السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
المشكلة إنني شاب لي من العمر 38 سنة أصبت في الحرب اللبنانية منذ أن كان عمري 12 سنة في العمود الفقري مما أدى إلى إصابتي بشلل من أعلى الصدر إلى أخمص القدمين مع عدم الشعور بكل أعضاء جسدي إلا في اليدين والرأس وأدى ذلك إلى مضاعفات عديدة على الصعيد الصحي من التهابات بشكل دائم واستئصال كلوة بسبب الجلوس الدائم وعدم الحركة.
أما المشكلة الحالية فبدأت منذ سبع سنوات عندما بدأت أشعر بخوف شديد وعدم الرغبة في الخروج من البيت والهلع المفاجئ فلجأت إلى أطباء في مستشفى أوتيل ديو وعملوا لي ما يلزم من الفحوص الطبية فوصفوا لي دواء اسمه seroxat 20+ xanax لمدة سنة واظبت على العلاج بشكل مستمر وبعد سنة أوقفت ال seroxat وواظبت على ال xanax حبة في كل يوم عند المساء وذلك لغاية سنة 2006.
في شهر تشرين أول من هذه السنة أي في 2006 أصبت بانهيار عصبي وتدهورت حالتي النفسية والصحية إلى أقصى حد ورجعت إلى الطبيب مرة أخرى ووصف لي نفس الدواء لمدة سنة كاملة مع العلم أنني كنت أشرب حبة زاناكس كل هذه المدة بدون انقطاع لأنني أشعر بخوف دائم لم يتوقف يوما منذ السبع سنوات المهم أصبح لي من الوقت لكي أنتهي من تناول الدواء شهرين تقريبا وأنا لا زلت أعاني نفس العوارض وهي على الشكل التالي:
خوف من أي شيء، هلع عند رؤية أي شيء بدون انتباه، تشاؤم من كل شيء، نقزة قوية عندما أريد أن أنام بدون دواء وحتى لو كان في النهار أشعر عندما تغمض عينيي أن قلبي انشلع من مكانه من شدة النقزة ولا أنام إلا عندما أتناول حبة من الزاناكس أي في المساء.
المشكلة الحقيقية أن الطبيب المعالج قال لي أنه لا يقدر أن يفعل لي شيء أكثر من ذلك وأنا في حيرة من أمري ماذا أفعل لم يتغير شيء في حالتي فأرجو من حضرتكم أن ترشدوني عن حالتي إذا أمكن لأنني أعيش بحالة من اليأس وعدم الاستقرار والانطواء على ذاتي مما جعلني إنسان آخر تغير كل شيء بحياتي ولا أعرف إلى أين ألجأ ولكم مني جزيل الشكر.
24/08/2007
رد المستشار
حضرة الأخ "رافع حمية" حفظك الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
عندما قرأت أسمك يا "رافع"، ذهبت بي الذاكرة إلى شخص آخر اسمه "رافع حمية" أيضاً وكان زميلي في الدارسة أيام الطفولة. الفرق هو أنه أصبح محاميا لامعا وهو أكبر منك بعشر سنين .
المهم أنك الآن تعاني مما ذكرت من شعور الخوف من أي شيء. وقد يكون طبيعياً لشخص عنده نفس مشكلتك الجسدية أن يُصاب بأحد الأمراض النفسية أكان كآبة أم توتر عصبي. الخوف عندك، يعود لإصابتك بمرض ينتمي إلى عائلة التوترات العصبية. وهو مرض الرُهاب، أو الهلع.
ولا أخفي عليك القول أني كنت مثل باقي الأطباء النفسيين عند مواجهة مريض بالرُهاب، أقول في ذهني أنه من الصعب عليَّ شفاؤه، حيث أن هذا النوع من المرضى عادةً ما ينتقل من طبيب إلى آخر دونما حصول على الشفاء المطلوب. بقي الأمر كذلك إلى أن تعرفتُ على طريقة مثالية لعلاج هذا النوع من الأمراض. وقد كنتُ كباقي زملائي وكطبيبك أيضاً أصف أدوية الكآبة النفسية (كـseroxate20) وأدوية التوترات العصبية (كالـxanax). الطريقة المثالية والتي أعطتني حتى الآن نتيجة الشفاء مئة بالمئة هي إجراء الحجامة لهذا النوع من المرضى.
منذ ذلك اليوم أي منذ حوالي أربع سنوات، بات كل مرضاي بالهلع، يصلون إلى أفضل نتائج علاجية، وبتمكينهم من ترك العلاج بالعقاقير.
أما بالنسبة إلى الحجامة: فهي طريقة طب نبوي، تحصل بوضع (كاسات الهوا) على ظهر المريض، ومن ثم إحداث بعض الخدوش على الجلد، وسحب كمية من الدم تصل إلى 200ملل. ذلك لمرة واحدة. وقد نُجري عملية الحجامة بشكل متكرر بعد ثلاثة أشهر، إذا ما أحس المريض بأن العوارض قد تبدأ من جديد.
لم أجد حتى الآن أي دواء أنجح من الحجامة والتي أقوم بها بنفسي لمرضاي في عيادتي. لذلك لا أنصحك بأي دواء آخر، طبعاً بالإضافة إلى العقاقير التي تستعملها خلال أول أسبوع بعد الحجامة. متمنياً لك الشفاء العاجل، إني أضع نفسي بتصرفك للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرأ أيضاً:
اضطراب الهلع
الخوف من الموت
نوبات الهلع والقلق التوجسي
نوبات الهلع: برنامج علاجي
نوبات الهلع وضربات القلب