أسأل عن كيفيه التعامل المثلى مع زوج عنده قدرة جبارة على تخزين كل المواقف ولا ينساها أبدا. فهو يحمل مثلا من أيام كتب الكتاب ضغينة ضد أبو زوجته لتضييقه عليه خلال كتب الكتاب ونتيجة لذلك يضيق على زوجته في زيارة أهلها عقابا لأبيها.
وفي كل موقف مع زوجته يسرد عليها كل المواقف الأخرى التي مرت المشابهة للموقف المختلف عليه الآن وإن فات على هذه المواقف مدة طويلة.. من الآخر هو زوج يبحث عن أسباب النكد ليتشاجر عليها.
أريد رأي الطب النفسي في هذا الأمر.
الزوجة نفسيتها تعبت جدا وتبكي كثيرا وتسأل عن كيفية التعامل معه ليكون أكثر تسامحا ونسيانا. لكي تسير الحياة بصورة أكثر مرونة.
19/07/2007
رد المستشار
السيدة المتسائلة عن الطريق المثلى؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وجهة نظري في الحل هي أن ننظر إلى (الكوب كله) ما امتلأ منه وما فرغ، فأحيانا يا سيدتي تكون العلاقة الزوجية مليئة بالأفراح وفيها ما ينغص وفيه أيضا ما يفرح، ولكننا نصر أن ننظر فقط إلى جانب الكوب الفارغ أو بمعنى أصح إلى عشر الكوب الفارغ فسؤالي أولا لك: أليس في هذا الزوج من المحاسن ما يجعلك تتغاضى عن هذه الخصلة المؤثرة لك أليس في هذه الزيجة10/9 خير ما يجعلك تصبرين على 9/1 السيئ، فأنا لا أنكر أن فعلا تخزين الذكريات السيئة عن عائلتك شيء مؤثر ويؤدي إلى زيادة الفجوة من الزوجين ولكن أليس فيكم فرد حكيم؟
فإذا كان هو يضغط على هذا الزر ليستفزك أليس من الحكمة أن تفوتي عليه هذا الأمر ولا تستفزي، وعندي لك بعض الأفكار لمواجهة هذا الأمر:
أولا: النصح في الخير، وإيضاح له أن ذلك أمر يثنيك ولكن يكون هذا في وقت الصفاء بينكما (كما ننصح دائما أن مناقشة الموضوعات الشائكة يكون في أوقات هدوء الأعصاب).
ثانيا: ما نسميه (بإعادة التأطير) كما يطلقون عليه أهل البرمجة اللغوية العصبية فمثلا إذا كان زوجك فهم موقف معين من أهلك بشكل ما ورسخت في ذهنه هذه الفكرة (وهذا ما يسمي الإطار) فهو قد وضعها في إطار ما، فيمكن أن تبدئي أنت في وضع مفهوم آخر لنفس الموقف ويكون تفسير بالظن الحسن أو بأنك أنت الأكبر أو الأعقل وهذا يسمي (إعادة التأطير) أي وضعة في إطار آخر غير السابق.
ثالثا: نطلب منك سيدتي قبل اتهام زوجك هكذا أن تبدئي أنت بفهم نفسك أولا فبعض الناس يأخذون النقد من الآخرين وكأنه طعنه بالسيف مع أنهم لو استقبلوه بصدر رحت لمرت الأمور بسلام بمعنى أن العيب ليس في نقده لك ولكن في طريقة استقبالك لنقده.
رابعا: من تصنيفات البشر الموجودة في كثير من علوم التنمية البشرية صنف من البشر كثير النقد ويجب المثالية في كل شيء وهذا الصنف من الأفضل في التعامل معه أن تتغاضى عن هذا النقد الكثير وترجع إلى مقاييسك أنت الشخصية في الحكم على الأمور.
أخيرا: أوجز النصح إلى هذا الزوج الفاضل أن يتقي الله في زوجية وأن أذاكره منها خصلة نظر إلى بقية خصالها الحسنة وكذلك مع أهلها.
وهذا يكون أدوم للمدة والرحمة بينكما.