اعترافات ثقيلة الظل م1
عود غير حميد..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا صاحبة الاستشارة "اعترافات ثقيلة الظل" التي أجابت عنها مشكورة الأستاذة أميرة بدران...
أستاذتي العزيزة أميرة... لقد عدت، لكن محملة بهموم أكثر وتشويش أكبر... وكم بكيت حين قرأت آخر ردودك علي وقلت أن ناري قدر بردت فأبديت سعادتك... ليتها حقاً تبرد فأرتاح ومن قبل ذلك أريح...
أردت أن أبعث لك بالمتابعة الثالثة منذ فترة طويلة... كتبتها عدة مرات... وكل مرة أجدها أطول من الأخرى فأتردد خشية أن تظني أنني أتلكك (ربما هذه صحيح) أو أنني لا شغل لي أو......... لذلك كنت كلما كتبتها أحجمت عن إرسالها.. فردك واضح ورأيك في المشكلة قد تجلى منذ البداية... لكن ماذا عساي أفعل مع نفسي التي أشقتني بصولاتها التي لا تنتهي؟؟!!
عدت لكنه وللأسف عود غير حميد... من أين أبدأ؟؟ لست أدري... أشعر بالجرح لازال ينزف سيدتي.. ودموعي بدأت تتجمع في عيني.. أنظر إلى الأطفال فأحسدهم تمنياً أن أعود مثلهم... طفلة صغيرة بلا هم سوى لعبة جميلة أو رحلة ممتعة أو ملابس جديدة!!
ربما أنا السبب، لكنني لا أعرف لماذا؟؟ أجل فمن غيري -أنا- السبب.. ولو دخلت في دهاليز أعماق نفسي لما أنهيت رسالتي هذه أبداً.. فملايين الأسئلة والأفكار... هل أقول آآآآآآآه؟؟ وماذا بعد؟؟ أعلم أنني أحتاج دعماً ما.. لكن الدعم ممنوع في حالتي... لا أدري من أين أبدأ... أشعر بالتشويش... لكنني أتمنى شيئاً واحد... أن أهدم حياتي كلها لأعيد بناءها من جديد... سئمت من الترقيع هنا وهناك.. سئمت الحلول الجزئية... كل حياتي باتت عبارة عن كومة من المنغصات.... ربما كانت البداية لاكتشاف ذلك هو كسر قلبي...
أدركت أنني لا شيء... وأن كل شيء فعلته حتى الآن من تفوق وإنجاز ليس إلا قشور هذه الحياة.. بالطبع هذه القشور تعجب الناس كثيراً ويرون أنها الأهم...... لكنني حقاً لم أسترح بحالي يوماً ولم أرضى عن ذاتي.... لا أدري هل عرفت سيدتي أنني أنا من أرسلت تلك التساؤلات المجنونة ذلك اليوم على الموقع!!
لن يخفى على ذكائك أنه الأسلوب ذاته....... كنت وقتها في حالة يرثى لها لا أدري أين أقف الآن... لكنني بلا شك وصلت لمرحلة من الانهيار لم أتخيلها في حياتي قط... لكنني أحاول التهوين على نفسي أنها ليست السبب...
لكنها هي من تريد العذاب... حين من تسترجع الذكريات.. هي من لازالت تحلم بالوهم اللذيذ.... تتألم من الحزن ولا تريد فراقه... تريد من حبيبها أن يعود وهو لن يعود أبداً....... لقد تزوج!!!!!!! خبر سعيييييييييييييييييييد.... لا تقلقي يا سيدتي، مرت شهور على تلك الحادثة وما تبعها من "......." والخبر السعيد الآخر أن زوجة حامل الآن........ يا سلاااااااااام، سأرى طفلة الجميل عما قريب.. أتمنى أن يشبهه في قسمات وجهه الجميل وطباعه الرائعة... كم أنا سعيدة!!
لا أدري.. لكن كل المحيطين بي يقولون أنني أضخم الأمور...... وأنه لا نصيب.. وهذا شيء عادي ويحصل فما الجديد؟!! أم أنني أعشقه واكتشفت ذلك متأخراً...... أحس وأنا أكتب لك سيدتي أنني أشق صدري بالتدريج.. ولا أعلم إلى أين سأصل.... أحاول قدر الإمكان أن أتمالك نفسي بعدم البكاء لكني حقاً لم أعد أفهم أي شيء...
ظننت أن هذا العام الدراسي سيكون مختلفاً وجميلاً... فها أنا تخصصت بالتخصص الذي اخترته بعد جهد جهيد... وقد انتهى كل شيء في هذه المشكلة بعد سنة ونصف من الشد والجزر.. وسأبدأ حياة جديدة..... هكذا خيل إلي... أنني سأغرق في دراستي كما كنت أفعل في الماضي حين تبدأ المدرسة.... وأنسى كل شيء... لكن لم يحدث..... لم يحدث أي من ذلك..... لماذا؟؟
لم أعرف الإجابة... لكنني حقاً أحس أنني أخرّب كل شيء... أشعر بالضغط الشديد.... لا أريد أن يتدمر مستقبلي الدراسي... لم يبقى لي إلا هو..... بعد أن كنت الأولى على دفعتي العام الفائت بل على الكلية كلها (لا أعرف حتى الآن كيف حصل ذلك.. فهي منة من الله تعالى وليست بأي مجهود... لأنني كنت حقاً لا أذاكر كثيراً... ربما هي معجزة!!)
الآن المواد أكثر وكلها جديدة ومنها الصعب الذي يحتاج المتابعة..... لكنني لا أستطيع المذاكرة.. أحس بالـ..... أريد أن يساعدني أحد.. أن ينتشلني مما أنا فيه... لماذا أنتظر أن ينقذني أحدهم...... أتوقع ما ستقولينه من أنني أنا من لا أريد إنقاذ نفسي.. ربما... لكنني لا أفهم لماذا أفعل ذلك.... لماذا أجتر الألم... أتذكره وكل كلماته التي بدت لي الآن مجرد كلام قد قيل.......... وانتهى مع الريح..
أتمنى فقط ضمة صدر واحدة من إنسان أحبه..... صديقة أو........ أي أحد أرتاح له.... وبعدها أعدك أن ينزل شلال الدموع بغزارة... ذلك الحلم الذي كان يراودني ليل نهار حين عرفت حبيبي... لقد وعدني بذلك... لكن، من يفي بالوعود في هذا الزمن!! إذا تذكرها بصراحة يصبح "جدع" أما إن نفذها... سيصبح بطلاً أسطورياً (من وجهة نظري طبعاً) أعلم أن أمي موجودة ولا أسهل من تلك الضمة ولا أحن منها.....
لكن بالمقابل سأكبدها هماً فوق همها.... وأكبد نفسي تأنيب الضمير واللوم لأنني سبب عذابها وأنني لم أستطع بعد مرور كل هذه السنين أن أسعدها وتشعر أنها ربت وتعبت فنالت......... لا أستطيع فأنا أتحمل ألم إتقان التمثيل بالسعادة وأن الأمور "تمام" أهون ألف مرة من نظرتها تلك بأنني أعذبها... لا لا لا لا، يكفيني تلك المرة... كنت أود لحظتها أن أختفي من الوجود كي ترتاح مني للأبد...................
أجدني لا أنساه إلا لو انغمست في عمل يتطلب مني التركيز الشديد ويجب أن أركز فيه كجلسة الصديقات أو اجتماع يكون الكلام فيه هام.. أو مثلاُ محاضرة تتطلب تدوين الملاحظات والفهم...... لكن ما أن أخلو بنفسي حتى أجدني محاطة بالأفكار التي تحاصرني وتجد كل الطرق مسدودة.... كثرت أخطائي وأحاول ترقيعهاً باعتذار هنا... وترتيب هناك.. وتصحيح في هذه.. وتعديل في تلك..
خاصة مع أهلي.. أحس أنني لا أركز بأي شيء... ينتقدونني أنني لا أدري عن شيء ولا أنتبه لأشياء مهمة.. وبصراحة معهم حق في ذلك.. إذ فقدت التركيز والاهتمام بأمور كثيرة.. أما المحيطون بي من بنات الجامعة فلا يلاحظون تلك الأمور فلا احتكاك كبير.. لأنه غالباً ما أكون وحدي ولا أرافق إحداهن إلا لضرورة ما... والله احترت مع نفسي...... أحس أنني فقدت الثقة بمعاني الأشياء وأنني أفهمها بشكل صحيح......
أحس قدراً كبيراً من التيه... وأدعو الله أن يهديني إلى ما فيه رضاه...... أحس أن كل شيء متراكم فوق رأسي ومسئوليات جسيمة ملقاة على عاتقي ولا أنفذ أي شيء... أجد الدنيا من حولي على قدر شديد من التعقيد... فهناك الأفكار والمعتقدات والقيم والأيديولوجيات المختلفة والآراء المتضادة.. كل له رأي وفكر مختلف وكل له حجته وبينته......... لم أعد أعرف أين الحقيقة في دنيانا..... لكن المشكلة الأكبر.
هو أنا..... في أي طريق يجب أن أتوجه.... أين هو الصواب وأين هي الحقيقة.... هل أفكاري الآن ترضي الله ورسوله....... هل هذا هو الحق..... وما دام واضحاً وطريقاً مستقيماً لماذا كل الدنيا مختلفة هكذا.. ولماذا يضاد هذا الآخر فيشعره أنه على الباطل وأن الحق معه!!!!!!!
اختلطت علي الأمور ولم أعد أثق بأي شيء سوى أن هذا القرآن من عند الله وأن سنة نبيه واضحة لا شك فيها..... فقط!!!!!!!!!!! هذا ما أصدقه أما الباقي فمختلف فيه وكل له وجهة ورأي!!! من علماء الفقه إلى اختصاصي الاجتماع والسياسة والنفس ووووو....... إلى أي منهم أميل وأرغب أن أكون.... حلمت أن أتغير في رمضان الفائت.. وكنت متحمسة جداً وأعددت العدة نوعاً ما وأنزلت المقالات استعداداً لإعلاء الهمة وشحذ طاقات النفس في هذا الشهر..... حتى أنني وضعت شعاراً جميلاً... "رمضان قد حان والتغيير قد آن"
لكن..... ما الذي يحدث؟؟ لا أستطيع القيام... لم أختم القرآن... فوت الكثيييييييير إن لم يكن أغلب صلوات التراويح...... لماذا هذا الإحساس باليأس والفشل؟؟ لماذا ضاع مني رمضان بهذا الشكل فلم أحس فيه إلا بالإحباط وأنا أرى من حولي يشد العزيمة حتى والدتي؟؟ كنت أصلي القيام ولم أنقطع عنه قبل رمضان فلما جاء رمضان انقطعت عنه....... أنظر إلى نفسي فأجدها في كارثة!!!!! فقط تلك الدموع الساخنة كانت سمة ذلك الشهر وشعور فظيع بالتقصير والخذلان.....
ثم أتساءل: كيف، هل هناك من تقل طاعته في رمضان؟؟ معقول هذا الذي أصابني؟؟ ألهذه الدرجة بلغت يا نفسي؟؟ وبالطبع لا أدهى من أن تحب نفسي رجلاً متزوجاً!!!!! وكم تشتاق له وتتمنى أن تسمع صوته وتكلمه!!!!!! لقد أصبح لدي استعداد للخيانة وتخريب البيوت؟؟؟ لا أصدق لا أعلم لماذا وصلت إلى هنا؟؟ وكيف ذلك؟؟ لم أعد أطيق نفسي التي بداخلي...... بم أعزيها وعلام أفتخر بها؟؟ على نفاقها الذي أدته ببراعة شديدة.... أم....
ثم أحاول التهوين عليها بأنني ربما لدي اكتئاب.. وأنا أعلم كم هي حيلة دفاعية ذكية كي أطبطب عليها فتلقي بهمومها أن السبب هو المرض ولا شيء سواه!! كم أنا بارعة في الهروب...... لكنني لا أستطيع الهروب....... كثيراً ما أتمنى أن أترك كل شيء وأذهب إلى بقعة هادئة لا أعرف فيها أحداً وأبقى هناك فترة..... لكنني أشك في قدرتي على الراحة..... إذ يمكن للإنسان أن يترك كل شيء لكنه لا يستطيع أن يترك عقله وأفكاره... لأنها بداخله "لا أدري"...... هههه كم مرة قلت هذه الكلمة في هذه الرسالة!!!
أعتذر منك أستاذة أميرة، فعلاً أتخيل صدمتك بهذه الأفكار المشوشة والكلام الغير متناسق وقد أخذت فكرة عن أسلوبي البارع في التعبير عن نفسي، حقاً لا أجد سؤالاً أو طلباً أوجهه لحضرتك، لكنني صدقيني أنا لست سيئة، لم أكن كذلك، صحيح أنني نكدية وكانت لدي بوادر الحزن والألم منذ بدء مراهقتي لكنني لم أكن أتصور أن تتدهور حالتي لأصل إلى هذا المستنقع، كنت أقرأ كلماتك من يومين وراجعت كل ما قلتيه لي من قبل فصرت أبكي.
هه لست أفهم على ماذا أبكي، لكنني لا أعتقد أن كل هذا البكاء من أجل فراق حبيب تنازل عني بسهولة وبسرعة...... فقط أسبوعان بعد فراقنا!!! حسناً، لقد كان يريد أن يتزوج بسرعة...... يبدو أنني كنت له مجرد مواصفات جيدة... فالمهم هو الزواج.. وقد أبرز فحولته ببراعة وهاي المدام حامل!!!! وبصراحة كان يتمنى كثيراُ أن يكون له أطفال......
لكن لماذا أنا معترضة؟؟ أليس هذا حقه وحلاله بل من سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم........ لماذا أحمل هذا القدر من الغضب والغيرة...... نعم حين أنظر إلى الساعة أحياناً أسأل نفسي ترى ماذا يفعل الآن... ربما هو جالس معها يضحكان.. ربما يقبلها ويضمها بين ذراعيه.. أو ربما يتسامران كأي حبيبين سعيدين بشهور العسل الأولى........ فأحترق غيرة..... كنت أحلم بهذه الأشياء معه دوماً.... لكنني أرى الصور التي كنت أرسمها تتمزق أمام عيني..... ربما هي أفضل... وجد فيها ما لم يجده في.. أنا الفتاة المزعجة التي كانت تبكي له كثيراً.. هو قالها لي وأذكرها نصاً: بصراحة لم تعجبني تصرفاتك!!!
فعلاً لقد كنت أتعامل معه آخر فترة مثل المجنونة، كل ساعة بحال وأشهد الله أنه صبر علي وكان يهون علي.......
لقد كان الضغط على أعصابي فوق احتمالي.. وكان استماعه لي هو المتنفس الوحيد...... لكنه لم يتساءل لماذا أصبحت هكذا قبل أن يصدر الحكم بالقضاء علي!! لكن ما يزيدني حسرة على نفسي هو شعوري أنني أصبحت إنسانة تافهة.... فها أنا أفكر في حبيب ضائع والأمة أطفالها مشردون وشبابها تائهون.. وإخواننا مستضعفون في فلسطين ونهر البارود لا يجدون مأوى ولا من يساندهم على حدود البلاد.. وآخرون جوعا لا يجدون ما يسد رمقهم في دارفور.... وأهالي الشهداء والأسرى ووووو................. وأنا أنهار من مجرد فراق لحبيب التشات..... يا لا السخف والعار....
هكذا أصبحت الدنيا....... مختزلة في تفاصيل مشاكلنا الصغيرة....... لماذا؟؟ ماذا أقول...... ظننت أنني لن أتكلم..... فإذا بالصفحات شارفت على إنهاء الرابعة... أعتذر منك..... أتمنى حقاً أنه لو كنت قريبة مني لأسمعك وأراك.... لقد سئمت حقاً فضفضات الإنترنت... وأتمنى حقاً أن أجد الحضن الدافئ يوماً ما..... لكنني أسأل الله سبحانه أن يهدي لي نفسي ولا يكلني إليها طرفة عين... فليس لي إلا الدعاء والانكسار إليه سبحانه....
أشكرك سيدتي على سعة صدرك واحتمالك لقراءة هذه الرسالة الطويلة والتي ليست أكثر من فضفضة.... كما أشكرك على ردودك السابقة علي ولا أخفيك سراً... قد لمست عمقاً غريباً في أسلوبك من دون المستشارين، بل أحياناً يلفه بعض الغموض..
فأنا أفهم كلامك جيداً لكنني لست دائما أستوعب ماذا تريدين أن تقولين لي.. أو ماذا يجب أن أفعل!
أختم بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
19/10/2007
رد المستشار
حبيبتي لا أسأم منك أبدا أبدا... فأنا أعلم جيدا ألم القلب حين يهوي صريعا لحب كبير!
لكنك ما زلت ترفضين من داخلك الاعتراف "بحق" أن الموضوع قد انتهى؛ لا لأنك لازلت تحبينه بقدر ما لأنك لا تريدين الاعتراف بأن قصة الحب العظيمة تلك قد انتهت هكذا... فتشبثك بحالة الحب والاحتياج أكبر بكثير منه هو شخصيا -وإن لم تعي- ناهيك عن كونه يحمل صفات جيدة فهذا ما يجعل الأمر حقا صعبا.
ولأن من في حالتك يكره أن يسمع من غيره أنه سيكون أقوى وأنه سيستطيع النسيان أو الرضا؛ لأنه يرفض أن يرى حبه الذي ملأ عليه حياته وجعل لها معني بل جعله يشعر أنه موجود يتهاوى هكذا أو أن يتقبل فكرة أن يضع له بديلا................... ولكنها الحقيقة.
فأنا لازلت أراهن على دور الوقت والزمن في هدوء مشاعرك الداخلية خاصة أني ألمح عدم رضاك عما أنت فيه وأنا أيضا كذلك، وحين يستبد بك الألم وتتوالى عليك سيول الذكريات تذكري هذا السؤال ما هو البديل المناسب؟ اسألي نفسك ما هو الحل الذي يرضيك حتى تسعدي بعد كل ما حدث؟
أعترف بأنك تتعذبين... وتتحسرين على مشاعر كانت جميلة نعم... لكن حين نفكر في حل لا نجد سوى الرضا ولكنك لا تستطيعين؛ وتخافين أن تركن نفسك إلى الرضا فتخسرين حالة الحب والشوق والذكريات التي كانت موجودة فتجدين أن الحل الذي يريحك هو المزيد من الشعور بالألم والعذاب!
ابنتي.... حبيبتي.... كل ما يكرهه الإنسان يبدأ كبيرا ثم يصغر؛ فهو كبير في حجمه لنتحمله.... كبير في مكانته فلا يري بجانبه أي شيء، كبير في وجودة.... فلا يبقي لشيء وجود يذكر أمامه؛ ولكن رويدا رويدا سيأخذ مساحة مختلفة؛ لا لأنه كان وهما أو غير حقيقي ولكن لأنه قدر وابتلاء وعلينا بالرضا فالرضا سيعيد الحجم والمكانة والوجود إلى مساحة معقولة ولكنه سيأخذ وقتا.
ولا تستديري لنفسك فتجلدينها وتبكّتينها أو تقللين من شأنها فهي ليست كذلك وأنت تعلمين. ولكن بدلا من ذلك اعترفي أنك تحترمين مشاعرك ومشاعر حزنك وأنه من حقك أن ترثيها وأن تحزني من أجل فراق محبوبك ولكن عليك بالتفكير في ثم ماذا بعد!
وستشعرين في البداية بأن كل ما تفعلينه ليست له قيمة أو لا يرقى بداخلك بأنه أمر كبير يستحق الانشغال به سواء صديقات أو دراسة أو غيره، وقد تشعرين بأنك تضحكين على نفسك بهذا الانخراط المدبر أو المصطنع ولكن كل ذلك سيتغير حين تستدعين العقل والمنطق فتخرجين من قلب الحدث لخارجه حتى ترين الأمر أكثر وضوحا ولكن أعطي للحياة فرصة أن تثبت لك أنها موجودة وأنها لازلت تخبئ لك المزيد مما لا تعرفين.
وكذلك لا تستديري له وتكيلي له صفات غير حقيقية مثل الغدر والنسيان وعدم التمسك بك فهو حاول قدر استطاعته وفي حدود قدراته وهو بالفعل يحتاج للزواج أسرع منك -ومن تزوج سينجب ولأنه يحمل صفات جميلة لن يظلم من تزوجها أو يعاملها بغير رفق فلا تزيحيها في رأسك لجانب الخيانة ولكن لجانب خلقه- ولكنه فشل في إيجاد حل يرضي به جميع الأطراف فاستسلم للقدر ورضي وسأل نفسه ثم ماذا بعد؟ فرأى أنه لابد وأن يكمل حياته رغم وجود ألم الفراق بداخله ولكنه رضي واستخدم عقله أسرع منك فهيا أنت كذلك افعلي.
وحين تسمحين للشمس أن تشرق بداخلك من جديد سترين الحياة ألطف وستبدئين في استلام دورك فيها من جديد وتقبلين على الله عز وجل بقلب يملؤه الرجاء، وتطوين بداخلك صفحة قد أدمت قلبك حقا.... لكن لا تنسي أنها كانت من أجمل أيام حياتك، ولكننا لابد وأن نكمل المسير حتى وإن كنا نحمل "بعض" الألم فمن منا لا يحمله؟!
أنتظر متابعتك
ويتبع>>>> : اعترافات ثقيلة الظل مشاركة1