولماذا؟
الاكتئاب والقلق: الأعراض الجسدية