الإصرار والعزيمة
تبدو مشكلتي بسيطة بعض الشيء ولكنها تأتي معي وتتعقد، ولكن أتفهم قليل وضعي المراهق بطبيعته، لذلك يجب أن أجمع ما أحتاجه من أجل تلك الرحلة الطويلة حتى أمشي على طريق لا أندم عليه بعد ذلك.
لن أطيل أنا أريد أن أتعلم الإصرار والعزيمة هما الشيئان اللذان يعطيانني الثبات على ذلك الطريق لأكمله.
جزاكم الله خيرا عني.
12/10/2007
رد المستشار
مرحبا بك معنا؛
جميل أن نعلم ما نريد ونسعى إليه، للتعلم أشكال متعددة وطرائق عدة ولا نقصد به تعلم الحساب والعلوم المادية فقط بل حتى الخلق والأدب علم يجب علينا أن نسعى إليه وإن كان الكلام عن العلم والتعلم سهل إلا أن التطبيق ليس في نفس السهولة، والوصول إلى المبتغى لا يأتي بين يوم وليلة بل هو طريق طويل فالحياة في حد ذاتها مدرسة تعلمنا كل يوم شيئا جديدا وما تصبو إليه يا أخي الكريم "الثبات والعزيمة" شيء رائع فمن الرائع جدا أن نتعلم كلتا الصفتين ولكن كيف؟
تعلم الثبات والعزيمة يتطلب قبل ذلك قوة إرادة وعقلا واعيا ونفسا مطمئنة..... نفس مطمئنة حتى لا تؤثر فيها غرائزها واحتياجاتها ولا تميل مع أهوائها، وعقل مدرك ليعي طرفي النقيض في معادلة الثبات فالطرف الأول للثبات (الانفعالي) يبدأ باللا مبالاة وعلى الطرف الآخر الجمود وما بينهما يسمى الثبات الانفعالي ويدرك أيضا العقبات والصعاب التي ستواجهه في رحلته صوب مبتغاه.
أما قوة الإرادة فهي مطلب مهم يجب أن تتحلى به فلا تقدر ظروف الحياة من إحباطات وسقطات أو حتى الناس أن تثنيك عما تسعى إليه وفوق كل ذلك يلزمك الصبر لأن الطريق طويل وشاق هؤلاء هم زادك في رحلة التعلم المنشودة
نحن نتعلم الثبات والعزيمة بعد تجارب متعددة واختبارات صعبة فتخيل أنك تسعى للسفر ولديك العزيمة والثبات والإصرار ولكن هناك عقبات مالية وثقافية واجتماعية وحياتية، أن تعلم أن تتغلب على الصعاب من أجل ما تريد تكون اكتسبت لقب "ذو عزم وثبات"، ما أقصده عزيزي أن ما تريد أن تتعلمه لا نخطط إليه بل هو نتاج مرحلة طويلة من الحياة أنت لا زلت على بابها، وأحترم سؤالك وأقدره فأنت تمتلك العقل المستنير وقدرا كبيرا من الإرادة وإن كانت هناك كلمة ممكن بها أن ألخص الإجابة عن "كيف نصل للثبات" فهي "الاقتناع" فأنت طالما اقتنعت بما تريد تكون قد طرقت باب العزيمة والثبات ولكن وجب علينا التحذير من الجمود فالأفكار تتغير بتغير خبراتنا ومشاكساتنا مع الحياة ومع الناس وليس عيبا أن نغير فكرة كنا مقتنعين بها في وقت سابق فالهدف دائما هو الوصول للصواب.
سوف تمر بتجارب سعيدة ومؤلمة وتتوالد بداخلك ردود أفعال شتى ومشاعر وقتها تكون معقدة ثم مع الوقت ومع سيرنا في رحلة الحياة سوف نصل لما ينفعنا.
صديقي إن سؤالك هذا هو سؤال عن رحلة حياة تستمر طالما قدر الله لنا العيش على الأرض.
واقرأ على مجانين:
توكيد الذات
الكتكوت
تطوير الذات
لا عيادة ولا غيره فقط أكد ذاتك
وفقك الله لما يحب ويرضى.