جاءتنا هذه المشكلة مقسمة على خمس مرات، ومن الواضح أن صاحبتها أولا تمر بأزمة شديدة، وثانيا ليست لديها دراية كافية بكيفية الكتابة للطبيب النفسي:
خمس برقيات من مراهقة!
Sent: Wednesday, July 11, 2007 12:37 AM
مبأمنش لحد خالص ومبحكيش لحد حاجة وحاسة أني هاتخنق
Sent: Thursday, July 12, 2007 6:33 PM
هو سؤال مش مشكلة إيه أعراض الحالة النفسية؟
Sent: Friday, July 13, 2007 8:11 PM
الاكتئاب بدون سبب
Sent: Tuesday, July 17, 2007 2:45 AM
مبنساش لحد أي حاجة وحشة عملها معايا وده بيخلينى أكره ناس كتييييييير ملحوظة:
1-ممكن أنسى الحاجة الحلوة
2-والله أنا قلبي مش اسود
Sent: Wednesday, July 18, 2007 2:22 AM
حرام عليكوا ردوا عليا هاموت
18/7/2007
رد المستشار
بنيتي "ديدي"؛ تحية طيبة لك وأهلا ومرحبا بك على مجانين،
رسالتك توقيع، وليست شكوى مريضة، وأظن أنها أقصر رسالة وصلت لمجانين، وواضح أنك تعانين من اكتئاب "ما" فعلا، ولكن هل هو بسبب المراهقة، بمعنى هل الدورة أو العادة الشهرية بدأت تحدث معك، وهي العلامة الرئيسية لمرحلة المراهقة، وسامحيني يا بنيتي سأضطر أن أشرح باختصار سبب حدوث الدورة الشهرية في البنات، فالرحم -وهو المكان الذي يتكون فيه الجنين بعد الزواج بإذن الله- يبدأ يستعد لحدوث الحمل بأن تحتقن أوردة جدرانه ويزداد سمك أنسجته وتصله البويضة الناضجة القادمة من المبيض خلال قناة فالوب، فإن لم تكن البنت أو السيدة متزوجة، فلا يحدث تخصيب لتلك البويضة، ولذا ينقبض جدار الرحم بشدة ويسيل الدم وجزء من النسيج المبطن للرحم من خلال فتحة الرحم الداخلية إلى المهبل إلى خارج الجسم البنت أو السيدة، ونزول هذا الدم كريه الرائحة لاختزانه فترة في الرحم حتى يخرج على شكل دماء سميكة أو رقيقة ولكنها داكنة اللون، وتتكرر هذه الدورة شهريا؛
إن لم يحدث تخصيب للبويضة، وقد يصاحب مرحلة البلوغ نوع من الاكتئاب فيه حب للعزلة وعدم الرغبة في الحديث مع الآخرين والضيق والكسل والرغبة في النوم، وقد يكون هذا الاكتئاب -على العكس في بعض أبنائنا وبناتنا- مصحوبا بنوبات من الغضب والعصبية والنرفزة وزيادة الحساسية نحو أي نصيحة أو توجيه أو نقد وبخاصة من جانب الوالدين أو المدرسين أو الإخوة الأكبر عمرا أو أولياء الأمور بصفة عامة، كما يزداد الارتباط بالأصدقاء أو الشلة من نفس العمر، ويكون الولاء والمحبة أكثر للأصدقاء -المقاربين للشخص في العمر- من الوالدين أنفسهما، وبالطبع يبدأ الشعور في الميل للجنس الآخر، وهذا من طبيعة مرحلة المراهقة؛ ولذا يجب على أولياء الأمور أن يتفهموا الحساسية والتغيرات النفسية والجسدية والفكرية التي قد تكون عنيفة في هذا العمر المبكر.
بنيتي "ديدي"؛ لم تخبرينا عن علاقتك بوالديك؟! وعن علاقاتك بإخوانك وأخواتك الأصغر والأكبر!؟ ومدرساتك في المدرسة؟!، ولم تخبرينا عن مستواك في الدراسة؟!، والسنة الدراسية التي أنت فيها بالمدرسة الابتدائية؟! وهل حدث أي رسوب –لا سمح الله – في سنوات الدراسة؟! ما هو وزنك؟! وما هو طولك؟! وهل قمت بزيارة أي طبيب أو أخصائي نفسي؟!
هل لديك أي مرض عضوي –لا قدر الله– مثل الصرع أو الربو أو القلب أوالسكر أو..... أو.....؟!
هل هناك أي تاريخ مرضي في عائلتك للاضطرابات النفسية مثل القلق أو الاكتئاب أو الوسواس أو التأخر العقلي أو.... أو......؟!
ما هو ترتيبك بين أخواتك وإخوانك؟
هل كان هناك أي مشاكل في أثناء حملك أو ولادتك أو حتى بعد ولادتك؟
هل كان لديك أي تأخر في نموك الجسدي أو اللغوي أو الحركي بعد الولادة؟
هل تقضين وقتا طويلا يوميا بالحمام للاستحمام أو الغسيل أو قضاء الحاجة؟
هل تشكين في نظافة ملابسك وجسدك بصورة زائدة أكثر من إخوانك وأخواتك؟
هل أنت من البنات كثيري الحركة ولا يمكنك الاستقرار في مكان واحد لمدة خمس دقائق؟!
هل تقضين وقتا طويلا جدا في عمل واجباتك المدرسية أكثر من الوقت الذي يقضيه إخوانك؟!
هل خوفك من الكلام مع الناس بناء على طلب من والديك أم من نفسك؟!
هل يقوم أي شخص بإيذائك جسديا أو لغويا؟!
هل تشعرين بنوبات هلع ورعب وأن الموت قريبا جدا منك؟
هل فكرت أو حاولت إيذاء نفسك بأي صورة من الصور؟! كيف؟ وكم مرة؟ وما دافعك لذلك؟
ما هو أخبار نومك؟ كم ساعة؟ هل نومك بالليل والنهار أم أثناء الليل فقط؟! وهل تشبعين من النوم أم لا؟
هل الضيق لديك أكثر وقت استيقاظك من النوم في الصباح أم عند وقت الغروب والمساء؟!
بنيتي العزيزة الغالية؛ أنا بحاجة لردود سريعة عن كل أسئلتي حتى أتمكن من مساعدتك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة بما أنني أول من يستقبل الأسئلة من بين مستشاري مجانين فقد هممت بالرد على تساؤلاتك الثلاثة الأولى قائلاً: بنتي العزيزة "دميانة" أهلا بك.... كتبت لمجانين ثلاثة أسئلة على ثلاثة مرات في ثلاثة أيامٍ متتالية قلت أول مرة (مبأمنش لحد خالص ومبحكيش لحد حاجة وحاسة أني هاتخنق)، وفي ثاني مرةٍ قلت: (إيه أعراض الحالة النفسية) وفي الثالثة قلت: (الاكتئاب بدون سبب)، ولا أدري أنا هل ما زلت سترسلين أسئلة أم ماذا؟؟
على أي حال، عندما يكون الإنسان في كرب مواجهة مشكلة ما ولا يجد أحدًا يأتمنه على ما يحكي فلا يحكي شيئا مما بداخله حتى يختنق.... هذا خطأ كبير يجعل قدر الكرب أضعافا مضاعفة وتأثيره السيئ بالتالي أشد على الإنسان، ولهذا السبب نقول كلما ازدادت شبكة علاقات الشخص الاجتماعية الداعمة كلما كان أقوى وأكثر صلابة في مواجهة كروب الحياة المختلفة والتي لابد منها في حياة كل إنسان. عندك نقطة ضعف كبيرة جدا تجعلك أكثر عرضة من غيرك للأمراض النفسية.
بعد ذلك تسألين عن ما هي أعراض الحالة النفسية؟ وده بقى سؤال عويص يا بنتي والأفضل كثيرا أن تقولي لي ما هي أعراض الحالة التي تسألين عنها مفترضةً أنها حالة نفسية، فهذا أسهل كثيرا.... ولكن فهمنا منه أنك تعانين معاناة نتجت ولو جزئيا عن ما عجزت أن تبوحي به لأحد لأنك لا تأتمنين أحدا... لكن ماذا الله أعلم.
وأما سؤالك الثالث (الاكتئاب بدون سبب) فردنا عليه هو أن كلمة اكتئاب تعني طبيا غير ما تعنين أنت بها غالبا فالاكتئاب في الطب النفسي له معنى مختلف، وليس كل ما يحس الشخص بأنه اكتئاب يكون في حقيقة الأمر اكتئابًا! فالطبيب النفسي يستطيع أولاً تقرير وجود الاكتئاب من عدمه وثانيا يضع الخطة العلاجية حسب شدة الاكتئاب، فهناك اكتئاب خفيف الشدة واكتئاب متوسط الشدة وكلاهما يمكن علاجهما من خلال جلسات العلاج النفسي المعرفي دون حاجةٍ للدواء، أو باستخدام الدواء لفترة قصيرة إذا أراد المريض التحسن بسرعة، إلى جانب العلاج المعرفي وهناك الاكتئاب الشديد، والذي يحتاج إلى العلاج بكل من الأدوية والعلاج المعرفي، أظن أن من الأفضل أن تفصلي لنا يا أستاذة "دميانة" وأهلا بك.
وعندما فوجئت يوم الأربعاء 18 يوليو بأنك أرسلت سؤالين تلغرافيين جيدين قلت: الابنة العزيزة دميانة أولا لم نتأخر عليك في الرد، وقمنا بالرد على مشكلة مكونة من ثلاثة مشكلات منذ أيام، حيث سألت عن الاكتئاب وعلامات المرض النفسي وغير ذلك، ثانيا ما يرد الآن من عدم قدرتك على الغفران لا يعني بالضرورة أن قلبك أسود لكن يعني أن لديك بعض سمات ربما مضطربة في شخصيتك خاصة إذا ربطنا بين تلغرافك الأول والرابع، صحيح أنك ما تزالين صغيرة وشخصيتك لم تكتمل نموا بعد، ولكن لا مناص يا صغيرتي من زيارة لطبيب نفسي لتنقذي نفسك من معاناة محتملة مستقبلا قد تكون طويلة، ولسوف أرسل جملك التلغرافية إلى أخي الحبيب أ.د.مصطفى السعدني ليحللها ويرد عليك،
وأنصحك بقراءة:
التقلب المزاجي.. طبيعي في المراهقة
فتاة عربية: لقطة شائعة !
الشك في نوايا الآخرين: التفكير الزوراني
اكتئاب وتوتر مزمن أم اضطراب زوراني؟
اضطراب الشخصية الزوراني (البارانوي)
هذا فقط لتعرفي أكثر... وتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>: خمس برقيات من مراهقة م