السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فمشكلتي هي أنى غير مقتنعة بنفسي شكليا وجسمانيا فأنا في السابعة عشر من عمري ووزني 55 كيلو جرام وطولي 154، ولكن المشكلة ليس في هذا الشيء بل جسمانيا فلدي تشققات في جسدي بسبب أنني أضعف ثم أرجع وأمتن مرة ثانية.
والمشكلة الأخرى هي أن جسمي من فوق عادي ولكن المنطقة السفلى كبيرة لدي وفيها تشققات كثيرة وهذا الذي يجلب لي الإحباط لأن أصدقائي في المدرسة يقولون لي لماذا المنطقة السفلى لك كبيرة لهذه الدرجة تحبين الجلوس كثيرا!! وهذا يجلب لي الاكتئاب والتفكير فيه كثيرا وخاصة أنني لا أعرف ماذا أفعل عندما سوف أصارح خطيبي بما لدي فهذا سيئ جدا وأنا لست من النوع الذي يصارح في هذه الأمور.
أما شكليا فوجهي مدور وأنفي كبير قليل وفمي صغير وهذا أيضا يحبطني لأنني أرى نفسي قبيحة، ولست جميلة، أرجوكم أخبروني ماذا علي أن أفعل أو أتغلب على هده الحالة أو إذا كان لديكم أي نوع من الرياضات التي تعتقدون قد تخفف من المنطقة السفلى لي،
جزاكم الله ألف خير وسدد خطاكم إلى الأمام،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1/01/2007
رد المستشار
الأخت السائلة؛ أستطيع تلخيص مشكلتك مع جسدك في نقطتين الأولى هيَ الحميات المنحفة (الريجيمات) المتكررة والتي نتجَ عنها تأرجحُ وزنك وتشقق جلدك، وسوفَ أبينُ لك في ردي عليك كيفَ أن أجسادنا خلقت لتأخذَ وضعًا تتوجهُ إليه من تلقاء نفسها وأنها ليست تحت تصرفنا، آملاً من الله أن تقتنعي بالكف عن محاولات التنحيف كليةً وأن تطلبي من الله أن يمنحك الصبر والقدرةَ على اتباع ما نسألهُ سبحانهُ أن يكونَ السبيل لعودة علاقتك بجسدك طبيعيةً وعودة ذلك الجسد إلى صورته الربانية.
وأما النقطة الثانية وهيَ السبب أصلاً في الأولى فهيَ عدم رضاك بشكلك وهيئة جسدك، وأنا لا ألومك فمثلكِ مثل كثيرات من الضحايا المعذبات في أيامنا هذه، وكل ذلك العذاب الذي تعانين منه نتجَ عن الصورة المنتشرة لفتاة الغلاف الطويلة النحيلة، والتي من كثرة تكرارها وإلحاحها ظن كثيرون أنها المثال الوحيد للجمال الأنثوي! وهذا غير صحيح مع الأسف، فهناك من الرجال كثيرون يفضلون المرأة الممتلئة خاصةً من المنطقة السفلى، فمن أدراك أن ما ترينه عيبًا فيك قد يراه زوجك ميزةً؟
أولاً: تأرجح الوزن وعواقبه:
الذي يحدثُ للذين يبدءون حميةً منحفةً مع الأسف هو أنهم يعتقدونَ أن بإمكانهم تطويع أجسادهم لتكونَ بالشكل الذي يرونه أو الذي يطمحون إليه، ودائمًا ما يقعون ضحيةَ مروجي الوصفات والأنظمة الغذائية التي تعد الزبائن بصيغة: (طبق ما نطلبهُ منك لمدة كذا وسينقص وزنك بمقدار كذا، والمسألة مسألة إرادة)، وفي أكثر الأحيان عندما يلتزمُ الزبائنُ فعلاً ويثبتون امتلاكهم للإرادة، يحدثُ ما وُعِدوا به ويفقد الشخص وزنًا يرضيه، وعادةً ما يتم تصويره قبل وبعد البرنامج وتعرض الصورة في المجلات أو تحفظ في أرشيف المؤسسة التي تبيع النظام الغذائي أيا كانت!
ولكن الذي لا يقوله أحدٌ للزبائن مع الأسف هو أنه بمجرد انتهاء الشخص من فترة الحمية المنحفة والبدء في الأكل بشكل(عادي) أو حتى أقل من العادي فإن ما يحدثُ يكونُ محبطًا بشكلٍ غير متوقع، إذ يبدأ الشخص في استعادة ما فقدهَ من وزن بل يبدو الشخص أحيانًا وكأنه يزيدُ وزنًا من أكل الهواء!
وأما سببُ ذلك كما يرى أكثر العلماء الآن فهو أن لأجسادنا ما يسمى بالنقطة المحددة التي حددها لنا الله سلفًا وأصبحت أجسادنا تسعى إليها كلما ابتعدنا عنها فلو زادت أوزاننا في فترةٍ ما لأي سببٍ من الأسباب (كما يحدثُ في فصل الشتاء مثلا) فإنها تعود من تلقاء نفسها للنقطة المحددة، وعندما نفعل عكس ذلك أي عندما ننقص أوزاننا باتباع حميةٍ منحغةٍ أيا كانت فإن أجسادنا تنتظرُ حتى ننتهي من تلك الحمية، ثم نبدأ في العودة للأكل بشكل عادي لكي تعاود الأجساد الرجوع إلى تلك النقطة المحددة، وتفسير ذلك، هو أن الجسد في الوقت الذي كان مُتَّبِعُ الحمية يعتبرُ نفسه يقوم بضبط لجسده، يعتبرُ ذلك الجسد صاحبهُ يمرُّ بمجاعةٍ لا يدَّ له فيها، ويستجيبُ الجسد لذلك بأن يعد نفسه فيما بعد بمجرد انتهاء المجاعة لكي يكونَ مستعدًّا لها في المستقبل، فيقوم الجسد في فترة استعادة الوزن تلك بتخزين كميات أكبر من الدهن عما كان يفعل قبل الحمية.
أما كيف يفعل الجسد ذلك؟ فمن خلال تغيير في الحالة الاستقلابية للجسد والكفاءة الاستقلابية للطعام، (ويقصد بالاستقلاب Metabolism مجموع العمليات الحيوية التي يتبعها الجسم لتحويل الغذاء إما إلى طاقةٍ تستخدمُ أو إلى موادَ بناءٍ توضعُ في موضعها في الجسم أو إلى فضلات وتوزيعُ ما يتناولهُ الإنسانُ الطبيعيُّ من غذاءٍ بينَ هذه العمليات الحيويةِ يُستخدمُ فيه ثلثا ما ينتجُ من استقلاب الغذاءِ من طاقةٍ ، كوقودٍ حيويٍّ لازمٌ أصلاً لإدارة الوظائف الجسدية الأساسية Basic Bodily Functions أي وظائفُ كل جهازٍ من أجهزةِ الجسم الحيويةِ التي تحدثُ كلَّ يوم)،
ويستنتجُ من ذلك بكل سهولةٍ، أن معدلَ الحالة الاستقلابية في الشخص هو واحدٌ من أهم محددات وزن الجسم، والمفاجئُ للكثيرين والكثيرات من متبعي الحمية فهوَ أن فترات الحرمان من الطعام أو التجويع كما يحدثُ أثناءَ الحمية تؤدي إلى تخفيض معدل الحالةِ الاستقلابية بحيثُ يستخدمُ الجسد كمياتٍ أقلَّ من الطاقةِ كوقودٍ لإدارة الوظائف الجسدية الأساسية ولا تتحققُ أحلامُ المجوع نفسه في إنقاص الوزن الذي يطمحُ إليه، ليس هذا فقط، بل إن الجسد بعد انتهاء فترة الحمية يعمد إلى تخزين كمياتٍ أكبر من الطاقة المحتواة في الطعام المتناول على شكل دهون، وهو ما يسمى بتغير الكفاءة الاستقلابية Metabolic Efficiency للطعام.
وتقولُ نتائجُ دراسةٍ تعتبر بمثابة حجر الزاوية في ميدان البحث في تأرجح الوزن أن خمسينَ بالمائة من الذين ينجحونَ في إنقاص أوزانهم يستعيدون أوزانهم القديمة خلال ثلاث سنوات، والباقونَ خلال السنوات الستة التالية، أي أن من ينقصُ وزنهُ اليومَ من 90 كيلو جرام إلى 75 كيلوجرام على سبيل المثال سيعود إلى وزن 90 مرةً أخرى بالتأكيد حتى ولو كانَ قد أمضى ثمانيةَ سنواتٍ على وزنه الجديد!، ومن بين الدراساتِ التي حاولت تفسير ما يحدثُ دراساتٌ أجريت على الخلية الدهنية، لتبينَ أن تغيرًا ما يحدثُ في الخلايا الدهنية بسبب نقص ما تختزنهُ من دهون أثناءَ الحمية، وهذا التغير ربما يؤدي بشكل أو بآخرَ إلى استعادتها لقدرتها على الانقسام،
وقد كان المفهوم الثابتُ قديمًا يرى أن الخلية الدهنية المكتملةَ النمو لا تستطيعُ الانقسام ولا تستطيعُ حمل دهون أكثر من حد معين مما يجعلُ لكل شخص حدا لا يتعداه من البدانة، على أساس أن عدد الخلايا الدهنية ثابتٌ وكذلك أن قدرتها على اختزان الدهون لها حدٌ لا تستطيعُ تجاوزه، لكنَّ الذي تفعلهُ الحميةُ في الخلايا الدهنية يضربُ عرضَ الحائط بكل هذه المفاهيم القديمة على ما يبدو، فأحد الدراسات بينت حدوثَ زيادة في عدد الخلايا الدهنية تعادل 5% أثناءَ فترة الحمية و5% أثناءَ فترة استعادة الوزن، أي أن كل دورة من دورات تأرجح الوزن تزيد عدد الخلايا الدهنية بنسبة 10%، وهذا يعني أن الحميةَ المنحفةَ المتكررةَ تؤدي في النهاية إلى البدانة المفرطة، وأن الأشخاص لو لم يكرروا الحميةَ لكانت المحصلة النهائيةُ أفضل!،
أتمنى بعد هذا العرض أن أكونَ قد أوضحتُ لك بعضَ ما كانَ خافيا عنك من أخطار الحميات المنحفة، وحقائقها المرعبة التي لا يقولها لنا أحد، وأنا أريدك أن تتأملي جيدًا كم مرةً خدعت وكم مرةً صدقت الأكاذيب وكم مرةً آذيت جسدك الذي هو أمانةٌ أودعها الله لديك، وأودع فيها من الجمال والتناسق ما هو منبئٌ عن إبداعه سبحانه وتعالى.
أما فيما يتعلقُ بالتشققات التي نتجت عن تأرجح الوزن (وهيَ تحدث عندما يتفسخ أو يتهدل النسيج الضام الموجود تحت الجلد) فإنها وإن بدت لك الآن بلون مغايرٍ للون الجسد فسوفَ يقل اللون تدريجيًّا مع الوقت حتى يصبح مقارباً للون الجلد.. فهوني عليك إذن واصبري وظني الخير بالله عز وجل.
ثم من قال لك أنك مضطرةٌ لمصارحة من يتقدم لخطبتك بأمر مثل هذه التشققات؟ هذا إن بقيت أصلاً حتى موعد الزواج؟ إن كل ما عليك هو أن تختاري من ترضين دينه وخلقه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه، تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم).
ولا تنسي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم" أخرجه مسلم في صحيحه.
ثم أن الزوج الصالح حين يبحث عن زوجة فإنما يبحث عن الزوجة الصالحة ذات الخلق والدين مثله؛ حتى تحقق له ما يتمناه من حسن المعاملة والعشرة الطيبة، ويستطيع معها تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة وعليك عند هذا الحد أن تراجعي إجابةً سابقةً تناولنا فيها موضوعًا شبيها جدا بحالتك وهيَ: الأصل وصورة المرآة.. وما أدراك ما المرآة! وما في هذه الإجابة يصح كله أن نقوله لك أنت أيضًا يا عزيزتي، ويجبُ أن تفهميه جيدًا خاصةً فيما يتعلقُ بالفارق الكبير بين نظرتك أنت لجسدك في المرآة وبين نظرة الزوج لزوجته.
وأيضًا اقرئي برنامجنا جدد علاقتك بأكلك وجسدك وأعدي نفسك لاتباعه.
كما يفيدك أن تقرئي الإجابات السابقة التالية أيضًا على صفحتنا استشارات مجانين لتفهمي الكثير عن معاناة الأخريات، ولتعرفي أننا قد نكونُ خمنا ما لم تذكريه أنت لنا في إفادتك، وكي تزيدي اقتناعًا بأننا نفهمك ونفهم ما تعانين منه، ونرجو الله أن يعيننا على إرشادك لما يحبه ويرضاه:
من قال إنها إرادة؟.. إنه الجسد صنع الله
البدانة في الطفولة والاكتئاب
اشتهاء السكريات واكتئاب لا نماذجي
البدانة ليست ذنبا لكن الرجيم ذنب مشاركة
هاجس البدانة والزواج هل تساعدونني مشاركة2
تأرجح الوزن ونوبات الدقر (الأكل الشره)
ثانيا: فخ عدم الرضا عن صورة الجسد وكيفية الخروج من الفخ:
وأصل معك الآن إلى النقطة الأهم ، وهيَ عدم رضاك عن شكلك وهيئة جسدك، حيث تتمثل المشكلةُ في التناقض بينَ الصورة الحقيقية للجسد والصورة المثالية المرغوبة، وكثيراتٌ من البنات بالمناسبة يخجلن من رؤية أجسادهن في المرآة ويتجنبنَ ذلك ما استطعن، فأنت ترين المنطقةَ السفلى من جسدك أكبر من اللازم، رغم أن هكذا حواء التي يتسع حوضها لحمل الطفل ولولادته دون حاجةٍ لفتح البطن، والأنثى المثالية من الناحية الطبية حملاً وولادةً هيَ ذات الحوض المتسع، وليست فتاة الغلاف إطلاقًا وبإجماع الأطباء، وعلى أية حالٍ تدرجي معي فيما يلي خطوةً خطوة:
-1- فالمرحلةُ الأولى في تغيير ذلك المفهوم الخاطئ لديك هي أن تبحثي في ذاكرتك عن جذور الرفض الذي تشكل داخلك لصورة جسدك، وكيفَ كنت ضحيةً لآراء الآخرين، أو للصور المتداولة في وسائل الإعلام مرئيةً ومقروءةً، ثم قومي بعد ذلك بكتابة قائمةٍ بالأنشطة التي تحبين ممارستها أو التي تعطيك الشعور بالسعادة بعيدًا بالطبع عن كل ما يتعلقُ بمشكلة الوزن والجسد والأكل،
ثم اسألي نفسك بعد ذلك ما هو المانع أو الموانعُ التي تحرمك من ممارسة ما تحبُّين من أنشطة، وماذا لو تركت لذاتك حرية الاختيار والفعل، فكثيرونَ من غير الراضين عن صورة أجسادهم يحرمون أنفسهم من ممارسة الأنشطة التي يحبونها إلى أن يتمكنوا من إنقاص أوزانهم أو تغيير مظهر أجسادهم، وكأنهم يضعون الأنشطة الحياتية التي يحبونها على الرفِّ في انتظار النجاح في تغيير أجسادهم!
فإذا اقتنعت بما سبق فإنني أطلب منك أن تعيشي أسبوعًا واحدًا تفعلين فيه ما تحبُّين فعله دونَ حرمان ذاتك من شيءٍ منه على أن تتصرفي أثناء ذلك وكأنك تشعرُين بالراحة تمامًا تجاه جسدك، ثم راجعي بعد ذلك ما تعرضت له من خبرات وما طرأ على تفكيرك من أفكارٍ أثناء ذلك الأسبوع، وتذكري جيدًا، أن صورة الجسد التي تسعين جاهدةً لفرضها على جسدك إنما هيَ صورةٌ من صنع وفرض الآخرين وليست صورة جسدك التي خلقك الله عليها، ومن المتوقع بل من الطبيعي أن تكونَ هذه المرحلةُ هيَ أصعبُ المراحل، ولذلك يمكنك السير البطيءَ خطوةً صغيرةً فخطوةً صغيرة.
-2- إذا نظرت إلى جسدك فانظري إلى الكل وليس إلى الأجزاء : فهناكَ فارقٌ بينَ أن تنظرَ المرأةُ في المرآة إلى بطنها أو أكتافها وبين أن تنظرَ إلى نفسها أو جسدها ككل، ومن المهم في نفس الوقت أن تتخلصي من كل الملابس التي لا تناسبُ جسدك، فكثيراتٌ من النساء اللاتي يتأرجحُ وزنهن خلال فترةٍ ما من حياتهن يحتفظن بملابسهن القديمة التي لم تعد مناسبةً لهن، بل إن هناكَ من تشتري مقاسًا أصغر من مقاسها بدرجةٍ أو بدرجتين لكي تجبر نفسها على أن تنقص وزنها، وكأنها تشتري الملابس لجسدٍ آخر غير جسدها جسدٍ تفترضُ أنها ستستطيعُ الوصول إليه، وبقاءُ مثل هذه الملابس يكونُ سببا في الإحباط الذي لا داعيَ له.
-3- غيري طريقتك في الحكم على جسدك: من الممكن أن يحكمَ الشخص على جسده ويقيمه بطريقتين إحداهما هيَ الطريقةُ التي تعتمد على المفهوم الوسيلي أو الواسطي للجسد، والأخرى هيَ التي تعتمد على المفهوم التزَيُّنيِّ للجسد، والمفهوم الوسيلي للجسد هو الذي يقيمُ الجسد من خلاله بما يستطيعُ أن يفعلهُ أي أن الجسد ينظرُ إليه ككلٍّ واحدٍ يؤدي وظيفته،
وأما المفهوم التزيُّنيُّ فهو المفهوم الذي يقيمُ الجسد من خلاله بمدى تأثيره الجمالي في الآخرين فتعاملُ الفتاةُ شفتيها على سبيل المثال مثلما تعامل القرط الذي تضعهُ في أذنيها، وتعامل أنفها كما تعاملُ قطعةً من الحلي تضعها على صدر الثوب الذي تلبسه.
-4- غيري أعضاء شبكتك الاجتماعية قدر الإمكان: اختاري من بينِ المحيطين بك أولئك الذين لا يحكمون على أنفسهم ولا على الآخرين من خلال شكل أجسادهم، فبعد أن تقتنعي بكذب المقولة التي تروجها كتبُ ومجلات الحمية الغذائية والتجميل وغيرها من أن الطريق الوحيد للتخلص من المشاعر السيئة ومن المواقف الاجتماعية السيئة هو أن تمتلك جسدًا كالذي في الصورة،
بعد الوصول إلى هذا الاقتناع سيكون هناكَ بالطبع كثيرون من الناس في المجتمع لا يتصرفونَ بهذا الفهم، وأنا أعرفُ أنك وربما لسنوات طويلة مضت كنت تسمعين من الجميع أقارب وجيران وأصدقاء وأطباء، أن إنقاص وزنك أو تغيير مظهرك سيجعلك أفضل وأكثر سعادةً إلى آخره من الأفكار المنتشرة بل التي تمثلُ وسواسًا للكثيرين، ولذلك فليس من المتوقع أن يكونَ تغيير أفكار من يعيشُ في مثل مجتمعاتنا أمرًا سهلاً أو سريع الحدوث.
-5- اهتمي واعتني بجسدك : فداومي على قدرٍ مناسبٍ من الجهد البدني من خلال التريض الذي يتلاءمُ مع طريقة حياتك، واهتمّي بالوجبات الثلاثة، تذكري دائمًا أن كل ما لديك هو جسدٌ واحد، تذكري عدة خصائص تحبينها في جسدك، وعدة ميزات تحبينها في نفسك، وتذكري كل المواقف التي أحببت جسدك أثناءها، أي فكري بشكلٍ مناقض لما اعتادت أن تفكري به منذ بداية مشكلتك مع الوزن وصورة الجسد.
-6- تذكري دائمًا أن من المهم جدا أن يتعلمَ الشخص كيفَ يعبرُ بحريةٍ عن آرائه وعن مشاعره تجاه نفسه وتجاه الآخرين، كيف يستطيعُ فرضَ نفسه على المواقف بدلاً من السماح للمواقف أو للآخرين بفرض أنفسهم أو آرائهم عليه، فيكونُ مستعدًا لمواجهة الآراء والتوجهات السلبية التي قد يقابلها لدى الآخرين، ولعل ممارسةَ الهوايات والفنون تفيدُك في هذه العملية،
عزيزتي عليك باتباع نفس الطريقة عندما تنظرين إلى وجهك في المرآة، فالنظر إلى الكل وليس إلى الأجزاء، والنظر إلى القدرة على أداء الوظيفة وليس فقط إلى الصورة الخارجية التي تقارنينها بصورةٍ لم تمثل إلا لحظةً واحدةً لا تتكررُ حتى بالنسبة لصاحبتها، وتأكدي أن الله أودع الجمال في كل فتفوتةٍ منك فإن لم تستطيعي رؤيته فإن صاحب النصيب سيراه!
جددي ثقتك إذن أولاً بالله، ثم بعد ذلك ستجدين من السهل عليك أن تطبقي ما اتفقنا عليه ومهما كان التطبيق بطيئًا ومهما احتجت لقراءة الرد مراتٍ ومرات فإن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة كما يقول المثل الصيني القديم،
وتابعيني بأخبارك فنحن معك دائمًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.