العلاقات الاجتماعية والدراسية
الصراحة أحب أن أحكي لكم مشكلتي وياريت لو إني أجد لديكم حل من الحلول أنا عمري 28 سنة الآن والصراحة ومن وأنا صغير لم أجد ولم أطعم حلاوة الحنان فأنا عايش دوما في رعب من الوالد فدائما يحب المخاصمات فهو سريع الغضب ويحب أنه يخيشنا أو يفضحنا أمام الناس بمخاصماته فبعض الأحيان يقوم بفتح باب الشقة على الآخر عندما يخاصم عشان الجيران يسمعوا صوته حتى يخوفنا ويخلينا ننذل أكثر ونخاف وعلى طول نسمع كلامه هذا غير الضرب. الصراحة الوالد غريب الأطوار فهو لا يصلي أبدا وبعض الأحيان عند ذهابه للمستشفى عند الدكتور بخصوص مشكلة فيطلب منه الدكتور أن يقف عن التدخين فيقول له أنه لا يستطيع عن التوقف ثم يسأله الدكتور إنت تتوقف عن شرب السجائر في رمضان فلماذا لا تعود نفسك شوية شوية وتتوقف عن التدخين فيقوم الوالد بالرد عليه "وهل السجائر تفطر في رمضان" فينظر له الدكتور نظرة غريبة ويسأله هل تشرب السجائر في رمضان فلا يجيب الوالد عليه.
الصراحة طريقة أسلوب الوالد خلانا لا نعرف كيف نتعامل مع الآخرين فمن وأنا صغير لا يوجد لدي أصحاب حتى أختي المسكينة عندما كان عمرها 29 سنة ولم يأتي شخص ليخطبها فقد عملت مشكلة فأرادت أن تتزوج مثل الآخرين فالآن هي في مشاكل مع زوجها يعلم الله حالها فزوجها لا يعاملها بالطريقة السليمة فأيما ينصب عليها لأنها هي موظفة وتصرف على بيتها ودائما يخلق لها المشاكل لها ولا يكلمها وياما تكتشف أختي له علاقات مع الخادمة والخ.....
أحس نفسي بعض الأحيان عندما شخص ما يمسكني من يدي أو يضع يده على كتفي أميل له فلا أعلم هل هذا نوع من الشذوذ لأنه أنا كان فيه شذوذ جنسي بيني وبين بعض الأصدقاء في المدرسة ولكن الآن لا. أنا أتمنى من قلبي أن أتزوج حاليا فأنا الآن طالب وأهلي لا يريدون أن يزوجوني بدعوة أني مازلت أدرس ولا يوجد لدي عمل فأنا أدرس من الساعة 9 الصباح حتى الساعة 3 العصر فقد حاولت أن أجد عمل قبل كذا واشتغلت لمدة شهر كامل ولكن لم أوفق بين المذاكرة والعمل فقد تعبت جدا جدا جدا من العمل فأوصل البيت وعلى طول أروح أنام من شدة التعب ممكن لأنه جسمي جدا ضعيف ووزني 48 كيلو فبعض الأحيان أتعب فقط إذا مشيت ساعة فعندما أروح المسجد ثم أروح المطعم أشتري أغراض فبعض الأحيان أجد نفسي مرهق جسديا فأنام على طول. لا أعلم لماذا جسمي يتعب بسرعة فأجد إرهاق شديد من أدنى شيء مع أني عملت فحوصات على الدم فقالوا لي لا توجد مشكلة.
طبعا كان محصلي الدراسي أيام الدراسة جيد وأيام الثانوية كان جيد ولكن جلست في الثانوية لمدة 6 سنين. بعدما تخرجت اشتغلت لمدة سنة في مقهى إنترنت ولم أستطع أن أوفق في أن أكون علاقات مع الزبائن وفوق كذا إنه صاحب المحل نصب علي ولم يعطني حقي في آخر شهر ولم يعطني شهادة عمل بالمدة التي اشتغلت فيها, لا أعلم هل لأنه شخصيتي تعتبر ضعيفة ولهذا تستغلني الناس. ثم تركت العمل وبدأت أدرس هنا إنجليزي لمدة سنة ومن ثم ذهبت للخارج في كندا لدرس إنجليزي عشان بدي أجيب التويفل ولم أوفق في الدراسة حتى علاقاتي مع الناس لم تكن جيدة فقد تعبت نفسيا لأني لا أعرف فنون المحادثة فعندما أجلس مع الطلاب لا أجد موضوع أتحدث فيه. مع أني أستغرب من الناس كيف تتكلم في مواضيع شيقة فلو أني تكلمت مع الآخرين يكون سؤال أو سؤالين ومن ثم أصمت ولا أستطيع المتابعة. وأيضا لا أجد الشخص المقابل رد فعل أو إنه كلامي يعتبر جميل له حتى أستطيع أتكلم ولا أجدهم يسألوني وفوق كذا أنه يقولوا عني بأني انطوائي.
أتمنى من كل قلبي أن أكون شخص لديه شخصية قوية وأتمنى لو أكون يوما ما مدير أو مهندس أو شخص يكون محترف وعبقري. وودي أن يكون لدي جسم قوي وأتمتع بصحة ممتازة لأنه معظم الأحيان يأتي لي إمساك ومن ثم يحدث لي بواسير فأنا أعاني من البواسير من مدة ثلاث سنين. فكيف ممكن أن تساعدني يا دكتور.
ماذا أستطيع أن أعمل من تحسين شكلي الخارجي وأن أحسن وجهي لأنه كل الناس تعايروني بشكلي و بأن لدي أذنان كبيرتان وأن شكلي ليس جيد فأتمنى بأن أكون شخص لديه شكل جميل.
أعاني أيضا من مشكلة الفهم في أثناء الشرح في المعهد فأجد الكل يستطيع الفهم وأنا فهمي على قدي أحتاج وقت عشان أفهم فعندما أسأل على شيء معين يقوموا الطلاب بالضحك عليا وما يعطوني فرصة عشان أسأل.
ولدي مشكلة مع الوالد فهذه الأيام يعتبر الجو حار والوالد لا يرديني أن أشغل المكيف فيقوم بإغلاقه ويخاصمني لماذا شغلت المكيف ويقول لي إنه ليس وقته الآن الصيف لم يبدأ بعد. وبعض الأحيان حتى المروحة يقوم بإغلاقها. والله إني طشفت من العيشة معاه مش معطيني حريتي في البيت حتى عندما يكون جالس في البيت يعمل رهبة فلا نستطيع أن نفتح التليفزيون وبعض الأحيان يتحكم فينا في مشاهدة البرامج بمعنى لو بدنا نتفرج على كورة يقوم بمنعنا لأنه بنظره الكورة سئية ولو بدنا نتفرج على فيلم مصري لا مانع لديه ويفضل أنه يكون فيلم قديم أبيض وأسود.
سألتكم بالله أريدكم أن تقرؤوا رسالتي وأن تجاوبوني وأن تعطوني إجابة على كل شيء ذكرته في الرسالة
وربنا يحفظكم ويرعاكم
13/04/2007
رد المستشار
رغم ما عددته من مشكلات إلا أنها مشكلة رئيسية واحدة... وهي عدم تحمل مسؤولية نفسك فأنت بخيل لا تريد أن تدفع "الثمن"، فهناك ألم للنمو... نعم فللنمو ألم علينا أن نمر به ونتخطاه حتى ننضج ونكون أنفسنا التي نرضاها وفي طريق هذا النمو سنقابل عثرات بعضها محض خيال وبعضها بسبب تفكيرنا وبعضها يعود لمن حولنا! ولكن سنبقى لا نملك سوى أنفسنا ولا نملك غيرنا فتظل نقطة الانطلاق هي نحن.
ولنبدأ برغباتك... فأنت تريد أن تكون ذو شخصية قوية فالقوة في حقيقتها رغبة بعدها نحتاج لمعدات وأسلحة تدعمها وليست القوة في شكل محدد كمدير أو مهندس ولكن عليك البحث بدأب وبمنطق فيما تهواه أو فيما ترتاح فيه من أعمال لتبدأ من عنده الوصول إلى كنزك الذي بداخلك ولا تتعجل الأمور فقد تستهلك وقتا إلا أن النتيجة ستكون مرضية إن شاء الله.
تريد أن يكون جسدك قويا وبصحة ممتازة فمن منا ينعم بالصحة الممتازة؟؟ فهي سنة الله في كونه نتمتع بالصحة وتتناوب علينا الأمراض بين الحين والحين ولكن لكل داء دواء فما هي سبيل الدواء الذي اتخذته لما تعاني منه من البواسير؟ فالكثير يشفون بعلاجات موضعيه أو بالجراحة. والجسد القوي ليس في ضخامة عضلاته ولا سعة صدره ولا قوامه الطويل ولكن الجسد القوي هو الذي يتغلب على أمراضه العضوية والنفسية، فإرهاقك المستمر وتعبك دون جهد يذكر هو مرض نفسي يتلصص عليك في شكل إحباط واكتئاب هذه بعض أعراضه.
تريد أن تحسن وجهك وشكلك الخارجي فهل اتفق البشر على الشكل الجميل؟؟؟ فالجمال في الغرب هي الفتاة السمراء الجعداء فلقد سئموا العيون الزرقاء والخصلة الصفراء وبما أن الوالد يسمح بمشاهدة الأفلام المصرية القديمة فأنت تعلم إسماعيل يس وزينات صدقي وغيرهم الكثير ممن تمتعوا بالقبول والحب والشهرة وتغيير مفاهيم وأفكار البشر حول موضوعات مختلفة في حين لم تكن تلك النتائج عائدة لقسمات وملامح الوجه الجميل كما تظن أنت.
وهل تعلم أن في دراسة الذكاء أثبتت البحوث وعلوم الفراسة أن هناك علاقة طردية بين الذكاء وكبر حجم الأذن!! فحين تقبل شكلك كما هو وترى فيه جمال وحين تردد على نفسك من الداخل أنك بحق تتمتع بجمال داخلي وجمال ملامح كلما شعر من حولك فكما يكون حالك بالداخل يراك الناس من الخارج!!
أما مشكلة الفهم فأسألك سؤالا هل الأفضل الصمت رغم عدم الفهم ثم الانكشاف عند الامتحان فرسوب فإحباط أفضل أم تسأل عما تريد استيضاحه فيكون الفهم ثم الإنجاز والنجاح؟
فعدم فهم المعلومة بشكل كامل يخلق ما يسمي "بالمعرفة المشوهة" والتي لاتصل بالإنسان إلى شيء وهنا أريدك أن تخفف قليلا ورويدا رويدا من ترصدك لزملائك وردود أفعالهم وقراءة أفعالهم كما يحلو لك أن تراه ولن يحدث إلا إذا أقللت من ترصدك لنفسك وستجد أن هناك آخرون يسألون ليفهمون ومن حولهم يضحكون ولا علاقة بين السؤال والضحك، فلتحنو على ذاتك وتقبلها وتنضج بها ومعها وتقاوم الكسل وروح اليأس وتحميل كل سيء لآخرون ولتبدأ بالتدرج والتدريب على ممارسة التواصل بين البشر ومعهم حينها ستهنأ وستبدأ أولى مرحلة التغيير.
يبقى مشكلة الوالد فرغم ما ذكرته عنه إلا إنه لم يخلق الله بعد شخصا تملأه العيوب حتى أنه لم يملك في نظرك ولو ميزة واحدة فأتمنى أن تتحلى بقليل من الإنصاف ولترى أمرا لطيفا يقدمه هذا الرجل لأبنائه وأنت منهم فلعل ما يقدمه توفير مستلزمات مادية.. فلعل ما يقدمه صبره على رسوبك ستة سنوات.... فلعل ما يقدمه خوفه عليكم.
فعلام تحاسبه يا ولدي؟ فنحن في مجتمعات لم يتدرب فيها رجلا ولا امرأة على كيفية الأبوة والأمومة ولا معنى الزواج وتحمل المسؤوليات وأضخمهم مسؤولية تربية أبناء جسمانيا ونفسيا وتربويا. فبدلا من استسلامك لفكرة أنه السبب قم أنت وتعلم أنت كيف تكون زوجا وأبا قبل أن تشتغل بهم رغبتك في الزواج حتى لا تكون أبيك. ولا تغرب عيناك عن قصص النجاح التي قاومت ضعف شخصيتها وقاومت ظروفها رغم نموها في مناخ يشبه مناخ نموك أو أسوأ، مررت مرور الكرام على قصة شذوذك وأنت صغيرا ولعل توقف ذلك ساعد على ذلك، وقد يستلزم كل ما سردته عليك التواصل بجدية مع معالج أو طبيب نفسي فليكن إذن مادامت رحلة التغيير ممكنة فلا أغلى من نفسك التي بين جنبيك فلتطلب ذلك، ولكن لا تنسى أبدا أن البداية من عندك لا محالة.