كل حياتي مشاكل
أنا فتاة 16 عاما وأحب الحياة جدا جدا ولكنها لا تبتسم لي أبدا وكل ما أنتهي من مشكلة تأتي الأخرى ولا ألحق الشفاء من الأولى، وأنا أعاني من أمراض عضوية كثيرة بسبب مشاكلي النفسية، وكل مشاكلي أدفنها داخلي لأنني لا أجد من يسمعني ودفنها هذا يؤدي إلى مرضي وأيضا لا أحد يهتم بأمراضي العضوية وأبي يهتم أكثر من اللازم بأمي وما تريد وما ترغب وأمي لا تريد أن تسمع مني شيئا، وجميع أصدقائي يروون لي مشاكلهم وأنا أحلها لهم، ولكنهم ليس لديهم وقت لسماعي أو حتى فهمي وكل شيء يأتي على أعصابي.
وأنا أريد أن أدخل في قصة حب حتى أجد من يخاف علي ويسمعني ولكن كل قصصي فشلت ولا يبقى منها سوى دموعي وبكائي على كل شخص أحببته وتركني بدون أي سبب، وأنا الآن طوال الوقت أبحث عن من يسمعني أو يحبني ويخاف علي لأني لا أجد حبا وحنانا في بيتي نظرا لانشغال أبي بأمي، وأخي بحياته ومستقبله ولا أحد يريدني سعيدة وأبي وأمي لا يحققان لي ما أريد ولا يهمهما أمري ولا يعرفان مساعدتي ولا يرغبان في حياتي.
السلام عليكم
25/5/2007
رد المستشار
ما أروع سنوات الثورة والقوة والإرادة الجبارة والأحكام الصارمة سنوات المراهقة يالها من سنين!!!
يولد الطفل ضعيف معتمدا تماما على والديه فيطعمانه ويرعيانه حتى يكبر ويرسلانه للمدرسة كي يتعلم القراءة والكتابة ويشترون له جهاز كمبيوتر كي يرسل للعالم يشكو توقف اهتمامهم به وأنانيتهم وانشغالهم بحياتهم عنه بعدما أصبح قادرا على العناية بنفسه.
لقد رعوك بنية حين احتجت الرعاية ولكنك تأبين الفطام النفسي وترفضين تحمل دورك وجزء من المسئولية عن نفسك فتبحثين عمن يقدم لك الحب بين العابثين المستغلين لبراءة وطهارة ابنة السادسة عشر ولن تجدي بينهم صادق أو مخلص فهم لم يخدعوك ولكنك ضللت الطريق في البحث عن سعادتك ومصادر الدعم المناسبة التي تقدم لك النصح والاهتمام الصحيح.
أنصح دائما من يشكون قلة الحب والاهتمام ممن حولهم أن يبدءوا ببذل مزيد من الحب والاهتمام لهؤلاء الناس وهم يكسبون بهذا فمن ناحية للعطاء لذة بالإضافة لأنه يشغل الوقت بما هو مفيد ويقلل من تركيز الفرد وتضخيمه لمعاناته، ومن جهة أخرى فإن البذل يشجع المتلقي على تقديم بذل إن لم يكن مثله فهو يشبه. وكما رأيت أن بذلك للغرباء لم يجدي فجربي البذل لوالديك وشقيقك فأنت تعرفين أن لا أحد يفكر في الزواج حقا من فتاة السادسة عشر في مجتمعاتنا ولكنها لقطة رائعة للتسلية فحافظي على نفسك ومشاعرك لمن يستحقها.
شدتني كلمتك لا أحد يحبني ولا أحد يريدني سعيدة.... من قال هذا!!!! في أسوأ الأحوال هناك عزيزتي حبان ثابتان في الحياة يلازمانك قد تغفلي عنهما ولكنهما موجودان الأول هو حب الله لك فلن تجدي من يحبك قدر خالقك ولا مثله، حركي أصابع قدميك واستشعري محبة من خلق لك مثل هذه الأعصاب والمفاصل ألا تشعرين بحبه؟ اقتربي من المرآة وانظري إلى حدقة عينك ودقة خلقها وهبت لك بلا مقابل أليست دليلا على الحب؟ حب الله لك حب ثابت ونافع لو استحضرته في كل مرة سيطرت عليك فيها مشاعر الوحدة والغضب لخففت عنك.
أما الحب الثاني الثابت في حياة كل إنسان فهو حب الذات فلن تجدي بين البشر من يحبك ويحرص عليك قدر نفسك فساعدي نفسك وابحثي لها عن صحبة صالحة لديها همة عالية وتسعى لتحقيق أهداف في الحياة بعيدا عن العلاقات العاطفية التي لم يحن أوانها، وتابعينا.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت مجيبتكغير أن أقول لك أن كم ما تصفين من آلام أكبر بكثير من سنك هذه وكذلك كم ما تعتبرينه حقائق توصلت لها فيما يتعلق بعلاقاتك بالآخرين، وأنصح ربما بما قد يكون صادما لك وهو العرض على طبيب نفسي لأن طريقة تفكيرك واستنتاجاتك تنبئ عن خلل ربما في سمات الشخصية وقد يكون العلاج المبكر فرصة لا تعوض بعد ذلك، وقد أكون مخطئا يا ابنتي بل إن هذا يسعدني فاعرضي نفسك على أقرب طبيب نفسي وتابعينا.