أنا وابن عمي
تصورت أن ابن عمي يحبني بإخلاص ولذاتي؛ لم أكن أعرف الماضي ولا أنه يحمل في قلبه ضغينة لوالدي؛.. كل ما أعرفه أني رأيت فيه إنسانا خلوقا مهذبا رقيق المشاعر والأحاسيس؛ وهذا حينما رأيته وهو شاب لأول مرة؛ أحببته؛ ذلك لأني ما كنت رأيته من قبل إلا في زمن الطفولة المبكرة.
أحببت ابن عمي وقال لي أنه يحبني؛ وصدقت كلامه ومشاعره؛ ولم أكن أعرف أنه يحمل في قلبه رغبة في الانتقام من والدي على وجه التحديد؛ ذلك لأنه يعتقد أن أبي قد استولى على ميراث الجد؛ وترك أباه بدون أن ينال حقه من الميراث؛ بل أن ابن عمي يزعم أن أبي قد أرغم أخاه؛ أي أبيه هو؛ على بيع تجارته له؛ بعد أن جعله يفلس ولا يستطيع تسديد ما عليه من ديون؛ وأن هذه الحسرات التي أصابت عمي أدت به إلى الوفاة.
وأن ابن عمي يحمل في نفسه رغبة عنيفة في الانتقام والتشفي والثأر من أبي لم أكن أعرف القصة على هذا النحو؛ ولكن والدتي قالت لي أن زوجة عمي التي تكره أبي ووالدتي هي المسئولة عما يحمله ابن عمي من ضغينة ورغبة في الانتقام.. ولأن أبي رجل طيب؛ ولا يحمل في نفسه شيئا؛ فإنه وافق على زواجي من ابن عمي؛ وبالفعل تم الزواج؛
ولكن ابن عمي بعد الزواج أساء معاملتي وكرامتي على نحو صرت أستغرب له وأتساءل في نفسي لماذا هذا التعذيب والإهانات لي ولأبي ولوالدتي لماذا يحرمني من أن أرى أبي وإذا جاء أبي لزيارتنا فإنه يعامله معاملة سيئة كما لو كان يطرده وإذا جاءت أمي لزيارتنا لا يرمي عليها مجرد التحية ناهيك عن المعاملة المتعجرفة لي والأوامر المتشددة وسوء الظن الذي يتسم به دائما تفكير إنه في الواقع حول حياتي إلى جحيم ولم أستطع أن أقف في وجه رغبته الهادرة والطاغية في الانتقام.
إنني كنت أحبه ومازلت أحبه لأنني أشعر بما تفيض به دواخله من حزن عميق وأحس ما تعبر عنه عيونه من ضياع إنني أتمنى مساعدته على الخروج من أحزانه ولكنه لا يتيح لي فرصة إنه يعيش في محنة ومع ذلك فهو كالقلعة الموصدة الأبواب والمداخل لا يسمح لأحد أن يتسرب إلى حياته
إنني أعيش صراعا مريرا ولا أعرف كيف أتصرف فهل ترشدني إلى حل...
المعذبة : أ.أ.م
1/11/2007
رد المستشار
تصفية حسابات أسرية على حساب حبكما أمرٌ لابد أن يكون له نهاية ولهذا فلابد من جلسة كاشفة تواجهينه فيها بالحقائق وتؤكدين له فيها أن حبكما لابد أن يكون هدفا لا انتقاما أو ثأرا وأن الانهيار والمرض والسقوط في براثن الضعف وهو ما يكشف بدوره عن ضالة قدرته على الفعل فالمشكلة في الإحساس قد عابها التأخير في المعالجة إلى الحد الذي حولها بالفعل إلى مشكلة فقد لا يروق لنا مثلا أن تكون هناك معوقات اجتماعية تحول دون زواج شاب وفتاة جمع بينهما الحب واتسقت وأتلفت شخصيتيهما ويتوفر لهذا الحب بين طرفيه الزخم الجميل الذي يضمن له نجاحا وطردا ورغبة متبادلة في صون كل طرف الآخر.
إذ تكون مثل هذه المعوقات الاجتماعية المفتعلة والتي لا يقرها منطق غبية العقل، ولكن علينا أن نثبت للآخرين أنها كذلك ونتحدى وجودها ونبرهن على عدم جدواها حينئذ يكون لتحديها قيمة؛
ولكن مشكلتك قد تجاوزت مرحلة تحدي هذه المعوقات الاجتماعية إلى وجود علاقة زوجية كاملة شرعيا برجل آخر هو ابن عمك وبالتالي فإن التفكير في رجل آخر غير هذا الزوج هو في الواقع خيانة عاطفية قاسية الآثار والنتائج ولهذا فأنا لا أستطيع مساعدتك على منع هذا الزوج لأن زواجك بابن عمك ليس مشروعا باطلا بل هو زواج حقيقي ولهذا فإن الأفضل والمنطقي والأخلاقي والعقلاني هو طي صفحة الماضي وإغلاق ملفه تماما وعدم إتاحة الفرصة للمشاعر أن تكبح جماح العقل وتلغيه حتى لا تغرقي نفسك في بحر من الهموم لا نهاية له.