أبي متزمت
السادة القائمين على هذا الموقع أشكركم لما تقومون به من جهود وأتمنى أن تصل رسالتي إليكم على خلاف المرات الأخرى لا أعرف من أين أبدا لكن أعرف أنى أعيش في مرحلة متأزمة جدا أحس فيها باليأس الشديد على الرغم من أنى أبلغ عشرين سنة من العمر فأحس أنى كانت لدى الكثير من الآمال التي حاولت تحقيقها جميعا وفى كل مرة كنت أفشل في ذلك وأريد النهوض ثانية ولكن لا أعرف كيف؟؟! فأرجو أن تساعدوني على ذلك أو حتى أن تشعروني بأن رسالتي قد وصلت فهذا بحد ذاته قد يعطيني الأمل إذا تحدثت عن بيتي وهو الأساس فتجدني أعيش في بيت قائده (أبى) شخص محافظ كما اعتدنا أن نقول لا يحب أن نخرج ويكره أغلب الأقارب وبالأخص خالتي ويخرج لكل واحد منهم عيب وهو شخص غير متسامح؛ فإذا خطب شخص غريب ابنة عمه فهو على الأجدر الشخص الذي قد قتله، والذي لا يجب أن نزوره أو نسلم عليه ولو مد يده وفى البيت لا يوجد أي حوار أو كلام إلا أن كان مواعظ يجب تقبلها وإن كانت لا تنفذ في شخصه وهذا أكثر ما أكرهه فيه.
يصلى ويقرأ القرآن الذي بت أنا لا أحب سماعه منه نهائيا دائما قصص الشرف أمام عينيه ويشككني في كل من حولي ولا يريد أن اختلط بصديقاتي ولا أزورهم ويضربنا أنا وأخوتي ضربا مبرحا؛ وعندما يغضب لا يعرف نفسه عند أقل الأخطاء أو ما هي بنظره أخطاء وعندما كبرت وذهبت إلى الجامعة بدأ تفكيري بالنضوج وبدأت المحاولة في محاورته سلميا، وأعرض له كل أفكاري إلا أنه كان ينكر ويقول لي أن طريقتي هي الأفضل في التربية وعندما يصبح لك أولاد سنعرف ماذا ستفعلين!!، ويصعب أن أقول لك أن علاقته بأمي أيضا كذلك ولكن هي تصبر لأجلنا وحدثت مؤخرا بيني وبينه أمور فيها اعترضت على أن يضربني وقلت له حسبي الله ونعم الوكيل فيك في وجهه.
أنى اختنق كلما تذكرت هذه الكلمة ولا أعرف كيف نطقتها ولكن لم أعد قادرة على احتمال أن يضربني فقط لأني ابكي لأمي واجلس معها ليلا فعندما سألني لماذا تبكين؟!، رفضت الإجابة فهم على بالشبشب كعادته وأنا سئمت كل هذا الظلم فبدأت بالاعتراض في كل مرة يحاول ضربي حتى ساءت الأمور بيني وبينه وهو الآن لا يتحدث معي حتى ولو أنى أحاول ذلك واجلس معه على الطعام ولا فائدة..........
أمر آخر سادتي أنا أشعر أنى بحاجة لصديقة انسجم معها تعوضني عن بعض هذا ولكن عندما وجدتها وشكوت لها من كوني أتخيل أناس في غرفتي وأتحدث معهم طوال الوقت وأرادت أن تعرضني على دكتور بدون علم أهلي وأن لا نذهب للمدرسة بل إلى الدكتور فعندما أخبرت أمي أثارت في الشك الذي لطالما إقامة أهلي وأبى عندي وأنها يمكن أن تفعل وتأخذك إلى مكان مجهول.... إلى آخره مما نسمع، فلم اذهب وبقيت تنتظرني خارج المدرسة ومن يومها ساءت العلاقة بيني وبينها حيث أحسست أنى لا أثق فيها وحدثت معها مشاكل كبيرة لم أساندها فيها تبعا لما قال أهلي وبعد سنة من النزاع الداخلي وحنيني إليها اكتشفت أنى على خطا فذهبت لها واعتذرت في بيت زوجها واتصلت بها عدة مرات إلا أنها لم تعاود الاتصال بي أبدا فانقطعت عنها وفات على هذا سنة أخرى لكن في يوم ما نسيتها أو وجدت فعلا من تنسجم معي مثلها وما أخطأت به معها لم يكن أبدا بإرادتي بل كان لجهلي وخوفي من العالم الخارجي، حيث قليلا ما أتعامل مع الناس، إلا أنني لم أتصور أن يهون عليها تلك الصداقة التي دامت طويلا........
على صعيد آخر قد بنيت علاقة على الانترنت مع شاب ليس من بلدي كنت أحبه جدا إلا أني وجدت تعليقاته ذات يوم في موقع لشات لصور لفتاة أجنبيه غير محتشمة فسألته فأنكر إلا أن علاقتي به لم تنقطع لا أعرف ماذا أقول ولكن ربما كان يضيق منى لأني كنت أطالبه بمقابلة أخي الذي في نفس البلد ليثبت جديته ولكنه قال بأنه ليس جاهزا وان الموضوع صعب، انقطعت علاقتنا وانقطعت أنفاسي من البكاء أيضا لمدة ثلاثة أشهر في نهايتها أحسست أني بدأت أعتاد على الموضوع ولو أنه لم ينته ولكنى يوما تلقيت اتصالا منه يقول بأنه اخذ مع أخي موعدا فخفت أن يسئ أخي تقدير الأمور فأخبرته بكل القصة إلا أن الشاب لم يكمل ولم يأت بعدها وكان موقفي سيئا أمام أخي وكل ما يحيرني لماذا قام بتلك الخطوة إن كان لا يريد أن يكمل..........
وها قد مرت ثلاثة أشهر أخرى تأقلمت فيها مع الوضع ولكنى أصبحت قاسية دموعي بعيدة وأملى قليل ولم أعد تلك الفتاة الشفافة صاحبة الخواطر الرقيقة والكروت الوردية أعيش في صراع وحدي حتى أن القدر يقسو على أيضا فتقدم لي عدة من الشباب وكان آخرهم مجنون نفسي مما جعلني اتعب واكره نفسي أكثر ولا زلت أعيش كل يوم بشخصية ما هربا من هذا وأحاول دوما الحصول على طريقة للخروج من هذا للعمل بالبحث عن هواية عن أي شيء لكنى لا أجد أني اشعر بأني خضت كل أمالي وحاولت تحقيقها فلم انجح واعرف أن دراستي هي السبيل الوحيد لي وبالمناسبة أنا لي صديقات يقدرنني جدا ولكن لسن مما اطمح أنا فيه فأحب صديقة تصغي إلي وتشاركني فرحى وحزني ولكن لم أجد ذلك فيهن على الرغم أني استمع لكل أسرارهن لكن أخاف من بوح مشاعري، وأحس أنهن لن يقدرن ذلك فهل هذا خطأ وهل فعلا لا يجب أن تكون لي صديقة كما قال لي دكتور في علم النفس مرة وأنه لا وجود لشيء يسمى الانسجام أرجوكم أن تجيبوني فما عدت أعرف هل أنا الضحية أم الجاني ولماذا فعلت صديقتي هكذا وذلك الشاب وما هو سبيلي للخروج من هنا.........
واعذروني للإطالة،
ويارب تصلكم رسالتي.
21/8/2007
رد المستشار
ابنتي العزيزة "سلمى"؛ ها نحن نستجيب لرسائلك وبسرعة، وأهلا ومرحبا بك على مجانين.
تعلمنا في علم النفس والتربية ألا نطالب آباءنا وأمهاتنا بالمثالية في التصرفات؛ لأنهم وببساطة بشر، والبشر خطاءون وناقصون بطبيعتهم، وفي طرق التربية يعلمون الوالدين ألا يحاولوا ادعاء المثالية أمام أبنائهم بصورة مبالغ فيها، وبناء على هذا الكلام أقول والدك هو والدك عليك أن تتقبليه ككل، بحسناته وسيئاته، بقراءة القرآن والصلاة وبذمه لبعض الناس بدون داع، وخصوصا إذا كانت عيوبه في إطار العيوب المنتشرة في المجتمع، وأظن أن عيوب أبيك تقع ضمن ذلك الإطار، ونحن يا بنيتي لا نستطيع أن نغير من سلوكيات أبائنا ولكننا نتعايش معهم بطباعهم، ونتقبلهم على علاتهم بحسناتهم وسيئاتهم، بطيبة قلوبهم وبقسوتها، وهناك حيل نفسية تجعلنا نتقبل والدينا ككل، وبالمناسبة فهذه الحيل تحدث على مستوى اللاوعي أي دون أن نرغب في ذلك، بل دون أن نشعر كثيرا بأننا نتقمص أدوار أبائنا في الحياة، ونجد بعض الأقارب يقولون لنا: "والله، حتى حركات يديك ومشيتك وطريقة كلامك هي مثل والدك بالضبط"؛ فنحن حينئذ نبتلع سلوكياتهم بداخلنا Intro-jection، وقد نهضم تلك السلوكيات بداخلنا Internalization أو كما يقال نستبطنها بداخلنا، وفي خطوة متقدمة قد نتمثلهم بداخلنا Assimilation أيضا- كما يحدث التمثيل الغذائي للطعام بداخل أجسامنا- ثم يحدث التشبع بسلوكياتهم داخلنا، وعند هذه المرحلة تصبح سلوكياتنا متشابهة تماما مع سلوكياتهم، ولكن البعض منا قد ينفر من سلوكيات والده أو والدته ويبغضها ويتمنى أن يكون على النقيض في سلوكياته من سلوكيات أبيه أو أمه أو ولي أمره، والتي ينفر منها ويكرهها –أيضا على مستوى اللاوعي وبدون أن يشعر الشخص بذلك– ونسمي تلك الحيلة الدفاعية رد الفعل Reaction formation.
بعد كل هذا الكلام أتمنى يا سلمى أن تأخذي من أبيك تدينه وصلاته وقراءته للقرآن، ولكن حاولي أن لا تقلديه في عصبيته وسرعة غضبه وفقدانه للمرونة المطلوبة في معاملات البشر، وحاولي أن تكوني على النقيض منه؛ أي صبورة مثابرة مرنة لينة في الحق، قوية على الباطل، محبة للناس مقدمة الأعذار لما يغضبك من سلوكياتهم، وهكذا يا سلمى تكوني الصورة الأفضل من والديك، مع مصاحبتهما في الدنيا معروفا، ولين جانبك وتواضعك لهما، ويومها فقط سيحاول أبوك أن يقلدك في خلقك الجميل وسلوكك القويم، فخير الحوار والنقاش بين الابن وأبيه هو القدوة الحسنة، ولا مانع أن يكون سلوك الابنة القويم هو قدوة حسنة للوالد وإن كان العكس هو القاعدة.
والآن، سأناقش معك سلوكك مع صديقتك التي نصحتك بزيارة طبيب نفسي، وقد أصابت تلك الصديقة في نصيحتها لك، وأنا نفسي أرى ما رأته هي، حيث أنك في عمر حرج وبحاجة لمن يوجهك للصواب والخطأ، فإذا كان الوالد بالسلوكيات التي ذكرت في رسالتك، فأنت عندئذ بحاجة إلى شخص "آمين" يوجهك من خارج البيت، وكانت هذه الصديقة هي ذلك الشخص الأمين فكان نصيبها بدلا من الشكر والتقدير هو الذم والقدح والهجوم منك ومن والدتك –بصورة غير مباشرة– وكأنك أنت وأمك قد تقمصتما سلوكيات الوالد من حيث الشك في نيات الناس ونواياهم! وأبسط حل لهذا الأمر في نظري هو معاودة الاعتذار لها -مرة بعد مرة- ولو على فترات متباعدة من الوقت حتى تهدأ وتنسى الإساءة التي لحقتها من جراء نصحها لك بالخير، ولو تطلب الأمر اعتذارك أكثر من مرة؛ وصدق من قال: "اتق شر الحليم إن أغضبته، واتق شر الكريم إن أهنته، واتق شر اللئيم إن أكرمته".
ابنتي الفاضلة "سلمى"
بقي موضوع الشات مع الشباب؛ وهو موضوع في غاية الخطورة، بل أخطر من أن تتكلمي مع شاب أجنبي سفاحا وكفاحا، لأن معدلات الخداع أعلى وأخطر، وكذلك احتمالات التلاعب بالمشاعر أقوى، وقد تجدين –في النهاية- فتاة شاذة تبادلك الحب عبر الشات وليس شابا، فما هو موقفك؟!
أظنك عند ذلك تضحكين على سذاجتك!!، ولكن قد تبكين أيضا كما حدث معك وقصصت على أخيك قصة "الحب الإلكتروني" بينك وبين ذلك الشاب المخادع، ولم يذهب هذا الشاب للكلام مع أخيك!، وأصبح موقفك يندى له الجبين، فلماذا أضع نفسي في مواقف غير مستحبة بل وخطرة جدا أحياناً؟!.
بنيتي العزيزة الصبر الصبر -لله عز وجل- وكما قيل: "من صبر على فعل شيء في الحرام مخافة الله عز وجل ناله في الحلال"، فلا داعي للعجلة يا ابنتي والخير الكثير العميم قادم إليك بإذن الله عن قريب، ولكن الله يستجيب لدعاء وإلحاح عبده ما لم يستعجل،
واقرئي على مجانين:
أبي: قنوات جنسية للفجر ثم يؤم الناس
أكره أن أشبه أبي.. هل أنا طبيعي؟
أكره أن أشبه أبي: هل أنا طبيعي؟ مشاركة
أبي خائن: عودٌ على بدء!
قلبي وربي وأبي: دفاتر تعاستنا، وعشقنا
خوف أبي يدمر أخي
زمن الحصاد: أنا وأمي وأبي: الجميع حائرون
ابنتي الغالية؛
أتمنى لك التوفيق والسداد في حياتك القادمة، وتابعينا بأخبارك.