سيدي الطبيب، بعد التحية
أود أن أشكر سيادتكم على مقالاتكم الرائعة على مجانين. وسؤالي الذي أرجو سيادتكم رجاء حارا الإجابة عليه لي بصفة شخصية ونشره إذا أحببتم هو:
ما هي حقيقة الربط الجنسي العلمية حيث أن لي تجارب شخصية في هذا الموضوع مع أخي وأقاربي فنظرا لأننا من الريف وينتشر السحرة والمسخرون والمشعوذون أصيب أخي بهذا السحر وظل عاجزا جنسيا لمدة عشرة أيام وبين التردد على السحرة والوصفات السحرية لم يفك السحر إلا على يد ساحر جهبذ، قدم وصفة سحرية لا داعي لذكرها بعدها عاد طبيعيا وهذا ابن خالتي مر بنفس التجربة وعندما حدث له انتصاب وجد زوجته مصفحة كما يقولون وبدأ بفك زوجته.
وهذا صديق أصيب بهذا الربط بعد الزواج بأسبوعين ذهبت رغبته الجنسية ولم يحدث له انتصاب وعندما أخبره الشيخ الجهبذ بأنه مسحور شرب وخطى سحرا ساءت حالته النفسية جدا وظل على هذه الحالة مدة ثلاثة أسابيع ولم يفكه إلا ساحر آخر.
عندما قال له بدون أي وصفات أنت الآن تمام لقد كان مسخرا عليك جني اسمه كذا وزوجتك جني اسمه كذا.... بعدها مباشرة حدث انتصاب جنسي ورجع طبيعيا.
وكثير من الحكايات المنتشرة في قريتنا ولكن هذه عاصرتها شخصيا، سيدي أود من سيادتكم تحليلا علميا لهذا الموضوع وهل يجب على كل من يريد الزواج في قريتنا أن يذهب إلى هذا الشيخ ويقدم له المال والهدايا حتى لا يربطه وإلا فما تفسير الطب النفسي لهذا العطل الجنسي؟؟؟
وإذا ذهب المربوط إلى العيادة النفسية فهل يستطيع الطبيب أن يعالجه ولا يذهب إلى السحرة والمشايخ؟؟
أخبرني بالله عليك فأنا في حيرة من أمري
وأرجو أن توضح هذا الأمر لكثير من الناس
وجزاك الله خيرا
18/5/2007
رد المستشار
الأخ العزيز؛ أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، ونشكرك على ثقتك، ليست بلدكم الريفي تلك إلا أحد نماذج الريف المصري الذي ما تزال تعشش فيه الخرافة والأساطير وقد بدأت بعض الفضائيات لحا الله القائمين عليها في تغذية ذلك الجهل وتعزيزه، وما شاء الله يوجد في قبلي وبحري المحروسة مصر قرى ونجوع بكاملها رجالها مربوطون! ويحكى عن بلدةٍ قريبة من الزقازيق أن أحد المشتغلين بالسحر ربط القرية كلها يوم جمعة حيث وضع العمل على باب المسجد فربط كل من صلى الجمعة وخرج من المسجد فمر عليه! وطبعا لا يختلف تفسير ذلك عن تفسير الهستريا الجماعية Epidemic Hysteria التي يمكن أن تصيب أمما بكاملها ليس فقط نجوعا في أراضي الجهل والخرافة.
مثل هذا وأكثر طبيعي أن يكون موجودا في ظل الخواء الفكري المعرفي الذي نعيشه وفي ظل وجود مليون مواطن -على الأقل- يعتقد أنه ممسوس و350 ألف -على الأقل- يعملون في محال العلاج بالجن ويطلق كل منهم على نفسه لقب معالج أو شيخ حتى حديثي السن منهم وذلك حسب إحصائية المركز القومي للبحوث – سبتمبر 2003، وأظنهم الآن أكثر لا أقل! بل ومرشحون للتكاثر طبعا تكاثر العاجزين جنسيا!
علميا هذه الظاهرة موجودة سواء أخذت صورة العنة النفسية أي فشل استجابة العضو الذكري أو الربط في الرجل أو التشنج المهبلي أي الربط الانسدادي في الأنثى، وعلميا أيضًا كثيرا ما ترجع أسباب مثل تلك الحالات إلى الجهل الجنسي أي الجهل بالعملية الجنسية وبالأعضاء الجنسية سواء من جانب الذكر أو الأنثى، أو ترجع إلى الخوف والقلق أو للتوجس خيفة من مثل ما تحكي لنا بحيث يمكن أن يهدد أحدهم بأنه سيربط فلانا فيصدق فلان أنه ربط فيعجز فعلا عن إتيان الزوجة أو عكس ذلك أي انسداد المرأة أو كلا المشكلتين معا، ولا يعني ذلك بأي حالٍ من الأحوال جواز اللجوء لساحر أو كاهن أو شيخ أو مدعي علاج بالقرآن فليس الأمر سليما من الناحية الشرعية ويمكنك أن تعرف الأدلة على ذلك من خلال ما أحلناك إليه من روابط إضافة إلى رابط: إبطال العمل وإخراج الجني.. ادعاء العلم بالغيب.
وأما ما يفعله الطبيب النفسي فغالبا ما يكلل بالنجاح رغم بقاء السبب غيبيا في كثير من الأحيان، وما يجب تكراره هنا رغم كثرة ما كررناه هو أن كون السبب الذي نفهمه ونؤمن به مستمدا من التفسيرات الغيبية في عالم الغيب، هذا لا يعني أن نتصرف مع ما هو في عالم الشهادة -أي رجل عاجز عن الأداء الجنسي أو أنثى عاجزة عن الأداء الجنسي- بغير ما هو من معطيات عالم الشهادة، دون أن يتعارض ذلك مع الدعاء وطلب الشفاء من الله ولكن يجب كذلك طلب العلاج من الأطباء وقد أفضنا في شرح ذلك من قبل.
أقول لك باختصار ليس إيماننا بما جاء في سورة البقرة "وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ" (البقرة:102)، مبررا لأن نطرق باب من يدعي العلم بالغيب، ولا مبررا لأن ندفع الإتاوة للعاملين بالسحر والربط وما أشبه لأننا بذلك نقع ف الشرك، خاصة وأن هناك أطباء يقومون بالعلاج، وكفانا حياة في الخرافة ويكفي مجتمعاتنا ما تدفعه من إتاوات للأمريكان وغيرهم..... يعني لا ينقصنا شرار الناس من الدجالين... ولا لك رأي آخر؟
شكرا على سؤالك وأهلا بك.