وسواس قهري لا يتحسن
أصبت بمرض الوسواس القهري منذ كان سني 13 سنة حيث كانت وساوسي فكرية تتعلق بالدين وبأمور أخرى حدثت في طفولتي ولم أقدر على نسيانها وبالطبع نظرا لصغر سني لم أعرف أن هذا مرض نفسي وتعذبت كثيرا تحت وطأة الأفكار ولم أفكر في الذهاب للطبيب إلا بعد وصولي لمرحلة الثانوية العامة وذلك بعد ما عجزت عن الاحتمال ووصف لي الطبيب علاج أنافرانيل وكان يتحدث معي كثيرا لذا استجبت بسرعة وبعد فترة قطعت العلاج ولكن حالتي ظلت مستقرة نوعا.
ولكن من فترة انتابتني نوبات هلع وذلك قبل امتحانات الجامعة وتتمثل الأعراض في زيادة في دقات القلب وشعور بالاختناق وإحساس بقرب الموت وذهبت لطبيب آخر فكتب لي seroxat 20mg وخفت الأعراض ولكنها لم تنتهي فكثيرا ما ينتابني الشعور بالإعياء والدوخة وأحس بشعور داخلي عنيف وقلق وتوتر وقد انتهت المدة التي حددها لي الطبيب لتناول العلاج، وعلى ذلك لم أشفى تماما وما زلت أشعر بقلق وتوتر شديدين وأشعر كثيرا بقرب النهاية وأني سأموت فماذا أفعل مع العلم أن هذا الطبيب لا يتكلم معي كثيرا فالجلسة لا تستغرق أكثر من دقيقة عامل إيه تحسنت نوعا ما ولا أكثر ولا أقل، وكذلك فإن أبي مصاب بفصام مزمن وهذا للعلم فقط وسؤالي هل أستمر على الدواء أم أغير الطبيب وخصوصا أني لا أشعر بالراحة معه
وهل هناك علاج سلوكي لحالتي.
26/10/2007
رد المستشار
أخي العزيز "هشام"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أهلا وسهلا بك على مجانين وأتمنى أن يوفقنا الله تعالى لحل مشكلتك.
بخصوص استفسارك:
أولا: بخصوص الذهاب لطبيب آخر؟؟ فالإجابة لماذا تركت طبيبك الأول بالرغم من ارتياحك له؟؟ إنه وسواسك الذي امتد إلى الوسوسة في العلاج فقمت بترك العلاج دون داعي، ومن ثم امتد إلى الطبيب فتريد تغييره ولكن لا تملك القدرة على اتخاذ قرارك.
أما بخصوص العلاج السلوكي فهو مفيد جدا في حالتك وهو ليس علاجا منفردا ولكنه علاج مساعد للعلاج الدوائي.
ثانيا: بخصوص عدم استجابتك للعلاج الدوائي فهناك عدة حقائق لابد من معرفتها عنه:
1. يوجد العديد والعديد من البدائل الدوائية التي تصلح في حالتك -إذا فشل أحدها- ومعظمها ذات نتائج فعالة جدا إذا ما وجدت في يد طبيب حاذق واستجاب له مريض متفاهم.
2. الجرعة في حالات الوسواس هي أضعاف الجرعة التي تستخدم في حالات الاكتئاب وخصوصا في حالتك التي توجد فيها أعراض لأكثر من اضطراب (الوسواس، الاكتئاب، الهلع) وهو أمر نراه كثيرا في العيادات النفسية يوميا خلال ممارستنا.
3. لا يمكن الحكم على الدواء بعدم الاستجابة إلا إذا أستخدم لمدة لا تقل عن ستة أسابيع وبالجرعة الكافية (تختلف باختلاف المريض) وبانتظام شديد ولم يحدث تحسن عندها فقط نحكم بعدم الاستجابة وعندها نصبح أمام خيار استبداله أو إضافة عقار آخر معه (أحيانا يكون مضاد ذهان في بعض أنواع وصور الوسواس فليس كل الوسواس كبعضه).
4. السن المبكرة لبداية المرض وكذلك التاريخ الأسري للمرض يعطينا مؤشر لمدى وجود العامل الجيني كعامل قوي ومؤثر في مثل حالتك مما يجعل الاختيار الأمثل للدواء والجرعة والمدة حجر الزاوية في علاجك.
5. فيما يخص ضيق زمن المقابلة الإكلينيكية مع طبيبك فربما أنه ينتمي لمدرسة الطب النفسي البيولوجي وهي مدرسة لها روادها على مستوى العالم كما أن لها نجاحاتها في العلاج وكذلك لها مرضاها الذين يرتاحون لأسلوبها في العلاج.
وأخيرا أنصحك بأن تقرأ ما تقود إليه الروابط التالية وتابعنا بأخبارك:
لا لليأس: إذن عالجي الوسواس
أستاذ وسواس: وسواس قهري نماذجي
الوسواس القهري: رحماكم أهلي
الوسواس القهري: أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي متابعة
الحصار القهري أو الوسواس: المهم العلاج
مسلم يعاني من الوسواس: ماذا عن العلاج متابعة
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك ابننا الدكتور محمود الوصيفي غير أن أقول لك شيئا واحدا هو أن الصبر على الماس يمحو الوسواس وأنني في خبرتي الشخصية عرفت مرضى تحسنوا بعد صبرٍ طال ليس فقط لستة أسابيع بل لاثني عشر أسبوعا.... ونادرا لسبعة عشر أسبوعا بعدها يبدأ التحسن، وعادة ما أستغل ذلك في تطبيق العلاج المعرفي السلوكي رغم أنه يكون شاقا قبل بداية عمل العقار اصبر واستعن بالله ولا تعجز.
وأهلا بك دائما على مجانين، فتابعنا بأخبارك.