السلام عليكم..
(نطل منها على شيءٍ هو الأقرب منك مكاناً, والأبعد عنك والأصعب عليك فهماً).... نافذة(مررت بها صدفة) لعلي أطل منها لأرى نفسي من منظار آخر هو هذه النافذة التي يمكن أن تروا أنتم نفسي منها لتخبروني عنها وعن أسباب معاناتي معها لعلًّ وعسى أستطيع التخلص مما أعاني مع ذاتي....
منذ زمن بعيد وأنا أتوق للذهاب إلى طبيب نفسي ولدي الإيمان الكامل بضرورة وجوده بغض النظر عن الروحانيات التي لا نستطيع بدونها ونأخذها من القرآن أو الصلاة أو حتى من الشيخ بحد ذاته إذا قرأ على رؤوسنا أو مسح عليها.. فليس أجمل من القرآن العظيم الشافي للصدور ولكنك تحتاج أحياناً للحديث مع شخص ليس فقط تفكيره يشبه تفكيرك, وإنما لشخص عندما تتحدث معه يقول لك أنت تعاني من كذا وكذا ويجب عليك عمل كذا وكذا ولكن المجتمع الرائع الذي يقبل أتفه الأفكار إلا التي يمكن أن تريحك وتجعلك أكثر تأقلماً معه يمنعك من أعمال كثيرة ليست عيب ولا حرام, بالإضافة أنني لا أستطيع الذهاب وحدي ودون إخبار أحد ولا أستطيع أخذ أي شخص معي تحسباً لأي وجعة رأس ذلك منعني أن أفكر ثانية بشيء مماثل......
أنا فتاة.. نشيطة أحب أعمالي ودراستي وعلاقتي جيدة جداً مع الجميع وأرى أن والديّ والجميع راض عني, والأصدقاء الكثيرين يقولون أني لماحة وذكية وجميلة.. أنا أثق بنفسي كثيرا.. أكيد أنت تقول لنفسك أين المشكلة في كل ذلك.... معاناتي في تفكيري الزائد جداً جداً عن اللزوم لدرجة أن الصباح يطلع دون أن يغمض جفن لي.. هذا التفكير يكون في كل شيء حولي.. أفكر في علاقة أمي وأبي وكيف أستطيع أن أقربهما أكثر لبعض لأن كل منهما في وادي, أفكر في إخوتي والمستقبل وكيف سأكون عوناً لهم دايماً.
أفكر في نفسي ومستقبلي.. تصور أنا أفكر في أولادي وكيف سأربيهم من قبل أن يكون لي أولاد أصلاً... كل هذا يجعلني منهكة وموجوعة الرأس دايماً وأي موضوع جديد هو إضافة لكل ما في البال.. هذه الأشياء تفقدني تركيزي نوعاً ما وعملي يحتاج كثيراً للتركيز.. بالإضافة إلى أنني متسرعة من الدرجة الأولى والله سبحانه لم يعطيني من الصبر إلا القليل كل ذلك يفقدني أعصابي فيجعلني متعجلة في كل شيء وآخذ كل الأشياء على حسابي وأصل في آخر النهار منهكة متعبة ومع ذلك يكون سريري منتظراً لأفكاري التي لا تنتهي ولا تنضب.
أمي التي تتصور أنني سأتزوج الوليد بن طلال.. وأبي... الذي يظن أني سأكون في المستقبل كونداليزارايس (طبعا من دون الشكل) وثقته كبيرة جداً في ذلك وأنه لن يفرّط بي بهذه السرعة... وأنا... ويلي من كل ذلك.... أشعر أني أحمل مليون بطيخة على رأسي ولا أعرف كيف أحملها.... ولا أعرف كيف أنزلهم لأعيد ترتيبهم. أفكر في كل شيء ولكن حبي لعملي ودراستي فوق كل ذلك.. لا أريد سوى الاستيقاظ بعد نوم هادئ والاستماع لفيروز دون التفكير في أي شيء مطلقاً.....
أرجو (إن كان لديك الوقت) أن تساعدني فيما أفعل وأريد أن أعرف ما هي عقدتي.. وأرجو ألا تقول لي ركزي على الأشياء الأكثر أولوية وتابعي بشكل هرمي لأني حاولت ذلك بعد أن قرأت كتاباً عن الهندسة النفسية(NLP) ولم أنجح.... والمضحك أن كل من حولي يطلب استشارتي... آسفة للإطالة..
وشكراً لاستماعك.
24/8/2007
رد المستشار
وعليكم السلام؛
لا أعلم أن شمس اسمك الحقيقي أم اسماً وهمياً؟! على العموم... لاتخاذك لهذا الاسم معنى فالشمس تضيء الأرض ليعمل الناس الشمس قوية دائمة العطاء...
لكنها الشمس ذلك الكوكب ولكن ماذا عنك أنت؟ يبدو أن معاناتك الحقيقية ظاهرةً في كلماتك (أمي التي تتصور أنني سأتزوج الوليد بن طلال.. وأبي... الذي يظن أني سأكون في المستقبل كونداليزارايس (طبعا من دون الشكل) وثقته كبيرة جداً في ذلك وأنه لن يفرّط بي بهذه السرعة... وأنا... ويلي من كل ذلك.... أشعر أني أحمل مليون بطيخة على رأسي ولا أعرف كيف أحملها) يبدو أن أهلك يلقون كل المسئولية عليك فأنت حلال المشاكل.. أنت منقذ العائلة.. أنت من ستقدم المال (الوليد بن طلال) والقوة (كونداليزارايس) ولا أعلم ما ترتيبك في العائلة وأظنك البنت الأولى!؟ أنت الأب لهذه العائلة الشمس تشرق وتغرب؛
لكنك يا شمس يبدو أنك وبسبب ما يلقى عليك وبسبب ضميرك المتضخم ينبغي أن تكوني دائمة الشروق وهذا الأمر هو سبب عدم نومك وهذا أمر عسير ومؤلم... يجب أن تخبري الجميع وأولهم نفسك التي بين جنبيك... تخاطبين نفسك: أنا لست أب العائلة.. أنا لست أم العائلة.. وتقولين لأمك وأباك وعلى الأخص أباك: أنا ابنتكم أنا لست زوجة الوليد بن طلال.. أنا لست كونداليزارايس.. أنا أحترم ثقتك بي ولكنك تبقى الأب، أنت من سيقدم لي القوة ولست أنا.
تابعيني بأخبارك، أتمنى لك الخير