تعقيد يحتاج إلى تبسيط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... قرأت فيما يتعلق بمشاكل المردان والنظر إليهم ما عقدني وما أراحني فما أراحني أن أحدهم كان فاقدا للحنان من والديه، لكن ما عقدني أن بيتهم لم يكن به ذرة حنان..
فقد كانت طفولتي جيدة بلا منغصات لكن ما بعدها من مرحلة تحتاج إلى دعم حياتي للتصرفات وما يدعم الثقة بالنفس فلم أتلقه أبدا.. فأبي إنطوائي وكنا نخرج في الشهور مرة أو مرتين..
إن مشكلتي تتعلق بالنظر إلى جميلي الشكل والتفكير في تصرفاتهم ومحاولة استيعاب شخصياتهم وفهمهم كالشغوف الذي يعجبه شيء يتمناه ولا يقدر على أن يكون مثله.. وأحيانا أشعر بحنان وعاطفة عند القرب منهم والكلام معهم..
المشكلة تتعلق أيضا بأنني ليس لدي قدرة على تفريغ المشاعر كالناضجين بالعلاقات الاجتماعية فيتحول الأمر غصبا عني إلى تخيلات جنسية والعياذ بالله لكنها لا تتعلق بواحد فقط لذلك لا أظنه شذوذا..
أفيدوني أرجوكم
السلام عليكم.
04/05/2007
رد المستشار
أخي العزيز؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أنك في حالة احتياج للحب والدعم الأبوي، وهذا يظهر في شغفك بجميلي الشكل والتفكير ومحاولة استيعاب شخصياتهم وفهمهم، ثم يتطور الأمر إلى الشعور بعاطفة الحنان عند القرب منهم والكلام معهم، وهي حالة من الحنين إلى نموذج متميز للأب المثالي الذي تفتقده في الواقع فوالدك –كما ذكرت– منطويا ومبتعدا وبذلك يترك فراغا في منطقة الأبوة في وعيك، هذا الفراغ يتلهف لكل ما يتصل بالأبوة المتخيلة من التميز في الشكل والتفكير، فتتحرك المشاعر ولكنها تتجاوز منطقة المشاعر الأبوية إلى مناطق أخرى من المشاعر الجنسية، وهذا ما يحدث كثيرا في حالات الجنوح الجنسي، وليس شرطا أن يكون موجها لأحد ولكنه قد يكون قاعدة تتوجه منها هذه المشاعر إلى شخص بعينه في المستقبل.
لذلك عليك أن تنمي مشاعرك الناضجة في اتجاهات صحيحة من الآن فيكون لك صداقات جيدة وتكون لك علاقات اجتماعية متعددة ومثمرة ، وتكون لك اهتمامات واسعة بما حولك ومن حولك، وأن تسعى للتميز في عملك، ثم تستعد للإقتران بفتاة مناسبة، وقبل كل هذا تكون لك علاقة قوية بربك، كل هذا يحميك من تسلط وجموح مشاعرك المتجهة في اتجاهات قد تكون ضارة وخاطئة، فأنت من الآن تقوم بإدارة مشاعرك وتوزيعها في مسارات إيجابية قبل أن تتحول إلى طوفان يصعب عليك التحكم فيه فضلا عن إدارته.