السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أحب أن أعرض على سيادتكم مشكلة ابنتي، اسمها –......- طالبة في كلية الهندسة جامعة.........- عمرها الآن 19 سنة -متدينة- طيبة جدا –هي ابنتي الكبيرة عندي أيضا أحمد –الثانية ثانوي ونوران– خامسة ابتدائي.
المشكلة مع ابنتي مشتركة أنا وأمها من ناحية وهي من ناحية أخرى ففي البداية أعترف أنني أخطأت في تربيتها فتارة كنت أضربها وتارة أخرى كنت أفرط في تدليلها وكانت زوجتي تتبع نفس المنهج دون الضرب فنشأت ابنتي ضعيفة الشخصية -مذبذبة في قرارتها- تميل إلى الوحدة- أدخل عليها أحيانا أراها تحدث نفسها -المتعة الوحيدة لها هي الأكل– تعاني من السمنة -تكذب أحيانا- تحب أن تتجمل في كلامها –تحاول أن تفرض شخصيتها على أختها وغالبا تفشل –تحب كل الناس- ردود أفعالها كبيرة وغير مدروسة –تبدأ في أي شيء بجدية ثم يحل عليها الكسل، ماذا أفعل؟
الوالد
محمد حسين الروبي
5/6/2007
رد المستشار
السلام عليكم حضرة الأستاذ "محمد"؛
قرأت مشكلتك وإن شاء الله سيتم حلها وتجاوز الأخطاء الجسيمة التي ألحقتها بابنتك نتيجة فلسفة حياتية باستعارتنا لأساليب متنوعة ما بين أثر تربية الوالدين ومابين أسلوب ما أفرزته البيئة الاجتماعية فالعنف ضد الطفلة المصرية يبدأ لحظة الولادة (يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات)، ولما قالوا دي بنية اتهدت الحيطة عليا. ولما قالوا ده ولد اتشد ظهري واتسند. وإكسر للبنت ضلع يطلع لها إتنين، هكذا.
هكذا تستقبل البنت في حياتنا وهكذا يتعامل الموروث الذي هو ترجمة حس الناس البسطاء مع الفتاة. وهذا هو أول مظاهر العنف ضد الطفلة التي من المفروض أن يستقبلها المجتمع بالترحاب على أنها ضيف فاعل وأساسي وليس على أبواب الهامش كذلك أحب أن أضيف بعض ملخصات النظريات عن التناقض في التربية من تدليل وضرب فنظرية الإحباط: تؤكد على أن البيئة المحبطة بيئة تفرخ العنف، فالفرد الذي لا ينجح في تحقيق ذاته من خلال عمل أو أسرة هو صيد سهل لممارسة العنف.
ونظرية المهمشين: هذه النظرية ترى أن من هم على هامش المجتمع والمهملين من قبل الدولة أكثر المواطنين ممارسة للعنف، فالتجاهل هو مشتل العنف ومحرض الانتقام، وبالطبع يمارس الإنسان الهامشي عنفه ويخرج عقده على من هم أكثر هامشية المرأة والطفل.
ونظرية التعليم: العنف سلوك مكتسب من الممكن تعلمه من البيئة المحيطة أو من على الشاشة.. إلخ. وهذا يلقي اللوم على وسائل التعليم والإعلام في تقديم العنف كسلوك مقبول أو على الأقل متعود عليه.
هذه النظريات من الممكن أن تفسر لنا وتجيب على سؤال لماذا العنف ضد الإناث؟، ولكنها لا تستطيع الإجابة على سؤال لماذا التمييز ضدها؟. ذلك الوضع الذي يؤدي إلى التمييز الذي يبدأ كما ذكرنا من قبل الولادة أثناء الاستعداد الذي تختلف مفرداته بالنسبة للولد عنه بالنسبة للبنت.
لذلك أخ "محمد" لابد أن يكون هناك آلية اتفاق مع زوجتك في إعادة الثقة لابنتك من خلال الاحترام والصراحة في التعامل معها وإعطائها مناخا يتسم بالثقة بالنفس وعدم التعقيبات التي تحط من شأنها، وإن تعاملكم وفق هذا الأسلوب سيجعلها موضع احترام من قبل أخويها وذات شأن في حياتها الجامعية والزوجية مستقبلا.
مع تمنياتي لك بالنجاح خاصة باعترافك الصريح بالخطأ.
واقرأ من على مجانين:
نحو (تربية أكثر ذكاءً) لكي نعيش!
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.