السلام عليك سيدي الفاضل؛
جئتكم بعد أن ضاقت بي الدنيا وعجز الكون عن اتساع همومي.. أنا من أسرة محافظة جدا جدا.. أسرة رائعة بكل معنى الكلمة وأنا مدللة إلى أبعد الحدود.. لأني أصغر إخوتي كنت في صغري ألعب مع ابنة عمتي.. وكان من ضمن الألعاب "العريس والعروس" وكنت دوماً أنا العريس.. وغالباً ما ينتهي الزفاف بالذهاب للسرير والقيام بالملامسات والقبل والاحتضان.. ثم انقطعنا عن هذه اللعبة بسبب سفرهما.. وبدأت أكبر.. وكانت الفتيات دوماً محور اهتمامي.. وعندما وصلت المرحلة الثانوية.. كنت أعشق إحدى معلماتي عشقاً لا حدود له لكني لم أكن أدري عن المثلية شيئاً.. وكنت أعتبر مشاعري بريئةً إلى أقصى الحدود في كل مرحلة.. كانت لي عشيقة.. طبعاً حب من طرف واحد وبعد أن اشتركنا في الإنترنت منذ 5 سنوات.. قرأت عن المثلية.. وعرفت حقيقة نفسي وتألمت كثيراً عندما أدركت مدى حرمانية هذا الأمر.. مشكلتي أيها الفاضل.. أني مارست العادة السرية منذ الصغر.. بدون علمٍ بها وبشكل خارجي فقط.. والطامة الكبرى هي أنني استمررت في حبي للفتيات ولم أدري أنه حرام.
لا أدري ماذا أقول لكم، لكني لحسن الحظ لم أعاشر فتاة حتى الآن، أخاف ربي كثيراً وأبكي كثيراً وأتمنى أن يزول عشق الفتيات من قلبي لكني لا أستطيع، فعندما أعشق إحداهن.. أعشقها بشكلٍ لا يمكنكم تصوّره، أخشى أن أصادف يوماً ما مثليةً مثلي وأعشقها وأمارس معها الجنس، أخشى ذلك وأتمنى ألا أصادف مثليةً أبداااااااااا لأني قوية في كل الأمور ما عدا هذا الأمر، في حالات العشق.. أكون بمنتهى الضعف تجاه الحبيبة وأخشى أنّ ضعفي سيؤدي بي إلى قرار جهنم أتألم جداً، ويأتيني خطاب، لكني لا أستطيع أكره الرجال، والرجل الوحيد الذي أحببته هو والدي رحمه الله.
عذراً كل العذر على كلماتي لكني لا أستطيع تقبل أي رجل، أحب أسرتي، وأشعر أني لا أستحق أن أكون فرداً فيها أكره نفسي، أكره مثليتي لكني ضعيفة أمامها وسريعة الاستجابة تجاه أي مثير قرأت مشكلات كثيرة في موقعكم تشبه مشكلتي لكني لم أشفَ بأي حل، لم أجد حلاً جذرياً، أخشى أنه ليس هناك أملٌ لي لأن كرهي للرجال يفوق الوصف ومحبتي للفتيات وأجسادهن تفوق الوصف
أيضاً أشعر أن لعبة العروس والعريس أيام الطفولة لها أثر كبير في ما أنا عليه الآن لا أستطيع الذهاب إلى طبيبة نفسية لأن مركز العائلة لا يسمح نهائياً بأن أذهب للأطباء النفسيين أخشى من نفسي علي أن أعرف نفسي، وأثق في أنها ساعية للحب وتواقة لـ تبادل الغرام مع الحبيبة لكني أعود وأخاف غضب الله ماذا أفعل!!
هل هناك شيء أستطيع فعله!! شكراً لكم..
07/09/2007
رد المستشار
صديقتي؛
أولا يجب أن تعرفي الحب قبل أن تخلطي بينه وبين العشق والهوى والانجذاب والشهوة... ثم يجب أن تعرفي وتعرفيننا ما السبب في كراهيتك للرجال؟ أي رجال؟ أم رجال معينين (عدد قليل) ممن حولك بنيت على أساس ما عرفتيه عنهم فكرتك العمومية عن الرجال ككل؟
تتكلمين عن الحب وما تصفينه لا يمكن أن يتعدى كونه مشاعر غير ناضجة لأنها علاقات سطحية ومشاعر من طرف واحد.. المثلية أو الحب على حد سواء يتطلبان وجود علاقة حقيقية بين طرفين وممارسة مشاعر من الطرفين (إلى جانب الجنس).
ممارستك للعادة السرية أو الجنسية المثلية الطفولية مع قريبتك ليست السبب في مشكلتك وإنما تكمن مشكلتك في اقتناعك (على غير أساس) بأفكارك وأحاسيسك... بالمناسبة، أفكارنا وأحاسيسنا ليست هي الواقع ولا يجب أن تملي ما هو الواقع أو الحقيقة... أغلب البشر يمارسون نوعا من الجنس المثلي في الطفولة ولو بطريقة رمزية... وهذا شيء طبيعي بدافع الفضول وبطبيعة المجتمعات المحافظة التي لا تسمح باختلاط الجنسين... ولكن هذا لا يؤدي إلى الجنسية المثلية في الغالبية العظمى من الناس.
من ناحية أخرى، قيامك بدور العريس قد يكون تعويضا رمزيا عن افتقادك لدور أبيك في حياتك.. قد يكون أبوك هو حقيقة من تكرهينه وعممت هذا على جميع الرجال... كراهيتك ليست له وإنما لعدم وجوده في حياتك... قد يكون غضبك أيضا على الرجال هو غضبك من موته.... كل هذه الأشياء النفسية تحدث بطريقة رمزية كما ترين وبالتالي يجب مواجهة هذه الأشياء والاحتمالات بهدوء وتعقل... فكري مليا في هذه الأمور ووالينا بأفكارك وتساؤلاتك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب