السلام عليكم
متابعة أمل أنا صاحبة مشكلة: لتدخلنا حدود ! : ولكن فينا إن شاء الله الأمل.
ما ذكرته هنا هو الواقع ولم تكن لدي الشجاعة الكافية لذكره هناك في (التائهة:)، بالنسبة لطريقة التعارف والتشخيص الذي كتبته هو تشخيص الأطباء وليس تشخيصي وأما عن العلاج التخيلي فقد قصدت العلاج بالبرمجة أو السلوكي والذي يقوم المعالج فيه كل مرة بطلب التخيل تخيلي أنك في الموقف كذا والذي يخيفك أو الخ وأنا لم استطع مرة أن أتخيل المواقف التي مررت بها يوما، ونظرًا لضعفى في التخيل فشل العلاج السلوكي والعلاج بالبرمجة معي، ولذلك طلبت أن تعطوني علاجا لا تخيليا!
المهم طلبتم مني كل التفاصيل وها أنا أذكرها لكم هنا منذ البداية: منذ البداية كنت طفلة عرفت بعقلها الكبير وتفكيرها اللي أكبر من سنها، وكنت مثار غيرة كل أقاربي، كنت مدمنة قراءة ومثقفة لدرجة عالية جدا رغم صغر سني، وكنت أقوم بحل مشاكل كبرى أعتمد فيها رجاحة عقلي، وكنت متفوقة دراسيا بشكل ملحوظ، وبدأت الكارثة بعد ذلك، وتغير كل من حولي، أو أن فشلي بسبب مرضي جعلني أعرف الناس على حقيقتهم!
اكتشفت أنه لا يوجد من يهتم بي إن كنت ميتة أو عائشة! حتى أهلي!!، ما حصل أنني أصبت بأرق لم يكن له سبب، وتناولت أصناف المهدئات باستشارة أطباء لا ذمة لديهم ولا ضمير، أعطوني أنواع المهدئات فقط ليحصلوا على المال باتفاق مع الصيدليات!!، وحتى أن منهم من كان يصرف لي دواء للصرع.
المهم ظل الحال هكذا سنتان وأبي يوبخني ويقول لي: "جعلت وشنا في الأرض وسودت وشنا ولقد جعلتني لا أعرف ماذا أقول للناس عن فشلك المخجل"، وهذا لأنني لم أستطع الدراسة وإكمال الجامعة بسبب الأرق الفظيع وتركت الجامعة فانقلب الكل ضدي، أخوتي أصبحوا ينادونني بالمريضة المعقدة نفسيا، وأمي بالضعيفة وأبي بالفاشلة!
حتى أن أبي الذي كان يحبني جدا قبل المرض بات يكرهني وينهرني ويعاملني معاملة الخادم الذليل، انزويت عن صديقاتي فقد كنت أشعر كم أنا فاشلة وغير مقبولة اجتماعيا، لأنني كنت أشعر أن الجميع يشير لي بإصبعه ويقول: جاءت الفاشلة وراحت الفاشلة مع إيماني أنا نفسي بأنني فاشلة لأن طموحاتي كانت أن أحصل على الجامعة وأكمل دراسات عليا والخ.
المهم فانزويت عن صديقاتي لخجلي من نفسي وتركت المجتمع، لم يكن لي صديقات كثر..... اثتنان سبتهم دون أن أعطي سببا، انزويت اجتماعيا حبست نفسي في المنزل، نسيت الشارع والأصدقاء والناس حتى أصبت بالرهاب الاجتماعي.
وبدأ الخوف يزيد حجمه داخلي، وبدأ الضياع، فلم أعد أستطيع أن أمشي بالشارع وحدي لأنني أشعر أنني سأتوه!، وأشعر أن الناس مخيفة وغير رحيمة، وأضطرب من أي شخص ينظر لي وبالذات الرجال واضطرب لو طلب مني الكلام، هناك موضوع حصل في الجامعة قبل أن أتركها وهو السبب أيضا في انزوائي وكرهي لبلدي وعدم خروجي للشارع وهو أن هناك شخصا أذاع الشائعات عني "أنه على علاقة بي"، ولأنني نظيفة جدا وغير متعودة على الأشرار لم أتحمل نفسيا، وهو شخص أخذ من تفكيري وقتها ومشاعري ولكن ليس بشكل حب إنما تعلق وقتي، وهو نفسه من أذاع الشائعات.
وهكذا فإن أمي كانت تزداد بعدا عنى كلما عظمت مشاكلي بدل ما تقرب، طبيعي أن تفعل فهي لم تكن حنونة يوما، أحيانا أستجدي حبها وأطلب منها صريحا أن تضمني أو تكون حنونة علي، وفي نفس الوقت أشعر بسخف ما أطلبه رغم حاجتي إليه والذل لرفضها ذلك لأنها قاسية علي وعلى أختي وحتى أخوتي ينادونني بالمريضة المعقدة المجنونة رغم أنهم أصغر سنا منى، وأختي التي تصغرني بعامين انتهازية وتكره لي الخير، وهي أكثر من فرح بعدم إكمالي للجامعة، وهي تقطع كل طريق للتنفس أحاول أخذه لأستطيع إكمال حياتي وتكره أن تساعدني، وتأخذ دائما فرص النجاح الضئيلة التي تتوفر لي رغم أنها درست الجامعة وعندها وظيفة ممتازة ما حصل أنها لم تظهر على السطح إلا بعد أن نزلت أنا من عليه.
فهي لم ترتفع مكانتها عند أبي إلا حينما فشلت في دراستي بسبب ظروفي المرضية ونجحت هي، رغم أن مجموعها في الثانوية أقل مني ورغم أنها أقل ذكاء واجتهادا وأصبحت المفضلة لدى والدي، وأصبح يقارنني بها ويستهزئ بي أمامها ويرضيها بشتى الوسائل قائلا: أنا لا احب الفاشلين ولدرجة أنه دعا علي: "ليتك تشفين أو تموتين"، وإهمال كامل عدم استماع لي والخ.
لحد هنا كله محتمل ولكن مالا يحتمل ما حصل بعد ذلك يا سيدي ففي ظل وحدتي وهذه الظروف كنت أعاني اكتئابا يزيد يوميا حتى كان الإنترنت ومجيء الإنترنت ودخوله لمنزلنا ولم يكن لدي معرفة بالأجواء ودخلت الشات وتعرفت على شاب أحببته جدا وكنت أتمنى أن نرتبط وكنت أتخيله معي كثيرا أتخيل نفسي نمارس الحب سوية، ونقترب من بعض وكل ما يحصل من تلامس بين الحبيبين أو لنقل الزوجين كنت أتخيل هذا لوحدي.
وكان هو من أشعل هذا الفتيل لأنه أول من كلمني عن تخيل القبلات وشرح لي أشياء عن الجنس لم أكن أعرفها من قبل وبدأ الوسواس يظهر فكنت أشعر أنني خائفة من وجودي بين الفتيات لأنني قد أؤذيهن بتصرف لا أخلاقي كتصرف الشباب وكنت أتخيل ما تحت الثياب وكنت أديم النظر للجميلات وكنت أشعر أحيانا بمشاعر لا أعرف تفسيرها ولكن حالما أشعر بميل عاطفي تجاه فتاة أبتعد عنها ولكنني كنت أتضايق من وجودها مثلا أفكار تأمرني بأن أداعب فتاة جنسيا الخ ونزول إفرازات حينما تأتي الأفكار وأصبح أي حديث عابر عن الجنس يثيرني.
ثم اكتشفت أن الشخص الذي تعلقت به على الإنترنت متزوج وله أطفال وأنه كان يخدعني رغم الذكاء اللي حكيت عنه في إسلام اون لاين وزاد الوسواس وأصبح 24 ساعة وامتد أن أشك في ذات الله والأفكار الإلحادية بدأت تطاردني وتركت الصلاة وامتدت الوساوس للرجال فبدأت أخاف من الحديث مع رجل لأنني أعاني الرغبة الشديدة ويظهر هذا علي فأخاف وأذعر لفكرة أنني قد أقوم بعمل لا أخلاقي كان ألامس بيدي أجزاء حساسة من جسدهم وحالما أكلم رجل تنزل إفرازات بعد أن أذعر لفكرة الكلام معهم والآن مؤخرا أكون مع الناس وأشعر أحيانا أنني انفصل عنهم ل3 مرات باليوم فأسأل نفسي ماذا أفعل هنا ومن هؤلاء حتى أنني بدأت أشعر بالجنون مؤخرا والخوف من البقاء وحدي أشعر بأشياء تتحرك داخل رأسي فقدت التركيز وأنسى كثيرا والأدوية مذكورة في استشارتي السابقة لتدخلنا حدود ! : ولكن فينا إن شاء الله الأمل.
وشكراً...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
07/11/2003
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك بصفحتنا، إذن فلم تخني ذاكرتي عندما لفت نظري بريدك الإليكتروني وقلت لك أنك على ما أحسب صاحبة مشكلة(التائهة:) التي أجبت عليها عبر صفحة مشاكل وحلول للشباب، وكان رأي المبدئي ساعتها هو أن مشكلتك النفسية إنما ضخمها الوسواس القهري والرغبة الجنسية الطبيعية، فتكلمت معك على ثلاث محاور:
الأول: هو المتعلق بالرغبة والإثارة الدائمة.
والثاني: هو المتعلق بالمشاعر والنزعات الجنسية تجاه البنات من نفس جنسك.
والثالث: هو المتعلق بالأفكار التسلطية أو الوساوس.
وكنت في هذه الحالة أتكلم مع من اعتبرتها مراهقةً عصابية في مجتمع خليجي مغلق بشكل لا إنساني، وحذرتك من علاقتك بالشخص الذي بهرك بذكائه والذي كنت أفهم من إفادتك وقتها أنه كائن بشري حي تقابلينه وتتحاورين معه كما أفهمتنا أنت، لا كائنا إليكترونيا ربما يتضح يوما ما أنه كان امرأة لا رجلا!
المهم هو أن إفادتك الأولى على استشارات مجانين بعد ذلك لتدخلنا حدود ! : ولكن فينا إن شاء الله الأمل، والتي أحلتها إلى أخي زميلي المستشار الدكتور عمرو أبو خليل، فاجئني فيها ذكرك لأحد عقاقير علاج الذهان Antipsychotic Medications، على أنه من بين ما وصفه لك الأطباء، واعتبرته لحظتها وصف لك في إطار أن حالتك هي حالة وسواس قهري مقاومة للعلاج Drug Resistant OCD.
وكل هذا تغير الآن بعد إفادتك الأخيرة هذه، وقبل أن أوضح لك كيف ولماذا تغير، سأنتهز الفرصة لكي أقول لك أن من الخطأ الشديد عندما نقرأ النشرات الداخلية المرفقة مع الدواء ونجد فيها داعيا للاستعمال مختلفا عن ما نرى أننا مصابون به، من الخطأ أن نعتبر أن الطبيب النفسي قد وصف عقارا خطأ أو أنه كما اتهمته كان يخدعك باتفاق مع الصيدلية، سبب ذلك يا صديقتي هو أن العلاج في الطب النفسي وفي كثيرٍ من فروع الأمراض الباطنة هو بالأساس علاج تجريبي، إلا فيما يتعلق بالأمراض الناتجة عن العدوى أو التي فهمت أسبابها بشكل كامل، فعقاقير علاج الصَّرْعِ بالمناسبة تستعمل في كثير من الاضطرابات النفسية وتعطي نتائج أكثر من رائعة.
وأما مسألة الضمير التي أشرت إليها فهي أمرٌ بين العبد وربه، وأنا لا أقول هنا بنفسي التهمة عن الطبيب أو الأطباء الذين تعنين، ولكنني لا أستطيع استنتاج ما استنتجته أنت من نفس المقدمات التي ذكرتها لنا. وأما لماذا قلت عن رأيي في حالتك أنه تغير الآن بعد إفادتك هذه، فأمرٌ شرحه يطول، ولكنني سأحاول التحليل معك خطوةً بخطوةً معترفا بصعوبة الموقف إلى حد أنني أحذرك من اعتبار أي من آرائي رأيا نهائيا.
بدأت الحالة كما تصفين بعد طفولة وربما مراهقة مبكرة رائعة كنت فيها طفلةً ذكية متفوقة، بدأت بأرق غريب بلا سبب، ولم تفلح المهدئات (لا ندري كيف؟) في علاجه، لكنك فجأة تغير كل شيء من حولك وعرفت الناس على حقيقتهم بما في ذلك أهلك، وهنا تضيء مصابيح حمراء عديدة في ذهني، فنحن هنا نتكلم عن بداية قد تكونُ ذهانيةً أي ربما اضطراب ذهاني عابر Transient Psychotic Disorderوربما بداية اضطراب الفصام Schizophrenic Disorder، والاحتمال الثاني أقرب في حالة عدم وجود سببٍ كما تقولين، وفي حالة تفسيرك الذهاني السريع للأمور بأن كل شيء تغير وأصبحت تعرفين الناس على حقيقتهم.
ثم يجيءُ بعد ذلك ما عبرت عنه بقولك:(لم أستطع الدراسة وإكمال الجامعة بسبب الأرق الفظيع)، فليس من الممكن ومن المعتاد أن نسمع أن مريضا نفسيا ترك الدراسة ولم يكمل الجامعة بسبب الأرق مهما كان الأرق فظيعا، خاصةً وأنت تقولين: (لأن طموحاتي كانت أن أحصل على الجامعة وأكمل دراسات عليا والخ).
المهم بعد ذلك هو التفاعل المخزي للأسرة معك وتحول طريقتهم في التعامل معك إلى النقيض (وهذا بالطبع إذا كان تفسيرك أنت للأمور صحيحا، وهو ما لا نستطيع القطع به لأننا نسمع من طرف واحد هو أنت)، لكننا نعرف أن طريقة تعامل كثير من الأسر العربية مع مرضاها النفسيين خاصة في المجتمع المعاصر والذي تلوث فكريا بما ليس من قيمه ولا ثقافته مع الأسف، هي معاملةٌ كثيرًا ما تكونُ أسوأ من معاملة الغرباء بسبب ما يحسونه من وصمة الطب النفسي، هذه الطريقة في جلدك بألسنتهم وكأنك مسئولةٌ عن معاناتك النفسية بالتأكيد زادت من معاناتك، إلا أن موقف أختك غريب ولا ندري له تفسيرا ولن نخمن ما لم نسمع منها.
ونصل بعد ذلك إلى ما تعتبرينه ضمن أسباب تركك الجامعة وهو كما جاء في إفادتك: (موضوع حصل في الجامعة قبل أن أتركها وهو السبب أيضا في انزوائي وكرهي لبلدي وعدم خروجي للشارع وهو أن هناك شخصا أذاع الشائعات عني "أنه على علاقة بي")، ولا أدري لماذا يساورني أنا، كطبيب نفسي، شعور بأن هذا الشخص هو الشخص الذي تحدثت عنه معنا من قبل من خلال مشكلة (التائهة:)، وصفته ووصفت ما حدث بينكما بالعبارات التالية:
(ما حدث هو أنني كنت على علاقة بشخص كان يتعمد إثارتي بالحديث عن القبلات، وللأسف كنت أسمح له، لأنني أردته وعشقته لدرجة الجنون، وكان لا يمكن أن يكون هناك أدنى شك في أننا سنتزوج، إلى أن جاءت الطامة الكبرى على رأسي، وكشفت زيف مشاعره، وأنني كنت واحدة من مجموعة فتيات كان يسري عن نفسه باحتوائهن، وإبداء الاحترام الزائف للأفكار الدينية والمعتقدات التي يؤمن بها ضحاياه، ومهما شرحت فلن تتصوروا كيف أنه استطاع خداعي، فأنا ذكية، ولا يمكن بسهولة اللعب علي والتسلي بي، ولكن ماذا أقول؟ هل أقول: إن فوق كل ذي ذكاء ذكيًّا!! هذا الظاهر.).
لكنك اليوم تقولين كلاما آخر، فهذا الشخص ليس أكثر من أنه شخص أشاع عنك الشائعات، غالبًا لأنك أفقت ورفضت الاستسلام له وهذا شيء طيب، لكن تغيير المعلومات بهذا الشكل ليس طيبا ويقلقنا فيه أنه تغيير لا يبدو أنك تدركينه، فقد أصبح الشخص الذي تعرفت من خلال حديثك معه على القبلات وعلى الأحاسيس الجنسية هو كائن إليكتروني، وأصبح هو الذي اكتشفت أنه متزوج وله أطفال، ولا ندري هل تقصدين التخفيف من حدة العلاقة؟ أم ماذا؟ خاصةً وأن المفترض أنك على موقعنا مجانين تشعرين ربما براحة في الإفصاح عن مشكلتك أكثر مما شعرت به في إسلام أون لاين.
أي أن تبريرك الذي افتتحت به إفادتك هذه المرة وهو: (ما ذكرته هنا هو الواقع ولم تكن لدي الشجاعة الكافية لذكره هناك في (التائهة:)، ليس مقنعا فالمفروض أن يحدث العكس، لكن ما حدثَ معك هو أنك بدأت تتحكمين أكثر فيما يجبُ وما لا يجب أن يقال، وهذا على أي وضع تقدم للأفضل إذا كنا نتحدث عن مادة ستنشر على الإنترنت، لكنه ليس صحيحا عند إعطاء التاريخ المرضي لطبيبك النفسي الذي تنتظرين منه أن يحسن التشخيص فيحسن اختيار العلاج.
نصل بعد ذلك إلى قولك: (انزويت اجتماعيا حبست نفسي في المنزل، نسيت الشارع والأصدقاء والناس حتى أصبت بالرهاب الاجتماعي، وبدأ الخوف يزيد حجمه داخلي، وبدأ الضياع، فلم أعد أستطيع أن أمشي بالشارع وحدي لأنني أشعر أنني سأتوه!، وأشعر أن الناس مخيفة وغير رحيمة، وأضطرب من أي شخص ينظر لي وبالذات الرجال واضطرب لو طلب مني الكلام).
لنقول لك إن الأمر هنا يزيد عن مجرد رهاب اجتماعي Social Phobia حتى وإن بدا لأول وهلة كذلك، ولتقرئي عن الرهاب الاجتماعي أحيلك إلى ردود سابقة على استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
إذا هبت أمرًا فقع فيه
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات
الخوف من المشاركة
الحياء الشرعي والرهاب المرضي
الرهاب الاجتماعي وليست الرعشة
الهذرمة وشيءٌ من الرهاب
احمرارُ الوجه ليس خجلاً فقط
"الحل...ابحث عن ذاتك"
صعوبة التعامل مع الآخرين : النموذج والعلاج ؟!.
فمريض الرهاب الاجتماعي يخاف من أن يقيمه الناس أو يقيموا أفعاله بطريقة مجحفة، ولذلك فأنه يرتبك في المواقف الاجتماعية ويزيد ارتباكه كلما تذكر أنه الآن موضع تقييم، أما قولك لا أستطيع أن أمشي وحدي بالشارع وأشعر أنني سأتوه فإنه يأخذنا في اتجاه رهاب الساحة Agoraphobia، وقولك أضطرب من أي شخص ينظر لي وبالذات من الرجال، فيجعلنا في حيرة مرةً أخرى، وإن كانت الأفكار التسلطية التي توضحينها بعد ذلك قد تساعدنا في فهم معاناتك، ولكننا نحيلك أولا إلى ردين سابقين على استشارات مجانين تحت العنوانين التاليين:
رهاب الساحة إلى متى؟ / رهاب الجنس الآخر.
كما نجد أن اطلاعك على بعض ما ظهر على صفحتنا فيما يتعلق بالعلاقات الإليكترونية أيضًا مهم فانقري على العناوين التالية:
هل يوجد حب عن طريق النت م
العلاقة عبر الهاتف ليست صداقة شكر ومتابعة
عاشقة الأكشن جريئة وتبحث عن الحنان
حب سابق التجهيز : من النت إلى الجوال ! مشاركة.
وأما ما تبقى من إفادتك فيتعلق بالأفكار التسلطية والخوف من الأفعال القهرية التي جعلتك تتجنبين مواجهة الرجال، ولاحظي أن الميول المثلية التي كنت تخافين منها في أول استشاراتك لنا قد أصبحت أقل خفةً أو انتهت وأصبح الأمر متعلقا بالرجال وبالإفرازات التي تحدث منك عند مواجهتهم أو التعامل معهم، وهذا مع الأسف بسبب طبيعة المجتمع الخليجي وطباعه غير المتماشية لا مع الإسلام ولا مع الفطرة الإنسانية السليمة في الفصل الكامل بين الجنسين.
لكنني أرى أن تقرئي خاصة فيما يتعلق بالإفرازات مقالاً على موقعنا تحت عنوان: من يعلم الجنس لأولادي كما نحيلك إلى قراءة بعض ما ورد على موقعنا عن الوسواس القهري:
نطاق الوسواس القهري
وساوس الخوف والريبة
ما هيَ الماسا ؟
الوسواس القهري والاكتئاب
بين الوسواس القهري والفصام !!
الوسوسة الدينية وخرق السماء
على حافة الجنون
كرات الزئبق والوسواس
ممتلكات الشيطان
ممتلكات الشيطان "متابعة"
آنسة لبنانية تسأل عن الوسواس القهري
رمضان والوسوسة : هل تزيد الوسوسة في رمضان ؟.
وفي نهاية إفادتك ما يجعلنا نقرر أولاً: لا يمكنُ أبدًا أن تشخص حالةٌ كحالتك من خلال الإنترنت، وثانيا: لا يمكنُ أن يتم علاجك إلا من خلال طبيب نفسي متخصص يسمعك ويراك، فأنت تقولين: (والآن مؤخرا أكون مع الناس وأشعر أحيانا أنني انفصل عنهم ل3 مرات باليوم فأسأل نفسي ماذا أفعل هنا ومن هؤلاء حتى أنني بدأت أشعر بالجنون مؤخرا والخوف من البقاء وحدي أشعر بأشياء تتحرك داخل رأسي فقدت التركيز وأنسى كثيرا).
ونحن هنا نرى الأمر يزيدُ عن مجرد خلطة الأعصبة، فأنت تتنقلين من القلق الحاد إلى القلق المزمن إلى القلق الرهابي بأشكاله إلى الأفكار التسلطية أو الوساوس، وها أنت في آخر سطور إفادتك تصفين ما يحدث لك بطريقة تذكرنا بالاضطرابات الانشقاقية Dissociative Disorders ، ورغم ذلك نشعر بأن الذهان وربما الفصام هو الأقرب احتمالا بل إن حالتك تذكرنا (إن كنت بالفعل قد حاولت العلاج والتزمت بالجرعات التي وصفها لك الأطباء النفسيون) بما كان يسمى بالفصام العصابي الكاذب Pseudo neurotic Schizophrenia، ولم يعد هناك بالطبع تشخيص كهذا في العصر الأمريكي.
المهم يا بنيتي أنه لابد من العلاج لدى طبيب نفسي، وكل مستشارينا على استعداد لعلاجك مجانا أو البدء فيه على الأقل، إذا تحملت أنت وأسرتك تكلفة الانتقال إلى مصر والإقامة فيها لمدة شهرين على الأكثر، ونريدك أيضًا أن تطلعي على بعض ما ظهر على موقعنا من معلومات حول اضطراب الفصام:
الفصام
بعد ظلمة نفسي ، وانقطاع رجائي : عاشقة الفصام
ما هو الفصام ؟ الرد بعد المعلومات !
نقاب فعباءة فبنطلون !! إحترس من حواء
أسمعهم ولكن من يصدقني: نحن نصدقك ولكن !
اكتئاب أم فصام وهل هناك احتمالات بارانويا ؟
الصوفية والفصام : محاولة للفهم ، ودعوة للاجتهاد .
وفي النهاية بعد أن تقرئي كل ما ورد في ردنا عليك وكل ما أحلناك إليه من ردودٍ سابقة أو مقالات، عليك أن تقرري ماذا يجب عليك أن تفعليه، فالمفترض أنك إذا استطعت التركيز قد كونت فكرةً كبيرةً عن المشكلة التي تواجهينها ونحن في انتظار موافاتنا بما هداك ربك الكريم إليه، وندعو الله أن ينعم عليك بالأمل في الشفاء في رمضان الكريم، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.