احترت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
نعلم أن القرآن الكريم شفاء مع أخذ العلاج عن الطبيب إن كنت أعاني من مرض عضوي.. كما نعرف أن بعض الأمراض العضوية تأتي من العين.. والمرض النفسي يسبب مرض عضوي.. وأعراض السحر تشبه أعراض العين.. سأكون صريحة معكم حتى نتمكن من العلاج والشفاء عند الله وحده..
بداية سأقول لك أنه حصل موقف بيني وبين زميلة لي في العمل منذ سنة ونصف.. فأنا أعمل منذ أربع سنوات.. وهي توظفت بعدي بــ 6 شهور وبعد سنة أتت صديقتها التي تعرفها منذ 10 سنوات في نفس مكان العمل.. هذه الموظفة أعرفها منذ أيام الدراسة ولكن علاقتي بها سطحية جدا.. فبدأت العلاقة تتوطد منذ أن عملت معي.. ما المشكلة الآن؟!
أنه من أتت صديقتها لاحظت أنها تغار جدا ولكن تظهر لي عكس ذلك.. رغم إن زميلتي طيبة معي هذا الذي جعلني أن أبقى معها.. في يوم حصل موقف بيني وبين زميلتي وزعلت مني.. اعتذرت لها مرارا وسامحتني وعلاقتنا أصبحت أحسن.. منذ ذلك الوقت وأنا مريضة.. بدأت الحالة بإسهال شديد مع القيء وأخذت الدواء وأنا مازلت مستمرة.. بعدها بدأت آلام المعدة والقيء لم يتوقف مهما فعلت وكل الفحوصات سليمة..
في يوم من الأيام قلت لوالدتي أحس بضيق شديد.. صرخت بأعلى صوتي وتشنجت وبكيت بكاء وقلبي كأنه سيطلع.. وكنت أردد كلمة الموت.. سأموت سأموت.. وإذا بأهلي يلحقون بي ويقرؤون القرآن وبقوا يبكون بسبب ما حصل بي.. وانقطعت عن العمل مدة كنت طريحة الفراش.. سافرت للخارج أيضا والفحوصات سليمة.. آخر شي فعلته عملت منظار.. وتبين وجود التهاب بسيط جدا في المعدة والقولون العصبي.. وقال الدكتور لن تحتاجي للمراجعة.. رجعت إلى بلدي ورجعت لي الأعراض.. وتزيد الحالة عندما أدخل مكان العمل.. وزميلتي التي قلت لك عنها.. كانت تذهب بي من مستشفى إلى عيادة وأخرى.
لكن في الفترة الأخيرة أحسست بأنها سئمت مني وإلى متى سأبقى رغم إنها تقول لي اصبري.. لكن كلما أراها أتقيأ.. وكل مرة تتصل بي حتى نخرج معا.. تزيد الحالة.. ونرجع للبيت.. لا أستطيع أن أكمل مشواري معها.. فعلت كل شي من رقية ومن صدقة واستخدام زيت الزيتون مقروء عليه.. بالإضافة إلى ذهابي عند الرقاة.. فأحس براحة نفسية عند القراءة وتعود الحالة.
في البداية قلت مرض عضوي ومازلت أعاني... قلت هذه عين وقرأت آيات الشفاء.. وأخذت مما أقدر وأشك به أثر منهم حتى اغتسل به.. علما بأن عند قراءتي أتثاءب.. وأحس بحرارة في جسمي من الداخل بين فترة وأخرى وفي أي وقت (بدون القراءة).
قلت لا أظن أنه هذا سحر والأعراض تتشابه.. ولا أريد أظن كذلك بصديقة زميلتي أن تفعل شي من السحر حتى ابتعد عن صديقتها.. رغم أن البنت سألتني هل بدأ المرض منذ أن اشتغلت أنا؟؟ هذا الذي جعلني خائفة منها.
قلت لا وألف لا.. لن تفعل.. لا أظن.. أعوذ بالله.. فبقى شي واحد.. ففكرت قلت لماذا تزيد حالتي عندما أرى زميلتي.. رغم أنها تعاملني بطيبه.. ولكن لا أريد أن أفتح موضوع قديم.. ربما لأن الموقف مازال في بالي وأحس بأنها تحمل شي في قلبها وتجاملني في المعاملة.. ذهبت عندها بالأمس وصارحتها.. بأن سبب مرضي ربما يكون ما حدث بيني وبينك منذ سنة ونصف.. قالت كل شي انتهى ولماذا تذكرين موقف انتهى.. قلت هل تسامحيني.. قالت نعم وإلا لن تزيد علاقتي بك أكثر عن باقي الزميلات وتركت العلاقة فقط تكون في مكان العمل.. ولا نطلع سويا..
قلت ولكن لم أتناقش أبدا في الموضوع معك منذ ما حدث وبقيت صامته حتى لا افجر شي قديم.. وها أنا الآن صارحتك.. قالت سامحتك.. قلت لم تقولي لي هذه الكلمة وقتها.. قالت قلت لك الآن.. ولماذا كل ما تريني تتقيئين؟؟
قلت لها لا أعرف.. ولا تزعلي مني لأن المريض يتعلق بكل شي حتى يشفى.. وهذا الذي جعلني أفاتحك بهذا الموضوع ولو إنه قديم.. وقالت أنت صبرك قليل على المرض... وتستعجلين الشفاء.. اصبري.
أصبحت لا أهتم في مظهري.. ولا أحس بلذة لأي شي في الدنيا.. وتزيد الحالة عندما اذهب للعمل.. فقدت شهيتي للطعام.. نقص وزني مما يقارب 10 كيلو، أقول لنفسي أنا بخير.. أحاول أن أخرج مع أهلي.. ولكن حتى عندما اخرج أحس بضيق مستمر.. اغصب نفسي على ذهابي إلى العمل وأنا أتقطع يوميا من ألم المعدة وأتحمل الحرارة التي أحس بها.. والجميع يضحك ويحس بأني أنا أضخم الموضوع.
لن يشعر أحد بي إلا الذي سيعاني ما أعانيه... ضغطت على نفسي كثيرا.. وقدمت استقالتي من العمل أمس مما أدى إلى رفض مسئولي إذا يقول إني تسرعت في اتخاذ القرار وهذه مرحلة وستعدي.. واقترح أن اذهب إلى طبيب نفسي حتى لا تزيد حالتي.. أريد أن أعرف ما بي.. لا أريد أن أتشتت.. الصبر مفتاح الفرج.. والشفاء عند الله وحده ونحن نبحث عن العلاج والدواء.. وهذا ابتلاء من الله.. لكن أريد أن أعرف هذه أعراض ماذا حتى أتمكن من اخذ العلاج والحل الصحيح... فهل مما أعانيه الآن بسبب نفسي.. أم ماذا؟؟
بارك الله فيكم
30/7/2007
* قد تم نشر هذه الاستشارة من قبل على موقع إسلام أون لاين
رد المستشار
الأخت السائلة؛ أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، ما تعانين منه هو عددٌ من الأعراض الجسدية المزمنة يمكننا تلخيصها في:
- تلك المتعلقة بالجهاز الهضمي، من قيء متكررٍ وألم بالمعدة، وأيضًا الإسهال الذي لا ندري إن كان عابرًا في بداية الحالة أم أنه مازال يضايقك من حين لآخر، إذ شخصه الطبيب على أنه القولون العصبي، إضافة إلى الالتهاب البسيط في المعدة، وكلاهما بالطبع لا يكفي لشرح أعراضك المزمنة.
- ذلك الشعور غير الواضح بالحرارة والذي لم تحددي لنا أكثر من أنه في جسمك من الداخل بين فترة وأخرى وفي أي وقت (بدون القراءة).
إضافة إلى ذلك نجدُ أعراضا نفسية يمكننا تلخيصها في:
- ما أشرت إليه من نوبة اختلاجية تفارقية (انشقاقية) والتي تسمى أيضًا بنوبة التشنج الكاذب أو الهستيري، ولم تذكري لنا حدوثها أكثر من مرة، فلا ندري هل تكررت معك أم لا ؟
- عدم الاهتمام بمظهرك وعدم قدرتك على الشعور بلذة أي شيء في الحياة، وفقدانك الشهية للطعام، ثم فقدانك لعشرة كيلوجرامات من وزنك، وهذه أعراضٌ اكتئابية.
- زيادة حدة الأعراض الجسدية سالفة الذكر، كلما ذهبت إلى العمل أو كلما رأيت صديقتك المشار إليها، إضافةً إلى تكرار العرض على الأطباء والمستشفيات وتكرار الفحوص والتقصيات الطبية المختلفة رغم نتائجها السليمة (السالبة)، بما يعني أنك لا تشعرين بالاطمئنان رغم سلامة الفحوص، وتصرين على البحث عن سببٍ عضوي لأعراضك.
وهذه التوليفة من الأعراض أيتها الأخت السائلة هي واحدةٌ من أكثر الأعراض التباسا في المجال الطبي، حيث نجدُ المريض يرفض التفسير النفسي لأعراضه، ويحاول بكل سبيل أن يتجنب إرجاعها لسبب نفسي، وعندما يصف لنا قصته فإنه يتجنب ذكر تفاصيل الأبعاد النفسية للمشكلة، وهذا بالضبط ما فعلته أنت معنا، فرغم أنك ذكرت لنا تفاصيل كل جانب من جوانب القصة إلا أنك فيما يتعلق بالموقف المبدئي لم تذكري أكثر من أن موقفا حدث بينك وبين زميلتك: (في يوم حصل موقف بيني وبين زميلتي وزعلت مني.. اعتذرت لها مرارا وسامحتني وعلاقتنا أصبحت أحسن.. منذ ذلك الوقت وأنا مريضة)، فلماذا لم تذكري لنا تفاصيل الموقف؟ وما مقدار خطئك في حق زميلتك تلك؟
بعد ذلك تم التعامل مع الأعراض الجسدية الشكل على أنها أعراض عضوية، ولكن استجابتك للعلاج لم تكن طيبة كما هو معتاد، وأجريت لك الفحوصات الطبية اللازمة فلم تبين سببا يفسر معاناتك تلك، ولكنك رغم ذلك، لم تطمئني، وعندما لاحظت اطمئنان أهلك عليك أو بمعنى آخر أنهم لا يعبئون كثيرًا بالأعراض شعرت بالإحباط والحزن، وفجأة حدثت لك النوبة الهستيرية التي أشرت إليها، ورحت ترددين كلمة الموت، وهذا ما نسميه بالنوبة الاختلاج التفارقية (التشنجات الهستيرية)، ومثل هذه النوبة عادة ما تنتهي بسلام ويعود الشخص إلى كامل صحته بعدها، لكن الأمر معك احتاج إلى النوم في الفراش والانقطاع مدة عن العمل كما ذكرت.
فهنا اضطر الأهل لأخذ الموقف بجدية، فقرؤوا عليك القرآن الكريم، وتابعوا البحث عند الأطباء، بل وسافرت للخارج بحثا عن العلاج وكررت الفحوص وظهر أنها سليمة أيضًا، إلا من شيء بسيط قد يكونُ راجعا أصلا إلى كثرة تفكيرك وتركيزك على مجموعك الهضمي، وربما من كثرة ما تناولت من عقاقير لا داعي لها، ولست أدري لماذا لم يصارحك طبيبك الذي في الخارج بأن الحالة تحتاج إلى العرض على الطبيب النفسي؟
هو بالطبع أشار إلى ذلك، لكن بحذر لأنك ترفضين المنشأ النفسي للأعراض في الغالب، وحتى مسئولك في العمل عندما اقترح عليك عرض نفسك على طبيب نفسي فهو لم يقل من أجل ما تعانين منه من أعراض جسدية، وإنما تكلم عن الآثار النفسية للمعاناة الجسدية، حيث قال لك كي لا تزيد الحالة، وهو على حق لأنك الآن على وشك الدخول في اضطراب الاكتئاب الجسيم إن لم تكوني بالفعل قد أصبت به، إلا أن كثيرا من تلك المعاناة كان من الممكن تجنبه لو أنك سلكت الطريق السليم منذ البداية، خاصة وأن استجابة الحالات المشابهة لحالتك يكونُ أفضل كلما بدأ العلاج مبكرا بعد ظهور الأعراض.
أما إرجاعك هذا الأمر للسحر أو للحسد أو غير ذلك من الأمور الغيبية التي نؤمن بها، فإن أحدا لا يستطيع الجزم بذلك لأن ما في عالم الغيب يبقى غيبا، ولكن الأعراض التي تعانين منها هي أعراض في عالم الشهادة وعلينا أن نتعامل معها أيضًا بمعطيات عالم الشهادة، ويمكنك هنا من أجل مزيد من الفهم مراجعة الردود السابقة على صفحة استشارات مجانين لتجدي فيها موقفنا من مسألة السحر والجن والقرين وغير ذلك من المقولات كأحد أسباب الأمراض النفسية:
السحر والشياطين وقول الأطباء النفسيين
السحر والشياطين وأمة المساكين
خطيبتي والجن !! "التفكير الخرافي"
الربط الجنسي: بين عالمي الغيب والشهادة
الشخصية الثانية: والتفسير العهني مرةً أخرى
هل الجن موجود؟ هل السحر؟
وأما كيف يتعامل الطبيب النفسي مع حالتك تلك فإن التشخيص طبقا لانطباعنا المبدئي سيكونُ اضطراب جسدي الشكل غير مميز Undifferentiated Somatoform Disorder ، إضافة إلى درجة من درجات الاكتئاب، ويتم التعامل مع الحالة بعد ذلك من خلال برنامج علاج معرفي سلوكي وربما احتاج الطبيب إلى بعض عقاقير علاج الاكتئاب لكنها لا تكفي وحدها في الغالب، وعليك أن تستعدي لرجلة علاج قد تستغرق شهورا، كان الله حليفك أنت وطبيبك النفسي،
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بالتطورات.