تأشيرة السعودية صعبة فلسطيني وغيره
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ حقيقة لا أعلم إن كان سؤالي شكوى أم فتوى ولكن سأطرحه في إطار الفتوى... ما حكم منع اللاجئين الفلسطينيين من الحصول على تأشيرة زيارة إلى معظم الدول العربية وللأسف أغلبها إسلامية؟ ففي حين منع طلبي، وأنا بفضل الله حافظ لكتاب الله، عاملا بسنته إن شاء الله، من الدخول إلى المملكة العربية السعودية لحضور اجتماع عمل كوني لاجئا فلسطينيا في لبنان، أرى زملاء لي، وهم الذين لا تربطهم بنا لغة أو عقيدة، يحصلون عليها في غاية السهولة.
ما حكم تضييق الخناق علينا وكأننا لا ننتمي إلى هذه الأمة؟ أو كأننا أنجاسا ابتلاهم الله بنا؟ أين أحاديث النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم منا: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه"، "ومثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، "والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"، "وكونوا عباد الله إخوانا".
أرجو الإجابة
وأشكركم على سعة صدركم.
19/09/2007
رد المستشار
أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ مرحبا بك أخي نهنئك أولا بالخير الكثير الذي رزقك الله إياه وسوف أسرده لك بعد تهنئتك بشهر الصيام والدعاء الذي لا يرد، أول الخير الذي وهبه الله لك فهو كتاب الله العظيم القرآن الكريم ومن أوتي القرآن يبحر في خضم الدنيا ولا تنال منه شيء إذ لا يصح أن يكون كباقي الناس فما يملأ صدره ويزينه يجعله في رضا ويقين وقوة إرادة وعزم وصدق إيمان وأحسبك أخي كذلك.
وثاني الخير الذي رزقته فهو أنك من أهل الرباط فلسطين الحبيبة وأسأل الله أن يجمع لديك الخيرين فتفقه من كتاب الله سنة الله الربانية في ما يعانيه أهل الرباط... ودعني أساعدك هل رأيت الدنيا جنة للمؤمنين وإن كانت كذلك لأحدهم فهل تظن أن ذلك لا يقلل من درجتهم في الجنة ولك أن ترجع إلى أهل الفردوس الأعلى بل أخفف عليك فلترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة الأربعة أخي سألتك بالله أن تراجع سيرتهم كاملة وأخبرني عن واحد منهم لم يلقى معاناة بل وتعذيب وإهانة أجل أخبرني ولن تجد؛ ورغم ذلك الدرس لي ولك أن تجابه ذلك بمثل يقينهم وإرادتهم وعزيمتهم وقوة إيمانهم ورضاهم وصبرهم وجهادهم حتى الرمق الأخير.
إذا أخي ليس لك على الإطلاق أن تجزع وتيأس من رحمة الله في الدنيا ولا الآخرة. ولعلي أنتهي قريبا إن شاء الله وأدعو الله لي من إنجاز كتاب يشرح أثر فهم السنن الإلهية كمدخل وقائي وعلاجي من الاضطرابات النفسية وقد سبقت المشاركة ببحث بمثل هذا العنوان بمؤتمر كلية العلوم بجامعة القاهرة.
ما حكم تضييق الخناق علينا وكأننا لا ننتمي إلى هذه الأمة؟ من الخطأ أخي أن تظن أن ذلك قاصرا على أهل فلسطين أو اللاجئين منهم بل غيرهم كثير ومنهم أهل مصر فصار دخول دول الخليج وصارت العمرة والحج باب شقاء ولعلك تشاركني الرأي أننا شخصيا بأفرادنا نتحمل بعض المسئولية إذ صار جل من يسعى للحصول على تأشيرة دخول للعمرة أو للحج تكون بغية الهرب نعم الهرب للبحث عن عمل لعل ذلك أحد الأسباب وفي انتظار ردك ومقترحك للتغلب على ما تفعله دولنا المسلمة وأفراد أمتنا المسلمة أصلح الله حالها وما أشد سعادتي بمراسلتك ومعرفتك.
وختاما أخي أرجو منك أن تحذف هذه الكلمة الاكتئابية "أو كأننا أنجاسا ابتلاهم الله بنا؟" من قاموس تفكيرك وعقلك وحياتك وأبدلها بشرف وتكريم حباك الله به إذ جعلك من ذرية آدم عليه السلام المؤمنين من أهل فلسطين ومن أهل القرآن وأذكرك "من أوتي القرآن فظن أن غيره أوتي خيرا منه فقد حقر ما عظم الله" زادك الله رفعة وشرفا وعزاً ومكانة. وتذكر أخي رحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم للطائف وما لاقاه من أهلها إذ ليس الحصول على التأشيرة عند الله خير من مكانك الذي أجلسك فيه فليكن في قلبك يقين أن الله يدبر للمؤمنين الخير فخذ بالأسباب وتوكل على الله. عليك أخي صباحا ومساءا أن تكثر من حمد الله على فضله عليك كي يزيدك "واستشعر نعمة الله عليك تكن أغنى الناس" والله إني لأغبطك فانظر ماذا أنت فاعل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.