السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكركم علي الجهود المبذولة في الموقع أنا باختصار أبلغ من العمر 23 عاما ولم أعش حياة طبيعية أعرف فيها معنى الأسرة أو الحب، والديَّ تطلقوا مرتين وأنا مازلت طفلة وذكرى طلاقهما ما زالت في عقلي، تعرضت لتحرش جنسي وأنا طفلة أيضا ولم أستطع أن أقول لأحد وبحكم العادات الشرقية فإن الولد له كل ما يريد وطلباته مجابة، والبنت عليها أن تكتفي بالموجود أو أنا هكذا تربيت.
حملت مسؤولية إخوتي الصغار وأنا أبلغ من العمر 11 سنة، ولم أفهم لماذا وكنت أعاقب من أبي على أي تقصير في حقهم وكنت لا أعرف أيضا لماذا كنت أنظر إلى أخي الكبير وأقول لنفسي لماذا لا يعاقب أيضا لماذا أنا التي يجب أن تتحمل كل شيء لماذا هو يحصل على كل شيء وأنا لا شيء..........
أمي لم يكن لها وجود في حياتي فأنا بنظرها ضرتها التي حلت مكانها في المنزل وقد قالتها لي وأنا أبلغ 14 سنة وقتلتني بها............ حاولت الانتحار مرتين ولم أنجح كنت في كل مرة أخاف من عذاب القبر وماذا سأقول لربي.........
حياتي الآن مستحيلة إخوتي يكرهونني بسبب أمي، وأبي لا يبالي بي أنا لا وجود لي في حياتهم....... ومجبرة على أن أعيش معهم في بلد غريب........... لا أستطيع التواصل مع أحد مغلقة على نفسي كنت أحب التصوير بالكاميرا وكرهته بسبب أهلي........ كنت أحب القراءة وتركتها أيضا بسببهم.
أريد أن أعمل ما أحب ولكني لا أستطيع أن أعرف ما أحب......... لا يوجد لي أحد أتكلم معه أو يسمعني...... حتى عندما احتجتهم في مرضي لم أجدهم ولم يبالوا..........
لا أعرف ما العمل أنتم آخر أمل لي،
آسفة على الإطالة وشكرا.
11/05/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أتمنى في يوم ما أن أحصل على مقشة سحرية بعد أن أتحول لساحرة طيبة طبعا كي أبدل أحوال المعذبين في الأرض بلمسة من مقشتي وحتى يحدث هذا أجدني مضطرة لاتباع أساليب أكثر خشونة وصعوبة أحتاج فيها لمعونة كبيرة فهاتي يدك.
تتسم حياة أسرتك بعدم الاستقرار والشحناء بسبب اضطراب علاقة الوالدين والتي يتحمل وزرها الأولاد، وإن كان الوالدان غير سعيدين فلا تتوقعي منهما الكثير من العطاء فهم بحاجة لمن يمد لهم يد العون، ولذا ترين مركب الأسرة تبحر بصعوبة ودون توازن حتى في توزيع الأدوار والجوائز على العاملين فيغيب الإنصاف ويزداد التمييز في المعاملة، هذا تلخيص لحياتك الماضية وعلاقتك بأسرتك في الوقت الحاضر وقد نقول أنه الجزء المظلم في حياتك فلننظر للجزء المشرق.
أسمعك تقولين أن لا إشراق وهذا هو السبب الحقيقي لمعاناتك تفكيرك المنحاز الموجه دائما نحو السلبيات مع ظنك بأنك تستحقين الأفضل وهذه فكرة غير منطقية أخرى تسبب لك التعاسة.
عزيزتي وحدك القادرة على مساعدة نفسك فلا تتأخري فتضيع منك فرص السعادة مع كل يوم تمضينه باكية على ما فات وما ليس لديك، يكفي أنك صحيحة العقل وقادرة على التعبير عن نفسك والتواصل مع أناس يبعدون عنك قفار وبرار. اقنعي بما لديك وعيشي على أمل أن تصلحي وتحصلي على ما ينقصك من حسن علاقة مع والديك وفرص عمل ولو تطوعي.
ينصح أسلوب العلاج بالواقع الناس على تقبل واقعهم الذي لا يمكن تغييره مع تحمل المسئولية المباشرة عن إسعاد أنفسهم بأنفسهم وإشباع حاجاتهم الفردية ضمن قيم الصواب والخطأ الواضحة، وهكذا يمكننا أن نقول:
يكفي أن حياتك في بدايتها تستطيعين تشكيلها بينما والداك أعانهما الله أمضيا حياتهما في شحناء وفاتهم التمتع بما أنعم الله عليهم به. لن يضر والداك أن تكيلي لهما اللوم حتى يوم القيامة ولكن تفكيرك بإيجابية في نفسك وحياتك سيغير حياتك فاختاري الطريق الذي تريدين وإن بدأت فنحن معك بإذن الله نفكر معك ونقدم لك رفقة وعاطفة تنقصك بين أسرتك التي لعلك تحاولين إصلاح ما يمكن إصلاحه فيها فهما مثلك عطشى للعواطف والتفهم في صحراء الشجار.
اعملي على تحسين علاقتك بربك وابحثي عن رفقة صالحة لا تخلو منها بيئة وتذكري أن اليوم الذي يمضي من عمرك لن يعود فأحسني استثماره، واقرئي من على الموقع عن عسر المزاج.