السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مشكلتي تتلخص أنني أعاني من مرض الوسواس حيث بدأت هذه الحالة تظهر معي منذ حوالي عدة سنوات وكانت من شقين:
الأول هو موضوع وسواس الطقوس وتكرار الأفعال: وكانت متركزة بشدة في مسألة الطهارة والصلاة وموضوع إقفال الماء والكهرباء والعجيب أنني كنت عندما أستفتي في شيء من هذه الأشياء وتأتي الإجابة لتريحني من بعض التصرفات أجد أن عقلي يتفتق عن مشاكل جديدة وممارسات جديدة (يا له من إبداع!) تزيد الطين بلة.
كما عانيت أيضا من وسواس الأفكار والهواجس، وكانت في مسائل العقيدة وذلك في صورة أفكار كريهة تحوم حول مواضيع لها قداستها، ولا ينبغي التفكير فيها إلا بما تستحق من الإجلال والاحترام، وللعلم فإن هذا الجانب في بعض الأحيان يكون أكثر إيلاما أو إزعاجا من النوع الأول، وهو كفيل بأن يحيل حياة المريض إلى جحيم لا يهنأ معه بشيء، ولا يمكنكم تخيل مدى الضيق والتذمر والقلق الذي كنت أسببه لوالدي ووالدتي بسبب هذا الموضوع.
وقد استمر هذا النوع قرابة سنة كاملة. ثم لجأت إلى الطبيب النفسي، ولكن تركت ذلك بسبب أن الدواء الذي كتب لي جعلني أزداد توترا وخوفا ثم لجأت إلى قراءة القرآن والذكر وما يسمى بحرق بقطعة الحديد (شواية) على يد كبار السن بحجة أنني مصاب ب(بصفار) وبعد هذه الحركة قل الوسواس وبدأت أمارس حياتي الطبيعية وكلهم ينصحونني بالذكر وقراءة القرآن... والحمد لله شفيت من ذلك ولكن قبل حوالي شهرين عاودني مرة أخرى وهذه المرة أقوى وأشد تعرضت لموقف في العمل من المدير وشعرت بخوف وتوتر وضيق وخفقان للقلب من أنني سوف أطرد من العمل وأن الآن صاحب أسرة ومن هنا بدأت أوسوس من أن أخطأ في شيء في العمل حيث أشعر قبل المجيء إلى العمل بخوف وارتباط بشكل يومي و في العمل أحس بضيق وتوتر من بداية الصباح إلى نهاية الدوام وكلها تفكير ضيق الصدر والشعور بتأنيب الضمير وفكرة تلو الفكرة وهكذا في دوامة وأحس أنني يجب الذهاب إلى مكان ما للتأكد مرة ومرة ومرة وإذا لم استجب للوسوسة أي الذهاب للتأكد يصيبني حالة الضيق والتذمر والقلق ولا أستطيع التفكير في شيء سوى هذا المرض.
تغيرت حالي مع أهلي وأصدقائي وأجد نفس دائماً مهموم وحزين أشعر بأنني لست إنسانا طبيعياً حيث لا أستطيع الذهاب إلى أماكن معينة قد أجد ما يعكر مزاجي مثل أحد المساجد والسبب أني ربما يكون قد نسيت شيئاً في الماضي يتعلق بغيري وأنا أعلم أن هذه الأفكار ليست سوى وساوس ولكن يكون في عقلي وتفكيري طوال الوقت وإذا ذهبت إلى ذلك المكان أكون غير طبيعي ويكون نظري وتفكيري في المكان وإذا وقع نظري في شيء يشبه المادة الذي نسيت يكون المصيبة والتوتر والحزن وهنا أكون في قلب الوسواس فإذا طاوعت الوسواس سوف لن أنتهي وأكرر مرات عديدة في نفس المكان وإذا لم أستجب إلى الوسواس سوف أعيش متوتراً وقلقاً وكآبة.
ولا أستطيع أن أتصرف مثل إنسان طبيعي لا أستطيع الكلام مع الناس بحجة أنني احتمالية أن أخطأ في شيء في المشي حيث أنني أخاف أن يضرب رجلي أو يداي في شيء مثل الكهرباء أو الماء ولا أحد يقفله أو سوف يقفل باب الحمام نهائياً والماء أو الكهرباء مفتوح وكذلك مع الغرف الأخرى حيث في اعتقادي أن باب الغرف سوف تغلق نهائياً ولا أحد يغلق الماء أو الكهرباء علماً بأن الحالة تبدأ بالخوف ثم الزيادة في دقات القلب مع ألم شديد في الجهة اليسرى من الجسم إضافة السيطرة على المخ والتفكير ثم تفكير وراء تفكير لا أعرف كيف أتصرف مع نفسي ومع أهلي؟
كيف أوجه نفسي إلى السلوك الصحيح؛ فأنا خائف جداً من مستقبلي ومستقبل أسرتي وأولادي أن يؤثر ذلك على زوجتي وابني الصغير؟ وأخاف أن يتهمونني بالجنون أفيدوني وأوضحوا لي ما هي حالتي وإذا كنتم تنصحونني بالذهاب إلى العيادة النفسية وتناول الأدوية فهل يؤثر ذلك على العلاقة الزوجية في حالة المباشرة حيث أن زوجتي حامل وأخاف أن يؤثر تناول الدواء عليها وعلى الجنين علماً بأنني لا أريد أحدا أن يعرف أنني مصاب بداء الوسوسة، وجزاكم الله خيرًا.
ملاحظات؛
يرجى إرسال الحل بأسرع وقت ممكن.
23/7/2007
رد المستشار
الأخ السائل العزيز؛ أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن ما عرضته من أعراض في إفادتك يمثل نموذجا طبق الأصل لاضطراب الوسواس القهري، خاصةً في المسار المرضي الذي يتميز بمسارٍ نوبي في أغلب الحالات، فتعاني من الأعراض التسلطية والقهرية لفترةٍ في موضوع معين ثم تزول عنك الأعراض، وتعود بعد فترةٍ ما من العمر لكي تظهر عليك أعراض الوسواس القهري مرةً أخرى وإن كانت غالبا ما تكونُ متعلقةً بمواضيع مختلفة، وهذا هو ما حدث معك، ويمكنك لتعرف كل شيء عن أشكال وأنواع الوساوس والأفعال القهرية أن تراجع إجاباتنا السابقة على هذه الصفحة تحت العناوين التالية:
هل الوسواس مرض مزمن؟
وسواس قهري و...؟ عودٌ على بدء!
الوسواس الوسواس: بين الشبهة والانتكاس
الشك وإعادة التحقق وسواس قهري
موسوس من العيار الثقيل
التفكير السحري عند الموسوسين
آنسة وسواس بين الصلاة والحمام
وسواس الطلاق: أيضًا قهري
الوسواس القهري: وساوس الوضوء والصلاة
علاج الوسواس بالعقار فقط لا يكفي
وقد بدأت أعراض الاضطراب بطقوس التكرار المتعلقة بأفكار الشك في الطهارة أو إحسان الفعل الديني Religious Obsessions ، وأيضًا أفكار التحقق التسلطية والتي تدفعك إلى أفعال التحقق القهرية Checking Compulsions ، ثم بدأت بعد ذلك تعاني من الأفكار الاقتحامية Intrusive Thoughts والتي كانت تحمل معانيَ السب أو التطاول على المقدسات Blasphemous Obsessions ، وقد عذبتك لمدة عام ثم لجأت بعدها لطبيب نفسي، ولكنك لم تتحمل أحد الأعراض الجانبية البسيطة التي يشعر بها المريض في بداية تناوله لعقاقير الماس أو الماسا ، وتمثلت لديك في الشعور المبدئي بالتوتر، ولكنك لم تتصرف تصرفا سليما فقد كان السلوك السليم هو أن تعود للطبيب الذي وصف لك العلاج، وكان سيفعل أحد شيئين إما أن يغير لك العقار بغيره من نفس المجموعة، فبعضها أقل في هذا الأثر الجانبي من البعض الآخر، وأما الخيار الثاني فهو أن يعطيك عقارًا يزيل ذلك التوتر العابر، لمدة قصيرة لا تتعدى الأسبوع ثم تتوقف عنه وتستمر على علاج الوسواس، وإذا أردت أن تعرف متى تعمل عقاقير علاج الوسواس القهري، راجع الردود التالية على صفحتنا:
شهرٌ على الماس.. لا يمحو الوسواس
الصبر على الماس يمحو الوسواس متابعة
وأما قولك في إفادتك (ثم لجأت إلى قراءة القرآن والذكر وما يسمى بحرق بقطعة الحديد (شواية) على يد كبار السن بحجة أنني مصاب ب(بصفار) وبعد هذه الحركة قل الوسواس وبدأت أمارس حياتي الطبيعية وكلهم ينصحونني بالذكر وقراءة القرآن... والحمد لله شفيت من ذلك) فأما قراءة القرآن والذكر فهما مطلوبان من كل مسلم يطمئنانه ويشرحان قلبه في الدنيا كما يجمعان له الثواب الكبير يوم الحساب، والله سبحانه وتعالى يقول: بسم الله الرحمن الرحيم "الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبهم ألا بذكر الله تطمئن القلوب" صدق الله العظيم (الرعد، الآية 28).
وأما قولنا في الحرق بالحديد لأنك مصاب بصفار، فلا نقول فيه إلا أن الله أعلم به، لكننا لم نسمع بأن مريض الوسواس يشفى من مرضه بطريقة كهذه إلا منك، بينما نعرف جيدًا كيف أن العلاج الماس أو الماسا بإذن الله يشفي الكثيرين من مرضى الوسواس القهري.
المهم أن الله من عليك بشفاءٍ من نوبة الوسواس التي كانت تعذبك لفترةٍ لم نستطع تحديدها من إفادتك، ولكنك منذ شهرين دخلت في نوبةٍ جديدة ونسأل الله أن يهديك لاتباع نصيحتنا التالية:
عليك باللجوء إلى الطبيب النفسي المتخصص الأقرب من مكان إقامتك واحكي له ما حكيته لنا، ثم اطلب منه أحد عقاقير العلاج من مجموعة الماسا الذي يمتاز بقلة إحداثه للتوتر في بداية الاستخدام، ثم اتفق معه على أن يقوم بإجراء جلسات علاج سلوكي معرفي لك، واعلم يا أخي السائل أنك في هذه المرة تعاني أيضًا من بعض الاكتئاب إضافةً إلى الوسواس كما يحس من خلال إفادتك عن الشهرين الأخيرين، ولذلك فإن حاجتك للعلاج تبدو أكثر إلحاحا فلا تتردد، لأن تحسن الأعراض الوسواسية القهرية سيحسن أعراض الاكتئاب والعكس أيضًا صحيح،؛
بقيت نقطةٌ ظهرت في ثنايا إفادتك عن الشهرين الأخيرين حيث أشرت إلى تخوفك من تأثير تصرفاتك الناتجة عن الأفعال القهرية على زوجتك وأسرتك، وأنا هنا أقول لك أن هذا هو أحد أسباب إلحاحنا عليك بسرعة طلب العلاج لأن تأثير الوسوسة الوالدية على الأطفال كثيرًا ما يكونُ كبيرًا خاصةً إذا أصبح الطفل نفسه موضوعا للوسوسة، أو كانت الأفعال القهرية واضحة بشكل يستدعي الانتقاد من الآخرين ولم يكن المريض يستطيع مقاومتها، وأما أن يكونَ للعلاج الدوائي تأثير من خلال العلاقة الزوجية تأثيرا على الجنين بالمعنى الشائع (لتأثيرات الأدوية على الجنين) فإن ذلك غير صحيح، لأنك أنت الذي تتناوله ويكونُ في دمك أنت فما علاقة زوجتك بالأمر؟
أما والله يا أخي إنك جعلتني أنا نفسي أوسوس!!، فقط هناك نقطة حضرتني الآن هي: أن أحد أشهر الآثار الجانبية لعقاقير الماسا أنها تؤخر عملية القذف عند الرجل، فإن كانت زوجتك في أقل من شهرها الرابع، ووجدت أن تأثير الماسا عليك في تأخير القذف كبير، بحيث أن الجماع قد يطول زيادة عن المألوف، فاطلب من طبيبك النفسي أن يعطيك ما يمنع هذا الأثر الجانبي على أن تستخدمه فقط قبل الجماع بساعة، فهذا هو الشكل الوحيد الممكن لأن تكونَ هناك علاقةٌ بين استخدام الأب لعقار علاج الوسواس وبين جنين في رحم زوجته!
واقرأ من على نطاق الوسواس القهري:
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا: الآثار الجنسية(2)
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا: علاج الآثار الجنسية
يا أخي توكل على الله واطلب العلاج ممن يعلمونه، وإن شاء الله سوف يساعدك العلاج العقاري والسلوكي المعرفي بسرعة،
وأهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.