السلام عليكم؛
أنا أيمن من رام الله عمري 25 وزني 50 وهذه المشكلة الكبيرة والآن أنا شاب اشعر أنى وحداني مع انه أهلي موجودين ولكن لا أصدقاء لدي، فأنا كل ما أفعله هو الذهاب للعمل في مكتبة من الساعة 8.30 لغاية الثامنة مساء وبعدها للبيت وهذا ما أفعله يوميا، قليلا ما أخرج لأنه لا يوجد لي أصدقاء ولا أعرف ماذا أقول لكم كيف هي نفسيتي.
ثانيا أن كلامي قليل لا أعرف الكلام كثير أي إذا جلست مع أحد لا أعرف أتكلم معه كثيرا وأحاول ولكن لا أعرف كيف أطول كلامي.
أما المشكلة الثالثة وهي أني أحب اثنتين وأحبهما من كل قلبي وليس حبا من فراغ وللمفارقة أنهما مسيحيتان وليس هذا المهم بل إن إحداهن تزوجت وهي التي أعشقها بجنون ولم أرها منذ 7 أشهر وهذا ما يجعل نفسيتي تتدهور ولا أعرف شيئا عنها الآن وأما بالنسبة للثانية فأتمنى أن تخبروني كيف أكلمها بدون أن أحرج ولا أحرجها.
أما المشكلة الرئيسية وهي كما أخبرتكم في بداية الرسالة فهي أني ضعيف أريد زيادة وزني ولكن لا أعرف كيف؟ فأرجو أن تساعدوني في زيادة وزني.
ملاحظة: أني كنت مريضا بضيق في المريء أي أن الطعام الذي آكله كنت بعيد عنك أطلعه لا يدخل معدتي.
أما الخامسة أنه يوجد ألم برأسي باستمرار مما يقلل من فهمي لكلام الناس ولا يجعلني أفهم كثيرا ولا الاستيعاب وحتى عندما آخذ أي دور لا أستوعبها كثيرا وأيضا يؤثر على ذاكرتي كثييييييير وأرجو أن تجدوا لي الحل وما أفعل ارجوووووووووووووووووووووكم أن تساعدوني، أنتم أملي.
ملاحظة يوجد في رأسي كوية كوت لي ستي رأسي من وأنا عمر 5 سنين وشكرا.
رد المستشار
الأخ السائل العزيز؟ مشكلاتك كلها تدور حول مشكلتك الرئيسية والتي تتمثلُ في أنك ضعيف كما قلت في إفادتك (عمري 25 ووزني 50)، وكان من المفترض أن تذكرَ لنا طولك لكنك لم تفعل، وليسَ ذلك لأننا نريد أن نطبق عليك جداول الوزن مقابل الطول لأنها رغم شيوعها وشيوع الأفكار المستمدة منها بين الناس ليست معبرةً عن الواقع الحقيقي لاختلاف الناس عن بعضهم البعض.
المهم أن المشكلةَ الحقيقية ليست في أنك تبدو ضعيفًا كما تعتقد وإنما تكمن المشكلة في أنك تحسُّ نفسك ضعيفًا! مع أن الأمر ليس كذلك بالضرورة، وسنعود إلى تفصيل ذلك في آخر الإجابة.
هناكَ مشكلةٌ طبيةٌ كانت معك منذ الصغر وهيَ ضيق المرئي، وأنت لم توضح لنا طريقة علاجك منها، ولكن الذي يبدو من إفادتك هو أن هذه المشكلة قد انتهت أو تحسنت على الأقل، لابد أن لذلك الأمر علاقةٌ بتعرضك لسوء التغذية خلال سنوات النمو الأولى وهو ما قد يكون تسببَ في صغر بنيتك بالطبع، لكن مثل هذه الحالات يمكنُ أن تتحسنَ بالمتابعة مع الطبيب الباطني، وأما بالنسبة للعبارة التي ذكرتها كملاحظة في آخر إفادتك وهيَ (يوجد في رأسي كوية كوتلي ستي رأسي من وأنا عمر 5 سنين)، فقد شعرنا أنها مبهمةٌ بعض الشيء وأرسلنا لك نستفسر منك عن ما تعني بها، ونستأذنك في نشر ردك لكي يستطيع المتصفح الإلمام بمعنى ما كتبته لنا: فهذا هو ردك:
(السلام عليكم أشكركم لأنكم استجبتم لندائي أما بالنسبة للكوية فلا أعرف كيف أقوله لكم ولكن أحاول قدر المستطاع أن تفهموها وهي أنه منذ كنت صغير كنت مريض بضيق بالمريء فأخذتني والدي على دكاترة ولم ينفع علاجهم حينها نصح الناس ستي وهي كي معدتي ورأسي وكوت لي رأسي وهي مثلا إذا كان الدم في منخاري ينزف ولا يستطيع الدكتور إيقافه إلا بالكي المنخار لإيقاف نزيف الدم هذا هي الكوية أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت وشكرا).
ونحن كأطباء لا ندري في الحقيقة كيف ينفعُ كَيُّ الطفل على رأسه في علاجه من ضيقٍ بالمريء، المهم أنها ممارساتٌ كانت وما تزال تجرى في مجتمعاتنا المسكينة فيما تنفعُ فيه وفيما لا تنفع فيه، والمشكلة هنا أننا قد نحتاجُ إلى إجراء فحص إكلينيكي وفحص بالأشعة المقطعية قبل أن نقدم تقييما لما تشتكي منه من صداع وكذلك من عدم تركيز، لأننا لا نستطيع استبعاد وجود تأثير دماغي لذلك الكي على الرأس في الطفولة، صحيحٌ أن الصداع وعدم التركيز كلاهما يمكنُ أن ينتجَ خاصةً في مثل حالتك عن أسبابٍ نفسية لكننا لابد أن نستبعد الأسباب العضوية أولاً.
نعود بعد ذلك إلى ما تعاني منه من قلقٍ اجتماعي عالٍ وشعورٍ بأنك أقل قدرةً من الآخرين على التفاعل مع الناس بحريةٍ، وهو ما قد يرجع جزءٌ كبيرٌ منه إلى شعورك بأنك قليل البنية وأنك ضعيف، فأنت تعتقد أن الآخرين ينظرون إليك بنفس الطريقة مع أن الأمر ليس بالضرورة كما تظن، هناك أنا معك بعض الناس يفكرون بنفس هذه الطريقة وقد يكونون كثيرين، لكن ليس كل الناس، والدليل أنك استطعت أن تجد عملاً فلو لم يكن مظهرك الاجتماعي صالحًا لتعمل في إحدى المكتبات مدة 12 ساعة يوميا لما حصلت على مثل هذا العمل أليس كذلك؟
لكنك في نفس الوقت لا تحاول استغلال احتكاكك بالناس ووجودك في المكتبة في تنمية مهاراتك الاجتماعية، وإنما تكتفي بأن تطيل التفكير في أنك ضعيفٌ وأنك لا تستطيع، لماذا لا تحاول القراءة في أوقات فراغك؟ وأنصحك بقراءة الردود السابقة التالية على صفحتنا استشارات مجانين لكي تعرف معنى القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي وكيفية العلاج منهما:
أقول أو لا أقول: علاج الرهاب لا يطول
يحدث في أوطاننا:صناعة الرهاب الاجتماعي
يريد قناعًا جلديا للهرب من الرهاب الاجتماعي!
قلق اجتماعي: الذي خلق فسوى
الرهاب الاجتماعي : الاسترخاء ثم المواجهة
مشاركة في الرهاب: عالجت نفسي بنفسي!
وأما ما سألت عنه بخصوص عاطفة الحب لديك فمن الواضح أنك تحتاج إلى تعديل كثيرٍ من المفاهيم فما معنى أنك تحب اثنتين، وإحداهما تزوجت، والمفترض أن أمرها انتهى لكنك تقول في إفادتك عنها (وهي التي أعشقها بجنون ولم أرها منذ 7 أشهر وهذا ما يجعل نفسيتي تتدهور ولا أعرف شيئا عنها الآن)، وأنا أعرفك أنها الآن مع زوجها وهذا ما يكفيك أن تعرفه.
وأما الثانية التي تريد أن تكلمها دونَ أن تشعر بالحرج، فأنا أرى أن تفكر أولاً في الملابسات الاجتماعية المحيطة بك، فهيَ مسيحية كما قلت وديننا لا يمنع المسلم من زواج الكتابية لكن مجتمعاتنا تقاوم ذلك وكثيرًا ما تنتج عنه مشاكل لا حصر لها، فهل الأمر مختلف في مجتمعك الذي تعيش فيه؟ أنا شخصيا لا أدري ولكنني أنصحك على أي حال بأن تستعين بأحد المتخصصين في العلاج المعرفي السلوكي لتتدرب على توكيد الذات وتكتسب القدرة على التعبير عن مشاعرك بحرية تجاه الآخرين.
ولنعد الآن إلى المشكلة الرئيسية وهيَ أنك تريد زيادة وزنك، وهذا الأمر يحتاجُ أولاً إلى تقييم من طبيب باطني لكي يقرر ما إذا كنت بالفعل تحتاج إلى زيادةٍ في وزنك لكي تعمل أجهزتك بكفاءة أكبر أم لا؟ لأن أحد الاضطرابات النفسية الموصوفة حديثًا تتمثل في شعور الشاب بأنهُ أقل حجما مما يجب، وأنه قليل البنية وبناؤه العضلي ضئيل وهو ما يسمى بتوهم سوء شكل العضلات أو توهم النحافة Muscle Dysmorphia دون أن يكونَ ذلك صحيحًا من الناحية الطبية أو أن الشاب يبالغ أكثر من اللازم.
فلابد أن يقيمك الطبيب الباطني أولاً لأن من الممكن أن تكونَ صحيح الجسد، لكنك تريدُ جسدًا على المقاس أو جسدًا كالذي في الصورة، وما أودُّ أن أنبهك إليه هنا هو أن المهم ليس كيف يبدو جسدي وإنما المهم هو كيف يؤدي ذلك الجسد وظائفه، إذن فأنت في حاجةٍ إلى طبيبٍ باطني أولاً، ثم بعد ذلك ربما احتجت لبعض الفحوص بالأشعة أو غيرها، وربما احتجت في النهاية إلى طبيب نفسي متخصص، وعليك أن تعلقَ الأمل بالله عوز وجل، وتابعنا بأخبارك.