اضطراب
موقعي العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم أجبر بخاطر القائمين على الموقع، إخواني أرسلت بمشكلتي منذ فترة في العام الماضي وأفادني الدكتور السعدني بما فيه الشفاء وكانت اسم مشكلتي (هل أنا مريض بالاكتئاب) وإنني أعاني الآن من الرغبة الجامحة للجنس مع أني لا أستطيع الزواج وذلك علشان أنا طالب وكمان مينفعش دلوقتي الزواج زي ما الكل عارف، المهم لو شفت واحدة في الشارع يحدث عندي إثارة كبيرة جدا وانتصاب في العضو الذكري وإمذاء ومش عارف أعمل إيه بصراحة بصراحة أنا واقع في ذنب العادة السرية وكل ما أتوب أرجع.
بصراحة تعرضت إلى أن أذهب إلى بيت دعارة ولم أذهب والحمد لله وأكثر من مرة وبصراحة شديدة أنا عند أخي الفرصة للدخول لمواقع جنسية متاحة وكمان بصراحة كده وجدت عند أخي الأكبر ده اسطوانات جنسية مخبيها بس أنا شفتها كلها شبه أدمنتها بس هو إلى الآن مايعرفش إني شفتها وكل ما أتوب أرجع تاني، وكمان لو وجدت أي بنت تعجبني في تدينها أحاول أن أكلمها يحدث عندي انتصاب ومعرفش أكلمها خالص أنا إلى الآن ما اتعرفتش على أي بنت وكل الزملاء والأصحاب عندهم أصحاب بنات إلا أنا.
أنا حاسس إني ساجن نفسي في سجن الرغبة والجنس مع إني والله محترم مع كل الناس وكل الناس يشهدوا بكده بالنسبة لي والتدين كذلك ممكن أتكلم في أحكام فقهية وتاريخ إسلامي ممكن أخلي اللي قدامي يبكي والله يا إخوان الكثير من الزملاء تابوا على إيدي وحللت ليهم مشكلتهم مشكلتي أنا محترم خارجيا بس من جوازي الزفت معفن نفسي أكون إنسان محترم من بره ومن جوا ومش عارف أكون إنسان محترم مش عارف نفسي أخلص بقه وأتجوز وأخلص من الهم ده بس الزواج في الأوقات دي مش متاح وكمان مش ضامن في بنت محترمة في الزمن ده ملهاش علاقات بصراحة أنا كمان حاسس إني نقمة على أهلي.
وكمان همه مش بعطوني الثقة اللي أنا محتاجها دائما في شك في أفعالي وأني باشوف أفلام جنسية ومواقع إباحية وده لأنهم ضبطوني باشوف فليم جنسي في البيت على فيديوا تعرفوا الفليم ده والله أنا لقيته في البيت إخواتي الكبار هم اللي جابوه والله ما أنا وكمان وبخوني إزاي أشوف الحاجات دي انعقد لساني ومعرفتش أقول وأصرخ إنكم اللي دخلتوه البيت تلك النظرة الدائمة بالاتهام في عيونهم جعلتني كل فرصة أكون لوحدي أحقق اللي هم بيتهموني بيه أنا والله يادكتور كل الأفلام اللي شفتها أو معظمها من أفلام إخواتي سي دي والله يا دكتور هم بينهوني عن حاجة هم بيقوموا بيه.
مش عارف أعمل إيه انصحوني أنا حالتي مستعصية رحت لدكتورة نفسية في طب عين شمس بس معرفتش أتكلم بصراحة معاها ياريت تنصحوني أروح لدكتور كويس أنا عندي مفاهيم كتيرة جدا عاوز أصحهها وكمان الثقة لا لا أنا العملية عندي متأزمة.
08/06/2007
رد المستشار
أحال د.وائل رسالتك إلي لأجيب عليها في الوقت الذي كانت تجول في خاطري كلمات تكرر سماعي لها، فهذه حالة تراجعني في عيادتي، وهي تشكو من مصاعب عاطفية وجنسية مع زوجها جعلها تبحث عن تعويض ـولو بالكلام ـ خارج إطار العلاقة الزوجية، وبعد أن روت وقائع تورطها التدريجي في هذا التعويض البائس وجدتها تسألني:
هل أنا كده إنسانة مش محترمة؟!
وأنت هنا تقسم بأغلظ الأيمان أنك محترم، وتصنف لنا بين محترم خارجي، ومن جوا زفت، قصدك يعني مش محترم؟!
ثم أنت لا تضمن وجود بنت محترمة تصلح للارتباط، ولم تصنف لنا أخواتك وأهلك هل هم محترمين، ولا مش محترمين؟!
وحقيقة لا أعرف حتى الآن، ولا أعترف بالكلام المطاط حمال الأوجه، وأثق أن خراب اللغة عندنا يتوازى ويتقاطع ويتضافر ويتبادل التأثير مع خراب العقول والتفكير!!
لم أجد لهذه الكلمة الشائعة المتداولة أي أثر في كتاب الله أو سنة رسوله الكريم، ولا فهمت لها معنى أو دلالة تنفع في تفهيم أو تحليل أو توصيف سلوك أو نوعيات البشر!!
الذي أعرفه أنك مثل كل شاب طبيعي في سنك لديك رغبة في أن تكون لك علاقة بامرأة تمارس الجنس الطبيعي الذي فطرنا الله على حبه، وصار من الأنشطة الأساسية في حياة الإنسان الطبيعي!!
صحيح أن الإنسان يمكنه أن يعيش بدون جنس، ولكنه عندئذ يفقد شيئا له وزن معتبر في سعادته الإنسانية، ووجوده وتوازنه النفسي وأنت مثل آخرين تتعرض لمناخ التحريض السائد حاليا، والذي يجعل من الجنس محورا للتفكير والاهتمام، وفي حين تتوافر فرص إقامة علاقات، وقضاء الوطر في ثقافات وأقطار هي المنتج الأهم للسلع الجنسية، والمواد الإعلامية الإباحية، فإن نفس الفرص ليست متاحة عندنا هنا لأسباب لا تخفي على أحد، والنتيجة معاناة واسعة لكل شاب وفتاة!!
وبدلا من الوصول إلى فرصة علاقة مشروعة بالجنس الآخر، وبالتالي ممارسة الجنس، يعيش أغلبنا رهين المحبسين: الوحدة والحرمان: يتلظى في صمت، أو يصرخ ولا يسمعه أحد، أو هو ينحرف في هذا الاتجاه أو ذاك، والأغلبية لا تجد أمامها من فرص الجنس غير المشاهدة، إلى مجرد الفرجة على صور أو أفلام أو مواقع أو غير ذلك من الأنشطة ناقصة الإشباع!!
شاب في عنفوان رغبته الجنسية، ومحروم من الحصول على علاقة مشروعة، ويحاول تعويض هذا ـ مثل آخرين ـ بالفرجة على ما لا يستطيع الوصول إليه!!
ومن ثم ممارسة العادة السرية!!
وهو مهتاج جنسيا، والرجل حين يتهيج ينتصب، فما الغرابة في هذا؟!
وما هو وجه العجب، أو سبب اللطم والحسرة، أو نعت نفسك بالزفت والقطران.. إلخ؟!!
هل السبب أنك تمارس العادة السرية؟! وهل أمامك سبيل غيرها؟! هل السبب في شعورك بالزفت الداخلي أنك تنتصب كلما حادثت فتاة، ولو كانت محترمة؟!!
أم أنك زفت لأنك ما زلت طالبا لا تملك للزواج سبيلا؟!
أم لأنك اختلست اسطوانات البيت الجنسية وأدمنت مشاهدتها؟! ما وجه الزفت في القصة؟!
وما سبب الهبل والعبط والنحيب واللطم الشائع في إدراك كل شاب عربي، وإدراك كل فتاة عربية للموقف من الجنس الغائب في حياتنا لأسباب معروفة؟!
يا شباب ويا بنات... كفوا عن هذا الخبل، فالمسالة أبسط من هذا بكثير، وتأملوا معي:
الجنس جزء من فطرة الإنسان وخلقه، والحاجة إليه تزداد في عمر الشاب، والتفكير فيه يزداد بالكبت والحرمان، كما يزداد بالتعرض للمواد المحرضة عليه.
من يملك الزواج وأسبابه وظروفه يبدأ في سلوك الطريق المؤدية إليه من تدقيق واختيار، وتكوين شخصي يؤهله لتحمل مسئوليات زوج أو زوجه.
من لا يملك أسباب الزواج يتعفف، والتعفف في حالتنا يبدأ بداية بمقاطعة كل سياقات ومناخات ومواد التحريض على الفاحشة من الفيديو كليب إلى المواقع الإباحية، والأفلام والصور وغيرها، وإلا فمن يلقي بنفسه في الماء حتما ستبتل ثيابه، وقد يغرق!!
مهم للغاية لمن لا تتاح أمامه فرص الزواج أن يستثمر طاقاته العقلية والبدنية في أنشطة يتحقق من خلالها إنسانيا، ويتوازن جسديا ولا غنى له عن نشاطين: الثقافة والرياضة، وإذا أضاف خدمة الناس إليهما يصبح لدينا ثالوث رائع لإشباع الروح والعقل والجسد، وطبعا أنا لم أذكر العبادة والذكر والصلاة وغيرها من هذا السبيل لأنني أعتبرها معروفة ومنتشرة، ومجربه الأثر، وألف جهة تحض عليها، وتحرض، وأدعو الله أن تزداد هذه الجهات.
بهذا يمكن أن تتوازن حياة شاب ينتظر دوره في ممارسة حقه الجنسي، وبهذا يمكن أن تصبر فتاة حتى يعجل الله لها ولنا بالفرج مما نحن فيه من ضيق وسجن الغباء الاجتماعي، والتخلف الشرعي والعقلي، وبقية أسباب العنوسة ومعوقات الزواج!!
الإنسان يا أخي يخطئ ويصيب، لا هو ملاك، ولا هو شيطان، وقد شرع الله لنا التوبة من أجل ذلك، ومن أجل أنه يعرف سبحانه أننا نخطئ، وكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين، فكن توابا، واحرص على عدم الاقتراب من مقدمات تسعير الشهوة حتى لا تجد نفسك مضطرا للعادة بوصفها عندئذ أخف الأضرار، وأهون شر، فهي حتما أفضل من الزنا، ولكن الزواج أفضل منها، والعفة واضح طريقها لمن لا يستطيع للزواج سبيلا!!
هل يمكن أن أقول لك أن الإنسان المحترم إذا جاز لنا التعبيرـ هو الذي كلما أخطأ تاب وأناب، وهو الذي يحاول اجتناب مقدمات الخطأ ما استطاع؟!
هل أوضحت الأمور؟! أرجو ذلك.