السلام عليكم؛
R03;
أنتم تعلمون ظروف العراق لذلك لن أتطرق لها. إني والد لولد واحد يبلغ من العمر 17 عام كان ذكي يحب الدراسة متدين وفيه كل الصفات الجيدة, اضطررت للسفر بسبب ظروف العراق وللعمل وتركت عائلتي وكنت أعود كل 45 يوم أجازة 15 يوم المشكلة في ولدي أنه في الصف الرابع الإعدادي وأعتقد يسمى العاشر في بعض الدول, حيث بعد سفري العام الماضي ظل سنة كاملة يكذب علي ويقول أنه جيد في المدرسة، واكتشف بعد ذلك أنه رسب في 6 مواد ولا يمكن تدارك حالته فقمت في حينها أي قبل سنة بمعاقبته عقابا عسيرًا وكنت أركز في عقابي له لأنه لم يخبرني مبكرا لأتلافى ذلك.
فقمت بتبديل سكني وكذلك تبديل مدرسته لتجنب أصدقاء السوء وسجلته في مدرسة جديدة وكنت أوصله إلى باب المدرسة لمدة أسبوعين ثم سافرت إلى عملي وكنت أتصل يومياً بعائلتي لأطمئن عليهم وعند حضور أجازتي كنت أوصل ولدي الوحيد يومياً إلى المدرسة وحتى آخر أجازة أي حوالي قبل شهرين
ولكن المصيبة حدثت حين قررت إنهاء عملي في الخارج وأستقر في بلدي حيث بدا عليه الخوف وكان يبكي باستمرار مع العلم أنه كبير على البكاء فقررت مراقبته وكانت المصيبة حيث اكتشفت أنه لا يذهب إلى المدرسة ومنذ 6 أشهر بالضبط أي فقط درس أول أسبوعين وبعدها يخرج كالمعتاد من الثامنة صباحاً ولا يعود للخامسة مساءً حيث يأخذ دروس تقوية بعد المدرسة
المصيبة أنني صرفت جميع ما عملته خلال سنة ونصف عليه حيث لديه دراجة نارية آخر موديل وكذلك محمول أحدث ما وجد في السوق حيث كلما يقول أنه نجح في امتحان أرسل له مبلغ جيد من المال كهدية وتشجيع له. ثم اكتشفت أنه يخدعني وأمه وجميع الأسرة من أعمام وأخوال ولمدة ستة أشهر كاملة.
في البداية قررت طلاق أمه لاعتقادي أنها تعلم ثم راجعت نفسي لأجد أنه أيضاً كان يخدعني حيث أوصله للمدرسة في أجازاتي ولم يترك لدي أدنى شك مع العلم أني من كثيري الشك، والآن لا أعلم ماذا أفعل به وعندما أقول لماذا فعلت ذلك يقول لا أعلم ويقول أن الله اختبره وفشل وسوف يداوم على الاستغفار مع العلم أنه خدع الجميع حتى أصدقائه المقربين لم يعلموا إلى الآن.
رجاء ساعدوني
ولكم كل الشكر
20/04/2007
رد المستشار
أخي العزيز..... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
إن الولد الوحيد كثيرا ما يكون مشكلة خاصة إذا تورط الوالدان أو أحدهما في تلبية كل مطالبه وإشعاره بأنه كل شيء في هذا الوجود، هنا يتأخر نضجه وتظهر آثار المشكلة بوضوح حين يصبح مراهقا حيث يدخل هذه المرحلة بقيم ومعايير الطفولة بمعنى أنه يعمل طبقا لمبدأ اللذة، فهو يريد الحصول على كل شيء عن طريق والديه ولا يريد أن يفعل أي شيء، وللأسف الشديد هذه رسالة وصلته منذ أن كان صغيرا وهي أنه شخص فوق العادة، وأنه محور حياة والديه بل محور الحياة كلها، لذلك لا يرى ضرورة لأن يتعب نفسه لأن وجوده (مجرد وجوده) هو سر سعادة والديه والعائلة كلها، وأنه ليس مطالبا ببذل جهد أو بكفاح في دراسة أو غيرها.
والابن في هذه الظروف يغيب عنه قوانين الحياة لأنه يحصل على كل ما يتمناه (دراجة نارية آخر موديل، ومحمول آخر ما ظهر في السوق، و....، و.......، و........)، إذن لماذا يتعب إذا كانت الأشياء تأتي بلا تعب، ولماذا يذهب إلى المدرسة ويتحمل معاناة الدراسة إذا كان حب الوالدين الجارف سيحقق له كل ما يريد.
وحين تظهر مشكلات هذا الطفل المدلل يشعر الأب بالغضب الشديد منه فيقسو عليه أحيانا وبشدة (وهذا ما حدث) فيزداد الطفل عنادا وربما كراهية لأبيه لأنه لم يتعود منه على ذلك، وهكذا يعيش بين التدليل الزائد والإشباع الزائد وغير المشروط لاحتياجاته وبين القسوة الزائدة بسبب سوء سلوكه، وهذه هي الأزمة الحاصلة الآن.
والعلاج يتلخص في عودة التوازن في المعاملة بحيث نكف عن التدليل الزائد ونكف عن الإشباع الزائد فليس من الحكمة أن تلبى كل طلبات الأبناء بل إن إشباع الحاجات إذا زاد عن 70% فإنه يكون مفسدا للنفس البشرية، فكما أن درجة من الإشباع مطلوبة أيضا فإن درجة من الحرمان مطلوبة.
كما يتوجب الرجوع به إلى قوانين الحياة حيث يتعلم من خلال الأسرة أنه لن يتمتع بالمزايا داخل الأسرة إلا إذا قام بواجباته الدراسية، فالمصروف والهدايا والامتيازات تصبح مرتبطة ببذل الجهد في الدراسة والسلوك القويم.
والضرب في هذه الحالات لا يحل المشكلة بل ربما يزيدها تعقيدا، وهو لا يحقق أهدافا تربوية ذات قيمة. ثم إنه يخير بين إكمال دراسته بشكل جاد وبين الالتحاق بأحد المهن مثل النجارة أو الحدادة أو السمكرة أو الميكانيكا، ونكون جادين في هذا الأمر، عندئذ سيجد هو (خاصة بعد التجربة لمثل هذه الحرف) أن الدراسة أهون بكثير.
إذا عجزت عن تنفيذ ما ذكرناه فقد تحتاج إلى تدخل معالج نفساني بينكما لإعادة هذا الابن إلى الصواب من خلال تعديل سلوكه وتعديل طرق معاملتكم له في الحاضر والمستقبل، وفقك الله وتابعنا بأخبارك وأخبار ولدك.