السلام عليكم
أعراض العودة من الخليج قلق x اكتئاب
أنا أعاني من نفس ما تعاني منه الأخت السائلة ولكن منذ ما يزيد على 14 عاماً وهو الزمن الذي قضيته هنا في مصر وقد عشت حياتي منذ الميلاد وحتى حصولي على الثانوية العامة ثم دخلت الجامعة وتخرجت وعملت مدرسة كما تنتوي صاحبة المشكلة مع استمرار أغلب الأعراض التي ذكرتها في رسالتها، ومن أهمها فقدان الحماس والشعور بعدم الجدوى وفقدان الثقة في النفس، ويزيد عليها العزلة وحب الوحدة وقد سببت هذه الأعراض مشاكل عديدة لي في بداية عملي وكنت على وشك فقدان وظيفتي (أو بمعنى أدق الطرد من الوظيفة) لولا فضل الله وأن لسه ليّ نصيب، وأيضاً لأن الله سخر لي مجموعة رائعة من الزملاء ساعدوني كثيراً وساندوني وبدأت أحقق بعض النجاح في عملي وذلك لمدة حوالي 3 سنوات.
ثم شاء الله أن أنتقل من هذه المدرسة إلى مدرسة أخرى تعتبر فرعاً جديداً لمدرستي الأصلية ومن هنا بدأ الانحدار كنت في البداية متماسكة وجيدة جداً وحققت نجاحاً ولكن منذ ذهبت إلى هناك وحتى هذه اللحظة لم أجد مثل زملائي السابقين الذين دعموني نفسياً ولكن وجدت على العكس تماماً أشخاصا يحاولون تحطيمي نفسياً (فقد كان بعضهم من زملاء الماضي) حتى نجحوا في ذلك.
وأنا على وشك فقد وظيفتي بسبب تردي حالتي النفسية فلا يخفى على أحد الضغط النفسي الذي يتعرض له المدرس -وبالذات للمرحلة الإعدادية- في هذا الزمن فلا يتحمل أي ضغوط أخرى وبالذات الحرب النفسية من زملائه وأنا أعتقد بأن ذلك سببه أنني بدأت عملي وأنا عندي درجة ما من المعاناة النفسية.
لذلك أنصح السائلة ألا تبدأ العمل كمدرسة إلا بعد الحصول على العلاج المناسب
وأتمنى لها النجاح والتوفيق في الحياة وألا تعاني كما أعاني أنا الآن.
15/6/2007
رد المستشار
الأخت العزيزة؛ أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك وعلى مشاركتك، يبدو لي أن ما تشتكين منه يختلف نوعا عما اشتكت منه صاحبة المشكلة الأصلية وإن اشتركتما في ضرورة تلقي العلاج المناسب، إلا أن طول مدة معاناتك وغلبة أعراض الاكتئاب الخفيف الشدة علليها إضافة إلى تكرار المشكلات في مجال العلاقات بالآخرين يجعلنا نفكر في اضطرابٍ نفسيٍّ آخره و عسر المزاج، والذي لا يشخص إلا بعد سنتين من استمراره.
يبدو أن أهمية أكبر من اللازم تجعلينها أنت لتأثير زملاء العمل عليك فهم إما يدعمونك إلى حد اعتبارهم –في رأيك- سببا في وقوفك على قدميك في عملك في المدرسة الأولى ثم إلى حد فقدان التوازن في عملك في المدرسة الجديدة عندما فقدت تلك العلاقة الداعمة، وعلى أي حالٍ أحسب يا عزيزتي أن معرفة التفاصيل مهم في تشريح هذا الأمر، وأنصحك بأن تعطي التفاصيل لمن يتولى علاجك.
تحتاجين إلى مزيج من العلاج المعرفي السلوكي Cognitive Behavioral Psychotherapy مع التركيز على بعد العلاقة بالآخر والتفاعلات البيشخصية Interpersonal Psychotherapy إضافة ربما إلى أحد عقاقير علاج الاكتئاب، ونحن في غياب التفاصيل لا نستطيع إعطاء تكهنات أكثر من هذه،
ويبقى الشكر على مشاركتك واجبا والحث على المتابعة مُلِحًّا فلا تتأخري في المتابعة.