أسير الهوى
شكرا لكم على ما تقومون به من جهود لحل مشاكل القراء ولكم من الله الأجر والثواب وبعد، ذلك هذه هي مشكلتي إذا كانت تسمى بالمشكلة.
تشعبت في الحب ولم أعد أعرف أي الحبيبات أحب، أحب هذه مرة وتلك ألف مرة، وأحيانا العكس ولم أعد أقدر على تحمل هذا الشيء في الآونة الأخيرة حيث والدراسة تثقل كاهلي، والعمل من جهة ولكن كلما وزنت الحب لواحدة منهن أرى أن الحب لهن متساوي!
أسعفوني بالحل
ولكم جزيل الشكر.
22/10/2003
رد المستشار
أخي العزيز............ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، هذه المرحلة من العمر تتميز بوجود عواطف جياشة نحو الجنس الآخر، وهذا شيء طبيعي جعله الله في الفطرة الإنسانية لهدف التواصل والتزاوج وعمارة الكون، ولكن هذه العواطف تختلف شدتها من شخص لآخر، وهي متقلبة وينقصها النضج والعمق اللازمين للاستمرار والثبات، وهي أيضا ليست حبا بالمعنى الكامل وإنما هي نوع من الانجذاب الجنسي مدفوع بالتغيرات الجسمية العنيفة في هذا السن.
ومع التقدم في العمر وتجاوز مرحلة المراهقة بكل عنفوانها وتقلباتها، يحدث نوع من النضج العاطفي يصاحبه نوع من الثبات والتحديد في اختيار شريكة العمر، وإلى أن يحدث هذا لا تترك نفسك نهبا لهذه المشاعر الجانحة والمتأججة، بل حاول أن توجه جزءا كبيرا منها ومن طاقاتك عموما إلى موضوعات أخرى مهمة في حياتك، كأن تهتم بدراستك وتحبها على أنها طريقك إلى تحقيق أهدافك، وتهتم بالأنشطة الاجتماعية وتستمتع بالصحبة الطيبة، وأن تهتم بأسرتك وأهل بيتك وتبادلهم الحب والمودة.
وقبل كل هذا أن تقوي علاقتك بالله من خلال آداء العبادات (وخاصة الصلاة في وقتها) وعمل الخير والاستمتاع بكل ذلك، إذا بذلت جهدا مخلصا في عمل هذه الأشياء فسوف تنجح إن شاء الله في توسيع دائرة وعيك ومشاعرك وسلوكك، وفتح مسارات متعددة لطاقاتك النفسية بحيث لا تكون أسيرا لنوع واحد من العواطف وهو العاطفة تجاه الجنس الآخر، فهذه العاطفة وإن كانت مهمة ولها وظيفة عظيمة كما أسلفنا، إلا أنها لا يجب أن تستولي على كل اهتماماتنا وطاقاتنا، فهي جزء من حياتنا وليست حياتنا كلها، أما إذا استسلمت لهذه المشاعر طول الوقت، وغرقت في أحلام اليقظة أغلب الوقت فإنك ستعاني من كثرة التعلقات العاطفية المتقلبة والمتغيرة.
وفي نفس الوقت تستنزف طاقاتك النفسية كلها -أو معظمها- في أشياء لن تعود عليك بنفع كثير، خاصة وأنت الآن في مرحلة بناء لشخصيتك ولمستقبلك بشكل متكامل (جسمانيا ونفسيا واجتماعيا وروحيا)، وإذا نجحت في بناء شخصيتك وتحقيق أهدافك فإنك تكون قريبا من تحقيق هدفك العاطفي في الاقتران بزوجة المستقبل حيث الإشباع المشروع والمحبوب لكل احتياجاتك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي ما أود الإشارة إليه هنا بعد الإجابة المستفيضة للزميل الدكتور محمد المهدي هو: أن أسأل الأخ صاحب المشكلة: من قال بأن أمر وجود مشكلة لديك هو أمر مشكوك فيه؟ ولماذا تراها كذلك؟ بل إنني أحسبك توقعت أننا خاصةً بعد تأخرنا في الرد عليك قد أهملنا مشكلتك، وهذه ليست الحقيقة، عن ما تعاني منه هو في الحقيقة مشكلةٌ يعاني منها كثيرون من الشباب ومنهم من لا يدرك أنها مشكلة أصلا، وأما ما أود إحالتك إليه ليكونَ بمثابة هدية الموقع لك فهو مقال ظهر على موقعنا للزميل المستشار الدكتور أحمد عبد الله تحت عنوان: إبحار الأجيال وتعاقب الأمواج البناءة، وكذلك إلى مقال لي تحت عنوان الحب في الجامعة بينَ الحلم والواقع، كما أنصحك بقراءة الردود السابقة التالية على صفحتنا استشارات مجانين:
عاجز عن الحب الثاني: سجين السراب
جمود القلب وزبائن المقهى الإليكتروني م
السن المناسب للزواج/ وجهة نظر حول الحب مشاركه
وفي النهاية نتمنى أن نكونَ قد وفقنا إلى إفادتك وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك وشاركنا بآرائك.