السلام عليكم،
سؤال هو عندما أتكلم مع شخص أنظر إلى عينه وأفكر فيه أي مثلا أن شخصيته............; هذا وأنه كذا أو إنسان ذكي أو عنده مرض أو إلى آخره, خاصة شخص جديد أي أول مرة.
-------------------
وما المقصود بالهلاوس.
جزاكم الله خيرا
29/7/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
مرحبا أخي المجاهد رضوان في موقع مجانين
إن لغة العيون لها متغيرات وثوابت، متغيرات تتعلق بانفعالات المواقف والنطق بلغة صامتة عما يجيش في الصدور، وثوابت عن طبع وتطبع ذلك الإنسان الذي ترتسم على عينيه صفاته سلبا أو إيجابا، صفات طيبة أو شريرة ولغة العين من أعمق وأدق لغات الجسد حقا عندما تنظر في عين الشخص الآخر تستطيع أن تشعر وتفهم ما يقوله لذلك عندما تتكلم مع شخص انظر في عينيه وتابع اتجاهات نظراته وحجم حدقة العين لتفهم حديثة بوضوح وسهولة.. ولكن تعلم كيف يحدث ذلك؟
فعندما عندما يكون الإنسان غاضبا تكون حدقة العين مغلقة وفي حالة الشغف والإثارة تجد أن حدقة العين مفتوحة وعندما تتكلم مع أي شخص وتنظر في مثلث بين العينين والفم هذا يخلق جوا مريحًا واجتماعيا وعندما تتكلم في موضوع هام تخيل مثلث على جبهة الشخص الذي تتكلم معه وتنظر فيه هذا يدل على أهمية الموضع الذي تتكلم فيه.
وكذلك عندما تنظر إلى شخص في عينيه وفي المنطقة بين العينين والصدر هذا يدل على نظرة إعجاب وحب واعلم يا أخي أن هناك ما يسمى أشكال العيون فهناك العيون الناعسة والتي تبدو وكأنها تريد النوم فهي والحقيقة غير ذلك لأنها حالة من لغة العيون المعبرة عن الاستسلام والرضوخ للأمر الواقع أو الرضا الخجول فهي عيون خجلى لا خبث فيها ولا دهاء ولا غباء، كذلك فهي عيون الطيبين الذين يفتقدون الكياسة.
وهناك (العيون المخدرة) وهى عيون تائهة حائرة حزينة ترتسم عليها علامات الأرق والمرض يتصنَّع صاحبها الطِّيبة وحبّ السلامة والهدوء وهناك أيضا العيون الثعلبية وهي دهاء ومكر ولؤم وتربّص وانكسار الجفن الأعلى وتحديق بالحدقة مركّز وكأنها عين صقر يُوشك أن ينقضَّ على فريسته، مع مسحة لؤم واضحة على عموم العين وتدل على ذكاء ممزوج بدهاء وصاحبها شُعلة نشاط ويُركَن إليه في الأعمال الجسيمة والخطيرة التي تتطلب حُسن تصرف.
وهناك (عيون نمرية صَّارمَة) وشكلها بيضاوي لامع ثابت في نظرته كالنمر المتربِّص لا بسمة فيها ولا حزن، بل الصرامة والجدية والتَّربص وعدم الانكسار والثقة القوية بالنفس وتدل على الثبات على المبدأ والجدية في العمل والطاعة العمياء في تنفيذ الأوامر مع الدّقة وعدم المجاملة، وهذه النظرة تدل على الموقف الحازم الذي لا رجعة فيه.
أما (العين الطيبة) فهي أجمل وأريح العيون لأن فيها البراءة تنطق بالحسن والصَّفاء والنقاء والوفاء، وكذلك (العيون الضاحكة) فهي عيون صافيه مبتسمة ضحوكة جميلة كأنها عيون طفل صغير تتسم بالبريق والبراءة، والنظر إليها وتأمل لغتها يُعطي الشعور بالراحة والاطمئنان والثقة.. و(العيون الجريئة) متسعة الحدقة ثابتة النظرة قوية جريئة تشعرك من أول وهلة بأن صاحبها شجاع واثق من نفسه، وقلما يغمض صاحبها عينيه أو ترتعشان أثناء الكلام، و(العيون الشريرة) هي جاحظة غير مستقرة، ترمي بشرر الشَّر، تعلوها مسحة الكِبْر والتعالي ومن الوهلة الأولى حينما تنظر إليها تشعر بأن صاحبها مجرم وخائن
وأما (العين الجاحظة) حينما تجحظ العيون فإنها تعبر عن ثورة، أو خوف، أو إعجاب.. فهذا الجحوظ تعبير عن مشاهدة، أو سماع شيء مثير حزنا أو فرحا ولكل مسحته الواضحة للمشاهد المتأمل، والجحوظ يتم بتباعد الجفنين انفتاحا لأكبر حيّز للعين مع بروز شكلي للعين معبرا عما يجيش بالنفس من مشاعر وأحاسيس.
إنَّ لغة العيون أخي الفاضل لغة موحَّدة يفهمها كل الناس مهما كانت أوطانهم وأجناسهم وألسنتهم، فلنحرص على تعلمها.
أما بالنسبة لمفهوم الهلاوس Hallucination فهي إدراك حسي بدون موضوع خارجي وهو ينتج عن تجسيم ظواهر ذاتية خاصة بحتة تجسيماً موضوعياً وكأنها حقائق حتى وصف أطباء النفس مريض العقل بأنه يرى ويسمع ويحس كما لو كان ثمة منبه حقيقي في داخله، فهو لا يرى في هلاوسه بأنها اعتقادات خاطئة لا صحة لها، بل يؤكدها ويصر عليها ويعتقد اعتقاداً جازماً بأنها حقيقة وهذا نراه في بعض مرضى الفصام "الشيزوفرينيا" تحديداً عندما يعتقد أنه الإمام المهدي المنتظر أو أنه السيد المسيح ليه السلام أو أنه نبي جديد جاء يصلح الناس أو أنه من الصالحين جاء يصلح أمور البشرية..
وهناك أنواع من الهلاوس مثل (البصرية: يرى الأشياء وحده، بينما لا يراها المحيطون به)، (السمعية: يسمع أصوات ويتحدث مع ملائكة أو أشخاص منزلين عليه من السماء كما يعتقد هو أو بعض البسطاء من الناس)، (شمية: حيث يشم المريض روائح ربما كريهة أو عبقة عطرة، لا يستطيع الآخرون شمها وربما يعتقد أنها تخصه لوحده أرسلت إليه من جهة خفية)، (ذوقية:عندما يأكل أي طعام يتذوق الطعام بطعم خاص وبنكهة خاصة لا يعيها المحيطون به) أو (حركية: فكثيراً ما نشاهد مرضى العقل يقومون بأعمال غريبة ومثيرة وحركات لا يمارسها الأسوياء من البشر مثلاً رفع حاجب العين عدة مرات وتحريك عضلات الوجه أو اتخاذ الوضع الجنيني في النوم لعدة أيام أو الوقوف على رجل واحدة لعدة أيام دون الشعور بالتعب أو الملل ..الخ).
شكرا أخي الفاضل ومرحبا بك.