اعترافات ثقيلة الظل م2
السلام عليكم،
أشكر جميع القائمين على هذا الموقع فجزاكم الله كل الخير.
أشعر بكل كلمة كتبتها يا أختي العزيزة في رسائلك للموقع لأنها تعبر عني تماما فكأنما تحكين عن حالي ومشاعري مع اختلاف بعض التفاصيل ومن ضمنها أنني من بلد وهو من بلد آخر وزاوجه مني كان من سابع المستحيلات لذلك تزوج بأخرى وأنجب طفلة جميلة الله يبارك فيها وبالرغم من ذلك استمرت علاقتنا فأنا بالنسبة له الروح والقلب ولا يستطيع أن يستغني عني كما يخبرني دائماً.....
أعرف تماما أن هذا يدخل في باب الخيانة وأنني أساعده على ذلك ولكن ماذا أفعل بقلبي الذي أحبه بعمق وبصدق وإخلاص لمدة أربع سنوات؟؟
لقد حاولت مراراً أن أقطع علاقتي به ولكنني أفشل وأضعف أمام سؤاله عني وعتابه لابتعادي عنه!!!!!!!!!
أعترف أنني إنسانة ضعيفة أمامه وفي نفس الوقت خائفة من أن تضيع سنوات عمري وأنا أحلم في حب مستحيل
ماذا أفعل لقد تعبت من نفسي ومن قلبي وأدعو الله كثيراً أن يفرج عني أو يتوفاني لأن الموت أرحم لدي من هذا الضياع الذي أشعر به.
8/11/2007
رد المستشار
ما أروع الحب حين يكون سببا في السعادة الحقيقية والتقاء إنسان بآخر له وضع خاص ومذاق متميز لن يتكرر في حياته بسهوله لأنه توأم الروح.
وما أبهاه حين يكون سائرا في طريق من نور يزيده إشراقا فوق إشراقه فنرى حينها الكون لا يسعنا لأنه صار ضيقا لا يتسع لسعادتنا ولأنه أقل ضياء من النور الذي يغمرنا!
وما أتعسه حين يصير بؤرة للألم ويتلاصق وجودة مع معاني نكرهها كالخيانة والظلام رغم صدقة وقوته ولكنها الحياة! التي تحمّلنا بالاختبارات طوال الوقت وترصد فيها النتائج دون تفاهم فتخرج لنا كشف حساب الآجل منه والعاجل، ويكون السؤال حينها هل سأستطيع أن أواجه كشف الحساب وأدفع أم لا؟
هل سيصمد هذا الحب أمام خانة ما علينا دفعه؟
وفي تلك المساحة نجد الاجتهادات من المحبين ما قل منها وما كثر فالبعض يختار الفراق رغم ما يحمله الفراق من غصّة بالقلب والروح وسواد للحياة حبا لمحبوبة ومخافة من الله عز وعلا، والبعض يختار أن يرجو رحمة ربه على أن يقدم من الخير والحسنات الكثير ليسد عنه بعض ما سيطلب منه سداده والبعض يهرب فلا يفعل شيئا تاركا الساحة دون أن يشير لأي شيء، دون أن يبذل جهدا في طاقة الفراق أو طاقة الاستمرار المشروط والبعض........ والبعض........
ولن أزيدك إلا أن الحياة اختيارات وأن للإنسان حرية الاختيار على أن يتحمل مسئولية اختياره بعد أن يعي تماما ما هو قادم عليه لأنه اختاره وارتضاه.
يبقى أن أقول لك أنه لا أحد يحصل على كل شيء وهذا ما يستميت عليه محبوبك فهو يريد كل شيء يريد حبه وروحه –أنت- ويريد الاستقرار العائلي والجنس!
فأين أنت؟ وعلى أي شيء تعيشين؟ ولأي أي شيء تعيشين؟
فالموت ليس عقابا وليس انتهاءً لشيء فهو حياة أخرى لها أبجديتها وأناسها وقوانينها، والذي لا نعرف عنها الكثير
لكنه أبدا لم يكن حلا لمشكلة ما؛ وإنما هو هروب فما أحمقنا حين نختزل قيمة الموت وقدسيته اختزالا مخلا في "الهروب".
ويتبع >>>>>: اعترافات ثقيلة الظل م3