الدمار النفسي وضعف توكيد الذات م1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور مصطفي أنا آسفة لإزعاجك مرة أخرى ولكني بصراحة أشعر براحة وأني لابد أن أتحدث مع أحد يفهم ما أقصده ويوضح لي بعض من جوانب ما خفي عني
أنا ميرامار التي تعمل وواجهت صعوبة ونصحتها ألا تعمل يوم عطلتها الرسمية إلا إذا كان هناك أجر إضافي.
الحمد لله ذلك اليوم ذهب على خير، وأشعر كأني حسدت نفسي فاليوم التالي فعلت عن غير قصد وغباء مني في العمل مما أدى إلى غضب رئيستي وكان عندها حق، وبعد مرور عدة أيام احد رؤسائي الذين أعمل معهم كانت زميلتي تتحدث معنا ولكن أمامه وبصراحة أحسست أنها جريئة وأحببت ذلك منها، وعرفت ماذا حدث في اليوم التالي حدثت مشكلة بينه وبينها والله ما كنت أقصد ولكن هذا أشعرني بالسوء فكل شيء أظنه على مقربة من الجمال سريعا ما ينقلب إلى ضد ولا بد أن أشعر بالتوتر تجاه أي أمر ما حتى يمر بسلام ما هذا سأظل أشعر بتوتر إلى الأبد على العموم هذه طبيعتي
وهناك أمر آخر تأخرنا في العمل أنا وزميلاتي إلى الساعة 11 مساءا ولكني كنت مستمتعة بذلك العمل بصراحة وبالإثارة وربنا يستر، وأنا أكتب عشان لا يكون هناك خطا في العمل الذي تعبنا فيه "ما شاء الله لا قوة إلا بالله"، وأبي غضب غضبا شديد وقرر فجأة أن أترك العمل بصراحة كل واحد يقابل مصاعب في العمل من أشخاص أو كثرة الأعمال، ولكن كثرة الأعمال لا تضايقني أبدا ولكني ما زلت أعاني من ضعف في الذاكرة، وأبدي اهتمامي وخوفي من أي شخص رغم أني في مكتب رئيستي هي مركز سلطة، ولكني أحب أن أكون وديعة عشان أنا أحتاج لهم بصراحة في معظم أعمالي بشأن المعلومات المتعلقة بالعمل، ولكني لا أستوعب إلى الآن كيف يُدار الأمر في العمل أي كل التفاصيل عن الأشخاص الذين نتعامل معهم بصراحة بأحس أني فاشلة وهناك أمر آخر أخاف من المواجهة وأشعر أحيانا أني كاذبة لأني لا أقول الحقيقة بطريقة مباشرة!.
وقالت لي رئيستي أني أتوتر و يحدث الخطأ عندما يفاجئني أحد فأنسى كل شيء ولكن بعد فترة هدوء أفتكر ولكن من أين هذه الفترة؟
آسفة يا دكتور على إطالتي
وإذا كنت بصراحة أزعجك من هذه المراسلات فقلها بصراحة وأنا لن أبعثها مجددا ولكن حضرتك بتعطيني حلول وأنا أحتاج لمن يرشدني بطريقة عملية.
ولك كل الشكر
ميرامار
1/5/2007
رد المستشار
ابنتي "ميرامار"
قبل كل شيء وصلتني هذه المشاركة الطيبة لك من إحدى أخواتنا الأخصائيات النفسيات (أسماء إبراهيم أحمد)، والتي أتفق معها تمام الاتفاق، بل كل الاتفاق، وجزاها الله عن مشاركتها خيراً، تقول لك فيها:
لازم أحفظ
يسعدني أن أشارك برأيي في حل هذه المشكلة وهي بكلمة بسيطة: وهي الدافعية لابد أن يكون لها مزيد من الدافعية كي تواجه المزيد من المشكلات ولن تتحقق الدافعية إلا بأربعة أشياء وهي أن يكون هناك أولا ً:هدف محدد، بعد ذلك أن يكون هناك أمل لتحقيقه، ومع الأمل والشيء الهام أن يكون هناك حماس، ثم بعد ذلك وهو أهم شيء أن يكون هناك مثابرة، كل ذلك سيحقق لها مزيد من الثقة بالنفس.
"الله ينور" على هذا الكلام الجميل من أختنا أسماء يا ميرامار وأرجوكِ أن تستفيدي من هذا الكلام، وأن يكون لديك الدافعية لمواجهة المشاكل في عملك وبيتك، فاجعلي هدفك هو النجاح في عملك، وأملك في تأكيد ذاتك واحترامك لنفسك بالنجاح في عملك، بل في حياتك كلها كامرأة عاملة وزوجة ناجحة وأم فاضلة ومربية جليلة بإذن الله تعالى في القادم من أيامك السعيدة بإذن الله تعالى، أما الحماس فسيأتي من إصرارك على تحقيق الهدف، أما المثابرة فتأتي من الأمل في تحقيق وإنجاز النجاح.
ابنتي "ميرامار":
أنا مش فاهم ماذا تقصدين بقولك: "ولكن حضرتك بتعطيني حلول وأنا أحتاج لمن يرشدني بطريقة عملية"؛ فمن فضلك أخبريني ماذا تقصدين بتلك العبارة؟؟؟!!.
أنا لم أمَلْ من التواصل معك بعد!؛ لأنني ألاحظ أنك تتحسنين في عملك وتنجزين، وهذا يجعلني حريصاً على الاستمرار في مراسلتك، وألا أبخل عليك بالتوجيه اللازم إذا طلبت مني ذلك.
لا تنسي يا ميرامار قول: "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" إذا رأيتِ أو فعلتِ أو فعل غيرك عملا جميلاً محموداً.
حاولي في المرحلة القادمة ألا تستفزي والدك في المرحلة القادمة قدر استطاعتك، لتجنب غضبه، وكي لا يهددك بمنعك من ذهابك لعملك، فلو حدث مثلاً لظروف ما خارجة عن إرادتك وتأخرتِ عن موعد العودة للمنزل فاتصلي بوالدك أو أحد إخوانك وأخبريه أنك ستتأخرين لظرف طارئ أو أي عذر مقبول ومعقول لديك - وبدون كذب بالطبع - في عملك!.
أختي وابنتي "ميرامار"
ليس من حق أحد عليك أن تخبريه بأسرار مديرتك أو ما يُعتبر من أسرار عملك أو أسرارك أنت، بل هذا لا يصح منك بداية أن تخبريه ولو غضب منك، وإن حاول أحد المتطفلين -وهم كُثُر- معرفة أحد تلك الأسرار - وأنت تخشين شره - فمن الممكن أن "تُعرِّضي في الحديث" – دون أن تكذبي – بأن يكون لردك عليه أكثر من معنى، وأنتِ تخبريه بشيء وتقصدين شيئاً آخر؛ مثلاً تسألك زميلة: هل المديرة تنوي ترقية فلانة إلى درجة كذا؟، وأنت تعلمين أن المديرة سترقيها فعلا، ولكنها قالت لك: لا تخبري أحداً بهذا الموضوع؟!؛ فيمكنك أن تردي عليها قائلة: "لا أدري"، وأنت تقصدين في قرارة نفسك أنك لا تدرين بالفعل لأي درجة ستُرقيها مديرتك!!!، ويُسمى ذلك بالتعريض في الإجابة.
أريد أن أسمع منك أخبارا طيبة عنك وعن تقدمك في عملك وحياتك وتأكيدك لذاتك يا ميرامار، ولا داعي لتكرار موضوع عدم قدرتك على التذكر وعدم الفهم!!؛ فيمكنك تسجيل الأمور الهامة المطلوبة منك في ورقة أمامك أو أجندة تُخفينها بعد إنجاز لتلك الأعمال، وتابعيني بأخبارك.
ويتبع >>>>>>>: ناوية تولعها حريقة في العمل م3