عاداتي القبيحة
مشكلتي قد تكون غريبة بعض الشيء ولكنها أرهقتني وأتعبتني كثيرا أنا كثيرا ما تحدث لي نفسي وأتحاور معها وأندمج معها بشكل عجيب لا يمكن لي أن أشرحه لكم إلى درجة أن أهلي يعتقدون أن لدي أحد في غرفتي أو المكان التي أكون موجودة فيه مثلا إذا حصل لي موقف سواء محزن أو مفرح أو غريب أكون في تلك اللحظة صامتة وهادئة ثم بعد دقيقتين فقط أختلي بنفسي ثم أحاور نفسي عن هذا الموقف وأندمج معها إلى درجة كأني أتحدث إلى أحد معي وأنحرج كثيرا عندما يراني أحد في هذا الوضع يتهموني أهلي بالجنون قد أجلس ساعة أو أكثر وأنا أتكلم مع نفسي لا أجد أي حرج أو مشكلة حتى ولو كان على حساب دروسي وشغلي، وهذا ما يضايقني لأن الوقت كله يذهب وأنا أتكلم أريد أن أتخلص من هذه العادة القبيحة والغريب أني أشعر بسعادة غامرة بعد الكلام كما أني أتخيل أشخاص وأتحدث معهم.
كما أني لي عادة سيئة أود أن أجد الحل لديكم هو تقشير شفاهي كثيرا ما أقشرها حتى يخرج الدم ثم أتركها إلى أن يجف ثم أعاود الكرة حاولت أن أتركها فلم أستطع، ما رأيكم؟ وما السبب الذي يجعلني كذاك وهل هي حالة نفسية أم ماذا بي؟
رأيكم أرجوكم أريد حل وسبب كلامي مع نفسي ما يضايقني أن ما أفعله على حساب وقتي مع العلم إني إنسانة انطوائية وقليلة الكلام عند الناس ولا أحب المناسبات الاجتماعية، كما أن لي صديقات قليلات جدا ويقولون أني إنسانة غامضة لكن ما يهمني أريد أن أترك الحديث مع نفسي.
أرجوكم أرشدوني للسبيل أي بذلك أكون شاكرة لكم جهدكم المغرمة في موقعكم المميز.
25/05/2007
رد المستشار
أهلاً بالأخت الكريمة؛
إن سبب لجوئك إلى الحديث مع ذاتك واندماجك معها بل وتخيلك لأشخاص وهميين أمامك تتخاطبين معهم موجود في العبارات التي أنهيت فيها رسالتك عندما قلت:((مع العلم أني إنسانة انطوائية وقليلة الكلام عند الناس ولا أحب المناسبات الاجتماعية، كما أن لي صديقات قليلات جداً ويقولون أني إنسانة غامضة))، فمشاعرنا المحزنة والمفرحة لابد لنا لنختبرها ونعيشها من وجود طرف آخر يشاركنا إياها, وعند غياب هذا الطرف المشارك تقوم النفس بآليات دفاعية Defense Mechanism لتعويض غياب هذا الطرف.
يبدو لي أن المشكلة التي أنت فيها قديمة وعميقة تمتد جذورها إلى طفولتك، فأنا أشعر أن مشكلتك تتلخص في نقل مشاعرك إلى الأشخاص من حولك وخاصةً أهلك، فقد يكون أهلك (أمك أو أباك) هم الذين ساهما في أن أفقدوك أو لم يعلموك هذه المهارة، فمشاركة الآخرين مشاعرهم أو نقل مشاعرنا الداخلية مهما كانت إلى الآخر هي مهارة Skill بحاجة لتعليم وتدريب قد يكتسبها الشخص منذ الطفولة أو يتعلمها في الكبر.
الذي حدث لك أنك فقدت هذه المهارة أو لم تكتسبيها أو قد يكون هنالك مشكلة في تقبلك للآخر الحقيقي فحوّلت مشاعرك وفضفضتك النفسية نحو أشخاص وهميين أنت قمت باصطناعهم بلا وعي وبدأت تبثيهم همومك ومسراتك، لذلك ليس من المستغرب كما قلت في رسالتك أن تشعري بالسعادة الغامرة بعد الكلام مع نفسك، لأن مشاعرك الداخلية الهائجة قد وجدت مصرفاً ولو أنه غير طبيعي إلا أنها سالت إليه وتركتك حائرةً مدهوشةً تتساءلين: لماذا أنا أفعل ذلك؟!.. هل أنا مصابة بمرض نفسي؟!..
حتى تقشير الشفاه لديك فهي أيضاً نوع من التفريغ الانفعالي للشدة النفسية Stress، وذلك مبرر نفسياً -بالنسبة لي- في سياق ما ذكرناه أعلاه عن غياب قنوات التفريغ الطبيعية للمشاعر والشدات النفسية. وفي النهاية أنت بحاجة لأن نجلس معك مطولاً للاستفسار ونفي بعض الأعراض النفسية التي تتشارك مع حالتك وتأتي في سياق أمراض نفسية أخرى. وقد يلجأ الأخصائي النفسي إذا دعت الضرورة إلى إجراء نمط من الاختبار النفسي يدعى مانيسوتا MMPI لتحري نمط شخصيتك.
في النهاية اعلمي أن مشكلتك ليست هي المشكلة الأولى والوحيدة في العالم!! وبإذن الله ستجدين من يساعدك على حلها طبعاً من عالم الواقع!!
أتمنى لك العافية والسداد.. وتابعينا بأخبارك.