السلام عليكم؛
أنا فتاه في العشرينيات ولدت وعشت في دولة خليجية قبل أن أعود لمصر للمرحلة الجامعية. أعاني من توتر نفسي بدأ إحساسي به منذ دخولي الجامعة. حيت لم أنسجم اجتماعيا برغم عدم عزلتي.
الآن تخرجت منذ ثلاث سنين أشعر بزيادة التراكمات النفسية. ليست هناك أسباب واضحة لهذا التوتر النفسي، لكن في فترة السبع سنوات الماضية تراكمت لدي مشاعر عدم الراحة والانسجام وصعوبة في التواصل الاجتماعي السليم. أنا لا أنعزل ولكني أجد صعوبة في الاندماج الصحي والتفاعل الإنساني. خلال الفترة الأخيرة فقدت الثقة في نفسي. واضطربت نفسيا وذهنيا.
وقد كنت دونت المشاعر السلبية التي أشعر بها على مدى عدة أيام عند إحساسي بها (غالبا بعد العودة من الخارج):
• فقدان إحساسي بذاتي ونفسي وكأني إنسانة أخرى بحيث أتشكل داخليا ونفسيا وانفعاليا تبعا للموقف والمكان والأشخاص. وأجد صعوبة في اتخاذ القرار وإثبات ذاتي.
• تشتت ذهني وصعوبة في فهم ما يجري من حولي وما يقال بحيث قد أبدو بطيئة التعلم أو بليدة.
• تغير المزاج كليا بتغير المكان وبالتالي يمكن أن أقول أقوال أو أفعل الفعال لا تمت لي بتاتا ولا تنم عن شخصيتي واعتقاداتي.
• الإحساس بأن عقلي خال تماما من المعلومات والخبرات السابقة.
• عدم إحساس بالراحة دون وجود سبب واضح.
• الإرهاق الشديد بعد الاختلاط بالناس.
• عدم جدوى أي شيء حتى الحديث مع الناس.
•الإحساس بانعدام الصلة أو جدواها مع الناس.
• تشتت الذهن واندفاع الأفكار.
• الإحساس بتشابه الأشياء والتفاصيل وعدم التمييز.
• عدم القدرة على اتخاذ القرار والتردد في أقل الاختيارات.
• أرى الأشياء والأشخاص وكأنها شريط فيديو وليس تفاعلا إنسانيا لي دور المشاركة فيه.
• الإحساس بالانهزامية.
• سهولة تغير أفكاري ونظرتي للموقف.
• انصراف الذهن نحو التفاصيل الدقيقة غير الهامة على حساب المضمون الكلي وبالتالي صعوبة في التواصل مع الأشخاص والنسيان.
• الشك في آرائي وعدم الشجاعة في إبدائها.
• فقدان التحمس للأشياء.
أنا الآن أشعر أن الحياة توقفت تماما. كيف أعيد بناء شخصيتي؟ ومن أين أبدأ؟ أنا أومن جيدا أن لدي قدرات تميزني عن غيري فأنا متفوقة في مجال اللغة الإنجليزية ولكن المشكلة في عدم قدرتي على إظهار ما عندي. وأنا الآن مقبلة على عمل لأول مرة مدرسة ولكن الصورة أمامي ليست واضحة من حيث التعامل مع الأطفال وباقي المدرسين.
جزاكم الله خيرا
وشكرا.
1/5/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة؛
أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا على ثقتك، إفادتك تنم عن كثير، ولولا ما أخمنه من انفعالك الشديد وأنت تكتبين لنا مما أثر على كثير من كلماتك، أو ربما لولا خلل لوحة المفاتيح التي تستخدمين لولا ذلك لاعتبرت إفادتك إفادة نموذجية في التعبير عن حال كثيرات من المصريات العائدات من الخليج بعدما قضين هناك فترة المراهقة.
تشتكين منذ زمانٍ طويل مما وصفته بقولك: (أعاني من توتر نفسي بدأ إحساسي به منذ دخولي الجامعة. حيت لم أنسجم اجتماعيا برغم عدم عزلتي) والحقيقة أن أعراضا نفسية عديدة خاصة فيما يتعلق بمجال التفاعل الاجتماعي كانت -وما تزال- تظهر على حديثي العودة من الخليج إلى بلدانهم الأصلية (الذين قضوا مراهقتهم في إحدى دول الخليج)، عندما يجدون أنفسهم مضطرين للتعامل بشكل مختلف عما تربوا عليه في الخليج في فترة انخراطهم في مجتمعاتهم، وربما بسبب الفرق بين المجتمع الخليجي وغيره يحدث نوع من الصراعات في رحلة التكيف.
وأعراض العودة من الخليج تلك هي ظاهرة نفسية تظهر في فترة التغير ويجتازها كثيرون ولكن قليلون منهم يجتازونها دون ألمٍ أو آلام، وهناك طبعا من يتعايش مع تلك الأعراض طويلا لأسباب ومسارات مختلفة كل حسب تكوينه واختلافه وخصوصيته النفسية، ولكن تلك المتلازمة من أعراض العودة من الخليج لم تدرس علميا حتى الآن ربما لأنها ظاهرة خاصة بالعرب والله أعلم.
ولكن عندنا خبرات شخصية وحكايات مرضى وأصدقاء تشير إلى وجود تلك المتلازمة من الأعراض وعندنا أيضا نصوص إليكترونية كثيرة تشير إلى أن كثيرا من العوامل النفسية مشتركة بين العائدات وأيضًا بين العائدين من الخليج، واقرئي في ذلك ما يقودك إليه الرابطان التاليان من على موقع مجانين:
عائدة من الخليج: العادي والمتوقع والمنتشر
العائدون من الخليج: عبور الفجوات مشاركة
فيا ترى هل تدركين أنت الآن كيف أن فترة السبع سنوات الماضية التي تراكمت لديك خلالها مشاعر عدم الراحة والانسجام كانت مقدمة لما استمر معك من الصعوبة في التواصل الاجتماعي السليم، حتى وصلت إلى مرحلة تشعرين فيها بأنك في الفترة الأخيرة فقدت الثقة في نفسك واضطربت نفسيا وذهنيا كما ذكرت قبل سرد أعراضك السلبية، فمن الواضح أن عملية التأقلم لم تستطيعي تجاوزها لأسباب لا نستطيع التكهن بها.
والمهم على أي حال هو الأعراض لا الأسباب.. وما لديك الآن من أعراض يتجاوز العادي والمتوقع والمنتشر فهناك ما يشير إلى خلطة أعراضٍ -متوسطة الشدة غالبا- من اضطرابات القلق والاكتئاب تظهر تأثيراتها السلبية على مشاعرك وأفكارك وسلوكك بوجه عام، فأنت تصفين حالة من القلق الاجتماعي المزمن وتأثيرها فيك شديد حتى إنك تجدين معاناة شديدة ثم فشلا محبطا في الاندماج الاجتماعي، وأحاسيس مختلطة بعدم الفاعلية وعدم القدرة على السيطرة والتماسك، حتى إنك تصلين في وصفك لها حد قولك: (تغير المزاج كليا بتغير المكان وبالتالي يمكن أن أقول أقوالا أو أفعل أفعالا لا تمت لي بتاتا ولا تنم عن شخصيتي واعتقاداتي)، ثم قولك (الإحساس بأن عقلي خال تماما من المعلومات والخبرات السابقة) فهل تصفين حالة من انشقاق الوعي؟ أم أنت تبالغين في الوصف، وكل ما هنالك أن ارتباكك في المواقف المولدة للقلق يدفعك إلى التصرف بشكل يخالف طبيعتك؟ لست واضحة في ذلك فهلا وضحته لنا في متابعتك؟ واقرئي أيضًا عن:
اختلال الإنية والواقع.
ثم إن ما يبدو من التردد، والتشتت والبطء المعرفي، وسرعة الإرهاق، وكذلك فقدانك التحمس للأشياء كل ذلك وغيره علامات اكتئاب واقرئي في ذلك:
فقدان الطعم والمعنى جوهر الاكتئاب
اكتئاب مع ضعف نشاط معرفي مشاركة
كل هذه احتمالات لا يصح معها يا ابنتي أن تنتظري على الإنترنت علاجا لمعاناة تعيشينها منذ سبع سنوات، فعليك أن تلجئي بعد الله إلى أقرب طبيب نفسي ليقوم بتقييم الحالة والاتفاق معك على ما تحتاجين من علاج نفسي معرفي أو سلوكي أو عقاري، وبعد الشفاء بإذن الله سيكون بإمكانك أن تحددي أين أنت وكيف تستطيعين تفعيل قدراتك التي تؤمنين بوجودها ويكون من الممكن كذلك أن تثبتي ذاتك كمدرسة متميزة إن شاء الله،
و تابعينا بالتطورات الطيبة.
ويتبع>>>>>> : أعراض العودة من الخليج قلق x اكتئاب مشاركة