السلام عليكم
يوم السبت 11/10/2003 كنت بآخذ كتاب من المكتبة في البيت الساعة الثامنة مساءا ثم شعرت بأن أحدا يقوم بخنقي من الخلف، ثم فتحت النور فوجدته يجري في الاتجاه المضاد، ثم ذهبت إلى أختي فقالت لي: مفيش حاجه!!،
ثم خرجت مرة أخرى فوجدته جالس على الكنبة وأنا أراه على هيئه جسم فقط دون الرأس، ثاني يوم لم أر أي شئ، أما ثالث يوم فرأيته مرةً أخرى في المطبخ المقابل لحجرتي
ما سبب هذه الأعراض.
18/10/2003
رد المستشار
الابنة العزيزة الخائفة أهلا بك، كنت أتوقع منذ لحظات وأنا أرجع بعيني إلى بياناتك أن أجد سنك بين13 أو 15 عامًا، لكنني وجدتك أكبر فأنت إذن في المرحلة الثانوية من التعليم، أي أنك يفترضُ كبرت على مثل هذا النوع من المخاوف.
وأما بخصوص ما تحكينه لنا، فإن تحديدك لليوم بالتاريخ والساعة وهو أسلوب لم نعتد عليه من أصحاب المشاكل إلا في حالات حكايات الحب، ولم يحدث مطلقًا أن جاء في أول كلمات الإفادة، هذا جعلنا لا أدري لماذا نتأهب استعدادا لسماع ما حدث، فإذا بك تخطين أول كلمات السيناريو الذي تصفين فيه ما حدث لك بشكل سينمائي، بل وتتركين لنا أن نتخيل بعض ما تحجبينه عنا.
فمثلاً قلت: شعرت بأن أحدا يقوم بخنقي من الخلف، وتخيلنا على الفور أن لصا دخل المكتبة أو أن أحد أقاربك يمزح معك، وأنت لم تذكري لنا إن كنت صرخت أم لا، ولا كيف تملصت منه؟ فهل كان الخنق مؤلمًا؟! ثم تقفزين بعد ذلك إلى: فتحت النور فوجدته يجرى في الاتجاه المضاد! من هو الذي يجري، ولماذا يجري؟ من الخوف؟؟؟! وإن كان من الخوف يجري فهل هو خائفٌ منك أم من النور؟؟ بعد ذلك تفضلت بمنح المشاهد فرصةً ليرى من هو؟ ذلك الذي يخنق ويجري، ويجلس على الكنبة ولا تراه أختك، من هو؟ إنه كما تصفين: أراه على هيئه جسم فقط دون الرأس، وقد رأيته أنت ثلاث مرات ولم يره أحد سواك!
والغريب أنك تتركين أحد أهم عناصر المشهد ناقصةً، وربما تكونُ هذه طريقة جديدةٌ أيضًا في السيناريو، فأنت لم تذكري لنا رد فعلك أبدًا بوضوح، فرد فعلك على أن أحدا يخنقك من الخلف كان أن فتحت النور فوجدته يجري، وسألت أختك فقالت أنها لم تر أحدًا!، ولا توجد بعد ذلك ردود أفعالٍ للمرتين الثانيتين، فهو جلس على الكنبة في أول يوم، واختفى في اليوم الثاني، ثم ظهر في المطبخ المقابل لحجرتك في اليوم الثالث.
ثم تسألين بعد ذلك، وبراءة الأطفال في عينيك، ما سبب هذه الأعراض؟؟ ونحن يا بنيتي والله مشفقون من قسوة ردنا هذا عليك، ولكننا إنما نهدف من وراء ذلك إلى مصلحتك ومصلحة غيرك، لأن التعبير عن النفس وعن الأعراض غير الطبيعية التي ذكرتها لنا ـ إن كنت صادقةً فيما قلتـ، يجبُ أن يكونَ بطريقة أفضل كثيرًا مما فعلت.
فما تقولينه يا صغيرتي لا يصح أن يوصفَ بالأعراض النفسية لأنك كمن تعرض الصورة على الشاشة وتخفي أهم أجزائها وهو رد فعل البطل، والظروف المحيطة به، وليس هذا هو الأسلوب المناسب لمخاطبة طبيب نفسي، ولكننا نريدُ أولاً أن تعرفي أنه ليس عفريتا من الجن لأن عفاريت الجن لا تظهر لخلق الله من البشر، وقد اتضح أيضًا أنه ليس لصا وليس أحد أفراد أسرتك يمازحك، وإنما هو شكل مخيف ترينه دون غيرك، فيا ترى ما هي أسباب ذلك؟
الحقيقة أن أسباب ذلك في سنٍ أصغر من سنك يمكنُ أن تكونَ القلق والخوف إما المزمنين أو الطارئين بعد مشاهدة أحد أفلام الرعب مثلا، وأما في مثل عمرك فإن الأمر يعني أمورًا أخرى، نود ألا نخوض فيها دون معرفة كل التفاصيل التي تحيط بالموضوع، إذن فنحن في انتظار إفادتك المحملة بتفاصيل ما قبل وأثناء وبعد كل مرةٍ وكذلك بعض المعلومات عن أسرتك وأفرادها، وعن وجود أي نوع من الصراعات الأسرية حاليا وكل ما تستطيعين كتابته من فضلك، لكي نقوم بالرد عليك تفصيلا وتخصيصا، وقولي في أول متابعتك: أنا صاحبة مشكلة: سيناريو لمخرجة ناشئة، لكي يكونَ التعرف عليك سهلا، فقد ننسى الاسم والبريد الإليكتروني ويصبح التعرف على مشكلتك أمرًا يحتاج إلى وقت طويل، وأهلا بك دائما، فتابعينا بأخبارك.