فتاة الأحاسيس
أنا عارفة الأحاسيس اللي بتتكلم عنها لأني مريت بيها بس نهيتها مش لأي سبب إلا لأني بخاف من الحب وبحس إن ما ليش فيه .
20/8/2007
رد المستشار
عزيزتي "شيماء" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
تقولين أنك شعرت بهذه الأحاسيس من قبل ولكنك أنهيتها لأنك تخافين من الحب.إذن لماذا المشاركة؟حتى تنقلي لنا خبرتك فيستفيد منها الآخرون؟! أم أن هذه الرسالة أحيت لديك شعوراً ظننت من قبل أنك قد انتهيت منه وقمت بدفنه وتلقيت فيه العزاء ؟! لكن اهتمامك بالرسالة والمشاركة يؤكدان أن ما قمتِ بدفنه حي يرزق ينهش بمخالبه أبواب قبره ليعود وينتقم.
سأوضح لك أكثر ماذا تفعلين. إذا شعرت أنك تواجهين شخصاً ما أقوى منك ولا تستطيعين السيطرة عليه؟ بنفس المنطق ستدبرين له حادثاً مثلاً فينتهي أو تخافين منه طوال حياتك فلا تقتربي منه لأنك على يقين من أنك لست قادرة على مواجهته فكلما رأيته في مكان تركضين فرارً لئلا يتمكن منك؟ لكن ما رأيك لو استعملت عقلك وذكاءك وفهمت هذا الذي تخافين منه وعرفت أبعاده ألا تستطيعين السيطرة عليه بعد ذلك؟ فما رأيك لو فهمنا الحب بنفس المنطق؟ شيء نخاف منه لأن له تبعاته إذا لم تستعمل العقل،
لكن إذا أدركنا أبعاده لكان سهلاً أن نروض مشاعرنا فلا تقوى علينا وتجرنا للخطأ ولا ندفنها حية فتعود وحشاً يهدد راحتنا؟ لكن كيف؟ نفهم الحب أولاً على أنه فطرة فطرنا عليها ولولاها ما استمرت الحياة منذ بدأ الخليقة حتى الآن.
نستعمل العقل في الحب فلا ننجرف وراء مشاعر كاذبة مثل التي تحدث في المراهقة وتتغير وتتبدل من يوم إلى آخر.نتقي الله ما استطعنا ونراقبه في أعمالنا فلا نطلق لمشاعرنا العنان وننجرف في قصص الحب مع شاب ومقابلات ومكالمات لأن هذا حرام فما أقصده هو فقط أن نعترف بمشاعرنا أن نواجهها ونؤجل التعبير عنها حتى تجد لها مخرجاً طبيعياً لأننا إذا دفناها فهي في العقل الباطن فقد تستدعيها حينما تريدينها في موضعها مع شريك حياتك فيما بعد فلا تجيبك لأن المشاعر قد تتبلد أحياناً إذا قمنا بكبتها بهذه الصورة فاليوم أنت تخبئين شيئاً يؤرقك في غرفة بعيدة وتحكمين غلق الباب بالمفتاح لكن بعد مرور الزمن اكتشفت احتياجك لهذا الشيء لكن واأسفاه....... ضاع المفتاح.
فاحذري صدأ المشاعر. أوقد يتوحش ما نكبته في عقلنا الباطن ويحطم الأبواب ويخرج من محبسه منتقماً حاملاً معه كمًا من الأعراض النفسية المرضية من الاكتئاب والقلق والوسواس القهري.
هي دعوة مني يا عزيزتي للتصالح مع من نخشاه وما نخشاه. إذن وفقك الله