السلام عليكم
R03;
تحياتي إلى كل فريق عمل الموقع, وجزاكم الله كل خير عنّا جميعاً.
أكتب إليكم عن زوجي الذي دفعني زواجي منه إلى القراءة والبحث الكثيرَين في مجال علم النفس, حتى أستطيع أن أفهمه وأتعامل معه. فالواقع الذي لا يمكن بل من الغباء إنكاره أننا مختلفان جداً، لذا لن ألصق أي اتهامات بأي منا, فربما ليست المشكلة في الشخصيات، بقدر ما أن المشكلة في الارتباط بين هاتين الشخصيتين بالتحديد، لكن نظراً لوجود أطفال، ونظراً لأني أحاول الحفاظ على البيت بأقصى ما أستطيع، أبحث عن طريقة للتفاهم، لعلها تجعل الحياة مريحة إن لم تجعلها سعيدة، ولديّ الكثير من النقاط أود التحدث إليكم عنها، وأريد مشورتكم في طريقة التعامل أو التعايش معها.
أولا: (الإنكار): زوجي لديه قدرة عجيبة على إنكار المشاكل والعيوب مهما عظم حجمها، ولا أعرف حقيقةً هل يعرف ويدرك هذه المشاكل وينكرها، أم أنّه أصلاً لا يراها ولا يدركها، فقد اعتدت منه على سماع جملة واحدة مهما كان حجم الأزمة...(مفيش مشكلة)!
بدايةً من إنكاره لعيوبه الشخصية، إلى عيوب وأخطاء المحيطين بنا وخاصة طبعاً من أهله، إلى الأشياء التي تحتاج إلى إصلاح في منزلنا، إلى الخلافات العميقة التي بيننا، حتى إلى بعض ما يحتاج إلى تقويم وعلاج في سلوك أطفالنا.
ودعوني أضرب لكم مثلاً يوضح لكم حجم إنكاره الذي قد يتسبب في خراب بيتنا إذا ترك له العنان: فقد كنا نعاني مثلاً من مشكلة في الإنجاب دامت حوالي العامين منذ بداية زواجنا، وهو منكرٌ لاحتمال وجود مشاكل، ومكتفٍ بأن كل شيء سيكون على ما يرام (هكذا بمفرده)، وأني أنا التي أتعجل الأمور ولا أطيق صبراً على أي اعوجاج. لا أخفيكم سراً، فأنا فعلاً بطبيعتي أنشد الكمال في كل شيء، ولا أتحمل الأشياء الرديئة أو أنصاف الحلول، وأعرف أن هذا شيء غير صائب في كل الأوقات، وأعي ذلك وأحاول السيطرة عليه بقبول بعض الأشياء غير المؤثرة على علاتها، لكنه للأسف بتصرفه هذا معي يزيد من حدة طبعي وليس العكس، فأنا أعرف الآن تماماً وبعد 6 سنوات زواج، أنني لو لم أنتبه إلى المشاكل أو الأخطار بنفسي وأسعى لحلها أو تقليصها، لما فعل ذلك أحدٌ بدلاً عني، لأنه ببساطة سيقول نفس الجملة المعهودة بمنتهى راحة البال (مفيش مشكلة)!
أعرف أنّه في بعض الأحوال يكون لهذه الخصلة ميزة ألا وهي أن زوجي في معظم الأحوال ليس له طلبات، أو بمعنى آخر يتقبل الأشياء دون مواصفات خاصة دائماً، لكن الإدراك والإحساس بالمشكلة عامل أساسي ومحفز أصلي لحلها أو لتغيير الوضع، وبما أن زوجي ينكر دائماً كل شيء، فليس لدي أي أمل نحو أي إصلاح أو تقدم حتى في علاقتنا الشخصية، فأول خطوة أفعلها كي أقترب منه أن أدرك عيوبي التي تضايقه لأصلح منها، أما هو فلا يدرك أي عيوب به أو بعلاقتنا، أو يرى أننا على أحسن تقدير يجب أن نعيش كما نحن و(بلاش وجع دماغ).
ثانياً: قد تبدو هذه المشكلة بسيطة، ولكني فعلاً أرغب بشدة في فهم ما وراء تصرف زوجي هكذا. فقد لاحظت تمسكه الشديد بملابسة وأدواته القديمة بل والرّثة أحياناً، حتى أننا بعد زواجنا بقليل قمت بعمل جرد لدولابه فأخرجت منه كميات من الملابس التي لا تصلح أن يقتنيها شخص في وضعه ومركزه، ولا أقصد ملابس الخروج فقط، بل أن الأمر يمتد إلى ملابس النوم والملابس الداخلية, بل والشرابات أيضاً، وبحسن نية قمت (بالتفريط) في بعض هذه المقتنيات الغالية إلى المحتاجين، وكانت الثورة العارمة، فكيف لي أن أتصرف في أشيائه الجيدة التي لا يزال معظمها جديد!! وذهلت أي أشياء يتحدث عنها تلك؟ وكيف توصف بالجديدة إذا كان بعضها أخذه من والده أصلاً، والبعض الآخر أقل ما يجب قوله أنها ذابت من الغسيل.............
ونظراً لأن زوجي ممسك مادياً بعض الشيء، وللحقيقة فإن دخلنا ليس كبيراً أصلاً، فظننت أن المشكلة في أنّ ليس لديه ملابس جديدة، فقد لاحظت فعلاً هذا أثناء خطوبتنا، حتى في بداية زواجنا ومع أنه عريس جديد، لم يكن بدولابه سوى قطعتين أو ثلاثة جدد، فأصبحت أهاديه أنا ومن مالي الخاص بملابس وساعات بل وأحذية جديدة أيضاً في المناسبات المختلفة، إلا أنّه وللصدمة الثانية لم أجده يلبسها أو حتى يقترب منها بحجة أنّه يحب أن يكون لديه دائماً شيء جديد في الدولاب حتى لو ظل هذا الشيء (بل والأشياء كلها) في الدولاب من الصيف إلى الصيف مثلاً دون أن يلامس جسده.........لماذا؟ لا أفهم، حاولت أن أسأله فكانت إجابته أنه مفيش مناسبة يلبس لها حاجة جديدة، المشكلة أن زوجي أصلاً غير اجتماعي، وليس له أصحاب تقريباً، بالتالي ليس هناك مناسبات أصلاً في حياته، بالإضافة إلى أنّه بالكاد يخرج من البيت باستثناء مرة أسبوعياً يخرج معنا كأسرة، وهذه طبعاً ليست بمناسبة تليق بأن يرتدي لها ملابس جديدة.
حتى في البيت فإنّه دائماً يفضل ارتداء البيجامات القديمة المترهلة المبقعة، بحجة أنّه يرتاح فيها، وأنّه حر فيما يلبس لأن هذا شيء شخصي يخصه وحده، حاولت أتكلم معه في أنني أحب أن أراه مهتماً بنفسه من أجل نفسه أولاً لأنه لا زال شاباً في منتصف الثلاثينات، وأنّه يجب أن يهتم بمظهره داخل البيت قبل خارجه من أجلي فهذا من حقي أن أرى زوجي يفتح النفس، ويتعجب عندما أكون بلا حماس إذا اقترب مني وهو في ملابس تشبه ملابس (مبيض المحارة)!!
لا أعرف لماذا مع أنّه أصلاً وسيم وجسمه ممشوق وببساطة جداً يستطيع أن يكون جذاباً ويجعلني أنا من أتودد إليه. طبعاً بعد الفشل الذريع في محاولات الإقناع، حاولت أن ألفت انتباهه بأن أهمل أنا شخصياً في مظهري في البيت، فأصبحت لا أرتدي أي شيء يفتح النفس، وأعقص شعري دائماً فوق رأسي، ولا أضع أي من مساحيق التجميل أمامه... ولا حياة لمن تنادي، ولم تطل هذه الفترة لأني أصلاً لا أحب أن أكون رثة الحال حتى داخل المنزل، فاستخدمت الأسلوب العكسي وأصبحت دائما ألبس له ملابس لافتة وزاهية وعلى الموضة (في البيت طبعاً)، وأهتم بزينتي على قدر ما يتاح لي من وقت، وأحاول أن أصبح كل يوم بشكل أمامه لعل هذا يحرك شيئاً ما بداخله ليغير من نفسه... ولكن أيضاً لا جديد.
وعلى سبيل المثال: أُضطر إلى شراء بدلة جديدة من أجل فرح أختي، هذا لأنه لم يكن لديه سوى بدلة واحدة أخذها من أخوه الكبير، المهم اشترى البدلة طبعاً بتوابعها من قميص وكرافته، وكانت المفاجأة يوم الفرح, أنّه لبس البدلة لكن مع قميص وكرافته قديمين، لأنه يحب أن يحتفظ بالجدد لمناسبة أخرى، والتي تقريباً لن تأتي لأننا لا يتم دعوتنا على أفراح أصلاً.
مثال آخر: أننا قامت بيننا مشاجرة قريباً لأني طلبت منه شراء شراب أسود آخر ليبدل فيه مع الذي يلبسه في العمل، والذي يرتديه طوال الأسبوع ونغسله الجمعة لينشف ويرتديه السبت ثانية، بحجة أن شرابه هذا مريح ومناسب ولونه ظريف (ملحوظة: الشراب نفسه منذ سنتين تقريباً).
بدأت أعتقد أن الملابس الجديدة بتكهربه، وفعلاً هو يحاول أن يتهرب منها والتمسك باستماتة بالملابس الرثة دون أن يعترف لنفسه حتى بأنها عفا عنها الزمن، ودائماً الجملة النهائية أن هذه حرية شخصية لا دخل لي بها، إلا أني لاحظت أني فعلاً بدأت أفقد إقبالي عليه، وشيئاً فشيئاً أجد نفسي لا تقع عيناي على ما يحفزني إلى أي شيء جيد بيننا، خاصة وعندما أنظر إلى من هم في مثل سنه من الرجال حولنا، فأجدهم أكثر حيوية وشباباً وجاذبية لا لتميزهم الشخصي، ولكن لاهتمامهم البسيط بأن يكونوا كذلك.
ثالثا: وتلك من أخطر نقاط الأزمات والخلاف بيننا. وهي أن زوجي منسحب بصفة عامة، من أي شيء، ينسحب بعيداً عن الناس (حتى أقاربه)، بعيداً عن الخروج والنزه، بعيداً عن الاجتماعيات، بعيداً عن المشاكل، حتى بعيداً عن العلاقات الإنسانية عامة، وعني وعن أولاده خاصة. فهو على استعداد أن يعود من عمله ليأكل وينام ثم يصحو ليجلس أمام التلفزيون بقية اليوم دون كلمة واحدة، حتى مع أولاده الصغار، قلت له بصراحة ذات مرة أنني وحيدة وأنا معه، فأنا لا أشعر بوجوده حتى ونحن في نفس الغرفة, فحتى بصرف النظر عن حاجتي إليه في مشاركتي مسؤولية الأولاد، فأنا أحتاج إلى من يؤنسني خاصة ونحن نعيش بعيداً عن كل أقاربنا وأهلنا في محافظة أخرى. وطبعاً مشكلة المشاكل أنني أحاول الخروج لتغيير الجو ولاكتساب بعض الصداقات والمعارف الجديدة لعلها تملأ فراغ حياتنا، وأقابل دائماً بالرفض منه لأن هذا ليس مريح بالنسبة له, حتى مع اتفاقنا على حل وسط وهو الخروج مرتين أسبوعياً، مرة معه ومرة بمفردي مع الأولاد، إلا أنه يتحين الفرص ليعرقل هذه الاتفاقية، ولا يهتز له رمش وهو يقول لي لن نخرج هذا الأسبوع لأني سأشاهد مباراة في التلفزيون، أو لأني ببساطة ماليش مزاج!
أبذل مجهودا جبارا لإقناعه بأن هذا وضع يخنق، وأنّه حتى إن لم يكن يهتم بحالتي أنا، فهو يجب أن يفكر في أولاده الذين يجب أن يخرجوا ويلعبوا ويكون لهم أصحاب، إلا أنه لا يرى ذلك لأنه يعيش في منتهى الراحة دون كل هذا ودون أي معاناة، فأين المشكلة إذن؟.
وأخيراً، أود أن أعطيكم خلفية عن البيئة التي نشأ فيها زوجي، فهو تربّى بين أب منسحب أيضاً، نادراً ما كان له دور في حياتهم (رغم إنكار زوجي طبعاً)، أم متسلّطة إلى حد كبير، ولا أعرف ربما أصبحت كذلك لتدير دفة البيت الذي تهرب منه زوجها، والتي تتصف أيضاً (أي أم زوجي) بالبخل الشديد والتقتير على نفسها وعلى من حولها رغم ممتلكاتها العديدة (وهذا أيضا بشهادة الكثيرين غيري، مع إنكار زوجي أيضاً)، إضافة إلى أنها غير متعاونة إطلاقاً بأي شكل ولا حتى بأن تسأل عن ابنها أو أحفادها هاتفياً، فهو دائماً الذي يتصل بها. بقي معلومة قد تفيدكم في تحليل وضع زوجي، وهي أنّه اعتاد ارتداء ملابس أخيه الكبير منذ الصغر، لا أدري هذا كان من باب ضيق ذات اليد وقتها (ع أني لا أظن)، أم من باب الشح الذي يبدو أنّه وراثي في هذه العائلة.
أعتذر للإسهاب والإطالة، لكني اختصرت كثيراً في حقيقة المعاناة، لكن بالله عليكم أنتظر مشورتكم في كيفية التعامل لا الحل، فأنا أعرف (أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). لكن هل التصرف الأمثل هو أن أستسلم وأقبل الوضع على ما هو عليه، وأقبل أن أكون أنا المحرّك الأول لهذا البيت من الباطن، أم أظل أحاول وأحبط هكذا ما تبقى لي من حياة. أنا في أمسّ الحاجة إلى رأيكم السديد، وجزاكم الله خيراً.
04/11/2007
رد المستشار
تحية طيبة؛ الأخت الفاضلة
قرأت مشكلتك التي تحمل همومك الكثيرة، وعليك أن تعرفي أن أي حياة زوجية لا تخلو من مشاكل، وهناك مشاكل معقدة ومتشابكة قد تؤدي إلى الطلاق، وهناك مشاكل بسيطة مع مرور الزمن سوف تحل. وإن تصنيف مشكلتك هو من المشاكل البسيطة مقارنة بالمشاكل الزوجية التي تتميز بالخيانة وغيرها.
إن زوجك بحاجة إلى مناقشة موضوعية لكل موضوع مرة واحدة وبدون تكرار ثم يترك له اتخاذ القرار لأن الإلحاح معه لا يؤدي إلى نتيجة.
إن زوجك بعدم اللامبالاة في الملبس وعدم الاهتمام بالمظهر يرجع إلى طفولته التي تعود وتعلم منها عندما كان أهلنا يشترون الملابس والأحذية أكبر من حجمنا قليلا خاصة إن كان هناك إخوان متقاربون في السن، وذلك حتى يصبح من الممكن أن يستعملها الأصغر بعد أن تكون محتفظة بمعالمها، لا تلومي زوجك على ما تعرض وتعود إليه من أسرته وربما تقولين أنه الآن له استقلالية ومتزوج.
أقول لك إن شخصية الإنسان تتكون منذ خمس سنوات من عمره ولكن تتطور هذه الشخصية وفق مراحل التطور الإنساني، إن أفكارك وتفكيرك مختلف تماما عن أفكار زوجك وأنكما على طرفي النقيض أنت تفكرين بالأمور تفكيرا عميقا وهو عنده الأمور كما تقولين مفيش مشكلة لأي مشكلة يتعرض أو تتعرض لها الأسرة، إذن ما الحل.
إن الزواج وحياتك الزوجية هي هذه ومشاكلك هي قائمة ولكي تحافظي على ديمومة الحياة الزوجية عليك أن تتحملي ضريبة واقع وقسمة الزواج.
عليك بمناقشة الأمور معه بكل هدوء وبدون توتر بعيدا عن الإلحاح، وأن لا تعطي للمشاكل أكثر من حجمها وأن تشعريه بأنه لا مبالٍ في حياته الزوجية
عليك أن تختاري أسلوبا في التعامل معه بالشكل الذي يستمع له ويحاول أن يغير نحو الأفضل
أداة التغيير أنت لزوجك والحمد لله أن مشاكل اللبس والملابس التي تعطي عليك أن تناقشي الأمور معه قبل أن تتخذي قرارا انفراديا
أختي الفاضلة أراك مهمومة بمشاكل لا تستوجب الكثير من الهم، وإن استمرت همومك فأنت تتعرضين للانهيار والإحباط وهو صاحب المشكلة، عليك أن تجعليه هو يفكر ويحاول أن يغير والتغيير لعلمك يكون بالتدريج، اصبري معه وطولي صبرك سوف تصلين إلى من صبر ظفر وإن شاء الله سوف تصلين إلى نتيجتك السليمة.
وأتمنى لك حياة زوجية هانئة بعد أن تمحى جميع المشكلات من قاموس حياتكما الزوجية.
مع التقدير
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الدكتور عبد الكريم عطا غير أن أنبهك إلى نقطة في منتهى الأهمية تتعلق بسيكولوجية الزوج الشرقي ألا وهي أن من المستحيل لزوج أن يقبل بتغيير مسلكه أو طريقته في الاتجاه الذي تريده زوجته ما دامت الزوجة قد أعلنت مرارا وتكرارا رفضها لمسلكه أو طريقته على طريقة المعلمة أو الأم المتسلطة..... قد يكون زوجك بتصرفاته تلك مستفزا لك لكن لا تنسي أن قبول السلوك المراد تغييره من قبل المعالج هو أول أبجديات العلاج، اقرئي على مجانين:
عن العلاج الزواجي تسألين؟ متوفر
22سنة زواج وزوجي لا يعجبني متابعة
نار جهنم هل أنا مجنونة متابعة
فنون الحياة الزوجية: شكرا عمرو
أهلا وسهلا بك وتابعينا بأخبارك.