السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام؛
أنا فتاه عمري 28 عاما حاصلة علي دبلوم ثانوي صناعي.
الأسرة والنشأة: كنت وأنا طفلة خجولة لا أستطيع الكلام مع أحد لا أعرفه حتى ولو في المدرسة، كان أخي الأكبر يوجهني كثرا وكان يتكلم معي كثيرا في قصص عادية أو قصص دينية أو في أحكام الدين لأنه خريج أزهر أمي كانت تغضب من أي شيء يصدر مني أو من غيري حتى لو كان صغيرا.
أبي: كان ليس له أي قرار في البيت وليس له علاقة بما يحدث في البيت مطلقا.
الأخ الأوسط: كان يضايقني ويأخذ حاجاتي وكان أحيانا يعطلني عن عمل واجبات المدرسة وكنت أشتكي منه لوالدتي.
كان عمي ساكن أمامنا وكان أحيانا تحدث مشاكل بينه وبيننا –مشاكل بين الأسرتين– أحيانا كانت امرأة عمي تقول لي أن أمي تفعل أشياء غير صحيحة. منذ الصغر وأنا عندي خجل من الكلام مع الناس خارج المنزل وأحيانا ذلك يضايقني. لا أحب أعمال المنزل لذلك آخذ فيها وقت طويل وأمي تلومني كثيرا علي هذا وأنا أتضايق من ذلك.
من سن 11 : 22 كان كل تفكيري في لصق الصور آخذ فيها وقت كثير (ساعات طويلة) في جمع معلومات مختلفة وكتابتها.
من سن 23:28 كان التفكير مستمر في الحالة المستقبلية وأنني لا أقدر أن أتحمل المسئولية وأتوقع دائما حدوث المشاكل.
- جاءني التهاب في الجهاز البولي والتناسلي وذلك بسبب وسوسة في الطهارة والوضوء، وأخذ فترة طويلة فيهم، وبعد أن سألت في الدين أصبح أقل كثيرا وبعد فترة رجعت الوسوسة فأصبحت أدخل الحمام كل 24 ساعة، وفي هذا الوقت كنت أحاول تقليل شرب الماء وبعد فترة سألت مرة أخري فأصبحت آخذ وقت قليل وهو الذي أنا مستمرة عليه حتى الآن، وهو من 5: 30 دقيقة في الحمام، وفي الوضوء من 5: 10 دقائق وأصبح هذا الوقت يزيد كل فترة بسبب التفكير في المستقبل أو التعب والإجهاد من أي شيء أو الإحساس بالجوع بدون أن يكون هناك شهية للأكل، وبسبب هذا التفكير لا أستطيع التفكير، لا أستطيع الصلاة بعد الوضوء مباشرة، (فأصلي بعد فترة طويلة أو قصيرة).
- هناك وسوسة في غسل الملابس (لابد أن أغسلها بنفسي) التفكير في المستقبل يكون لساعات طويلة دون أداء أي شيء.
- التعب البسيط أو الكثير أو الإحساس بالجوع أو التفكير يجعل أي شيء أفعله يأخذ وقت طويل.
- عندي إمساك لعدم انتظام الأكل.
- أي شيء يضايقني من أي أحد في المنزل انفعل كثيرا. أحب الكلام الكثير في البيت حتى لو كان مكررا وآخذ في ذلك وقت طويل وكثيرا ما يتضايقون مني لكثرة الكلام.
- ذهبت إلى القصر العيني كذا مرة وأخذت علاج أنافرانيل ولم أستمر عليه فلقد أخذته فترة وقطعته فترة لأن له آثار جانبية متعبة، والآن لا آخذ أي علاج وأريد علاج أصله نباتي ولكن أيما شيء لا آخذه، وأريد أن أعرف أين هو العلاج السلوكي؟
- أكثر شيء يتعبني هو التفكير الكثير في كل وقت.
- وأريد أن أصحو بدري وأنام بدري فكيف يكون ذلك فإذا صحوت بدري أنام متأخر وبالتالي أصحو متأخرة. عندما يكون عندي ضيق بسيط أحب القراءة في موضوعات مختلفة في الدين أو موضوعات عادية والأكثر القراءة في الدين أو كتابة بعض الموضوعات في الأجندة وتفسير الآيات بها.
- عندي ألم من الركبة إلى الكعب وأحيانا ذلك يعطلني عن عمل أي شيء من واجبات اليوم أو حتى دخول الحمام.
- أتمني كثيرا الموت ولكني أدعو.. الهم اجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر.
- سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، وصلي الله وسلم عل سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
20/7/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله بركاته: الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك، ونسأل الله أن يهدينا لإرشادك إلى الطريق الأصوب والأقصر للخلاص من معاناتك.
إفادتك في واقع الأمر تحمل كثيرًا من الألم النفسي الطويل والمعاناة مع اضطرابٍ نفسي يظهرُ لأول وهلةٍ أنه اضطراب الوسواس القهري، حيثُ تظهر لنا الأفكار التسلطية Obsessive Thoughts والأفعال القهرية Compulsive Acts المتعلقة بالطهارة في قولك في إفادتك: (من جاءني التهاب في الجهاز البولي والتناسلي وذلك بسبب وسوسة في الطهارة والوضوء، وأخذ فترة طويلة فيهم ........ وتنتهي بقولك: وبسبب هذا التفكير لا أستطيع التفكير، لا أستطيع الصلاة بعد الوضوء مباشرة، (فأصلي بعد فترة طويلة أو قصيرة).
فهنا تظهرُ أفكارٌ تسلطية تتعلق بالطهارة والشك في إحسان الوضوء، كما تظهرُ أفعالٌ قهرية تتمثل في تكرار الطقس الديني بلا داعٍ مستجيبة للأفكار التسلطية المذكورة، إضافةً إلى أفكارٍ تسلطية غريبةٍ تظهر في قولك (وأصبح هذا الوقت يزيد كل فترة بسبب التفكير في المستقبل أو التعب والإجهاد من أي شيء أو الإحساس بالجوع بدون أن يكون هناك شهية للأكل)، فهنا أفكارٌ تسلطية من النوع الاجتراري (Obsessive Ruminations) تتعلق بالتفكير في المستقبل، وهذا يكفي لتشخيص اضطراب الوسواس القهري، ولكي تعرفي عن الوسواس القهري أكثر تمكنك مراجعة الردود التالية على استشارات مجانين:
وسواس قهري أهلا بك للعلاج
وسواس قهري و...؟ عودٌ على بدء!
علاج الوسواس بالعقار فقط لا يكفي
موسوس من العيار الثقيل
الوسواس الوسواس: بين الشبهة والانتكاس
رغم أن هناك أيضًا ما نستطيع تسميته بالبطء الوسواسي القهري Obsessive Slowness ، وإن لم نكن في حاجةٍ إليه للتشخيص لكنه مهم في العلاج السلوكي ويظهرُ جليا في قولك: (التعب البسيط أو الكثير أو الإحساس بالجوع أو التفكير يجعل أي شيء أفعله يأخذ وقت طويل)، وتجدين كثيرًا عنه أيضًا في ردنا: البطء الوسواسي.. وضوء منذ الليل حتى الشروق.
إلا أن هناك ما يحس فيما بين سطور إفادتك، إضافةً إلى نوعية معينة من الأسلوب قد يعرفها الطبيب النفسي ولا يسميها، هذه التي تظهر من بعض أسئلتك تجعلنا نشك في أحد احتمالين أحدهما هو التفكير السحري لدي الموسوسين، فهناك نوع من اللامنطقية في بناء الأفكار على الأفكار.
وهناك في إفادتك أيضا شيءٌ من التكرار الذي لا يفيد المعنى أحيانا، وكل هذه السمات في النص المكتوب، قد تعني الوسواس القهري، وقد تعني شكلاً من أشكال خليط الفصام والوسواس، ولا يمكنُ الفصل أبدًا بسهولة بين هذين الاضطرابين من خلال نص مكتوب، وكل هذا إضافةً إلى ما قد يكونُ اكتئابًا كما يتضح من تمنيك الموت والعياذ بالله، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول (لا تتمنوا الموت) وهو حديثٌ صحيح.
المهم أن علينا أن نكونَ عمليين ولذلك أقول لك أن حالتك والتي سنكتفي مرحليا باعتبارها وسواسا قهريا فقط لا يصح أن تعالج بالعلاج السلوكي والمعرفي وحده، وأنه لا بد لك من تناول أحد عقاقير الماسا، وذلك لأن الماسا هي الأقدرُ على إعطاء النتائج السريعة والأرخص ثمنا فيما يتعلق بالأفكار التسلطية، ولديك منها الكثير في الحقيقة فأنت تقولين (أكثر شيء يتعبني هو التفكير الكثير في كل وقت)، وهي التي ترجعين لها بطأك الوسواسي أيضًا أي أنها شديدة الوطأة عليك.
وأما الأفعال القهرية لديك فإنها ستحتاج إلى جانب العلاج الدوائي بالماسا إلى علاج معرفي وسلوكي يصمم كبرنامج تبدئين فيه فإن أتمتته فأنت إن شاء الله من الناجين، وإن لم تكمليه فإن احتمال قضاء عقار الماسا وحده على أفعالٍ قهرية من نوع أفعالك القهرية هو احتمال غير كبير، فأما كون الأنافرانيل أو الكلوميبرامين قد أشعرك بآثار جانبية لم تتحمليها، فإن ذلك لا يمثل مشكلةً لأن الكلوميبرامين من مجموعة الماس (أو هو الوحيد حتى الآن) كثيرًا ما يسببُ آثارًا جانبية يكرهها المريض ويترك العقار بسببها رغم أنه أفضل قدرةً على علاج الوسواس، لكن هناك بفضل الله عدةُ أنواع من عقاقير الماسا التي لا تسببُ نفس الأعراض التي لم تتحمليها، وتستطيعين معرفة كل شيء عن الماس والماسا في ردود سابقة لنا على صفحتنا استشارات مجانين من خلال مطالعة ما تأخذك إليه العناوين التالية:
الصبر على الماس يمحو الوسواس متابعة
شهرٌ على الماس.. لا يمحو الوسواس
من آثار الماسا الجانبية
وفي النهاية نقول لك عدة نقاط تتعلق بإفادتك ورغبتنا في متابعتنا بالتفاصيل التي سنطلبها:
أولاً: كنا نود معرفة وزنك وطولك لأن كلامك عن الأكل وشرب الماء غير مفهوم، ونحتاج إلى توضيح.
ثانيا: الجزء الأول من إفادتك عن حياتك في فترة الطفولة قد يهم معالجك النفسي أيا كان لتكوين صورة أشمل عنك وعن تكوينك، لكنه ليس مهما في برنامج العلاج إلا من خلال توقع المعالج لمدى استعداد من يعيشون معك للتعاون معه في علاجك، فالعلاج السلوكي ينطلق من هنا والآن وليس من كنا وكان ويا ما كان! مثلما تهتم مدارس العلاج بالتحليل النفسي أو بالعلاج التدعيمي.
ثالثًا: الجزء الذي تكلمت فيه عن الفترة من عمر 11 سنة إلى عمر 23 سنة، لا نستطيع الاستناد إليه لأنه غير واضح ويتركنا ما بين فتاةٍ كانت تمارس هوايةً قد تسرف في ممارستها، وما بين مراهقة وشابة كثيرة الحصر Anxiety (أو القلق) تفكرُ كثيرًا في المستقبل، ولهذا السبب لم نتطرق في ردنا إلى التعليق على تلك الفترة.
رابعا: فيما يتعلق بقولك: (عندي ألم من الركبة إلى الكعب وأحيانا ذلك يعطلني عن عمل أي شيء من واجبات اليوم أو حتى دخول الحمام)، فهذا العَرَضُ يحتاج مبدئيا إلى طبيب الروماتيزم لكي يفصل في أمره، فإن قال لك أنه نفسي المنشأ، فإن لنا كلاما آخر.
خامسًا: استخيري ربك، واطلبي منه العون على الشفاء، وخذي من تثقين به من أعضاء أسرتك واتجهي إلى أقرب طبيب نفساني من محل إقامتك، حتى قبل أن تتابعينا بالتفاصيل التي طلبناها، واجعلي المتابعة تسير مع العلاج، والله هو الموفق.